ما هي عاصمة تونس
تونس
تُعد تونس واحدة من بلدان الشمال الأفريقيّ التي تقع على ساحل البحر الأبيض المُتوسط، يحدها من الغرب الجزائر ومن الجنوب الشرقيّ ليبيا، حيث تبلغ مساحتها (165,000) كم2، وبالرغم من أن العربية هي اللغة الرسميّة للبلاد إلا أنّ اللغة الفرنسيّة تعتبر الأكثر شيوعاً واستخداماً في مختلف المجالات والأعمال المحليّة، ويعتبر الإسلام هو الديانة السائدة في البلاد مع وجود ديانات أُخرى.[١]
حصلت تونس على استقلالها في عام 1956م، لتُعرف رسميًا باسم الجمهوريّة التونسيّة منذ عام 1957م، ويعيش فيها نحو 11,721,177 نسمة حسب توقعات تعود لشهر تموز/ يوليو من عام 2020 ميلادي، وتعتبر تونس المدينة عاصمةً للجمهوريّة التونسيّة.[٢]
تونس عاصمة تونس
تعد مدينة تونس عاصمة البلاد الإدارية،[٣] فهي تمثل عاصمة لولاية تونس وذلك تبعاً للتقسيمات الإدارية في البلاد، وموطناً لعدد كبير من المواطنين،[٤] كما تعد عاصمة سياسية للبلاد، فقد ساهم كل من تاريخ مدينة تونس وجغرافيتها في التطور الحاصل في البلاد، إضافةً إلى أنها تعد عاصمة ثقافية للبلاد؛ حيث تساهم في نشر المعرفة في مجالات عدة كالعلوم والفنون، كما أنها تعد عاصمة اقتصادية للبلاد، فبالرغم من تغيّر دورها في اقتصاد البلاد إلا أنها لا زالت ذات قوة اقتصادية،[٥] تشاركها فيها مدينة صفاقس التي تعتبر ثاني أهم مدينة تونسية بعد العاصمة، حيث تشتهر صفاقس بمجالات اقتصادية؛ تتمثل بالتجارة استيراداً وتصديراً، وزراعة الزيتون، ومعالجة الفوسفات، وصيد السمك؛ إذ تضم أكبر ميناء للصيد في تونس.[٦]
تعد تونس العاصمة أكبر المدن التونسية،[٧] حيث يعيش فيها أكثر من ربع سكان تونس،[٨] ويقدّر عدد سكانها لعام 2020 ميلادي بنحو 2,365,201 نسمة،[٩] و تعتبر مدينة تونس مدينة تاريخية قديمة يعود تأسيسها إلى القرن السابع الميلادي حول موقع جامع الزيتونة الذي يعد ثاني أقدم جامع في البلاد،[٤] وتنقسم مدينة تونس إلى قطاعين؛ هما: المدينة الإسلامية القديمة المتمثلة بقرطاج القديمة، والحي الأوروبي الحديث،[١٠] ويجدر بالذكر أن مدينة تونس المصنفة ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو تضم ما يقارب 700 معلم متنوع؛ منها المساجد، والأضرحة، والقصور، والمدارس، والنوافير.[١١]
اختيار تونس العاصمة
تمّ اختيار مدينة تونس لتكون عاصمة للبلاد بعد استقلالها في عام 1956 ميلادي، لتصبح مركزاً إدارياً وسياسياً وتجارياً فيها، وقد حدثت
تغييرات اجتماعية وتنموية ملحوظة نتيجة حدوث توسّع في الاقتصاد التونسي في النصف الثاني من القرن العشرين الميلادي، وحدوث توسّع في المدينة ذاتها نتج عنه ترميم مبانٍ قديمة وإنشاء مناطق جديدة، ويجدر بالذكر أن تونس العاصمة قد حظيت بمكانة رفيعة لكونها مقراً لجامعة الدول العربية منذ عام 1979ميلادي إلى عام 1990 ميلادي، وكذلك مقراً لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ السبعينات وحتى عام 2003 ميلادي،[١٠] كما كانت مركزاً تجارياً مهماً في منطقة البحر الأبيض المتوسط وأوروبا، إضافةً إلى اعتبارها مركزاً للتواصل الثقافي.[١٢]
جغرافية تونس العاصمة
موقع ومساحة تونس العاصمة
تقع مدينة تونس على الساحل الأفريقي للبحر الأبيض المتوسط[١٣] ضمن إحداثيات خطوط طول 10°9’56.84″ شرقاً و دوائر عرض 36°49’8.29″ شمالاً،[١٤] وتمتد المدينة على مساحة تقارب 212,63 كيلومتراً مربعاً،[١٥] وقد تمّ بناؤها بالقرب من بحيرة تونس عند مدخل خليج تونس، وترتبط بميناء حلق الوادي (Port La Goulette) على بعد 10 كيلومتر نحو الشمال الشرقي،[٧] وتتميز بموقع مميز بين الطرق البحرية وطرق القوافل المارة في الصحراء الكبرى، ويشار إلى أنها قريبة من مدينة قرطاج إذ تفصل المدينتين بحيرةٌ مالحة.[١٣]
مناخ تونس العاصمة
يسود مناخ البحر الأبيض المتوسط مدينة تونس، حيث يكون مناخها حاراً في الصيف ومعتدلاً في الشتاء، إذ يكثر هطول الأمطار في فصل الشتاء ويصل معدل هطول الأمطار السنوي 441 ميلمتراً، بينما تسود الأجواء اللطيفة في فصلَي الخريف والربيع، ويصل متوسط درجة الحرارة القصوى خلال النهار في شهر كانون ثاني/ يناير 14 درجة سيلسيوس، ليرتفع إلى أقصى متوسط درجة حرارة في شهر تموز/ يوليو والذي يبلغ حوالي 32 درجة سيلسيوس.[١٦]
تاريخ تونس العاصمة
يعود تاريخ تونس العاصمة إلى الألفية الثانية قبل الميلاد، حيث أسسها البربر في مكان مشرف فوق تلة، مما جعلها نقطة مراقبة لحركات السير من وإلى مدينة قرطاج، وقد تعرضت المدينة للدمار خلال الحرب البونية الثالثة في عام 146 قبل الميلاد، ثم أعاد الرومان بناءها لتصبح مستوطنة مهمة، وقد زاد تواجد المسيحيين فيها، إلى أن جاء العرب المسلمون إلى المدينة، فتميزت المدينة بأهميتها في الغايات العسكرية وذلك تبعاً لموقعها الاستراتيجي، ثم ظهرت صراعات داخلية ومجازر وثورات، إلى أن استعادت المدينة أمنَها وازدهارها في القرن الحادي عشر، وظلّت تحت حكم سلالة خراسانيد (بالإنجليزية:Khurasanid dynasty) لمدة تُقارب القرن.[١٥]
تعددت القوى المسيطرة على المدينة، حيث استولى عليها الفرنسيون، ثمّ تعرضت لمحاولات سيطرة إسبانية في القرن السادس عشر، إلى أن ساد الحكم العثماني فيها، وقد امتازت فترة الحكم العثماني بظهور تنوع عرقي كبير، وبناء معالم ضخمة في المدينة، ويشار إلى أن دولة تونس خضعت لحكم سلالة الحسين ثم الجزائريين في القرن الثامن عشر، وفي القرن التاسع عشر نما النفوذ الأوروبي في المنطقة بشكل كبير حيث توافدت أعداد كبيرة من الأوروبيين بهدف الاستيطان مما أدى إلى توسيع المدينة خارج جدرانها الحدودية لاستيعاب عدد السكان المتزايد، وقد خضعت دولة تونس إلى الوصاية الفرنسية خلال الاحتلال الفرنسي الذي استمر من 1881 ميلادي إلى 1956 ميلادي، إذ شهدت مدينة تونس عدة تطورات منها تأسيس بنية تحتية جديدة للمدينة، وبناء مستوطنات استعمارية سكنها الأوروبيون، ويشار إلى أن دور المدينة في الحرب العالمية الثانية كان أكثر بروزاً منه في الحرب العالمية الأولى، حيث كانت المدينة تحت سيطرة قوات المحور قبل أن تستولي عليها قوات التحالف، وعند حصول الدولة على استقلالها تم إعادة تعريب المدينة وهجرة عدد كبير من الأوروبيين إلى بلدانهم الأصلية.[١٥]
نظام الحكم في تونس العاصمة
تنقسم دولة تونس تبعاً للتقسيمات الإدارية إلى 24 ولاية، كما تنقسم كلّ منها إلى 262 معتمدية، وتعد تونس العاصمة إحدى ولايات الدولة، وتنقسم تونس العاصمة إلى 22 منطقة من ضمنها؛ قرطاج (Carthage)، والمرسى (La Marsa)، وحلق الوادي (La Goulette)، وباردو (Le Bardo)، والمدينة العتيقة (Medina)، ويجدر بالذكر أن هذه المناطق تنقسم بدورها أيضاً إلى بلديات.[١٦]
اقتصاد تونس العاصمة
تعد مدينة تونس عاصمة البلاد الوطنية والمركز الاقتصادي له، إذ إن ما يقارب ثلث الشركات التونسية تحظى بمقر لها في تونس العاصمة، كما أن ما يقارب ثلث الناتج المحلي الإجمالي للبلاد يتم إنتاجه في مدينة تونس، ويجدر بالذكر تعدد القطاعات الاقتصادية في مدينة تونس، حيث يلعب قطاع الصناعة دوراً مهماً من خلال إنشاء مناطق صناعية متخصصة في الضواحي المحيطة بمدينة تونس، إلى جانب صادرات المدينة من قطاعات النسيج، والبضائع الميكانيكية، والمنتجات الكيميائية، إلّا أن قطاع الخدمات بقي من أهم القطاعات الاقتصادية في مدينة تونس.[١٧]
تعد السياحة مصدراً مهماً للقطاع المالي الذي يلعب دوراً أساسياً في اقتصاد تونس أيضاً، ويساعد موقع البلاد المتميز على تنشيط حركة السياحة فيها، فقربها من البحر الأبيض المتوسط جعلها تُشكّل مدخلاً للأوروبيين إلى أفريقيا،[١٧] ويشار إلى أن عدداً كبيراً من الأشخاص في تونس يعملون في قطاع السياحة أو الخدمات المصرفية وغيرهما من الخدمات، كما يعد القطاع الزراعي من القطاعات الاقتصادية المهمة في مدينة تونس، حيث تنتشر فيها محاصيل الزيتون والحبوب، والمصانع اللازمة لمعالجة هذه المحاصيل، بالإضافة إلى مصانع للقماش، والملابس، والإلكترونيات.[١٨]
السياحة في تونس العاصمة
تتميز مدينة تونس بمبانيها القديمة ذات الطراز المعماري الأنيق، وبأطعمتها الشعبية الشهية، إضافةً إلى جاذبيتها ومناخها الجميل، كلّ ذلك جعل منها وجهةً سياحيةً مميزة يقصدها جنسيات متنوعة من السياح، ومن المعالم والأماكن السياحية الموجودة فيها ما يأتي:[١٩]
- المدينة العتيقة: تعد واحدةً من أولى المدن العربية المسلمة في منطقة المغرب العربي، والتي تمثل تاريخ مدينة تونس القديم، إذ يعود بناؤها إلى عام 698 ميلادي، ويمكن للسائح أن يتمتع بمشاهدة المباني والمعالم الأثرية المنتشرة فيها، والمشي في أسواقها المزدحمة التي تتميز بأزقتها المتعرجة، ولا بدّ للسائح من زيارة بوابة باب البحر التاريخية، والتمتع بمشاهدة القصور الفخمة الممتدة على زاوية سيدي إبراهيم.
- متحف باردو: يعتبر متحف باردو واحداً من أهم متاحف منطقة شمال أفريقيا، وقد اكتُشف من ضمن المواقع التاريخية القديمة في البلاد، حيث إنه يقع في مبنى قصر تونس الفخم، ويضم في كل قاعة من قاعاته واحدةً من أشهر المجموعات الفسيفسائية في العالم.
- جامع الزيتونة: يعد جامع الزيتونة مركزاً مهماً وحيوياً للمدينة، حيث يتميز بإطلالة رائعة على مناطق المدينة العتيقة، ويعود تاريخ بنائه إلى عام 732 ميلادي، ويتكون الجامع من مكان مهيب مخصص للصلاة يدخله المصلون مروراً بساحة الجامع الهادئة، ويتميز الجامع بسطح ذي بلاط مميز.
- منتزه البلفيدير: يمثل منتزه البلفيدير مساحة خضراء جميلة على تلة، يقصده السائح طلباً للراحة والهدوء، وهو منتزه ذو طبيعة خلابة يستمتع السائح أثناء التنزه فيه مشياً على الأقدام، حيث تنتشر فيه أشجار كثيفة من النخيل والتين والزيتون التي يستظل بها السائح أيضاً، إضافة إلى النوافير، كما يمكن للسائح أن يزور حديقة الحيوانات الموجودة فيه، وكذلك متحف الفن الحديث الذي يتوسط المنتزه.
المراجع
- ↑ Mr Moncef Boukthir, Mrs Akila Baklouti, Mr Abdelmottaleb Ouederni, Mr Ammar Mlaoueh (2017), Tunisia, Page 1. Edited.
- ↑ “Library”, www.cia.gov, Retrieved 2020-2-19. Edited.
- ↑ University of Jendouba, LEARNING TO COMPETE, Tunisia: University of Tunis, Page 5. Edited.
- ^ أ ب “Tunis Medina”, www.atlasobscura.com,2020، Retrieved 2020-2-19. Edited.
- ↑ Mats Karlsson , Joan Parpal (2011), Urban Development Strategies in the Mediterranean, Barcelona: Conference Urban development strategies in the mediterranean, Page 130.
- ↑ “Sfax”, www.medcities.org, Retrieved 2020-2-19. Edited.
- ^ أ ب “Tunis”, www.britannica.com,2020-2-4، Retrieved 2020-2-19. Edited.
- ↑ “Some Fun and Interesting Facts About Tunisia”, www.tunisiatours.org, Retrieved 2020-2-19. Edited.
- ↑ “World Population Review”, worldpopulationreview.com,2019-10-22، Retrieved 2020-2-19. Edited.
- ^ أ ب DERRICK BROOMS (2015-1-8), “TUNIS, TUNISIA (9TH CENTURY BCE- )”، www.blackpast.org, Retrieved 2020-2-19. Edited.
- ↑ ” Satellite View and Map of the City of Tunis (تونس), Tunisia”, www.nationsonline.org, Retrieved 2020-2-19. Edited.
- ↑ Aida Jridi (2017), “TUNIS”، en.unesco.org, Retrieved 2020-2-20. Edited.
- ^ أ ب “Tunis, Tunisia”, www.ovpm.org, Retrieved 2020-2-20. Edited.
- ↑ “Tunis, Tunisia latitude longitude”, latitudelongitude.org,2015، Retrieved 2020-2-20. Edited.
- ^ أ ب ت Oishimaya Sen Nag (2017-11-27), “What Is The Capital Of Tunisia?”، www.worldatlas.com, Retrieved 2020-2-20. Edited.
- ^ أ ب “Tunis”, www.newworldencyclopedia.org,2015-12-21، Retrieved 2020-2-22. Edited.
- ^ أ ب Andrew Woods (2018-6-6), “Tunis City Focus”، africa.businesschief.com, Retrieved 2020-2-25. Edited.
- ↑ “Tunis”, kids.britannica.com,2020، Retrieved 2020-2-25. Edited.
- ↑ Hanna Clarys (2017-2-9), “The Top 10 Things To Do And See In Tunis”، theculturetrip.com, Retrieved 2020-2-25. Edited.