ما عاصمة جامايكا

جامايكا

تُعتبر جامايكا (بالإنجليزية: Jamaica) ثالث أكبر جزيرة من بين جزر الأنتيل الكبرى، والإقليم الأكبر الذي يتحدّث سكّانه اللغة الإنجليزية، وتوجد هذه الدولة تحديداً في الجزء الشمالي الغربي من البحر الكاريبي، تحديداً غرب هاييتي وجنوب كوبا، وتمتد على مسافة 80 كم من الشمال إلى الجنوب، وحوالي 235 كم من الشرق إلى الغرب، ويتبع حدود البلاد نحو 66 جزيرة، وبالتالي تمّ اعتبارها دولة أرخبيلية وفق قانون المناطق البحرية (بالإنجليزية: Maritime Areas Act).[١] ويقطنها ما يُقارب 2,955,013 نسمةً وفق إحصائيات عام 2019م،[٢]

تنقسم جامايكا إدارياً إلى ثلاث مقاطعات؛ هي: كورنوال، وميدلسكس، وساري، وتنقسم هذه المقاطعات إلى 14 أبرشية؛ وهي: مدينة كينغستون الواقعة جنوب شرق البلاد وتُمثّل عاصمتها، وسانت أندرو، وسانت كاترين، وكلاريندون، ومانشستر، وسانت إليزابيث، وستمورلاند، وهانوفر، وسانت جيمس، وتريلاوني، وسانت آن، وسانت ماري، وبورتلاند، وسانت توماس،[٢] ويُذكر أنّ جاماكيا بعيدة نسبياً عن باقي الدول الأوروبية، لكن على الرغم من ذلك فهي تتبع في حكمها للملكية الدستورية البريطانية، إذ تتولّى الملكة إليزابيث الثانية سلطة البلاد، فهي إحدى دول الكومنولث البالغ عددها ست عشرة دولة، وهي في الوقت ذاته تُعتبر دولةً مستقلةً، وجزءاً من قارة أمريكا الشمالية.[٣]

كينغستون عاصمة جامايكا

تُعتبر كينغستون (بالإنجليزية: Kingston) عاصمة جامايكا، وهي الأبرشية الأصغر والأكثر اكتظاظاً بالسكان في البلاد،[٤] وتوجد في الركن المُطل على الساحل الجنوبي الشرقي للبلاد، وتتميّز بوجود ميناء طبيعي خلّاب مُحاط بتكوين جغرافي طبيعي، وقد حظيت كينغستون باهتمام الجهات المختصة كونها عاصمة البلاد؛ فمثّلت الميناء الرئيسي للدولة، ومنتجع ترفيهي وسياحي مهم، ويعود تاريخ تأسيس هذه المدينة إلى عام 1692م، وذلك بعد أن تعرّض ميناء رويال إلى الدمار بسبب الزلازل، وفي عام 1703م تمّ اختيارها كعاصمة تجارية للبلاد، ثمّ وقع الاختيار عليها لتكون العاصمة السياسية في عام 1872م، وبقيت على ذلك حتّى هذا اليوم على الرغم من تعرّضها لزلزال عنيف في شهر يناير من عام 1907م.[٥]

سبب اختيار كينغستون عاصمة

يُذكر بأنّ أول من طرح فكرة أن تُصبح مدينة كينغستون عاصمةً لدولة جامايكا هو حاكم البلاد سابقاً الأميرال تشارلز نولز؛ فقد سعى خلال منتصف القرن الثامن عشر الميلادي إلى نقل عاصمة البلاد من مدينة سبانيش تاون إلى مدينة كينغستون، ولعلّ أهم الأسباب التي دفعت الأميرال إلى نقل العاصمة القدرة الاستيعابية الكبيرة لميناء مدينة كينغستون المساوية لسعة باقي موانئ الدولة مجتمعةً، بالإضافة إلى أنّ الموقع المتميّز للمدينة ساعدها على تحسين قطاع التجارة مع المستعمرات الإسبانية في منطقة الكاريبي، حيث أثّر الضغط المستمر من قِبل التجّار في جعل كينغستون العاصمة الرسمية للبلاد، كما أنّ عدد سكان كينغستون ينمو بشكل كبير ومستمر، ولديها اتصال أفضل بالعالم الخارجي مقارنةً بباقي المدن في الدولة.[٦]

نبذة تاريخية عن كينغستون

لم يكن في الوجود مدينة تُسمّى كينغستون حتّى عام 1692م،[٦]؛ فقد تأسست هذه المدينة القديمة في الثاني والعشرين من شهر تموز عام 1692م لتكون ملجأ للناجين من الزلزال الذي ضرب ميناء رويال في السابع من شهر حزيران من العام ذاته وأدّى إلى دمار نحو ثلثي المدينة.[٤]

يتمثّل النمط الأصلي لتخطيط مدينة كينغستون بوجود شارع هاربو على طول الحد الجنوبي، وقد تمّ إجراء بعض التعديلات على تخطيط المدينة منذ تأسيسها حتّى هذا اليوم، حيث تمّ تكليف السير جون بيتر جرانت بمهمة إعادة تخطيط المدينة، ونقل العاصمة من سبانيش تاون، ومنذ ذلك الوقت تطوّرت كينغستون بشكل ملحوظ، ونما عدد سكانها، وتوسّعت حتّى امتدت إلى الأجزاء الشمالية عند منطقة سانت أندرو،[٤] وتتضمّن المدينة حالياً العديد من المباني الحكومية، والمقر الرسمي لحاكم البلاد، بالإضافة إلى منزل جورج ويليام غوردون الذي يُمثّل مقر اجتماع البرلمان الجامايكي.[٧]

جغرافية كينغستون

الموقع

تقع مدينة كينغستون على الساحل الجنوبي الشرقي لجزيرة جامايكا، على مقربة من “Hope River”، وتتربّع على سهل غريني مُحاطة بتضاريس طبيعية؛ مثل “Long Mountain”، و”Blue Mountains”، و “Red Hills”،[٧] ومن ناحية فلكيّة، فإنّ كينغستون تقع على دائرة عرض 18.0179° نحو الشمال، وخط طول 76.8099° نحو الغرب.[٨]

تقع كينغستون بالقرب من أبرشية سانت أندرو التي تأسست في عام 1867م كواحدة من أوائل الأبرشيات تأسيساً، حيث تبلغ مساحة سانت أندرو الجغرافية 430.7 كم²، في حين تشغل كينغستون مساحة 22كم²، وتحتل كلا المدينتين معاً مساحة 452.4 كم²، ويتمّ إدارة كينغستون وسانت أندرو أو ما يُعرف بمنطقة شراكة كينغستون وسانت أندرو (KSAC) من قِبل مجلس أبرشي واحد، وتنقسم هذه المنطقة إلى 15 دائرة سياسية و1354 دائرة اقتراع، وتتمثّل أهم أحياء العاصمة بحيّ “Constant Spring”، وحيّ “Half-Way-Tree”، وحيّ “Parade “، وحيّ “New Kingston”.[٩]

المناخ

تتمتّع مدينة كينغستون في دولة جامايكا بمناخ استوائي وفق تصنيف مناخ كوبن–غايغر؛[١٠] حيث تهطل فيها الأمطار بشكل متقطّع لأنّها تتواجد في المنطقة الجافة من الجزيرة، وقد تحدث العواصف المدارية والأعاصير بين شهري تموز وتشرين ثاني.[١١]

تسود الأجواء الماطرة في كينغستون خلال فصل الصيف، وتقل فرصة هطول الأمطار خلال فصل الشتاء، كما يصل المتوسط العام لدرجات الحرارة خلال السنة إلى 26.3°، ويبلغ متوسط الهطول المطري نحو 896 ملم خلال السنة، لكن التفاوت ظاهر وملحوظ في معدلات هطول الأمطار بين الشهور الجافة والشهور الممطرة؛ فقد يصل هذا التفاوت إلى 158 ملم، كما تتفاوت درجات الحرارة بمقدار 2.9° على مدار السنة، وبالنظر إلى أحرّ الشهور وأبردها خلال العام، فإنّ شهر كانون الثاني هو الشهر الأبرد خلال العام بمتوسط درجات حرارة تصل إلى 24.8°، أمّا الشهر الأحرّ خلال السنة فهو شهر آب؛ فقد تصل درجات الحرارة خلاله إلى 27.7°.[١٠]

ديموغرافية كينغستون

يقطن مدينة كينغستون 589,849 نسمةً وفق إحصائيات عام 2019م؛[٨] فمنذ عشرين عاماً نما عدد سكانها بشكل ملحوظ؛ نتيجة الزيادة الطبيعية في أعداد المواليد، وزيادة معدلات الهجرة من المناطق الريفية، حيث امتد النمو السكاني إلى المناطق الغربية، والشرقية من المدينة،[١٢] وتتمثّل أعلى الكثافات السكانية في كينغستون في المناطق الساحلية الممتدة من الحدود الجنوبية الغربية باتجاه الأجزاء الشرقية من المدينة، ومع الاتجاه نحو الأجزاء الشمالية تبدأ الكثافة السكانية بالانخفاض تدريجياً مع وجود بعض المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.[١٣]

تعود أصول الغالبية العُظمى من سكان مدينة كينغستون إلى أفريقيا، ثمّ يأتي السكان ذوو الأصول الهندية في المركز الثاني ضمن قائمة أكبر المجموعات العرقية، وفي المركز الثالث تأتي المجموعات العرقية ذات الأصول الصينية، والأوروبية، والعربية التي يُشكّل منها اللبنانيون الغالبية العُظمى، بالإضافة إلى أقليات من أصول الهسبانيون خاصةً من مناطق أمريكا اللاتينية، ومن الناحية الدينية تضم المدينة عدداً كبيراً من أتباع ديانة جديدة أطلقها إمبراطور إثيوبيا السابق هايله سـِلاسي الأول، بالإضافة إلى اليهود، وأعداد كبيرة من البوذيين والمسلمين.[١١]

الاقتصاد في كينغستون

تحتل مدينة كينغستون مكانةً مميزةً في الاقتصاد الجامايكي؛ فهي تُمثّل الميناء الرئيسي في البلاد، وإحدى أفضل الموانئ في منطقة الهند الغربية، حيث يتمّ تصدير العديد من المنتجات والبضائع من خلالها، مثل: السكر، والعسل الأسود، والموز، كما يقوم اقتصاد المدينة على قطاع السياحة، وتصنيع المواد الغذائية، وتكرير النفط؛[١٤] حيث تُمثّل كينغستون المركز الرئيسي لتكرير النفط في البلاد.[١٥]

السياحة في كينغستون

تُعتبر كينغستون من المراكز السياحية المهمّة في جزيرة جامايكا؛ فهي تُمثّل المركز الثقافي والاقتصادي للبلاد، وفيها سابع أكبر ميناء طبيعي في العالم، كما أنّها المدينة التي أطلقت عليها منظمة اليونسكو لقب مدينة الإبداع للموسيقا (بالإنجليزية: Creative City of Music) وذلك في عام 2015م.[١٦] كما تنتشر في المدينة العديد من المتاحف، والبنوك، والأسواق، والمحاكم، والمباني التاريخية، كما تتواجد المطاعم، والفنادق، والمباني الشاهقة في الأحياء الجديدة من المدينة،[١٧] ومن أهم المعالم السياحية في مدينة كينغستون ما يأتي:[١٨]

  • منزل ديفون: هو مبنى أثري قديم بُني في عام 1881م، ويتميّز بتصميمه المعماري على الطراز الجامايكي الجورجي، وتمثيله للتنوّع الثقافي الغنيّ للبلاد، ويُمكن للزوّار القيام بجولات استكشافية ومشاهدة أثاث المنزل وممتلكاته التي تعود إلى القرن التاسع عشر الميلادي، كما يُمكن زيارة المطاعم، والمحال التجارية، والمقاهي المتواجدة في المناطق المحيطة بالمنزل.
  • معرض جامايكا الوطني: تمّ افتتاح هذا المعرض في عام 1974م، وهو بذلك يُعتبر المعرض الفني العام الأقدم في منطقة البحر الكاريبي الناطقة باللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى أنّه المعرض الأكبر من بينها، ويُمكن لزوار المعرض مشاهدة المجموعات الرائعة من الفن الحديث، والمعاصر، والمبكر الخاص بفنانين من جامايكا، ومنطقة البحر الكاريبي، والدول الأخرى المحيطة بها، أمثال الفنان إدنا مانلي، وماليكا رينولدز.
  • جزيرة لايم كاي: وهي جزيرة صغيرة قبالة ساحل البر الرئيسي لمدينة كينغستون على مقربة من مطار نورمان مانلي الدولي، ويُمكن الوصول إليها من خلال الزوارق، وهي تتميّز بشواطئها الرملية البيضاء، ومياهها الهادئة، ومناطقها الترفيهية.
  • متحف بوب مارلي: يُنسب هذا المتحف إلى بوب مارلي الذي يُعتبر بطلاً قومياً ساهم بشكل كبير في دعم ثقافة البلاد وتمثيلها على المسرح العالمي، وقد بُني المتحف قديماً وما زال ضمن ملكية عائلة مارلي، ويشتمل في داخله على العديد من المجموعات التي تُعبّر عن حياة الفنان الموسيقي بدءاً من انطلاقته حتّى وصوله إلى العالمية.

الفن والأدب في كينغستون

تحظى مدينة كينغستون بتنوّع فني رائع، فالموسيقا فيها تُعتبر جزءاً من ثقافة الشعب، حيث إنّها منشأ ستة أنواع من الموسيقا الشهيرة؛ موسيقى ميناتو، وسكا، والريغي، والدانسهول، و”rocksteady”، و”dub “، بالإضافة إلى ذلك تضم كينغستون أكبر عدد من استوديوهات تسجيل الموسيقا على مستوى العالم، وتُقدّم العديد من المهرجانات الموسيقية الدولية الحيّة، وفيها العديد من المسارح، ومراكز البحوث الدولية، كما تضم كلية إدنا مانلي للفنون البصرية والأدائية التي تُعتبر مؤسسةً رائدةً للفنون، وغيرها الكثير من المراكز الثقافية التي تهتم بالفن، والثقافة، والموسيقا، وقد دفع هذا الإبداع الثقافي الفني الجهات المختصة في البلاد إلى دعم هذا القطاع وتطويره ليكون واحداً من المقومات الأساسية في الاقتصاد الوطني.[١٩]

المراجع

  1. ” Parish Profiles”, jis.gov.jm, Retrieved 8-12-2019. Edited.
  2. ^ أ ب “Jamaica Population 2019”, http://worldpopulationreview.com/, Retrieved 2019-12-30. Edited.
  3. “Where is Jamaica?”, worldpopulationreview.com, Retrieved 8-12-2019. Edited.
  4. ^ أ ب ت ” Parish Profile: Kingston”, jis.gov.jm, Retrieved 8-12-2019. Edited.
  5. “Kingston”, www.britannica.com, Retrieved 8-12-2019. Edited.
  6. ^ أ ب -, History of Kingston & St. Andrew, Page 2-3. Edited.
  7. ^ أ ب Oishimaya Sen Nag (3-10-2017), “What Is The Capital Of Jamaica?”، www.worldatlas.com, Retrieved 8-12-2019. Edited.
  8. ^ أ ب “What is the Capital of Jamaica?”, http://worldpopulationreview.com/, Retrieved 2019-12-30. Edited.
  9. “Kingston & St Andrew Municipal Corporation (KSAMC)”, www.localgovjamaica.gov.jm, Retrieved 8-12-2019. Edited.
  10. ^ أ ب ” Kingston Climate “, en.climate-data.org, Retrieved 8-12-2019. Edited.
  11. ^ أ ب “Kingston, Jamaica”, www.newworldencyclopedia.org, Retrieved 8-12-2019. Edited.
  12. ” Population Pressure in Kingston, Jamaica: A Study of Unemployment and Overcrowding “, www.jstor.org, Retrieved 8-12-2019. Edited.
  13. “HUNGRY CITIES PARTNERSHIP”, hungrycities.net, Retrieved 8-12-2019. Edited.
  14. “Kingston”, www.infoplease.com, Retrieved 8-12-2019. Edited.
  15. Joseph Kiprop (16-5-2018), “The Biggest Industries In Jamaica”، www.worldatlas.com, Retrieved 8-12-2019. Edited.
  16. “Kingston”, www.lonelyplanet.com, Retrieved 8-12-2019. Edited.
  17. “KINGSTON IN DETAIL”, www.lonelyplanet.com, Retrieved 8-12-2019. Edited.
  18. NABILA KHOURI (2017-2-9), “The 10 Top Things To See And Do In Kingston, Jamaica”، theculturetrip.com, Retrieved 2019-12-30. Edited.
  19. “Kingston”, citiesofmusic.net, Retrieved 8-12-2019. Edited.