ما هي عاصمة الأغالبة

القيروان

إنّ مدينة القيروان التونسيّة هي عاصمة دولة الأغالبة التي حكمت في منطقة المغرب العربي، ويُعرف الأغالبة بأنّهم من سلالة بني تميم العربيّة، وقد بسطت نفوذها وسلطتها على دول المغربي العربي المتضمّنة كل من تونس، والجزائر، والقسم الغربي من ليبيا، إضافة إلى القسم الجنوبي من إيطاليا، وأيضاً كورسيكا، وجزيرة صقلية، وجزيرة مالطا، وامتدّت فترة حكمها من عام 800 م حتّى عام 909 م.

تأسيس مدينة القيروان

إنّ مؤسّس الأسرة الأغلبيّة هو الأغلب بن سالم بن عقال التميمي، حيث كان هو قائد الجيش العبّاسي، ويعيّن فيما بعد والياً ولده إبراهيم من قِبَل هارون الرّشيد على إفريقيا، وكان ذلك في عام 787 م، إنّ فترة حكم الأغالبة قد توالى عليها الكثير من الأمراء، فكانت على التسلسل إبراهيم بن الأغلب، عبد الله بن إبراهيم، زيادة الله بن إبراهيم، أبو عقال الأغلب بن إبراهيم، محمد بن أبي عقال الأغلب أبو العباس، أحمد بن محمد، زيادة الله الثاني بن محمد، محمد بن أحمد، إبراهيم بن أحمد، عبد الله بن إبراهيم، زيادة الله الثالث بن عبد الله .

تاريخ مدينة القيروان

إنّ سيطرة دولة الأغالبة كانت كبيرة جداً، بحيث يروى بأنّ الدول القريبة منها والتي تدين بالمسيحيّة، كانت تدفع للأغالبة فريضة الجزية، وإنّ دولة الخوارج كانت دائماً بحالة صراع داخليّ، وخاصّة الثورات التي كانت تقوم فيها، والتي تحمل الصفة الدينيّة ( الخوارج )، أو الصراعات التي تحمل الصفة العصبيّة البربر، ونتيجة لهذه المشاكل الداخلية والحروب والتفرقة التي حصلت، قد فقدت دولتهم الكثير من أراضيها ومناطقها من قِبَل الدولة البيزنطيّة، وأيضاً من قِبَل الدولة الطولونيّة، وفي الأثناء ذاتها قد ثارت على الحكم بعض القبائل التي رفضت سيطرة الأغالبة، فانهارت دولتهم في عام 909 م وبأيدي الفاطميّين قد قضي على دولتهم.

معالم مدينة القيروان

لقد تمتّع الأغالبة بسعيهم لبناء دولتهم، فقد كانوا ينفقون في إعمار هذه الدولة من غنائمهم التي يجمعونها خلال حروبهم وجهادهم، ولم يفرضوا ضرائب على سكان البلاد التي حكموها، وإنّ أهمّ آثارهم التي تركتها دولة الأغالبة وما زالت حاضرة حتى أيّامنا هذه، القصر القديم وهو القصر الموجود منذ زمن إبراهيم بن الأغلب، وأيضاً نجد الجامع الكبير الموجود في مدينة القيروان، والصهاريج التي بنيت فيه، جامع سوسة ، وأيضاً بناء الرباط والموجود في مدينة سوسة حيث بني في عهد الأمير الأغلبي زيادة الله بن إبراهيم، ونجد أيضاً بناء مدينة رقادة، وكذلك قصر الفتح.