ما هي عاصمة مدغشقر

مدغشقر

تعتبر مدغشقر دولة جزرية وكانت تسمى قديماً الجمهورية المالاجاشية، وتقع في المحيط الهندي في الجنوب الشرقي لأفريقيا، وجزيرة مدغشقر هي رابع أكبر جزيرة في العالم، يعيش في مدغشقر أكثر من 5% من أنواع النباتات والحيوانات في العالم، ويوجد 80% من الأنواع في مستوطنة في مدغشقر منها قرود الليمور، والفوسا الحفار آكل اللحوم، ويوجد أيضاً ثلاث عائلات من الطيور وستة أنواع من البوابات، تعتبر جزيرة مدغشقر من الدول الفقيرة جداً حيث يعيش سكان مدغشقر تحت خط الفقر الدولي أي أقل من 1.25 دولار في اليوم، يوجد في مدغشقر الكثير من العرقيات التي ساهمت عبر التاريخ في تنوع الهوية الفردية لمدغشقر، وكان كل عرق ملتزم بالمعتقدات والممارسات الخاصة به كما أن 50% من سكان الجزيرة يمارسون طقوس دينية تقليدية والتي تؤكد وجود روابط بين الأحياء والأموات، ويوجد اعتقاد سائد عند سكان مدغشقر أن الأموات يشاركون إلى الأجداد في الألوهية، وأنّ الأجداد الأموات يهتمّون بمصير أبنائهم الأحياء، أمّا اللغة في مدغشقر فهي مالايو، وهي بولينيزية المنشأ ويتحدث بها جميع سكان الجزيرة، ويتحدّث السكان المتعلمون باللغة الفرنسية والإنجليزية وبدأت الحكومة في عام 2003 بمشروع تدريس اللغة الإنجليزية في المدارس الابتدائية وتأمل الحكومة على مواصلة هذا الجهد.

تاريخ مدغشقر

انفصلت أراضي مدغشقر عن قارة أفريقيا قبل 160 مليون سنة، وانفصلت عن شبه القارة الهندية منذ 80-100 مليون سنة وأُنشئت الجزيرة، وقدّر معظم علماء الآثار أنّ الإنسان وطأ أرض مدغشقر في عام 200 و500م، وجاء إلى مدغشقر البحارة من جنوب شرق آسيا عبر الزوارق الشراعية، تشير الأدلة العرقية إلى أنّه ربما قد سبق البحارة صيادي ميكا الذين قاموا بتأسيس مملكة في جنوب مدغشقر والذين يرجع أصلهم إلى المهاجرين الصومال.

بدأ تاريخ مدغشقر يكتب منذ القرن السابع عندما قام المسلمون مراكز تجارية على كافة المساحة التي تطل على البحر وذلك خلال العصور الوسطي، وبدأ الملوك بالعمل على توسيع سلطتهم من خلال التجارة مع المحيطين بجزيرة مدغشقر، وساعدت التجارة على خلق نظام للدولة يقوم على حكمها ملوك إقليميون عرفوا باسم ماروسيرانا، اعتمد هؤلاء الملوك على التقاليد الثقافية في أرضهم وعملوا على توسيع سلطاتهم وممالكهم، وتم إنشاء الحرفيين المهرة الذين يعملون في الصناعات المختلفة، حتى أصبحت مدغشقر ميناء اتصال بالمدن السواحلية الأخرى كزنجبار، ممباسا، كيلوا، وبدأت الاتصال الأوروبي بجزيرة مدغشقر عام 1500، عندما شاهد القبطان البحري البرتغالي دياس ديوغو الجزيرة إثر انفصال سفينته عن أسطول بحري كان ذاهباً إلى الهند، وعمل البرتغاليون بالتجارة مع مدغشقر وأطلقوا عليها اسم سان لورنسو، وفي العام 1666م قام فرانسوا كرون وهو المدير العام لشركة الهند الشرقية الفرنسية بالإبحار إلى مدغشقر، ولكن الشركة لم تتمكن من إقامة مستعمرة في الجزيرة ولكنها استطاعت إنشاء بعض الموانئ، وقامت الشركة الفرنسية في أواخر القرن السابع عشر بإنشاء المكاتب التجارية التي احتلت الساحل الشرقي بطوله.

قامت فرنسا بغزو مدغشقر عام 1883م بحرب أطلق عليها اسم فرانكو-هوفا، وسعت هذه الحرب إلى استعادة الممتلكات التي تمت مصادرتها من المواطنين الفرنسين، وفي النهاية تنازلت مدغشقر لفرنسا عن أنتشيرانانا وهي تقع على الساحل الشمالي ودفعت 560.000 فرنك إلى ورثة جوزيف فرانسوا وذلك في عام 1890، وفي عام 1895 اندلعت حرب فرانكو-هوفا الثانية والتي قتل فيها عشرون جندياً فرنسياً في المعارك ومات 6000 بسبب وباء الملاريا وأمراض كثيرة قضت عليهم، وانتهت الأعمال العدائية في 1896 وقامت فرنسا بضم مدغشقر، وتم إرسال العائلة المالكة إلى المنفي في الجزائر بعد 103 سنوات من الحكم وهكذا انتهي حكم الميرينا الملكي.

في الحرب العالمية الثانية قامت القوات الملغاشية بخوض حرب مع فرنسا والمغرب وسوريا، واقترح بعض قادة ألمانيا إلى ترحيل كل اليهود في أوروبا لمدغشقر ولكن لم يحدث هذا، وقامت ألمانيا بهزيمة فرنسا وتولت حكومة فيشي الحكم في مدغشقر، وقامت القوات البريطانية باحتلال الجزيرة في عام 1942م وذلك لمنع اليابانيين من الاستيلاء عليها، ومن ثم تولت فرنسا الحكم، ولكن مع ضياع هيبة فرنسا اندلعت الانتفاضة الملغاشية في عام 1947م، وقامت فرنسا بعدها بوقت قصير بإنشاء مؤسسات إصلاحية عام 1956م، وانتقلت مدغشقر نحو الاستقلال سلمياً وتم إعلان جمهورية مدغشقر يوم 14 أكتوبر 1958م دولة مستقلة داخل المجتمع الفرنسي، وكان الاستقلال التام في 26 يونيو 1960م.

أنتاناناريفو عاصمة مدغشقر

أنتاناناريفو وهي عاصمة مدغشقر، وتعتبر أكبر المدن فيها وتُعرف باسم تانا للاختصار، وتقع العاصمة وسط الجزيرة وتبعد 145كم عن الساحل الشرقي وهي المركز الإداري والاقتصادي لمدغشقر، وتقع المدينة على قمة ومنحدرات تل صخري يمتد لمسافة 4 كيلو متر جنوباً وشمالاً، ويبلغ ارتفاع المدينة عن سطح البحر 1275 متر وتبعد 125كم عن تاوماسينا وهي الميناء الرئيسي لمدغشقر، ويوجد بها مطار إيفاتو الدولي؛ تم تأسيس العاصمة أنتاناناريفو في القرن السابع عشر وكان مركزاً لقبيلة هوفا، ثم أصبحت عاصمة لمملكة ميرينا والتي حكمت الجزيرة ما يقارب القرنين، وقام الفرنسيون باتخاذ أنتاناناريفو مركزاً إدارياً لمستعمرتهم، ومحوراً رئيسياً للمواصلات بسبب وجودها في موقع حيوي.

اقتصاد مدغشقر

يعتمد اقتصاد مدغشقر في الأساس على الزراعة وصيد الأسماك، وأكثر الصادرات من القهوة والفانيليا، وتعتبر مدغشقر هي أكبر دولة في العام منتجة ومصدرة للفانيليا، إلى جانب قصب السكر والكاكاو والأرز والموز والفول السوداني وبعض المنتجات الحيوانية، في أواخر الثمانينات بدأ الإصلاح الهيكلي تحت ضغط المؤسسات المالية والبنك الدولي، ورغم الإصلاحات الهيكلية إلا أن اقتصاد مدغشقر ما زال ضعيفاً بسبب الفساد الذي يسيطر على تلك البلاد، وفي فترة النمو القوي التي شهدته مدغشقر في عام 1997-2001 بقيت مستويات الفقر مرتفعة ولم يتحسن الوضع على الإطلاق وخاصة في المناطق الريفية، وفي عام 2001 تفجرت أزمة سياسية كبيرة دامت ستة أشهر؛ بسبب الخلاف على نتائج الانتخابات الرئاسية، وتسبب الأزمة في توقف النشاط الاقتصادي في أماكن كثيرة من البلاد حتى انخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 12.7%، وعلى إثر ذلك انخفضت تدفقات الاستثمارات الأجنبية بشكل كبير لأن الأزمة عملت على تشويه مدغشقر في نظر المستثمرين الأجانب والمستوردين منها، ولكن بعد انتهاء الأزمة عاد اقتصاد مدغشقر للانتعاش ونما الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 10% وذلك في عام 2003، ولكن انخفاض قيمة العملة وارتفاع معدل التضخم أدى إلى تدني مستوى الأداء الاقتصادي مرة أخرى وذلك عام 2004، وبلغ النمو الاقتصادي 5.3% فقط، ولكن تمت السيطرة على التضخم في عام 2005م عن طريقة سياسة نقدية تعمل على رفع الإخراج الضريبي إلى 16% وكان المتوقع أن يرتفع النمو ووصل إلى 6.5% في نفس العام.

الترفيه في مدغشقر

برزت الكثير من الألعاب المسلية في الجزيرة مثل لعلبة Moraingy وهي رياضة شعبية تنتشر في المناطق الساحلية لمدغشقر ويمارسها الرجال، ويوجد أيضاً المصارعة التي تكون على نوع من الماشية تسمى (سيبوه) في عدد من المناطق، ودخلت بعض الألعاب الترفيهية مثل كرة القدم ولعبة الركبي وهي لعبة شعبية خاصة، وكان بطل العالم في البولينج وهي لعبة فرنسية من مدغشقر وهذه اللعبة يتم لعبها في مناطق حضرية، وقامت مدغشقر بإرسال لاعب لدورة الألعاب الأولمبية عام 1964م وشاركت مدغشقر في دورة الألعاب الأفريقية.