ما هي عاصمة قيرغيزستان

مقدمة

يحاول الناس التعرف على بلاد العالم المختلفة، فالجميع يحب السفر والتعرف على الثقافات المتعددة لبلدان العالم الموجودة على الأرض، فتبادل الثقافات والعادات هو أحد الأمور التي تزيد من معرفة الإنسان للعالم الذي يحيط به من مختلف الاتجاهات، من هذه الدول التي تتمتع بالكثير من الثقافات المتنوعة دولة قيرغيزستان، وهي من الدول الجميلة التي تتمتع بالمناظر الطبيعية الساحرة والرائعة، لذلك سنحاول التعرف في هذا الموضوع على جمهورية قيرغيزستان، سنتعرف هنا على الدول التي تحد جمهورية قيرغيزستان، وكذلك على المصادر والثروات الطبيعية التي تتمتع بها جمهورية قيرغيزستان، وسنحاول التعرف على بعض العادات والتقاليد المنتشرة في هذه الجمهورية.

موقع جمهورية قيرغيزستان

تقع جمهورية قيرغيزستان في قارة أسيا وبالتحديد فيما يُعرف بآسيا الوسطى، يحدها شمالاً دولة كازاخستان، أم جنوبا فيحدها كلاً من جمهورية الصين الشعبية ودولة طاجيكستان، أما غربًا فتحدها دولة أوزبكستان، وتعود الصين لتحدها من الشرق نظرًا للحدود الكبيرة التي يتمتع بها البلدان، كان تشكل هي والكثير من الدول ما عُرف بالإتحاد السوفيتي، وأنفصلت عنه بعد أنهياره في العام 1991م، تعتبر العاصمة بشكيك هي أهم المدن في جمهورية قيرغيزستان، وهي تعد من أصغر الدول مساحة في أسيا الوسطى، يدين غالبية سكان جمهورية قيرغيزستان بالديانة الإسلامية، فقد وصلت نسبة المسلمين في قيرغيزستان ما يصل إلى 80% من سكان الجمهورية القيرغيزية أما باقي سكان قيرغيزستان فهم من الروس الذي يشكلون ما يصل إلى 17% من السكان، والباقي يتوزع على بعض الديانات الأخرى.

تاريخ جمهورية قيرغيزستان

هاجرت الكثير من القبائل إلى أسيا الوسطى، وأغلب الظن أنها كانت من القبائل السلافية التي هاجر البعض منها إلى روسيا، وقاموا بتشكيل الدولة القيرغيزية التي أصبحت تحاول التوسع، مما أدى إلى وصولها إلى أكبر رقعة من الأراضي في القرن التاسع الميلادي، ثم مع ظهور المغول والتوسع الكبير الذي حصل بعد إنشاء الإمبراطورية الخاصة بالمغول في القرن الثالث عشر الميلادي، بدأ سكان الدولة القرغيزية الهجرة منها إلى دولٍ أخرى وبالتحديد إلى الدول الجنوبية، ثم اختلطت هذه القبائل مع القبائل الأخرى في العالم ولكنهم حاولوا الأحتفاظ باللغة التي تجمعهم، في القرن التاسع عشر الميلادي قامت الإمبراطورية الروسية العظمى بإحتلال الدولة القرغيزية، وفي عام 1936م تم ضم جمهورية قيرغيزستان إلى الإتحاد السوفيتي والذي أصبح له بالغ الأثر في تحول الثقافة والاقتصاد القرغيزي إلى ما هو عليه الآن، ثم أنفصلت عن الإتحاد السوفيتي في العام 1991م بعد أنهيار هذا الإتحاد الذي كان يُشكل أحد الأقطاب الرئيسية التي تحكم العالم إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، وفي العام 2010م حدثت ثورة كبيرة في جمهورية قيرغيزستان على رئيس البلاد في ذلك الوقت وهو كرمان بكييف وذلك بسبب السياسات الخاطئة التي كان ينتهجها، والذي كان يحاول من خلالها ترسيخ الحكم الخاص به والحد من الديمقراطية والأنفتاح الأقتصادي الذي كانت تحاول جمهورية قيرغيزستان الوصول إليه.

جغرافيا جمهورية قيرغيزستان

تملك جمهورية قيرغيزستان العديد من المعالم الجغرافية، ولكن السمة الأبرز التي تميزها هي وجود السلاسل الجبلية الكبيرة التي تمتد في الجنوب والوسط من الجمهورية القرغيزية، ويمكن أن يصل أرتفاعها في إلى ما يزيد على سبعة ألاف متر فوق سطح البحر، وتبلغ مساحة جمهورية قيرغيزستان ما يصل إلى 200,000 كيلومتر مربع، وتبلغ مساحة المياه فيها 7,000 كيلومتر مربع، يتخللها الكثير من الوديان النهرية التي تشكل مجموعة كبيرة من البٌحيرات المائية، وتمتاز أيضًا بالكثير من الأنهار التي تعطي الدولة الكثير من المصادر المائية وأبرز هذه الأنهار نهر تشو الذي يمتد من سلاسل الجبال الشمالية إلى الحدود المجاورة لدولة كازاخستان، وكذلك نهر نارين الذي يمتد من سلسلة جبال تين إلى وسط جمهورية قيرغيزستان.

اللغة في جمهورية قيرغيزستان

بالرغم من أنفصالها عن الإتحاد السوفيتي التي كانت أحد الدول المشاركة فيه إلا أن جمهورية قيرغيزستان حاولت الأحتفاظ باللغة الروسية كلغة رسمية في البلاد، وحاولت أن تضيف اللغة القرغيزية إلى جانب اللغة الروسية بعيد أنفصالها عن الإتحاد السوفيتي، وفي العام 2001م حاولت الحكومة من خلال البرلمان الخاص بجمهورية قيرغيزستان أن تجعل اللغة القرغيزية هي اللغة الرسمية في البلاد، مما أدى إلى وضع اللغة الروسية في المركز الثاني بعد القرغيزية كلغة رسمية للبلاد، ولكن مع القيام بعمل هذه الإجراءات إلا أن اللغة الروسية ما زالت هي المسيطرة على المؤسسات التعليمية، والمؤسسات الأقتصادية في البلاد، أما اللغة القرغيزية فقد يلجأ إليها القرغيزين عند مخاطبة بعضهم في البيوت.

عاصمة جمهورية قيرغيزستان

عاصمة جمهورية قيرغيزستان هي مدينة بيشكيك، وهي تحتوي على الكثير من التراث الخاص بالجمهورية القرغيزية، وتعتبر بيشكيك من أهم المراكز الثقافية والأقتصادية في جمهورية قيرغيزستان، كما تعتبر من أفضل المدن الموجودة في أسيا الوسطى، وهي كلمة تعود إلى التراث الروسي، وسميت بذلك نسبة إلى الآلة التي كان يستخدمها الروس عند تحويل اللبن الناتج من الخيول إلى المشروب الأشهر حاليًا في الجمهورية القرغيزية والذي يُطلق عليه كومس، تقع مدينة بيشكيك في الجزء الشمالي من جمهورية قيرغيزستان على الوادي الخاص بالنهر الأشهر في الجمهورية نهر تشو، والزائر إلى بيشكيك يلاحظ وجود الملامح السوفيتية في العمارة والزراعة وغيرها من الأمور الكثيرة، ويذكر لنا علماء التاريخ أن أول من سكن مدينة بيشكيك هم القبائل التركية التي هاجرت إليها في القرن السادس الميلادي، وزادت كمية هذا التدفق في القرون اللاحقة حتى القرن الثاني عشر الميلادي حينما وصلت الإمبراطورية المغولية إلى الدولة القرغيزية وقامت بإحتلالها، وبعد أحتلال المغول لهذه المناطق حاولت القبائل التركية التي كانت هناك الأندماج معهم، وتم الأختلاط بين هذه القبائل، ويقول علماء التاريخ أن السكان الحاليين لجمهورية قيرغيزستان ربما قد يكونوا من أندماج القبائل التركية مع المغول، وأستمر هذا الأمر إلى أن جاء الإسلام وفتح مدينة بيشكيك في القرن السابع عشر الميلادي مما أدى إلى دخول هذه القبائل في الدين الإسلامي، وبعد بداية القرن التاسع عشر الميلادي قامت الإمبراطورية الروسية العظمى بضم الدولة القرغيزية إلى أراضيها، وجعلت جمهورية قيرغيزستان أحد الأقاليم التابعة لسيطرتها وحكمها، وفي العام 1936م تم ضم جمهورية قيرغيزستان إلى الإتحاد السوفيتي وأصبحت تسمى جمهورية قيرغيزستان السوفيتية إلى أنهيار الإتحاد السوفيتي في العام 1991م، وبعد أنهيار الإتحاد السوفيتي قام القرغيزيون بإعلان جمهورية قيرغيزستان وعاصمتها مدينة بيشكيك.

المعالم التي تميز مدينة بيشكيك

تتميز عاصمة جمهورية قيرغيزستان بالكثير من المعالم التي تدل على الحضارة العريقة التي كانت تتمتع بها جمهورية قيرغيزستان بشكلٍ عام ومدينة بيشكيك بشكلٍ خاص، ولكن كما تحدثنا سابقًا فإن أبرز المعالم التي تتمتع بها مدينة بيشكيك تعود إلى الحقبة التي كان فيها الإتحاد السوفيتي حاكمًا لجمهورية قيرغيزستان، ولكن هذا لا يعني وجود الكثير من المعالم التي تعود إلى الحقب التاريخية المختلفة التي مرت على مدينة بيشكيك، ومن هذه المعالم التي تتميز بها مدينة بيشكيك الساحة الحمراء التي ترمز إلى الحرية المطلقة للشعب القرغيزي، ومن المعالم الموجودة أيضاً في المدينة جامع سنتراتا موسك، منها أيضًا البيت الأبيض الذي يُعتبر المقر الرئيسي التابع للحكومة والذي يتم من خلاله إتخاذ كافة القرارات السيادية في الجمهورية القرغيزية.