دولة ليبيريا

دولة ليبيريا

الجمهورية الليبيرية هي دولةٌ إفريقيةٌ تقع في الجهة الغربية من القارة السّوداء، وتحدّها سيراليون من الغرب، وغينيا من الشمال، والمحيط الأطلسي بها من الجنوب، ومن الشرق ساحل العاج، وعاصمتها مدينة ومنروفيا، وتبلغ مساحتها حوالي 111,369كم،² وبتعدادٍ سكاني حوالي 4,300,000 نسمةٍ.

التركيب السكاني في ليبيريا

يتألف السكان الأصليون لدولة ليبريا من الزّنوج المُحررين الذين عادوا من الأمريكيتين والعديد من الجماعات العرقية التي تعود في أصولها إلى القارة الإفريقية، وهم يشكّلون 95% من مجموع السكان، والصفة الغالبة على السكان هي التركيبة القبلية مثل: قبائل الكبيلي، وألباسا، والجيو، والجريبوا، والكرو، والمانو، واللوما، والحولا، وغيرهم من القبائل الأخرى.

على الرّغم من أنَّ نسبة السكان الذين يعودون إلى أصول الزّنوج الأمريكيين لا يشكلون أكثر من 5% من مجموع السكان الكليين إلّا أنّهم يستأثرونَ بالسلطة في البلاد، ويُعاني النظام السياسي في البلاد من اضطراباتٍ مُتكررةٍ بسبب انتماء الأشخاص لقبائلهم أكثر من انتمائهم للّدولة.

الموارد الاقتصادية

يَغلب على البلاد المناخُ شبه الاستوائي؛ فدرجة الحرارة مرتفعةٌ والأمطار كثيرةٌ، وقد تمّت إزالة مساحاتٍ واسعةٍ من الغابات واستصلاحها كمزارعٍ لزراعةِ الموز والذّرة؛ إذ إنّ أغلب السكان في ليبيريا يعملون بالزراعة وتعتبر الحرفة الرئيسية لهم، فيزرعون الموز، والذرة، والأرز بالدّرجة الأولى، وكبيئةٍ استوائيةٍ يعتبر المطاط والكاكاو من السِّلع المهمة التي تُصدّر للخارج وتُساهم بنسبةٍ كبيرةٍ في اقتصاد الدّولة، كما توجد في ليبيريا معاملٌ تعدينيةٌ للذَّهب والماس وعُثِر بأرضها على كمياتٍ كبيرةٍ من معدنِ الحديد.

يُعاني الشعب الليبيري من الفقر الكبير، فمستوى دخل الفرد مُنخفضٌ جداً لا يكاد يُلبّي أدنى حدٍ من متطلبات الحياةِ الكريمةِ وكل ذلك بسبب الحروب الأهلية، والاقتتال المستمر بين القبائل، علاوةً على التّدخلات الإقليمية من دول الجوار.

أسباب الصّراع

لا تَختلف البُنية الاجتماعية في ليبيريا عن البُنية الاجتماعية لباقيِ الدّول الإفريقية؛ فهي تتكون من بُنى اجتماعيةٍ وسياسيةٍ مُفككةٍ ومُفتتةٍ بين القبلية والدين، فعلى الرّغم من إعلان الاستقلال إلا أنّ أغلب الدّول الإفريقية تعتبر من الدّول الضعيفة، فلم تستطع معظمها صهر هذه البنى في بوتقةِ الولاء للدولة.

حاولتْ الكثير من حكومات هذه الدّول علاج هذه الأزمة بأدواتٍ وطُرقٍ مُتنوعة كإقامة أحزابٍ وطنيةٍ تَجمع جميع فئات الشعب، أو بِطرُقٍ اقتصاديةٍ عن طريق التنمية التي تَستفيد منها كافةُ فئات الشعب داخل الدّولة، أو بأساليب قمعية، وجميع هذه الأساليب لم تنجح أبداً مما أدى إلى تعميق مفهوم عدم الاستقرار، وأصبح الكفاح المُسلّح هو الوسيلة السائدة بين القبائل.

نشأتْ الدّولة الليبيرية على أكتافِ العبيد المُحررين من الولايات المتحدة الأمريكية والذين استوطنوا في البلاد من عام 1821م وأعلنوا استقلال بلادهم في عام 1874م إلا أنّ استئثارهم بالحكم وتجاهل مصالح الجماعات المحلية والتي تُشكّل الأغلبية أدى إلى استمرار الاضطرابات والمواجهات المسلحة في البلاد.