تعريف بمدينة مراكش
نبذة عن مدينة مراكش
تعدّ مدينة مراكش المغربية (بالإنجليزية: Marrakech) أول المدن الإمبراطورية في تاريخ المغرب، والمدينة الأهمّ بين مدن الجزء الأوسط منه، وقد أُطلق عليها هذا الاسم تبعاً للغة الأمازيغية البربرية (بالإنجليزية: Amazigh Berber)، ويعني أرض الله (بالإنجليزية: Land of God)، وتُسمّى أيضاً بالمدينة الحمراء (بالإنجليزية: red city) نسبة إلى اللون الغالب على مبانيها، وأسوارها المبنية من الطين، كما تتميز بالعديد من أشجار النخيل التي تحيط بها،[١][٢] ويجدر بالذكر ما تحظى به هذه المدينة من أهمية تجارية، وسياحية، إضافة إلى أهميتها التاريخية الكبيرة، فقد تأسّست منذ نحو ألف عام، وتنقسم مراكش إلى قسمين، هما: البلدة القديمة، والتي تشتهر بجدرانها التاريخية، والبلدة الجديدة المتمثلة بمنطقتيّ؛ (بالإنجليزية: Gueliz)، و(بالإنجليزية: Hivernage).[٣][٤][٥]
تاريخ مدينة مراكش
مرّت مدينة مراكش عبر تاريخها الطويل بالعديد من الأحداث التاريخية الهامّة، والتي ساهم في وجودها 5 سلالات رئيسية، فقد تأسّست على يد أول الحكّام المرابطين (بالإنجليزية: Almoravid)، وهو يوسف بن تاشفين، وذلك عام 1062م، إذ بدأت في هذه الفترة زراعة النخيل، وبناء العديد من المساجد، ودور تعليم القرآن، إلى جانب الأسوار التي أُنشئت لتحصين المدينة، وحمايتها من الغزوات، وبهذا أصبحت مراكش عاصمة للدولة، ومركزاً ثقافياً، وتجارياً، ودينياً هامّاً فيها، وفي عام 1147م حاصر الموحدّون (بالإنجليزية: Almohad) هذه المدينة لعدة أشهر، وهدموا عدداً من مبانيها، ثمّ بنوا العديد من القصور، والمباني الدينية فيها، ومن هذه المباني: جامع الكتبية (بالإنجليزية: mosque of Koutoubia).[٤][٥]
بقيت مراكش تحت حُكم الموحدّين حتى نهاية القرن الثالث عشر الميلادي، ثمّ حكمها المرينيون (بالإنجليزية: Merinid)، والذين انتقلت في عهدهم عاصمة البلاد إلى مدينة فاس، وفي أوائل القرن السادس عشر حكم البلاد السعديون (بالإنجليزية: Saadian)، إذ ازدهرت مراكش في عهدهم، وعادت كعاصمة للدولة من جديد، كما شهدت بناء قصر البديع على يد أحمد المنصور، إلى جانب العديد من الأضرحة، وبعد ذلك حكم هذه المدينة العلويون (بالإنجليزية: Alaouite) الذين رممّوا أسوارها، وبنوا العديد من المساجد فيها، ومع بداية القرن العشرين، أصبحت مراكش تحت الحماية الفرنسية، والتي انتهت في عام 1956م عندما نالت البلاد استقلالها.[٤]
جغرافيّة مدينة مراكش
الموقع والمساحة
تحظى مدينة مراكش الواقعة في المملكة المغربية (بالإنجليزية: Morocco) بموقع جغرافي استراتيجيّ، وذلك لكونها نقطة تقاطع للعديد من الطرق الكبرى، ومنطقة التقاء الجزء الشماليّ للمغرب، مع الجزء الجنوبيّ منها، وتقع مراكش في الجهة الشمالية لسلسلة جبال أطلس (بالإنجليزية: Atlas Mountains)، وفي الجانب الجنوبيّ من نهر تانسيفت (بالإنجليزية: Tennsift River)، في الجزء الأوَسط لسَهل حوز الخَصب (بالإنجليزية: Haouz Plain)، وتحديداً في جهة مراكش – تانسيفت – الحوز الإدارية (بالإنجليزية: Marrakech-Tensift-Al Haouz)،[١][٣][٦] كما تبعُد عن عاصمة الدولة مسافة تقدّر بنحو 327كم، إذ تقع في الجهة الجنوبية الغربية منها.[٧]
تقع مراكش فلكياً على تقاطع دائرة عرض 31.63 درجة، وخط طول 8.00- درجة، وتحتلّ المرتبة الرابعة بين مدن المملكة المغربية من حيث المساحة الجغرافية، وذلك بعد كلّ من: مدينة الدار البيضاء، وفاس (بالفرنسية: Fès)، وطنجة (بالإنجليزية: Tangier)، إذ تُقدّر مساحتها بحوالي 230كم2، وترتفع هذه المدينة عن مستوى سطح البحر بنحو 457م.[٦][٨]
المناخ
تسود مدينة مراكش الأجواء الدافئة طوال العام، لذلك يعدّ المناخ الجاف نسبياً هو المناخ السائد فيها، ولكن على الرغم من درجات الحرارة المرتفعة التي قد تشهدها المدينة، إلا أنّها لا تعدّ أرضاً قاحلة، وذلك بسبب وقوعها على سفوح جبال أطلس، ويصل معدل هطول الأمطار الشهري في مراكش إلى ما يقارب 4ملم خلال الأشهر الأعلى حرارة، وحوالي 31ملم خلال الفترة الأكثر رطوبة، والتي تمتدّ بين شهري؛ يناير/كانون الثاني، وأبريل/نيسان، وفيما يلي شرح بسيط لحالة الطقس بمدينة مراكش في كل فصل من فصول السنة:[٩]
- فصل الربيع: يتميز بالأجواء الدافئة عموماً، إذ يصل معدل درجات الحرارة في شهر أبريل/نيسان إلى 25 درجة مئوية، بينما يرتفع ليصل إلى 28 درجة مئوية خلال شهر مايو/أيار، ويبلغ معدل الهطول المطري في شهري؛ مارس/آذار، وأبريل 31 ملم، في حين ينخفض ليصل إلى 11ملم في شهر مايو.
- فصل الصيف: يتميز بالأجواء الحارة، والجافة عموماً، وتُسجّل الحرارة أعلى معدلاتها خلال شهري؛ يوليو/تموز، وأغسطس/آب، إذ تصل إلى 37 درجة مئوية، وتكون معدلات الهطول المطري منخفضة في الفترة ما بين شهري؛ يونيو/حزيران، وأغسطس، إذ تبلغ أقلّ نسبة لها في شهر أغسطس بمعدل 2ملم، وهو بذلك يعتبر الشهر الأكثر جفافاً في مراكش على مدار العام، وتصل الرطوبة إلى أدنى معدلاتها في شهر يوليو، إذ تُسجّل ما نسبته 44%.
- فصل الخريف: يعدّ من أكثر الفصول المناسبة لزيارة مراكش، ويتميز بالأجواء الباردة خلال شهريّ؛ أكتوبر/ تشرين الأول، ونوفمبر/ تشرين الثاني، والحارة خلال شهر سبتمبر/أيلول، إذ يصل متوسط درجات الحرارة خلال سبتمبر إلى 31 درجة مئوية، بينما ينخفض خلال شهر نوفمبر ليصل إلى 22 درجة مئوية، أمّا معدل الهطول المطري فيبلغ 13ملم خلال سبتمبر، و27ملم خلال نوفمبر.
- فصل الشتاء: يتميز بالأجواء الباردة، وتكون الحرارة في أدنى معدلاتها خلال شهر يناير/كانون الثاني، إذ تصل إلى 18 درجة مئوية، بينما ترتفع قليلاً في شهر نوفمبر لتتراوح حول 22 درجة مئوية، ويبلغ معدل الهطول المطري في شهر يناير 31ملم.
ديموغرافية مدينة مراكش
يبلغ عدد سكان مدينة مراكش ما يقارب 988,968 نسمة، ويُقدّر معدل النمو السكاني فيها بنحو 1.31%، وذلك وفقاً لإحصائيات عام 2019م، وبالنظر إلى التكوين العرقي للسكان، فإنّ البربر (بالإنجليزية: Berbers) يشكلّون النسبة الأكبر بين المجموعات العرقية في الدولة، وأمّا فيما يخصّ اللغات المتداولة، فإنّ العربية هي لغة البلاد الرسمية، إضافة إلى اللغة البربرية، كما تُستخدم اللغة الإنجليزية في المناطق الساحلية، بينما الفرنسية فتُدرّس منذ المراحل التعليمية الأولى، ولكنّها تعدّ لغة غير رسمية، ويجدر بالذكر أنّ اللغة لا تشكّل أيّ عائق بالنسبة لزوار هذه المدينة، إذ يملك معظم السكّان القدرة على التحدث بثلاث، أو أربع لغات، وأمّا من الناحية الدينية، فإنّ الإسلام هو دين الدولة الرسميّ، ويعتنقه غالبية سكان مراكش، ولذلك فهو يؤثّر بشكل كبير على الجانب الثقافيّ في المدينة.[١٠][١١]
التعليم في مدينة مراكش
تقوم أُسس التعليم في مدينة مراكش على النظام الفرنسيّ، وتوفّر المدينة نظاماً تعليمياً مجانياً، وإلزامياً للجميع منذ سنّ السابعة، وحتى الثالثة عشر، ويستطيع الأطفال الالتحاق بالعملية التعليمية منذ سنّ الرابعة، إذ يجب على الطلبة اجتياز شهادة الدراسة الابتدائية (بالفرنسية: Certificate d’études primaires) بنجاح، ليتمكّنوا فيما بعد من الالتحاق بالمدارس الإعدادية، وتُشير الدراسات الإحصائيات إلى أنّ نسبة الإلمام بالقراءة، والكتابة في المغرب قد وصلت إلى نحو 50% من العدد الكلي لسكان الدولة، إذ يفوق الذكور عدد الإناث في ذلك.[٧]
اقتصاد مدينة مراكش
تُساهم مدينة مراكش في اقتصاد المغرب بشكل كبير، فهي تتمتّع باقتصاد قويّ يقوم بشكل أساسي على القطاع السياحي، إذ يصل عدد زوار المدينة سنوياً إلى أكثر من مليوني سائحٍ، ويجدر بالذكر أنّ التطوّر الحاصل على شبكة الطرق التي تصل بين مراكش، وكلٍّ من: المطار، ومدينة أكادير (بالإنجليزية: Agadir)، والدار البيضاء (بالإنجليزية: Casablanca) قد لعب دوراً مهماً في دعم هذا القطاع، وبالتالي استقطاب أعداد كبيرة من المستثمرين، وإضافة إلى ذلك تتميّز مراكش بانخفاض أسعار العقارات السكنية فيها، مما ساهم في جذب العديد من الناس للانتقال إليها، والاستقرار فيها، محدثاً بذلك نهضة عمرانية شاملة، ويجدر بالذكر أنّ قوافل الذهب، والملح التجارية قد ساهمت في نموّ اقتصاد هذه المدينة بشكل كبير فيما مضى.[٧][١٢]
السياحة في مدينة مراكش
تعتمد مدينة مراكش في نموّها، وتطوّرها على القطاع السياحي بشكل كبير، فقد تمكّنت من جذب العديد من السياح إليها منذ نحو ألف عام،[١٢] وفيما يلي بعض من أهمّ الأماكن، والمعالم السياحية في هذه المدينة:[١٣]
- المدينة: (بالإنجليزية: The Medina)، يقع حي المدينة في الجزء الأوسط من مراكش، وهو أحد مواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو، ويتميّز بالأزقة المتعرجة، والساحات، والأسواق المكتظّة، كما يشتهر بالقصور، والمساجد الفريدة التي تعكس عراقة التاريخ، والحضارة.
- ساحة جامع الفناء: (بالإنجليزية: Jemaa el-Fnaa)، تعدّ هذه الساحة الحيوية مركزاً لمدينة مراكش، والساحة الرئيسية في حي المدينة، وتضمّ العديد من أصحاب المواهب، والثقافات المختلفة، إضافة إلى الباعة المتجولين، والأكشاك، والمحلات المتخصصة في بيع مختلف المنتجات، والبضائع.
- حديقة أنيما: (بالإنجليزية: Anima Garden)، تقع هذه الحديقة الخلّابة على بعد 45 دقيقة من المدينة، وتعدّ مكاناً مناسباً للاسترخاء، والتنزّه، إذ تتميّز بوجود العديد من المناظر الطبيعية المذهلة، والمسارات المظللة بالأشجار، إضافة إلى بعض الأعمال الفنية التابعة لكبار الفنانين، أمثال: رودان (بالإنجليزية: Rodin)، وبيكاسو (بالإنجليزية: Picasso)، وكيث هارينغ (بالإنجليزية: Keith Haring).
- أسواق التوابل والأسواق الحرفية: (بالإنجليزية: Spice souks and artisanal markets)، تقع في حي المدينة، وتضمّ عدة أسواق، مثل: أسواق التوابل، والخزف، والنسيج، والملابس المصنوعة يدوياً، بالإضافة إلى محلات الأدوات الحرفية، والأحذية، والبلاط، وغيرها.
- قصر الباهية وقصر البديع: (بالإنجليزية: The Bahia and Badii Palaces)، تتميّز هذه القصور الرائعة بالعناصر المعماريّة الفريدة، وتعكس تاريخ العائلة المالكة لدولة المغرب.
الثقافة والفن في مدينة مراكش
تتميّز منظومة مجتمع مدينة مراكش بالعديد من القيم الاجتماعية، والتراث الغني، والثقافة المتجددة عبر العصور، وتعدّ مراكش مدينة للفن، إذ تضمّ العديد من المعارض الفنية التي تحتوي على أعمال لفنانين، ورسامين، ونحاتين كبار، إضافة إلى المهرجانات المختلفة التي تُقام فيها، مثل: مهرجان مراكش السينمائي الدولي، ومهرجان الفنون الشعبية، كما تشتهر بالمقاهي الأدبية التي توفّر أجواءً مناسبة للقراءة،[٥][١٤][١٥] أمّا فيما يخص الأكلات التقليدية في هذه المدينة، فإنّ طبق طنجية (بالإنجليزية: Tangia) هو أهمّ أطباقها المميّزة.[١٦]
المراجع
- ^ أ ب ” Marrakech “, www.britannica.com,19-8-2016, Retrieved 15-12-2019. Edited.
- ↑ “HOME & BREAKFAST IN MARRAKECH”, www.riadjaunesafran.com, Retrieved 8-1-2020 (page 5). Edited.
- ^ أ ب Riikka Moreau (2005), Marrakech – A city of cultural tourism, LONDON: HVS INTERNATIONAL, Page 4. Edited.
- ^ أ ب ت “History of the city”, visitmarrakech.com, Retrieved 16-12-2019. Edited.
- ^ أ ب ت -, Marrakech in morocco , Rabat, Morocco: Moroccan National Tourist Office, Page 4,10. Edited.
- ^ أ ب ” Where is Marrakesh, Morocco?”, www.worldatlas.com,2-10-2015، Retrieved 15-12-2019. Edited.
- ^ أ ب ت “A comprehensive guide about living well in Marrakech”, www.internations.org,5-8-2015, Retrieved 15-12-2019. Edited.
- ↑ “Marrakech”, www.reseau-euromed.org, Retrieved 15-12-2019. Edited.
- ↑ “Marrakech weather”, www.metoffice.gov.uk, Retrieved 15-12-2019. Edited.
- ↑ “Marrakech Population 2019”, worldpopulationreview.com, Retrieved 16-12-2019. Edited.
- ↑ “Culture and Tradition in Marrakech”, www.villanovo.com, Retrieved 16-12-2019. Edited.
- ^ أ ب “Marrakech”, www.afar.com,3-9-2019، Retrieved 6-1-2019. Edited.
- ↑ Paul Feinstein (31-10-2019), “12 Unmissable Attractions in Marrakech”، theculturetrip.com, Retrieved 16-12-2019.
- ↑ Jose Duarte, Luisa Caldas, João M. Rocha and others (2006), AN URBAN GRAMMAR FOR THE MEDINA OF MARRAKECH, Netherlands: Springer, Page 484. Edited.
- ↑ “Mysterious Marrakech”, www.visitmorocco.com, Retrieved 16-12-2019. Edited.
- ↑ AMANDA PONZIO-MOUTTAKI, “Everything to Know About Marrakech”، www.nationalgeographic.com, Retrieved 16-12-2019. Edited.