مدينة مكة المكرمة

موقع مكة المكرمة

تقع مكة المكرّمة على بعد 43 ميلاً من جدة،[١] على ارتفاع 277 متراً فوق مستوى سطح البحر في وادي إبراهيم، محاطة بجبال السروات، يقع في شرقها جبل أبو قبيس وارتفاعه يصل إلى 371 متراً، وفي الغرب جبل قعيقعان ويصل ارتفاعه إلى 427 متراً، أمّا جبل حراء فيقع في الشمال الشرقي من المدينة ويبلغ ارتفاعه 634 متراً، ويوجد فيه الغار الذي كان يعتزل به الرسول عليه الصلاة والسلام قبل نبوته، وفي الجنوب جبل ثور الذي يصل ارتفاعه إلى 759 متراً، وفيه غار ثور الذي احتمى به الرسول عليه الصلاة والسلام من الكفار أثناء هجرته إلى المدينة المنورة.[٢]

أسماء مكة المكرمة

عُرفت مكة المكرمة بعدة أسماء وفي هذا دلالة على أهميتها ومكانتها، ففي القرآن الكريم ذُكرت باسم مكة، وبكة، والبلد الآمين، ومن أسمائها أيضاً أم القرى، وأم رحم، والحاطمة؛ لأنَّها تحطّم من قلّل من أهميتها، والبيت العتيق؛ لأنّه عتق من الظالمين، والرأس؛ كونها مثل رأس الإنسان، والحرم الأمين، والقرية، والوادي، والبلدة، والبلد، ومعاد، وصلاح، والعرش، والقادس؛ لأنّها تقدّس الذنوب أي تطهّر وتزيل الذنوب، والمقدّسة، والناسة، والباسة، ويذكر بأنّها سمّيت مكة بسبب قلة الماء فيها، ولأنها تمكّ الذنوب أي تمسحها، وقيل بأنّها سميت بهذا الاسم لأنّها تمك الظالم أي تهلكه، وذُكر أنّها سميت بكة لأنّها تبك رقبة الظالم أي تقطع عنقه، وهناك قول بأنّ بكة هي موضع البيت، ومكّة هي الحرم كلّه، وقيل أيضاً بأن بكة هي الكعبة والمسجد، ومكة هي الطوي وهو بئر في بطن الوادي بمكة.[٣]

منزلة مكة المكرمة في الإسلام

جعل الله تعالى مكة المكرمة أشرف بقاع الأرض وأكرمها، فترتاح فيها النفوس، ويتّجه إليها العابدون ليشكوا حالهم إلى الله عز وجل، وفيها وُضع أول بيت للناس، حيث قال تبارك وتعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ)،[٤] ويأتي الخير والرزق لمكة من كلّ مكان، وذلك بسبب استجابة دعوة نبيّ الله إبراهيم عليه السلام، حيث قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)،[٥] ومن فضائلها أنّ الله عز وجل اختارها لتكون مكان مولد النبيّ محمد عليه الصلاة والسلام، وفيها بدأ نزول القرآن الكريم، ومنها بدأت دعوة الحق، قال تعالى: (وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ)،[٦] وقد فرض الله عز وجل على من يستطيع أن يذهب إليها، فقال تعالى: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)،[٧] ومن فضائلها أنّ الأجر والثواب يتضاعف فيها، كما يوجد فيها الحجر الأسود وهو حجر من الجنة، كما أنّ الصلاة في المسجد الحرام تعادل مئة ألف صلاة، ومن خواصّها أنّها محمية بحفظ الله من المسيح الدجال، فلا يستطيع دخولها.[٨]

المراجع

  1. “Mecca,Saudi Arabia”, www.mapsofworld.com, Retrieved 22-3-2018. Edited.
  2. Assʿad Sulaiman Abdo John Bagot Glubb (7-2-2018), “Mecca”، www.britannica.com, Retrieved 22-3-2018. Edited.
  3. فهمي توفيق محمد مقبل (24-5-2011)، “تاريخ مكة المكرمة عبر العصور”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-3-2018. بتصرّف.
  4. سورة آل عمران، آية: 96.
  5. سورة البقرة، آية: 126.
  6. سورة الشورى، آية: 7.
  7. سورة آل عمران، آية: 97.
  8. “مكة ومنزلتها في الإسلام”، www.islamweb.net، 6-10-2003، اطّلع عليه بتاريخ 22-3-2018. بتصرّف.