تعريف بمدينة طنجة

مدينة طنجة

مدينة طنجة: هي عاصمة الشمال المغربيّ، وتُعدّ أقرب المُدن الأفريقيّة العربيّة لقارة أوروبا، كما تتميّزُ بمكانتها المهمة في المغرب؛ بسبب عدد سُكّانها الكبير والمجالات السياسيّة والصناعيّة والثقافيّة والاقتصاديّة الخاصة بها، وتقع طنجة في الجهة الشماليّة من المغرب، وتطلُ على جهتين بحريّتين وهما المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط في الجهة الشماليّة الغربيّة من قارة أفريقيا، ويُؤثرُ فيها مناخٌ معتدل متوسطيّ، ويكون فصل الشتاء فيها رطباً وبارداً، أمّا فصل الصيف فيكون جافاً ودافئاً.[١]

تسمية مدينة طنجة

ظهرت العديد من الأساطير حول اسم مدينة طنجة، وكلّ أسطورة منها اعتمدت على حضارةٍ معينة وقصة خاصة بها، ومن هذه الأساطير أن ظهور مدينة طنجة يعود إلى طوفان بحريّ أدّى إلى حدوث صراعٍ بين الرمز البحريّ القوي أطلس والعملاق أنطي، وكانت طنجة هي أرملة أنطي الذي قتله أطلس، ومن الآراء الأخرى أن المدينة مرتبطة بطوفان نوح المذكور في الكتب السماوية، كما توجد قصة تُشير إلى أن اسم طنجة يعود لاسم إحدى الأميرات التي سُمّيت المدينة على اسمها حتّى تكون تذكاراً لها.[٢]

يُعدّ اسم طنجة في اللغة العربيّة الاسم الذي عُرِفت به المدينة والمُنتشر في العصر الحديث، فيعود إلى المراجع الإسلاميّة القديمة وفتوحات المسلمين لأراضي المغرب العربي والأندلس، ولكن لا تُساعد هذه المراجع على التعرّف على اسم طنجة، فوردت كلمة طنوج في معجم لسان العرب بمعنى الأسفار، أمّا في اللغة الأمازيغيّة فلا يوجد أي توضيح حول معنى اسم طنجة، وإن أقرب رسم أو كتابة للكلمة هي في اللغة اللاتينيّة على نقود الفينيقيين والمُشتقة من Tin وgi؛ أي Tingis، كما ترى آراء أُخرى أن اسم طنجة قد تعود أصوله لكلمة تنكَ وتن أداة تُستخدم للإشارة.[٢]

تاريخ مدينة طنجة

ساهم الموقع الاستراتيجيّ والتاريخي لمدينةِ طنجة في أن تكونَ نقطة اتصال بين العديد من الحضارات؛ حيث استعمرتها العديد من الشعوب عبر التاريخ، مثل الوندال، والبونيقيين، والرومان، والفينيقيين، وغيرهم من الشعوب الأُخرى، فتوجد في أراضي طنجة العديد من الآثار والمواقع التاريخيّة التي تشهد على وجود هذه الشعوب فيها، وفي عام 711م وصلها الفتح الإسلاميّ فأصبحت ممر عبور جيش المسلمين إلى أراضي إسبانيا بقيادة طارق بن زياد؛ ممّا أدّى إلى فتح الأندلس.[١]

تميّزت مدينة طنجة في عام 1471م بدورٍ مهمٍ جداً في مجال التبادل التّجاري بين البرتغال والعرب؛ ممّا أدّى إلى زيادةِ اهتمام الدول الأوروبيّة التي تسعى إلى احتلال المغرب بطنجة نظراً لأهميتها ومميّزاتها، فسيطرت عليها إنجلترا أثناء حُكمِ الأمير تشارلز الثاني، ومع الوقت تحولت إلى مرفأ سُفنٍ نتيجةً لوجود القراصنة فيها، ولكن استطاعت مدينة طنجة العودة إلى أهميتها السابقة وتميّزها بشكلٍ تدريجيّ.[٣]

في الفترة الزمنيّة بين 1911م و1912م وُقِّعَ بروتوكول دوليّ لطنجة، فصارت بعام 1923م منطقةً دوليّة مع إقليمها، وحُكِمت طنجة بالاعتماد على اتفاقيّة عام 1925م التي جمعت بين مجموعة من الدول الكُبرى وسُلطان المغرب، وفي سنة 1929م اتفقت فرنسا وإسبانيا وإنجلترا على صياغة اتفاقية لإدارةِ مدينة طنجة، ولكن حرصت إسبانيا على أن تُحافظ على مُراقبة طنجة؛ ممّا أدّى إلى تجاوزها للاتفاقية البروتوكولية الدوليّة، وفي سنة 1956م استطاعت إسبانيا أن تلغي البروتوكول الدولي المُشرف على المدينة، وعادت طنجة لاحقاً في السنة ذاتها واحدةً من المُدن المغربيّة، وتُعدّ مدينة طنجة في العصر الحديث من أهمّ المُدن الثقافيّة والتجاريّة والزراعيّة والصناعيّة في المغرب، وفي عام 1962م أُسّس فيها مرفأ تجاري، كما تحتوي على الكثير من الحدائق، والأماكن السياحيّة، والمعاهد التعليميّة، والمصانع.[٣]

معالم مدينة طنجة

تضم مدينة طنجة مجموعةً من الأماكن التاريخيّة المهمة، مثل الحصون، والقصور، والأسواق، والمساجد، والكنائس، والأسوار، وغيرها من المباني الأُخرى التي تُشكّل معالم مدينة طنجة القديمة والحديثة، وفيما يأتي معلومات من أهمّها:[٤]

  • أسوار طنجة العتيقة: هي أسوار يصل طولها إلى 2200م وتُحيط بخمسة أحياء تعود لمدينة طنجة القديمة، وهي بني إيدر، وجنان قبطان، والقصبة، وواد أهردان، ودار البارود، وقد مرّ بناء هذه الأسوار بمجموعةِ مراحل، وتُشير التوقعات إلى أن بناءها كان فوق أسوار مدينة تينجيس الرومانيّة القديمة، وكان هناك العديد من أعمال البناء والترميم لهذه الأسوار من عام 1661م إلى عام 1684م أثناء فترة الحُكم الإنجليزيّ، وفي القرن الثامن عشر للميلاد انتشرت عدّة أبراج على هذه الأسوار، مثل برج السلام وبرج عامر.
  • قصر القصبة: ويُعرَّف أيضاً باسم دار المخزن، ويمتلك مكاناً استراتيجيّاً في القسم الشرقيّ من القصبة، واهتمّ ببنائه السلطان مولاي إسماعيل على بقايا وأطلال قلعة إنجليزيّة قديمة، ويشمل قصر القصبة عدّة مرافق، مثل مسجد، ودار كبيرة، وبيت مال، وسجون، وحدائق، وفي عام 1938م تحول إلى متحف.
  • الجامع الكبير: هو مسجد يوجد بالقُربِ من سوق الداخل، وحُوِّلَ إلى كنيسةٍ أثناء احتلال البرتغال لمدينة طنجة، وفي عام 1684م عاد مسجداً وأُجريت عليه الكثير من أعمال البناء والترميم والتوسيع، ويتميّزُ الجامع الكبير باستخدام الزّخارف المصنوعة من الفسيفساء والنقوش والكتابات على الأخشاب.
  • مسجد الجديدة: هو جامع يُعرَّف أيضاً باسم جامع النخيل أو مسجد عيساوة، ويحتوي على منارةٍ مزينةٍ بزخارف من الفسيفساء.
  • السفارة الأمريكيّة: هي أول مبنى صار مُلكاً للولايات المُتّحدة الأمريكيّة في المغرب بعد أن قدمه السلطان مولاي سليمان الأول هديةً لأمريكا في عام 1821م، وظلّ يُستخدم سفارةً للولايات المُتّحدة حوالي 135 عاماً، وفي عام 1976م صار مُتحفاً فنيّاً معاصراً.
  • الكنيسة الإسبانيّة: اشتراها السلطان محمد بن عبد الله من عائلتين يهوديّتين في عام 1760م، وقدمها هديةً للسويد حيث أسّست فيها قنصليتها في عام 1788م، وفي عام 1871م استخدمها الحاكم الإسبانيّ كمقرٍ للإقامة، وحرص على بناءِ كنيسة فيها.

المراجع

  1. ^ أ ب “طنجة”، موسوعة الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 7-9-2017. بتصرّف.
  2. ^ أ ب مجموعة من الكُتّاب (1991)، طنجة في التاريخ المعاصر 1800 – 1956، حول معنى اسم طنجة، أحمد التوفيق، المغرب: كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، ومدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة، صفحة 33، 34، 35، 37. بتصرّف.
  3. ^ أ ب سميح ظاظا، “طنجة”، الموسوعة العربية، اطّلع عليه بتاريخ 7-9-2017. بتصرّف.
  4. “مدينة طنجة”، وزارة الثقافة والاتصال – المملكة المغربية، اطّلع عليه بتاريخ 7-9-2017. بتصرّف.