مدينة ابن احمد

سعى البشر على مر العصور المتعاقبة إلى بناء مجتمعات يكونون فيها بالقرب من بعضهم البعض فنرى تأسيس المدن وبناءها منذ بداية البشرية ويسير هذا العمل بحيث يجتمع مجتمعة من الناس لتجتمع في مدينة يقومون ببناءئها واعمارها شيئا فشيئا وتبقى تجمعا إنسانيا على الأرض يحاولون تخفيف الأخطار منها وزيادة الراحة والمتعة وتجهيزها لتكون مدينة قادرة على تلبية احتياجات جميع السكان والعيش فيها بأمان ورغد وبدون جوع أو مرورهم بالأزمات التي يتوقعونها قبل بناءهم للمدينة، وهذا الأمر ازداد في العصر الحديث حيث بدأ البشر ببناء العديد من المدن والذي قاموا بزيادة عددها، وقاموا بإضافات نوعية على المدن من ناحية رصف الطرق وتعبيدها، وتمديد الكهرباء والاتصالات والشبكات المحلية التي تدعم وجود البشر والمجتمع في المدينة ويسهل تقديم الخدمات في المدينة لجميع ساكني المدينة.

من الدول المشتهرة بوجود المدن الراقية والرائعة فيها بلاد المغرب العربي الذي يحتوي على عدد كبير من المدن، ومن المدن الجميلة الرائعة في المغرب مدينة ابن أحمد وقد سميت بهذا الاسم لأن من يتواجد بها من السكان هم من سلالة العالم الصوفي العابد المغربي أحمد بن علي، وتعتبر المدينة مدينة ريفية يشتهر بها التصوف ووجود الزوايا فمنها زاوية الحاج تاغي والتي يتم فيها تدريس الطلبة العديد من العلوم الطبيعية والدينية الشرعية، وهناك العدد الكبير منها في المدينة.

لطبيعة المدينة الريفية فإن سكانها لا يتجاوز عددهم عن 21.361 نسمة، وهو عدد طبيعي من السكان ليتواجدوا في مساحة تبلغ 4 كم مربع، ولطبيعة المدينة الريفية فهي تمتاز بقلة الصخب والإزعاج فيها، وتمتاز بالزراعة والحياة الريفية البسيطة، وتأسست هذه المدينة في عام 1888 رومية حيث قام بتأسيسها رجالات المغرب الأوائل، وقد سكنها محرري المغرب من الاستعمار وأكثر الناشطين ضد الاستعمار الفرنسي للمغرب ومنهم الفقيه الحمداوي السني، الشاف صالح الأطلس، الحاج عبد القادر قاسيمي ،الحاج الكبير بلفقيه، صالح بلحيرش، بابا علال، الحاجة الطاهرة، الحاج المعطي خلادي، الحاج الجيلالي الحجاجي، وكثير من المجاهدين الأبطال الذين ساهموا بقوة في تحرير وطنهم المغرب والدفاع عنه.

مما يشهد لمدن المغرب وقراها إكرام الضيف ورعايته، وقدرتهم على محبة الضيوف والتأقلم معهم، وعاداتهم المغربية الرائعة والمضيافة التي تدعو إلى إكرام الضيف والحرص على سعادته واقامته بينهم، كما يعرف عن أهل المغرب لهجتهم الدارجة التي تتناغم فيها اللغة العربية مع الفرنسية والتي يتحدثها جل أهل المغرب، كما لا ينسى التواضع والخشية التي تسود مدنهم حيث يتبعون نظام التصوف والزهد في الدنيا والتقلل من زخرف الدنيا وزينتها، فتراهم في أجمل بهية من البساطة والترتيب في اللباس والبناء والتعمير، ويقومون على طبخ الطعام الزاهد قليل التكلفة شهي المطعم، ومن صفات أهل المدينة على حد الخصوص قدرتهم على الانتاج الاقتصادي العالي الذي يجعل من أهل المدينة رغم احترافهم الزراعة احتراف عدد منهم التجارة.