مقدّمة

يقضي الإنسان حياته يعمل ويتعب في سبيل الحصول على لقمة العيش، وتوفير الحياة الفضلى لنفسه ولعائلته، ويلجأ بين الحين والآخر لقضاء أوقات مرحة معهم، سعياً منه لتحقيق السعادة لهم ولنفسه ولتجديد حياته، فالحياة التي تتّصف بالجدّية والعمل فقط دون الترويح عن النفس تدفع بصاحبها للملل والضيق، ومن الأمور التي توفّر للإنسان فرصة الاستمتاع، مدن الألعاب والسحر والخيال “الواقعية” فيما يعرف “بمدن الملاهي”، وتضم الألعاب على اختلاف أنواعها وأشكالها والمطاعم والفنادق والمتاجر وغيرها.

ديزني لاند

تعتبر مدينة “ديزني لاند” مدينة الملاهي والترفيه الأشهر والأكبر، وتملكها شركة “والت ديزني” أمريكية الجنسية، وتعدّ أيضاً الأكثر اتّساعاً عالمياً، فرغم أنّها انطلقت في عام 1955 في كاليفورنيا على يد رجل الأعمال وأخصائي الرسوم المتحركة والمنتج الأمريكي “والت ديزني” إلّا أنّها الآن منتشرةٌ في أغلب مدن العالم الكبرى، أمثال هونغ كونغ، وطوكيو، وفلوريدا، وباريس.

تشتمل المدينة على مطاعم وجبات سريعة تلبي احتياجات زوارها، بالإضافة إلى العديد من الألعاب، مثل الأفعوانيات، والبرك المائية، والسيارات الاصطدامية وغيرها، كما أنّها تضمّ قلاع وبيوت الشخصيات الكرتونية الشهيرة، والتي تضع زائرها في الأجواء السحرية التي كان قد شاهدها في أفلام كرتونية أو قرأ عنها في الكتب المصوّرة، فالهندسة المعمارية والتصميمات الجميلة للمكان، والمشاهد الطبيعية والتماثيل المصنوعة من النباتات، تحاكي خيال رواد المدينة لا سيما حين يرون الشخصيات الكرتونية المختلفة والجميلة تتجوّل بينهم، ويلتقطون صوراً تذكاريةً معهم، وتفتح المدينة أبوابها أمام الزوار والسياح صغاراً وكباراً ومراهقين وبالغين، من كل أنحاء العالم يومياً من الساعة العاشرة صباحاً حتى السادسة مساءً.

يعدّ “والت ديزني” صاحب فكرة المدينة بأسرها، فقد فّكر في أن يؤسّس لمدينة ألعاب يستمتع بها الكبار والصغار، وتقدّر العائدات السنوية لهذه المدن حالياً بمليارات الدولارات، وقد اعتقد بأنّ “ديزني” كان قد ألهم من مدينة الملاهي الدنماركية في العاصمة كوبنهاجن قديماً جداً والتي اعتبرت أول مدينة ملاهي والأقدم في العالم.

يعتبر ميكي ماوس وميني ماوس الفأر والفأرة، والبط دونالد، وطرزان، وأليس في بلاد العجائب، وأميرات ديزني مثل: سندريلا، وآريال، وبوكاهانتس، وسنو وايت على سبيل المثال، من أهمّ الشخصيات التي يتمّ تجسيدها في حدائق مدينة الملاهي “ديزني لاند”، فيستطيع المتجوّل فيها أن يرى الأميرات متجولات فيها تارةً، وجالسات في القلاع أو القصور هناك تارةً أخرى.

يجدر بالذكر أنّ كثيرين يطلقون على مدينة “ديزني لاند” اسم مدينة الأحلام لما لأجوائها ومرافقها من تأثير يشبه السحر عليهم، واجتماع عناصر الطبيعة الخلابة والمرافق الجميلة من بيوت تشبه بيوت الرسوم المتحركة والمتاجر التي تبيع الأغراض المختلفة والمزينة برسومات الكرتون المحببة للأطفال، هي كلها عوامل جذب للكثير من الأشخاص حول العالم.