آثار اللاذقية

قلعة صلاح الدين

تقع قلعة صلاح الدين من الجهة الشرقية لمدينة اللاذقية السورية على بعد 33كم منها؛ وانتصبت على قمّة صخريّة مثلثة الشكل ترتفع 400 م عن سطح البحر، ويصل طولها إلى 740م، وتزيد مساحتها عن خمسة هكتارات، وتعود بداية بنائها للعهد البيزنطي، كما أنّ الصليبيين قاموا ببناء وإضافة جزءٍ لها خلال احتلالهم لهم قبل أن ينجح السلطان صلاح الدين الأيوبي بتحريرها سنة 1188م.[١]

حظيت قلعة صلاح الدين بمكانة مميزة بين قلاع الساحل السوري نتيجة تصميمها المعماري الفريد الذي اتّخد شكل المثلث، ويمتد بشكل طولي بين واديين عميقين، وكانت القلعة مرتبطة بهضبة مستوية تتصل في السابق بالمرتفع الصخري، ثم جرى فصلها لاحقاً بنحت خندق من الصخرة التي أقيمت عليها القلعة، يُضاف إلى ذلك كانت القلعة محاطة بخنادق عميقة، وبأسوار ضخمة، وأبراج بارزة جعلتها من أكثر القلاع المُقامة على ساحل البحر تحصّناً.[١]

تحتوي القلعة من الداخل على آثار إسلاميّة منها: مسجدٌ كبيرٌ بُني في زمن السلطان المملوكي قلاوون، أضف إلى ذلك العديد من الحمّامات التي صُممت حسب الطراز العربي، أمّا الحضارات السابقة؛ فلم يبقَ منها سوى القليل من الأسوار والأبراج النصف دائرية. وقامت مؤسسة الآغا خان للخدمات الثقافية مؤخراً بعملية ترميم كبيرة شملت معظم أجزاء القلعة، وكما سُجلت على قائمة التراث العلمي من قبل مركز التراث العالمي التابع لمنظمة اليونسكو عام 2006م.[١]

الجامع الكبير المنصوري

يعد من الأبنية القديمة الأثريّة الباقيّة باللاذقية والذي بناه أحمد بن أرسلان الأيوبي عام 607هـ وكان من الجوامع المعروفة زمن الاستعمار الفرنسي، ويُقال أنه بالأصل كان كنيسة قديمة؛ والدليل على ذلك امتداد حرمه المستطيل الشكل من الشرق إلى الغرب إضافة إلى أن القناطر الموجودة بالسقف تتجه من الشمال إلى الجنوب على عكس اتجاه بقيّة المساجد في اللاذقية، ويمتازأيضاً بقيمة تاريخيّة عظيمة وذلك لاحتوائه على كتابات خُطّت على جدرانه الداخلية والخارجية كانت تؤرخ لبداية نشأته.[٢]

يشتمل الجامع الكبير على مدخل رئيسي من جهة القبلة، ويمتد عن يمينه ممر صغير ينتهي ببابين: الأول يقع بالجهة اليمنى، ويُستخدم لدخول للمصلى وهو مكان طويل مستطيل الشكل يحتوي على المحراب وثماني نوافذ. أمّا الباب الآخر فيقع بالجهة اليسرى ويتصل بالفناء؛ وهو عبارة عن ساحة مكشوفة مربّعة الشكل، وتمّ إنشاء مئذنة للجامع بنفس السنة التي أنشئ فيها، كما التحق به مدرسة تعتبر المدرسة الأولى في اللاذقية.[٢]

متحف اللاذقية

هو متحف أثري أنشئ عام 1984 في مبنى قديم كان يستخدم فندقاً في العهد العثماني، ثمّ تحوّل لخان الدخان، وعندما حكمت فرنسا سوريا اتخذته مركزاً لمندوبها السامي، وبعد الاستقلال بادرت المديرية العامة للآثار والمتاحف بعد أن قامت بتنظيفه وترميمه بضمّ مجموعة من الآثار القديمة إليه، ومنها: تمثال المصارع لبولكليت، وتمثال مكبّر ومجسم للإله بعل، وأيضاً توابيت وآثار حجرية، ويضُمّ المتحف ركناً للصناعات التقليديّة والشعبيّة.[٣]

كنيسة السيّدة

تسمى بكنيسة السيّدة؛ نسبة إلى السيّدة مريم العذراء التي عاشت في الناصرة، وهناك ظهر لها الملك جبرائيل، وبشّرها بسيدنا عيسى -عليه السلام- فانتقلت إلى السموات العليا بالجسد والروح.[٤]

كنيسة السيّدة باللاذقية كنيسة قديمة، ولا يعرف أحد التاريخ الأصلي لتأسيسها؛ مما تسبب بتصدّعها وتشقّقها فجرى لها في عام 1721م ترميماً كاملاً من الداخل والخارج، وأُعيد بناء منزل السيدات الذي هُدّم بالكامل، وفي عام 1845م تمّت زخرفتها وتبليطها بالرخام؛ إلا أنها بعد فترة تعرّضت للخراب مما استدعى تحديث بنائها من جديد.[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب ت الدكتور غزوان ياغي (2011)، المعالم الأثرية للحضارة الإسلامية في سوريا ، الرباط – المملكة المغربية : منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو، صفحة 208-209. بتصرّف.
  2. ^ أ ب هاشم عثمان (1996)، الأبنية والأماكن الأثرية في اللاذقية ، دمشق – سوريا : منشورات وزارة الثقافة ، صفحة 197-202. بتصرّف.
  3. “اللاذقية المدينة والتاريخ”، http://al-hakawati.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-3-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب هاشم عثمان (1996)، الأبنية والأماكن الأثرية في اللاذقية، دمشق – سوريا : منشورات وزارة الثقافة، صفحة 48-49. بتصرّف.