عيون موسى

عيون موسى

عيون موسى هي عبارة عن اثنتي عشرة عين ماء، تضخ المياه العذبة صالحة للشرب بعد عملية التنقية والتطهير، ويرجح العلماء بأن هذه العيون تعود لعهد النبي موسى عليه السلام لقوله تعالى: “وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ” (البقرة: 60).

الموقع

تقع هذه العيون في مصر وتبعد هذه العيون مسافة خمسة وثلاثين كيلو متراً عن مدينة السويس، وستين كيلو متراً عن نفق الشهيد أحمد حمدي، وهذا النفق يصل بين شبه جزيرة سيناء ومحافظة السويس، كما أنّها تشكّل حلقة وصل بين مدينتي السويس ورأس السدر، كما أنّها تبعد مئة وخمسة وستين كيلو متراً عن القاهرة، وتجدر الإشارة إلى أن سبع عيون من العيون اندثرت بسبب الإهمال، أي أنّ ما عدد العيون الباقية هي خمس عيون فقط وهي عين البحري، والزهر، والشايب، والساقية، والغربي، والبقباقة، والشيخ بقيت موجودة جميعها بلا ماء باستثناء عين واحدة وهي عين الشيخ، ويقدر عمقها بأربعين متراً، وتعّد هذه العيون من أهمّ المزارات الدينيّة والسياحيّة في مصر.

تمتاز هذه العيون بمناظرها الطبيعية الخلابة وكذلك بجمال مناظرها؛ وذلك لأنّها تطل بشكل مباشر علة ساحل خليج السويس، وتضمّ هذه العيون العديد من الحشائش الكثيفة، وأشجار النخيل، كما أنها تمتاز بفوائدها العلاجية، فهي تعالج الروماتيزم، وبعض الأمراض الجلديّة، بالإضافة إلى بعض مشاكل الجهاز الهضمي.

المشاكل البيئيّة

تعرّضت هذه العيون لإهمال كبير من قبل الجهات المسؤولة، التي لم تستمتع لانتقادات وتحذيرات المواطنين، من أن تلقى هذه العيون، ما لاقته حمامات فرعون، فأدّى هذا الإهمال إلى اختفاء سبع عيون، فسكنتها أشجار البوص والحالب، وبيقت خمس عيون أخرى جفت مياه أربع عيون وبقيت عين واحدة تضخ الماء، وتجدر الإشارة إلى أنّ المواطنين طالبوا بإنقاذ الآثار المصريّة وخاصّة الدينية، وذلك لأنّها تشكل نقة جذب للعديد من السياح من كافة أنحاء العالم.

المكانة الدينيّة

تعدّ عيون موسى مكاناً دينيّاً ذو مكانة رفيعاً، حيث إنّه يشكل إحدى معجزات النبي موسى عليه السلام، وهذه العيون انفجرت بعدما ضرب كليم الله موسى عليه السلام، بعصاه التي كان يستخدمها في الاتكاء ورعي الغنم، وذلك امتثالاً لأمر الله سبحانه وتعالى، وذلك بهدف ري بني إسرائيل الفارين من ظلم فرعون وعذابه، لأنهّم دخلوا في دين موسى، من مصر إلى الديار المقدسة، واستمرّ ضخ المياه من هذه العيون حتّى نبتت الحشائش والعديد من أشجار النخيل.