مدينة كيش في إيران
مدينة كيش في إيران
تحتلّ مدينة أو جزيرة كيش عبر تاريخها الطويل مكاناً مهماً بين الجزر الواقعة في منطقة الخليج العربي، وقد أطلق عليها العرب منذ القِدَم اسم جزيرة قيس، وذُكرت في بعض القصص والروايات بأنّها المدينة الأولى التي تمّ تأسيسها بعد طوفان النبي نوح.
كما ذُكر أيضاً بأنّ الإسكندر الأكبر قد زارها برفقة جيوشه، وكما كانت لابن بطوطة وأيضاً لماركو بولو محطّة في ترحالهما، وهي اليوم تُعدّ من أفضل المنتجعات السياحيّة في المنطقة.
الموقع والمساحة
تقع جزيرة كيش في قارة آسيا، وهي تابعة للدولة الإيرانيّة، وتقع في الخليج العربي، وتحديداً في الطريق الواقعة بين دولة الهند ومدينة البصرة، وتُعدّ هذه الجزيرة ضمن محافظة هرمزكان والتي تُعرف بمحافظة هرمز، وهي تابعة لمدينة لنجة الموجودة في القسم الجنوبي من إيران، حيث توجد عند مدخل مضيق هرمز، وتبلغ مساحة هذه الجزيرة ما يقارب واحد وتسعين كيلومتراً مربّعاً.
الطبيعة والتضاريس
تأخذ جزيرة كيش شكلاً بيضاوياً، أمّا سطحها فهو مسطّح، حيث تكاد تخلو من أيّة تلالٍ عالية أو جبال، وتكثر فيها الشعب المرجانيّة على طول ساحلها، ويتبع لها عدد من الجزر صغيرة الحجم. تكثر في هذه الجزيرة النباتات الاستوائيّة حالها كحال أغلب الجزر الواقعة في المنطقة، التي تخضع لمناخٍ شبه استوائي.
السياحة في كيش
أحرزت جزيرة كيش، والتي يزيد عدد السكّان فيها عن خمسة وعشرين ألف نسمة، وحسب استبيانٍ أجرته صحيفة نيويورك تايمز عام ألفين وعشرة للميلاد، المرتبة العاشرة كأجمل الجزر الموجودة في العالم، وأيضاً حصلت على المركز الرّابع كأفضل مكانٍ يُزار لقضاء العطلة، بعد مدينة دبي ومدينة شرم الشيخ.
تحمل كيش اليوم شعاراً سياحياً يجعلها في الصدارة وهو “كيش الجنّة الآمنة للعائلات”، وتُعدّ جزيرةً سياحيّة بامتياز لما تتمتّع به من طبيعة مرجانيّة مبهرة، إضافة للجهود التي قامت بها الدولة في جعلها مكاناً مناسباً لعشّاق الرّاحة والاسترخاء، وتسهيلات للوصول إليها، وخاصّة أنّها لا تحتاج إلى تأشيرة للدخول إليها.
كما عملت بعض الشركات الأجنبيّة العديد من الاستثمارات فيها، لتجعلها معرضاً وسوقاً يقصده السيّاح من كافّة الدول، وخاصّة من الدول العربيّة، لتكون جزيرةً سياحيّة توفّر الخدمات الإسلاميّة المناسبة للمجتمع العربي الخليجي.
لعلّ حُطام الباخرة اليونانيّة التي غرقت عام ألف وتسعمئة وثلاثة وأربعين للميلاد، أثناء نقلها للبضائع، والتي لم يبقَ منها حتّى اليوم إلاَّ هيكلها، هو من أولى المشاهدات التي تجذب السوّاح لرؤيتها. إضافة لوجود قناة تحت الأرض قد بنيت، والتي تُعرف باسم “مدينة تحت الأرض” والتي تمّ بناؤها منذ حوالي ألف عامٍ تقريباً، حيث كانت تُستعمل في إمداد ونقل المياه لكافّة أجزاء الجزيرة، وهي من أغرب وأروع الأماكن التي يقصدها السوّاح.
كما تتمتّع هذه الجزيرة بعددٍ كبيرٍ من الحدائق، كحديقة الطيور، وأيضاً حديقة الفراشة، وهنالك مجمع دودة القزّ، إضافة إلى حديقة الأوركيد، وأيضاً حديقة الصبّار، إضافة لحوض السمك والذي يتمّ فيه عرض للأنواع البحريّة الموجودة في الخليج العربي الفريدة من نوعها، وغيرها الكثير.