جزيرة هيسا

جزيرة هيسا

تقع جزيرة هيسا شرق مدينة أسوان في جمهورية مصر، وتُعدُّ من أقدم الجزر النوبية، الواقعة تحديداً بين السد العالي وخزان أسوان، بمحاذاة معبد فيلة، على ضفاف نهر النيل، ويرجع سبب تسميتها إلى الملك (هيس) أحد أبرز ملوك الأسرة السابعة، أيام العهد الفرعونيّ في مصر، ويسكن في الجزيرة في الوقت الحالي ثماني قبائل، بما يقارب أربعة آلاف نسمةٍ يعيشون حياةً بسيطة، وتتألف الجزيرة من ستة نجوع، وكل نجعٍ يحمل اسم قبيلةٍ نوبية، وتُعدّ الجزيرة من أجمل الأماكن الطبيعية بمحافظة أسوان.

معالم جزيرة هيسا

كانت الجزيرة في السابق مدفناً للكهنة الذين كانوا يعملون في الجزيرة، وجزيرة فيلة المجاورة، كما كان الفراعنة يستخرجون منها الحجارة والأخشاب لغاية بناء الأهرام، وكانوا يتنقلون عبر النهر لنقل تلك المواد إلى حيثُ يُريدون، وقد كانت الجزيرة تحفل بالعديد من الآثار والنقوش الفرعونية، أمّا عن بيوت الجزيرة اليوم، فهي مُقامةٌ على صخور الجبال المُحيطة بالنهر، وتُعدّ مظهراً جمالياً إضافياً لطبيعة هيسا، كما أنّ تلك البيوت مُحاطةٌ بالماء والجبال الصحراوية من كلّ ناحيةٍ، وتوفر تلك الطبيعة الهواء النقي للسكان، ومناخ الجزيرة فهو معتدلُ الحرارة في الشتاء، ومرتفع الحرارة صيفاً.

مهن سكان جزيرة هيسا

يمتهن سكان الجزيرة الصيد، وتأجير المراكب لزوار الجزيرة، فيما تتصدر أعمال النجارة المهن التي يعتمد عليها الأهالي كمصدرٍ للرزق، إلى جانب صناعة الفخار من طمي نهر النيل، وزراعة النخيل، والفول السوداني، والبقوليات من البامية، والبازلاء، واللوبيا، إلى جانب صناعة النساء النوبيات للإكسسوارات التي تتكوّن غالباً من الخرز الملون، وبعض الرسومات المستوحاة من الطبيعة المُحيطة، كما تُدخل النساء المفاهيم الشعبية في صنع الحلي.

العادات والتقاليد في جزيرة هيسا

على الرغم من صعوبة الحياة التي يقاسيها سكان الجزيرة، فإنّهم يمارسون طقوساً وتقاليد تُدخلهم في جوٍ من الاستمتاع والبهجة، ونذكر منها: *التقاليد والعادات الخاصة بالزواج، كليلة الحناء التي تُخَص فيها كفوف وأقدام العروس، بالرسوم المختلفة من الحناء، كما يقوم أهالي العروسين بذبح عجلٍ وطهيه، ثمّ تقديمه إلى جانب المأكولات النوبية الأُخرى للضيوف، فيما يعلو الغناء النوبي، وتُقام الرقصات التقليدية التي يتميّز بها سكان الجزيرة.

  • احتفالات إحياء ذكرى، المولد النبوي الشريف في كلّ عام من خلال عقد حلقات الذكر، والاستماع إلى الابتهالات، والمديح النبوي.

الواقع الخدمي لجزيرة هيسا

يشتكي السكان في جزيرة هيسا، من قلة الخدمات المُقدمة لهم، من قِبل الجهات الرسمية المُختصة ففي الجزيرة لا توجد سوى وحدةٍ صحيةٍ واحدة، دون وجود كادرٍ صحيٍ دائمٍ، ما يدفع السكان في كثيرٍ من الأحيان، إلى نقل المرضى في حالات الخطر إلى مستشفى أسوان عبر المراكب، وهي وسيلتهم الوحيدة للخروج من الجزيرة أو الدخول إليها، وهذا ما يُفاقم معاناة المرضى وذويهم، كما أنّ الجزيرة الصغيرة عموماً لا تتوفر فيها، أيّ مرافق تجاريةٍ او خدميةٍ اُخرى فيما يتوجه السكان إلى البقالة الوحيدة في الجزيرة لشراء بعض حاجياتهم.