جزيرة السندباد في البصرة

جزيرة السندباد في البصرة

تعتبر جزيرة السندباد من أضخم المدن السياحيّة في الوطن العربي حيث تمتد على مساحة 180 ألف كيلو متر مربع، وتقع الجزيرة في محافظة البصرة العراقية على بعد مسافة قليلة من منطقة شط العرب، التي تشكّل مركز التقاء رافدي نهري دجلة والفرات الأمر الذي أكسب المنطقة التربة الخصبة والماء الوفير، فتجلّت الحدائق، والمتنزهّات، والمنتجعات، والنوافير تحديداً في جزيرة السندباد وما يتبعها من مطاعم، ومقاهٍ، واستراحات، ونوادٍ ترفيهيّة، ومراكز ألعاب إلكترونيّة حديثة كما يشغل مركز الجزيرة السوق الكبير، الأمر الذي جعل للجزيرة أهميّة خاصّة جداً في جنوب العراق.

سبب التسمية

عرفت جزيرة السندباد قديماً بجزيرة أم الفحم؛ لأنّ الإنجليز استغلوها كموقع لتخزين الفحم من أجل تصديره إلى روسيا في الحرب العالمية الأولى أثناء الانتداب الإنجليزي، وتعود مُلكية الجزيرة إلى شركة مساهمة من القطاع الخاص مع الحكومة التي كانت تملك 48% من الأسهم، لكن في العام 1978م تمّ نقل ملكية الجزيرة بكافّة موجوداتها للحكومة وتمّ تسليم إدارتها من المؤسّسة العامّة للموانيء العراقيّة، الى المؤسسة العامة للسياحة لكي يتمّ تحويلها إلى جزيرة سياحيّة مملوكة للدولة ويتولّى الوزراء المختصّون تنفيذ هذا القرار، وأطلق عليها اسم جزيرة السندباد نسبة إلى بطل الأساطير البحريّة الذي جابه المخاطر في زمن الخلافة العباسيّة في سلسلة قصص ألف ليلة وليلة حيث إن اسم السندباد يحظى بشهرة عالمية واسعة.

أهمّيّة جزيرة السندباد

تستقطب جزيرة السندباد أفواجاً سياحيّة هائلة سواء على الصعيد المحليّ في المناسبات والأعياد بالإضافة إلى الصعيدين الإقليمي والعالمي لشهرتهما الكبيرة، إذن جزيرة السندباد تشكّل:

  • مصدر دخل قوميّ سياحيّ هام جداً.
  • مركزاً كبيراً ينشّط الحركة الاقتصادية لمحافظة البصرة والعراق.
  • معلماً سياحيّاً يجمع ويقوّي الروابط محلياً ودولياً.
  • محمية طبيعية خلابة، تتدفّق فيها بواعث الحياة، ممّا يجعلها دائمة الازدهار.

إعادة تأهيل جزيرة السندباد

تعرّضت الجزيرة للقصف والدمار شأنها في ذلك شأن جميع المناطق في دولة العراق، بعد تاريخ حافل بالحضارات، والتطوّر، والازدهار، وذكرت الأخبار أنّ الجزيرة تحولت إلى ثكنات عسكرية وتغيّرت معالمها، وتمّت إعادة تأهيل الجزيرة أكثر من مرّة، أهمهّا في السبعينات ولكن بعد سقوط نظام صدام حسين في التسعينات تعرّضت للسلب، والنهب، وعادت إليها الفوضى، والإهمال بعد أن آوت إليها العائلات المشردة من الحرب كمخيمات إيواء ما عُرف بـ (العشوائيات)، و لكن نظراً لأنّ الجزيرة بموقعها وميّزاتها السياحيّة وكونها مصدر دخل قوميّ كان لا بدّ للوزارات المختصة والحكومة أن تهتم بإعادة تأهيلها، وبالفعل بُذلت جهود حكوميّة وتطوعيّة كبيرة لإزالة الأنقاض والنفايات الضخمة منها وتعبيد الطرق ونشر مقاعد الجلوس ولوحات الإرشاد، وتشجيرها، وتنظيفها، وترتيبها من جديد لإعادتها جزيرة سياحية بالدرجة الأولى.

من الجدير ذكره أنّ جزيرة السندباد رغم الجهود المبذولة في إصلاحها، إلا أنّ الإمكانيات المتاحة لذلك تعتبر إمكانيات بسيطة لِما تحتاجه الجزيرة لإعادة التأهيل التي تتناسب مع طبيعتها، ومن أهم اقتراحات دعم الجزيرة:

  • إقامة مشاريع ضخمة عند ضواحي الجزيرة؛ لاستغلال كافة الموارد الطبيعيّة وتنشيط الأيدي العاملة.
  • مضاعفة الجهود والاهتمامات ودراسات لوضع الخطط العملية والحلول السريعة للمشكلات.
  • تكثيف العمل الدعائي الإعلامي على كافّة الأصعدة.
  • دعم الحرف والصناعات واليدوية المحلية في الجزيرة.