جزيرة مصيرة في عمان

جزيرة مصيرة

تعتبّر منطقة مصيرة واحدةً من ولايات سلطنة عُمان الموجودة في المنطقة الشرقيّة، وهي عبارة عن جزيرة طبيعيّة خلّابة تقع في الجنوب الشرقيّ من عُمان، وتربط الجزيرة بعدّة جُزرٍ من أبرزها: جزيرة مرصيص، وجزيرة كلبان، وجزيرة شعنزي. توجد في مصيرة قرابة 12 قريةً يقطُنها قرابة 9000 نسمةٍ حسب تقديرات عام 2010م.

قديماً كانت مصيرة عبارّةً عن محطّةٍ لاستراحة السفن التي تتوقّف على شواطئها من أجل التزوّد بالمياه العذبة في الجزيرة، ويُذكر أنّ الإسكندر المقدونيّ كان يتّخذُها قاعدةً وأطلق عليها اسم “سيرابيس”، بالإضافة إلى أنّ ياقوت الحمويّ ذكرها في كتابه معجم البلدان ” مصيرة: هي جزيرة عظيمة توجد في بحر عُمان يتبع لها عدّة قرى”.

مسميات الجزيرة عبر التاريخ

أُطلقت على جزيرة مصيرة العديد من المُسمّيات عبر التاريخ نَذكر منها: جزيرة سيرا، وسيرابيس، وجزيرة دموجرا، وداماسيرة، وماكاجرة، وماسرير، وأورجان، ومارسريا، وماشير، وسيرانيون، ولكن من أشهر وأبرز هذه المسميات هو اسم “سيرابيس” الذي سمّاها به الإسكندر المقدوني ما قبل الميلاد ، عندما جاء إليها بجيشه وأساطيله واتخذ منها قاعدةً لتنظيم حملاته للسيطرة على بلاد فارس.

سبب التسمية

يُقال إنّ اسم مصيرة تمّ اشتقاقه من مصير الإنسان؛ فقديماً كان الناس يعتقدون أنّ الجزيرة موطناً للسحرة والجنّ قبل اكتشاف وسائل النقل الحديثة؛ حيث إنّ من يدخلها يكون مصيره الضياع والنسيان، ومن هنا اشتُقّ اسم مصيرة ، كما توجد روايةٌ ثانية يُذكر فيها أنّ اسم الجزيرة جاء من كملة “صيرة” والتي يُقصد بها المكان المُرتفع داخل البحر، وكلمة “الصير” تعني الصخرة المرتفعة بالبحر، كما هو الصاري في السفن؛ حيث إنّ أول ما يُشاهده المرء في السفن الشراعية هو ” الدقل أو الصاري”، ونظراً لأنّ الجزيرة هي في مكان مُرتفع عن سطح البحر جاءت هذه التسمية لها فصار اسمها “مصيرة”، وهذا هو القول الراجح.

السياحة في الجزيرة

تُعتبر شواطئ الجزيرة هي أبرز الأماكن السياحيّة فيها؛ فيُمكن مشاهدة السلاحف البحريّة بكل سهولةٍ من هناك، وذلك خلال تناسلها وتكاثرها في بيئتها الطبيعيّة، كما يُمكن ممارسة رياضة التزحلق الشراعيّ على البحر، وصيد الأسماك، وممارسة رياضة الغوص، بالإضافة لوجود العديد من العيون المائيّة العذبة ذات المنظر الخلّاب والتي تحتضنها الجزيرة نذكر منها: عين وادي بلاد، وعين القطارة وغيرهما من العيون القريبة من جبل الحلم الموجود في الجهة الجنوبية من الجزيرة.

توجد في الجزيرة آثارٌ قديمة منها: حصن دفيات، وحصن مرصيص، ومسجد الإمام الشيخ منصور المجعليّ الموجود في منطقة مرصيص، وهناك مقبرةٌ قديمة وأثريّة توجد في منطقة صفايج يعود تاريخها إلى 3000 عامٍ قبل الميلاد، وتوجد سلسلة جبليّة في مُنتصف الجزيرة وتعتبر بمثابة العمود الفقريّ للجزيرة.