جزر ماريانا الشمالية

جُزر ماريانا الشمالية

تُعرف جزر ماريانا الشماليّة باللغة الإنجليزيّة بمصطلح (Northern Mariana Islands)، وهي عبارةٌ عن مجموعةٍ مِن الجُزرِ الساحليّة، وتعرف رسميّاً باسم كومنولث جُزر ماريانا الشمالية، وتعتبرُ مدينة سايبان عاصمةً لها، وتعد جزءاً من أجزاء أراضي الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تتبع لها سياسيّاً وإداريّاً، وتعتبر اللغة الإنجليزيّة هي اللغة الرسميّة فيها، مع استخدام مجموعةٍ من اللغات المحليّة المتداولة بين فئات من السكان، مثل: لغة كارولينا.

تاريخ جُزر ماريانا الشمالية

تشيرُ الأبحاث التاريخيّة إلى أنّ الوجود السكانيّ في جزر ماريانا الشماليّة يعود إلى عام 4000 ق.م، وكانَ أول سكانها من قبيلة اسمها التشاموريين، والذين قاموا ببناء حضارةٍ معماريّة مميزة في ماريانا، والتي ما زالت بقاياها موجودةً حتى هذا الوقت، وفي عام 1521م قررت إسبانيا الإعلان عن أن جُزر ماريانا الشمالية تابعةٌ لها بشكلٍ رسميّ، وسافرت العديد من السُفن الإسبانية إلى ماريانا من أجل فرض السيطرة عليها.

واجهَ سكان الجُزر الأصليّون العديد من المشكلات مع المحتلّين الإسبان، ومن أهمّها عدم اتفاقهم ثقافيّاً؛ لاختلاف العادات والتقاليد بينهم، وحافظ سكان الجُزر على العمل بصيد الأسماك كوسيلةٍ لتأمين رزقهم، وطعامهم اليوميّ، ومع مرور الوقت اختلط السكان الأصليّون مع الإسبان، وأدى ذلك إلى ظهور سكان جدد للجُزر، ولكن أتى العديد من المستوطنين من الفلبين، وكارولينا بناءً على الاتفاقات التي تم إبرامها مع الحكومة الإسبانيّة من أجل تعزيز الاستيطان في جُزر ماريانا الشماليّة.

في القرن السابع عشر للميلاد مع ازدياد انتشار الدعوات التبشيريّة للمسيحيّة الكاثوليكيّة تحول العديد من سكان ماريانا من الديانات الشعبيّة، إلى المسيحيّة، وهذا ما ساهم في زيادة السيطرة الإسبانيّة، والتي استمرّت حتى عام 1898م عند وقوع الحرب الإسبانيّة الأمريكية، والتي هُزمت فيها إسبانيا، وأعلنت رسميّاً تخليها عن السيطرة على جُزر ماريانا الشماليّة، والتنازل عنها للولايات المتحدة الأمريكيّة.

بعد انتهاء الحرب العالميّة الثانية تمكّنت الولايات المتحدة الأمريكيّة من المحافظة على الإدارة السياسيّة لجُزر ماريانا الشمالية، واعتمدت على قرارات الأمم المتحدة التي عزّزت من الوصاية الأمريكيّة على ماريانا، ولكن قرّرت الحكومة محليّة في جُزرِ ماريانا الشمالية في عام 1969م الإعلان عن استفتاءٍ شعبيّ من أجل الحصول على الاستقلال عن أمريكا، ولكن أدّى هذا الاستفتاء إلى قيام إدارة محليّة للجزيرة، مع المحافظة على الحُكم الأمريكيّ لها، وفي عام 1972م وقعت الإدارة المحليّة في جُزر ماريانا الشماليّة مع الحكومة الأمريكيّة اتفاقيّة ساهمت بإقامة كومنولث كاتحادٍ سياسيّ لجُزرِ ماريانا الشماليّة.

جغرافيّة جُزر ماريانا الشمالية

تحتوي جُزر ماريانا الشماليّة على منطقة ساحليّة مكوّنةٍ من الشُعب المرجانية، والعديد من أنواع الأسماك، كما توجد فيها تجمعاتٌ لمرتفعات جبليّة بركانية، وما زالتْ بعض البراكين نَشِطة في بعض جُزر ماريانا الشمالية، وتبلغ مساحة اليابسة للجُزر ما يقارب 475,260 كم²، وتتميّزُ بمناخها الاستوائيّ، مع هبوب رياح شرقيّة موسميّة، وهطول كميّات محددة من الأمطار.

الحياة العامة في جُزر ماريانا الشمالية

تعودُ أصول أغلب سكان جُزر ماريانا الشماليّة إلى القبائل الأصليّة، ومجموعات مختلطةٍ من الإسبان، والآسيوييّن، وغيرهم، ويصل عدد سكان الجُزر إلى ما يقارب 54 ألف نسمة، وتحتوي الجُزر على العديد من المدارس العامّة، والتي تساهمُ في تقديم التعليم للطلاب في كافّة المراحل الدراسيّة، أما بالنسبة للثقافة الشعبيّة السائدة فهي خليطٌ من العادات، والتقاليد الأصليّة مع الثقافة الإسبانيّة والأمريكيّة.