ما هي أعراض ورم الغدة النخامية

أورام الغدة النخامية

تُمثل أورام الغدة النخامية (بالإنجليزية: Pituitary tumors) نموًّا غير طبيعي يتطوّر في الغدّة النّخامية، إذ تتغير الخلايا السليمة وتنمو خارج نطاق السيطرة لتشكيل كتلة تسمى الورم، والذي قد يكون حميدًا أو سرطانيًّا، وتجدر الإشارة إلى أنّ الغدة النخامية تمثّل غدة صغيرة تقع بالقرب من الدماغ، وهي جزء من جهاز الغدد الصماء (بالإنجليزية: Endocrine system) الذي ينظم الهرمونات في جسم الإنسان، وفي الواقع تتكون هذه الغدة من فصّين اثنين؛ أمامي وخلفي، يفرِز كلُّ منهما هرمونات معينة، وعلاوة على ذلك فإنّه يتم التحكم بالغدة النخامية عن طريق تحت المهاد (بالإنجليزية: Hypothalamus) إحدى تراكيب الدماغ المتصلة بها.[١][٢]

ولمعرفة المزيد عن أورام الغدة النخامية يمكن قراءة المقال الآتي: (أورام الغدة النخامية).

أعراض أورام الغدة النخامية

تُشكّل الأورام الحميدة الغالبية العُظمى من أورام النّخامية، ويُشار إلى أنّ معظمها يكون ضمن الأورام الغدّية النّخامية (بالإنجليزية Pituitary adenoma)، ومن الجدير ذكره أنّ بعض الأورام الغدّية النّخامية لا تتسبّب بظهور أيّ أعراض مُطلقًا، ويترتب على ذلك عدم شعور العديد من الأشخاص بأي مؤشرات قد تدلّ على إصابتهم بهذا النّوع من الأورام، ويتمّ الكشف عن هذه الحالة صدفةً عند إجراء تشخيص لمشاكلٍ أخرى غير مُرتبطة بذلك،[٣] وحول الحديث عن أعراض أورام النّخامية، فيُشار إلى أنّ الأعراض الناشئة تكون مُرتبطة بطبيعة الورم؛ أيْ ما إذا كان ضمن الأورام الوظيفية أم غير الوظيفية، وحول الأورام الوظيفية فهي تتسبّب بإنتاج الهرمونات التي قد تؤدي إلى مُعاناة المريض من مجموعةٍ من العلامات والأعراض وذلك بالاعتماد على نوع الهرمون المُتأثر بالحالة، أمّا الأورام غير الوظيفية والتي لا ترتبط بإفراز الهرمونات فإنّ الأعراض والعلامات الظاهرة في هذه الحالة تكون ناشئةً عن نموّ الورم وما يتسبّب به من ضغطٍ على الهياكل والتراكيب الأخرى.[١]

هُناك مجموعة من الأعراض قد ترتبط بالسّكتة النّخامية (بالإنجليزية: Pituitary Apoplexy)، والتي تحدث في حالاتٍ نادرة وقد تتسبّب بحدوث نزيف مُفاجئ في النّخامية، والمُعاناة من صداع شديد، وتغيرات في الرؤية بشكلٍ مُفاجئ بما في ذلك فقدان الرؤية، وازدواجية الرؤية (بالإنجليزية: Double vision)، وتدلي الجفن، وفي هذا السّياق يُشار إلى أنّ حالة السّكتة النّخامية تستدعي تلقّي العلاج الطارئ، وغالبًا ما يرتكز علاجُها على استخدام دواء الكورتيكوستيرويدات (بالإنجليزية: Corticosteroids)، والخضوع لجراحات مُعينة.[٤]

أورام النّخامية غير الوظيفية

تُعرف أورام النّخامية غير الوظيفية (بالإنجليزية: Non-functioning pituitary tumors) أيضًا بأورام النّخامية ذات الخلايا الفارغة (بالإنجليزية: Null cell)، أو أورام النّخامية التي لا تُفرز الهرمونات، وفي الحقيقة، تحتلّ الإصابة بأورام النّخامية غير الوظيفية النّسبة الأكبر من مجموع الإصابات بأورام النّخامية بشكلٍ عامّ، ويتسبّب هذا النّوع من الأورام بنمو غير طبيعي حميد للأنسجة من شأنه أن يشغل مساحة من الدماغ،[٥] ويجدر بالذكر أنّ هذه الأورام من شأنها التسبّب بتدمير أو تلف أجزاء مُعينة من الغدة النخامية، وقد يترتب على ذلك عدم إنتاج الهرمونات بالكميات الكافية التي يحتاجها الجسم، إلّا أنّ الأورام الوظيفية ذاتها لا تُنتج هرمونات،[٦] وبشكلٍ عامّ تزداد شدّة الأعراض سوءًا مع نمو الورم.[٧]

من الجدير ذكره أنّ الإصابة بالأنواع غير الوظيفية من السرطانة النخامية (بالإنجليزية: Carcinoma) أو الأورام الغدية النّخامية من شأنه التسبّب بالمزيد من الأعراض إذا ما ازداد حجمه وسبب ضغطًا على الهياكل المُجاورة له؛ مثل الدماغ أو العصب البصري، وفي هذا السّياق يُشار إلى احتمالية تشكّل ما يُعرف بالورم الغدي الكبري (بالإنجليزية: Macroadenoma) عندما يصبح الورم الحميد بحجمٍ يتجاوز سنتيمترًا واحدًا، وقد يترتب على ذلك المُعاناة من الصداع، أو ألم وخدران الوجه، أو الدوخة، أو فقدان الوعي بشكلٍ مُفاجئ،[٦] وفي حال نموّ الورم الغدي الكبري لأعلى الغدّة النّخامية فإنّه قد يؤثر في التصالبة البصرية (بالإنجليزية: Optic chiasm)، والتي تُمثل جزءًا من المسار بين العين والقشرة البصرية في الدماغ، ويترتب على ذلك تأثر حاسة البصر لدى الإنسان، فقد يُعاني المريض في هذه الحالة من فقدان الرؤية المُحيطة في البداية دون أن يلحظ الشخص ذلك بنفسه، وفي حال استمرار الضغط على العصب فإنّ ذلك قد يؤدي في النهاية إلى العمى، وقد يُعاني الشخص من ازدواجيّة الرؤية نتيجة تسبّب الورم بضغطٍ على الأعصاب المسؤولة عن حركة العين، وفي الحالات التي يكون فيها حجم الورم كبيرًا جدًا فإنّه يتسبّب بالضغط على أجزاءٍ أخرى من الدماغ، وبالتالي المُعاناة من اضطرابات الذاكرة، أو الضعف، أو التنميل.[٧]

قد تتسبّب أورام النخامية بالضغط على أحد أجزائها المعروفة بالسّويقة النّخامية (بالإنجليزية: Pituitary stalk) والتي تربط الغدة النخامية بالمهاد، وقد يترتب على ذلك ارتفاع مستويات هرمون البرولاكتين (بالإنجليزية: Prolactin) بشكلٍ طفيف، وهذا بحدّ ذاته قد يؤدي إلى مُعاناة النساء من اضطراب الدورة الشهرية، ويجدُر التنبيه إلى أنّ هذه الحالة تختلف عن الحالة المعروفة بالأورام الغدّية النّخامية المُفرِزة للبرولاكتين (بالإنجليزية Prolactin-secreting pituitary adenoma) والتي ستتمّ مُناقشتها لاحقًا في هذا المقال،[٨] وقد يحول الضغط الذي يُسبّبه الورم على الغدّة النّخامية دون قدرتها على تنظيم وظائف الهرمونات بشكلٍ طبيعي، وقد يؤدي ذلك إلى حدوث انخفاض في إنتاج هرموناتها بشكلٍ تدريجي، وحول ذلك يُشار إلى مُعاناة الرجال من تدني الرغبة الجنسية وضعف الانتصاب في حال تسبّبت أورام النّخامية بانخفاض مستويات هرمون التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone) في الدم لديه، ويُعتبر ذلك من المؤشرات الأولى التي قد تظهر على الرجال عند إصابتهم بهذه الحالة، وفي حال إحداث الورم مزيدًا من الضغط فإنّ ذلك قد يُسبّب انخفاض مستويات هرمونات الدرقية، وبالتالي المُعاناة من أعراض قصور الدرقية؛ ومنها: التعب، والإمساك، وآلام العضلات، والاكتئاب، وعدم القدرة على تحمّل البرودة، وزيادة الوزن، وحول الأعراض التي تُعاني منها النّساء والمُرتبطة باضطراب مستويات الهرمونات الناجم عن أورام النّخامية فيُشار إلى أنّها تكون أكثر تعقيدًا، ويعتمد ذلك على المرحلة التي تمرّ بها المرأة من حياتها؛ ما إذا كانت قبل انقطاع الطّمث أم بعد ذلك، وفي هذا السّياق يُشار إلى أنّ إصابة النّساء قبل انقطاع الطّمث بالأورام الغدّية النّخامية غير الوظيفيّة من شأنه التسبّب بمُعاناتها من عدم انتظام الدورة الشهرية أو توقّف حدوثها بشكلٍ تامّ، وقد يُسبّب مشاكل الإنجاب، وأمّا في حالات ما بعد انقطاع الطّمث لدى النّساء فإنّها تتسبّب بتدني الرغبة الجنسية وأعراض قصور الدرقية التي تمّت الإشارة إليها.[٥]

يُشار إلى أنّ انخفاض مستوى هرمون الكورتيزول (بالإنجليزية: Cortisol) يُمثّل أكثر النتائج المُترتبة على اضطراب النّخامية خطورةً، إذ إنّ ذلك قد يُشكّل خطرًا على حياة الإنسان، وتتمثل أعراض ذلك بحدوث انخفاض في ضغط الدم، والارتباك، والغثيان، والقيء، والحمى،[٥] وقد يُعاني الشخص من التنقيط الأنفي لسوائل ملحية صافية ومشاكل في حاسة الشمّ نتيجةً للضغط الذي يُسبّبه ورم النّخامية،[٩] وفي هذا السّياق يُشار إلى احتمالية تسرّب السّائل الدماغيّ الشوكيّ إلى الأنف مُسبّبًا مُعاناة الشخص من السيلان الأنفي.[١٠]

أورام الغدة النخامية الوظيفية

تؤدي الإصابة بأورام الغدة النخامية الوظيفية إلى التسبّب بإفراز غُددٍ أخرى المزيد من الهرمونات، وعليه فإنّ الأعراض التي يُعاني منها الشخص ترتبط بالهرمون المتأثّر،[١١] ومن الجدير ذكره أنّ معظم الأورام التي تُنتج الهرمون المُنشّط للحويصلة (بالإنجليزية: Follicle Stimulating Hormone) والهرمون المنشط للجسم الأصفر (بالإنجليزية: Luteinizing hormone) لا تُنتج كمياتٍ إضافية من الهرمونات بما يكفي لظهور العلامات والأعراض، وعليه يُمكن اعتبارها ضمن الأورام غير الوظيفيّة.[١٠]

الأورام المُنتِجة لهرمون البرولاكتين

قد يترتب على ارتفاع مستويات هرمون البرولاكتين نتيجة الإصابة بأورام النّخامية حدوث انخفاض في مستويات هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) لدى النّساء والتستوستيرون لدى الرجال، ويُمثل كلاهما هرموناتٍ جنسية، ومن الجدير ذكره اختلاف طبيعة الأعراض المُترتبة على ارتفاع البرولاكتين باختلاف الجنس، وذلك على النّحو الآتي:[١٢]

  • النّساء: يتسبّب ذلك بمُعاناتها من عدم انتظام الدورة الشهرية، أو انقطاعها، أو خروج إفرازات حليبيّة من الثدي.
  • الرجال: ترتبط الأعراض بقصور الغدد التناسلية (بالإنجليزية: Hypogonadism)، وبالتالي فهي تتضمّن ضعف الانتصاب، وانخفاض عدد الحيوانات المنوية، وتدني الرغبة الجنسية، وزيادة نمو الثدي.

الأورام المُفرِزة لهرمون النمو

قد تتسبّب أورام النّخامية بزيادة إفراز هرمون النمو في بعض الحالات، ويترتب على ذلك تحفيز نمو معظم عظام الجسم فيما يُعرف بالعملقة (بالإنجليزية: Gigantism) لدى الأطفال، ويتضمّن ذلك زيادة الطول ليتجاوز 213 سنتيمترًا تقريبًا، والنمو السريع جدًا، والشعور بألم العظام، والتعرق الشديد، أمّا زيادة هرمون النمو لدى البالغين فمن شأنها التسبّب بضخامة الأطراف (بالإنجليزيّة: Acromegaly)؛ والتي تتضمّن زيادة نمو الجمجمة والأيدي والأقدام، وتغيّر طبيعة الصوت لتُصبح أعمق، وحدوث تغيّر في ملامح الوجه مُرتبطة بزيادة نمو عظامه، والشعور بألم المفاصل، والشخير أو توقف التنفس أثناء النوم، وقد يصِل الامر إلى المُعاناة من مرض السّكري أو ضعف تحمل الجلوكوز (بالإنجليزية: Impaired Glucose Tolerance) نتيجةً لذلك،[١١] وقد يُعاني الشخص أيضًا من زيادة نمو الشعر، أو أمراض القلب،[١٢] أو زيادة المسافة الفاصلة بين الأسنان مع نمو عظام الفك، أو تكرار حدوث حصوات الكلى، أو الصّداع.[١٣]

الأورام المُفرِزة للهرمون المنشط لقشرة الكظرية

تُعتبر الأورام المُفرِزة للهرمون المنشط لقشرة الكظرية (بالإنجليزية: Adrenocorticotropic hormone producing tumors) أكثر شيوعًا بين النّساء مُقارنةً بالرجال، إذ يتسبّب هذا النّوع من الأورام بتحفيز الكظرية لإنتاج هرمون الكورتيزول، ويترتب على ذلك المُعاناة من داء كوشينغ (بالإنجليزية: Cushing’s disease)، وتتمثل أعراض الحالة هذه الحالة على النّحو الآتي:[١٤][٤]

  • ظهور بروز دهني بين الكتفين.
  • زيادة الوزن التي تتمثل بزيادة الدهون وتركّزها بشكلٍ أساسي في الوجه، والعنق، والجذع.
  • ظهور علامات تمدد على الجلد ذات لونٍ وردي أو أرجواني.
  • تطور مرض السكري.
  • عدم انتظام الدورة الشهرية.
  • فرط نمو الشعر.
  • ظهور الكدمات.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • كسور العظام نتيجة انخفاض مستويات الكالسيوم.
  • فقدان عضلات الذراع والساق.
  • احمرار الوجه وتوهّجه.
  • صعوبة في التركيز والذاكرة.[١٥]
  • اضطرابات النوم.[١٥]
  • التهيّج.[١٥]
  • ضعف جهاز المناعة وما يترتب عليه من ارتفاع خطر الإصابة بالعدوى.[١٥]

الأورام المُفرِزة للهرمون المنشط للدرقية

قد تؤدي الإصابة بالأورام المُفرِزة للهرمون المنشط للدرقية (بالإنجليزية: Thyroid-stimulating hormone-producing tumors) إلى فرط نشاط الغدة الدرقية، ومن شأن ذلك تسريع عمليات الأيض في جسم الإنسان، وبالتالي المُعاناة من الأعراض التالية:[٤][١٦]

  • فقدان الوزن المُفاجئ.
  • العصبية.
  • التهيج.
  • تسارع ضربات القلب أو عدم انتظامها.
  • تكرار حركات الأمعاء.
  • غزارة التعرّق.
  • صعوبة النوم.[١٥]
  • مُعاناة المرأة من انقطاع الطّمث أو تدني كمية الدم التي تتدفق خلال الطّمث.[١٥]

أعراض تستدعي مراجعة الطبيب

بشكلٍ عامّ، يجدُر بالأشخاص اللذين تتطوّر لديهم أيّ علامات أو أعراض ترتبط بأورام النّخامية زيارة الطبيب فورًا، ومن الجدير ذكره أنّ أورام النّخامية قابلة للتّعافي، إذ يُمكن بعلاج هذه الأورام إعادة مستويات الهرمونات إلى معدّلاتها الطبيعية، والسّيطرة على العلامات والأعراض المُرتبطة بهذه الحالة.[١٦]

فيديو عن ورم الغدة النخامية

ولمزيد من المعلومات ننصحكم بمشاهدة الفيديو الآتي الذي يتحدّث فيه د. محمد سماحة مستشار جراحة الدماغ والأعصاب والعمود الفقري عن تشخيص أورام الغدة النخاميّة.

  1. ^ أ ب “pituitary tumors”, www.mayoclinic.org, Retrieved March 18, 2020. Edited.
  2. “www.cancer.net”, www.cancer.net, Retrieved 11-5-2020. Edited.
  3. “all about pituitary adenomas”, www.oncolink.org, Retrieved March 18, 2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت “Pituitary tumors (adenoma, craniopharyngioma)”, mayfieldclinic.com, Retrieved March 18, 2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت “pituitary adenoma”, www.urmc.rochester.edu, Retrieved March 18, 2020. Edited.
  6. ^ أ ب “pituitary tumors”, www.yalemedicine.org, Retrieved March 18, 2020. Edited.
  7. ^ أ ب “pituitary tumor”, ufhealth.org, Retrieved March 18, 2020. Edited.
  8. “pituitary adenomas”, www.texasspineandneurosurgerycenter.com, Retrieved March 18, 2020. Edited.
  9. “Pituitary tumor”, pennstatehershey.adam.com, Retrieved March 18, 2020. Edited.
  10. ^ أ ب “pituitary treatment”, www.cancer.gov, Retrieved March 18, 2020. Edited.
  11. ^ أ ب “pituitary tumors”, www.hopkinsmedicine.org, Retrieved March 18, 2020. Edited.
  12. ^ أ ب “Pituitary tumors”, stclair.org, Retrieved 19-03-2020. Edited.
  13. “pituitary adenomas”, www.mskcc.org, Retrieved March 18, 2020. Edited.
  14. “pituitary tumour”, www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved March 18, 2020. Edited.
  15. ^ أ ب ت ث ج ح “pituitary tumor”, med.virginia.edu, Retrieved March 18, 2020. Edited.
  16. ^ أ ب “pituitary tumors”, www.drugs.com, Retrieved March 18, 2020. Edited.