أعراض وعلامات مرض أديسون

مرض أديسون

يُعّرف داء أديسون (بالإنجليزية: Addison’s Disease)، أو ما يعرف بالقصور الكظري الأولي (بالإنجليزية: Primary Adrenal Insufficiency)، على أنه اضطراب يُؤثر في الغدد الكظرية (بالإنجليزية: Adrenal Glands)، نتيجة عُطل مُباشر في الغدّة أو بسبب خلل في آلية تصنيع هرموناتها، حيث يقلل هذا الاضطراب من إنتاج الهرمونات التي تفرزها القشرة الكظرية (بالإنجليزية: Adrenal Cortex)، وهي الجزء الخارجي للغدة الكظرية، وهذه الهرمونات هي: الألدوستيرون (بالإنجليزية: Aldosterone) والكورتيزل (بالإنجليزية: Cortisol)، ومن الجدير بالذكر أن الأعراض المرافقة لهذا الاضطراب تظهر عند تلف ما يقارب 90% من قشرة الغدة الكظرية ويجب التنويه إلى ضرورة معالجة هذه الحالة تجنباً للمضاعفات المحتملة،[١][٢] ومن الجيد ذكره أن داء أديسون يعدّ من الأمراض نادرة الحدوث، كما أنه يُمكن تعويض النقص الحاصل في الهرمونات نتيجة الإصابة بهذا المرض، ويمكن للمصاب أن يحظى بحياة طبيعية إن التزم بالجرعات الدوائية المحددة له يوميّاً، وغالباً ما تكون النساء أكثر عُرضة للإصابة بداء أديسون مُقارنة بالرجال، ورغم ظهوره في أي فئة عُمرية حتّى في الأطفال، إلّا أنّه غالباً ما يُصيب الأفراد في الفئة العُمرية ما بين 30-50 سنة.[٣][٤]

قبل الحديث عن أعراض داء أديسون وعلاماته، نوجز القول عن الغدد الكظرية بأنّها غدد صماء تقع فوق كلّ من الكليتين، وتتكوّن من جزء خارجي يُسمّى القشرة (بالإنجليزية: Cortex)، وآخر داخلي يُسمّى اللُّب (بالإنجليزية: Medulla)، وتُنتج القشرة ثلاثة أنواع من الهرمونات هي: الهرمونات أو القشرانيات السُّكرية (بالإنجليزية: Glucocorticoid Hormones)، مثل الكورتيزول (بالإنجليزية: Cortisol) الذي يُنّظم الغلوكوز في الجسم ويُثبّط جهاز المناعة، وتُساعد هذه الهرمونات كذلك في استجابة الجسم للتوتّر، والهرمونات القشرية المعدنية (بالإنجليزية: Mineralocorticoid Hormones)، مثل الألدوستيرون الذي يُنظّم االصوديوم والبوتاسيوم في الجسم، والهرمونات الجنسية (بالإنجليزية: Sex Hormones) كالأندروجينات (بالإنجليزية: Androgens) الذكورية والإستروجينات (بالإنجليزية: Estrogens) الأنثوية، حيث تُساهم هذه الهرمونات في النمو الجنسي والتكاثر.[٥]

كما ذكرنا سابقاً، يحدث داء أديسون نتيجة خلل في القشرة الكظرية حيث يُقلّل من إنتاج هرموناتها، وإنّ السبب الأكثر شيوعًا للمعاناة من هذا المرض هو حدوث اضطراب مناعي ذاتي (بالإنجليزية: Autoimmune Disease)، حيث يُهاجم جهاز المناعة خلايا الجسم ذاتها بشكل خاطئ، ومن الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى المعاناة من مرض أديسون: إصابة الغدد الكظرية بالعدوى، مثل مرض السُّل (بالإنجليزية: Tuberculosis)، أو فيروس نقص المناعة البشرية (بالإنجليزية: HIV)، أو العدوى الفطرية، أو التعرض للنزيف وفقدان الدم، أو انتشار السرطان إلى الغدد الكظرية، أو الخضوع لبعض الجراحات التي تستأصل جزءًا من الغدة الكظرية.[٥][٦]

ولمعرفة المزيد عن مرض أديسون يمكن قراءة المقال الآتي: (مرض اديسون).

أعراض وعلامات مرض أديسون

يمكن تقسيم الأعراض والعلامات التي قد تظهر على المصابين بداء أديسون كما يأتي:

الأعراض الأولية

يصعُب تشخيص داء أديسون بالاعتماد على الأعراض الأولية كالتعب العام وضعف العضلات فقط؛ لأنّها تتشابه مع أعراض حالات مرضية أخرى، ومن الأعراض الأخرى التي قد تُرافق داء أديسون: الجفاف (بالإنجليزية: Dehydration)؛ إذ يحدث نتيجة نقص هرمون الألدوستيرون المسؤول عن تنظيم توازن الماء والملح في الجسم كما ذكر سابقاً، ومن الأعراض الأولية الأخرى نذكر الآتي:[٧]

  • فقدان الشهيّة ونقص الوزن غير المقصود.
  • انخفاض مستوى السكر في الدّم (بالإنجليزية: Hypoglycemia).
  • انخفاض ضغط الدّم (بالإنجليزية: Hypotension).
  • الشعور بالحاجة المُلحّة لتناول لأطعمة المالحة.
  • الشعور غير الطبيعي بالدوخة أو التعب.
  • الاكتئاب الطفيف أو التهيج.
  • الشعور بالعطش بكثرة.

الأعراض المتقدمة

تتفاقم حدّة الأعراض المرافقة لمرض أديسون تدريجيّاً مع الوقت، ولكن قد تزداد سوءاً بشكل مُفاجئ في حال تعرُّض المُصاب لتوتر إضافي كالحوادث أو في حال الإصابة بمرض آخر بالإضافة لداء أديسون، كما يمكن أن يزداد عدد مرّات ظهور الأعراض السابقة أو أن تزداد حدّتها، ويمكن أن تظهر كذلك أعراض أخرى، مثل:[٧]

  • الشعور بالغثيان.
  • التقيؤ والإسهال.
  • هبوط ضغط الدّم الانتصابي (بالإنجليزية: Orthostatic Hypotension)، وهو انخفاض ضغط الدّم عند الوقوف.
  • تشنّج العضلات المُفاجئ لفترة زمنية قصيرة تتراوح بين ثوانٍ أو دقائق يفقد فيها المُصاب السيطرة على العضلات.
  • الشعور بالألم في المفاصل، أو البطن، أو الظهر.
  • الإرهاق المزمن الذي قد يؤدي إلى الاكتئاب أو البكاء.
  • الدوخة وفقدان الوعي المؤقت.
  • عدم انتظام الدورة الشهرية، أو انقطاعها في بعض الحالات.
  • التعرّق في بعض الحالات.
  • فرط التصبُّغ (بالإنجليزية: Hyperpigmentation)، ويعني ذلك ظهور بقع بنيّة اللون على الجلد خاصّةً في مناطق ثنيات الجلد على راحة اليدين، أو النُّدب، أو مناطق الضغط كمفاصل الأصابع أو الركبتين،[٧] وقد تتضمّن الأعراض الجلدية ظهور مناطق جلدية ذات لونٍ غامق، أو تغير لون الشفاه واللّثة لتبدو بلونٍ داكنٍ.[٨]
  • تأخُّر البلوغ في الأطفال المُصابين بداء أديسون.[٩]
  • ظهور الأعراض المرافقة لهبوط السكر في الدم، مثل صعوبة التركيز، والارتباك، والقلق، وفقدان الوعي كذلك خاصّة في الأطفال.[٩]

أعراض النوبة الكظرية

تُعدّ النوبة الكظرية الحادّة (بالإنجليزية: Acute Adrenal Insufficiency)، والتي تُعرف كذلك بالنوبة الأديسونية (بالإنجليزية: Addisonian Crisis) من الحالات النادرة التي تحدث بسبب عدم قدرة الغدة الكظرية على إنتاج كميات كافية من هرمون الكورتيزول، وتعد الإصابة بداء أديسون من الأسباب الرئيسية المؤدية إلى حدوث النوبة الكظرية وخاصة في الحالات التي لم يعالج فيها المرض أو لم يُشخّص،[١٠]،[١١] ويجدر التنبيه إلى ضرورة تلقي العلاج المناسب على الفور عند تشخيص الإصابة بهذه الحالة أو عند ظهور أي عرض من الأعراض المرافقة لها، وذلك لتجنب مضاعفاتها المحتملة.[٣]

وأمّا بالنسبة لطبيعة الأعراض والعلامات التي قد يُعاني منها المصاب النوبة الكظرية؛ فهي عديدة، وقد تختلف من حالة لأخرى، ونذكر بعضًا منها فيما يأتي:[١٢]

  • الارتباك.
  • الشعور بألم شديد في البطن مصحوب بالاستفراغ والإسهال، مما يؤدي إلى حدوث الجفاف.
  • الهذيان (بالإنجليزية: Delirium) ونقص الوعي والإدراك.
  • الضعف العام الشديد.
  • الشعور بالألم أسفل الظهر أو في الساقين.
  • ارتفاع مستوى البوتاسيوم وانخفاض مستوى الصوديوم.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • ظهور أعراض أخرى في حال عدم تلقي العلاج المناسب للنوبة الأديسونية، تتلخص فيما يأتي:[١٣]
    • نوبات اختلاج (بالإنجليزية: Seizures).
    • الصَّدمة (بالإنجليزية: Shock).
    • الغيبوبة (بالإنجليزية: Coma).

حالات تستدعي مراجعة الطبيب

يتوجب إبلاغ الطبيب المختص في حال حدوث أي تغيير على نمط حياة المصاب بمرض أديسون، وذلك لأن كافة الأمور التي تجهد الجسم تؤثر في تحديد جرعة الدواء التي يحتاجها المصاب، لذلك تنبغي مراجعة الطبيب في حال التعرض لأيٍ من الأتي:[١٣]

  • الخضوع لجراحة.
  • الإصابة بأي نوع من الأمراض أو المشاكل الصحية خاصّة الحمّى (بالإنجليزية: Fever)، أو الاستفراغ، أو الإسهال.
  • التخطيط للحمل.

كما تجدر مُراجعة الطوارئ في أسرع وقت ممكن في حال ظهور العلامات التالية على المُصاب:[١٤]

  • المعاناة من الاستفراغ الشديد والإسهال.
  • الحمّى العالية.
  • ظهور تصرّفات غريبة على المريض كالشعور بالخوف أو الارتباك.
  • شحوب الوجه، وازرقاق الشفتين وشحمة الأذنين.
  • الإغماء، أو صعوبة بقاء المريض واعياً.
  • الضعف الشديد والشعور كأنّما المُصاب سيفقد الوعي.
  • ظهور ألم مُفاجئ في أسفل البطن، والظهر، والساقين.

المراجع

  1. “Addison disease”, bestpractice.bmj.com, Retrieved Dec.14.2019. Edited.
  2. “An Overview of the Adrenal Glands”, www.endocrineweb.com, Retrieved 2-1-2019. Edited.
  3. ^ أ ب “Adrenal Insufficiency & Addison’s Disease”, www.niddk.nih.gov, Retrieved Dec.15.2019. Edited.
  4. “What Is Addison’s Disease?”, www.addisonsdisease.org.uk, Retrieved Dec.14.2019. Edited.
  5. ^ أ ب “Addison’s Disease”, www.uclahealth.org, Retrieved Dec.14.2019. Edited.
  6. “Addison’s disease”, www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved Dec.16.2019. Edited.
  7. ^ أ ب ت “Addison’s disease”, www.hse.ie,Jul.13.2011، Retrieved Dec.15.2019. Edited.
  8. “Addison’s disease”, www.nhsinform.scot, Retrieved 02-02-2020. Edited.
  9. ^ أ ب “Symptoms -Addison’s disease Contents”, www.nhs.uk,Jun.14.2018، Retrieved Dec.15.2019. Edited.
  10. “What to know about Addisonian crisis”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2-1-2020. Edited.
  11. “Acute adrenal crisis”, medlineplus.gov, Retrieved 2-1-2020. Edited.
  12. “Addison’s disease”, www.mayoclinic.org,Oct.09.2019، Retrieved Dec.15.2019. Edited.
  13. ^ أ ب “Adrenal Insufficiency (Addison’s Disease)”, www.hopkinsmedicine.org, Retrieved Dec.15.2019. Edited.
  14. “Addison’s Disease: Care Instructions”, myhealth.alberta.ca, Retrieved Dec.16.2019. Edited.