ما هي أمراض الغدة الدرقية

نظرة عامة حول الغدة الدرقية

تقع الغدة الدرقية (بالإنجليزيّة: Thyroid gland) أسفل الجهة الأمامية للرقبة تحديداً تحت تفاحة آدم، وتتكوّن الغدة الدرقية من جزئين أو فُصين اثنين (بالإنجليزيّة: Lobes) يقعان على طول مقدمة القصبة الهوائية، ويتصلان معاً من المنتصف بجسر يُمسّى برزخ (بالإنجليزيّة: Isthmus)، وبذلك تظهر الغدة الدرقية على شكل فراشة لونها أحمر مائل للبني لامتلائها بالأوعية الدموية، كما تمرّ بعض الأعصاب المهمة لجودة الصوت عبر الغدة الدرقية، وتجدر الإشارة إلى أنّه لا يمكن الإحساس بالغدة الدرقية من الخارج في حال كانت بالحجم الطبيعي، وتقوم الغدة الدرقية بإنتاج وإفراز مجموعة مهمة من الهرمونات يُطلق عليها هرمونات الغدة الدرقية، وتؤثر هذه الهرمونات في العديد من العمليات الحيوية في مختلف أجزاء الجسم مثل؛ عمليات الأيض، والنموّ، والتطوّر، وضبط درجة حرارة الجسم، بالإضافة إلى دورها المهم في نموّ وتطوّر الدماغ لدى الرضّع والأطفال، وفي الحقيقة يمثّل هرمون الثيروكسين (بالإنجليزيّة: Thyroxine) أو كما يُطلق عليه T4 الهرمون الرئيسي للغدة الدرقية.[١]

يتمّ التحكّم في عمل الغدة الدرقية في الجسم بمساعدة منطقة تحت المهاد والغدة النّخامية الموجودتان في الدماغ؛ حيث تقوم منطقة تحت المهاد بإفراز الهرمون المطلق لموجهة الدرقية (بالإنجليزيّة: Thyrotropin-releasing hormone) واختصارًا (TRH) الذي ينبّه الغدة النّخامية لإفراز الهرمون المنشط للدرقية (بالإنجليزيّة: Thyroid-stimulating hormone) واختصارًا (TSH)، وفي الواقع فإنّه خلال عمل الغدة النخامية ومنطقة تحت المهاد بشكلٍ طبيعي يتمّ الانتباه لمستويات هرمون الدرقية باستمرار لتصويب الوضع وإعادته إلى ما هو طبيعي، وبذلك فإنّ وجود مستويات منخفضة من هرمون الغدة الدرقية يؤدي إلى إفراز المزيد من الهرمون المطلق لموجهة الدرقية والهرمون المنشط للدرقية، وهذا بدوره يحفّز الغدة الدرقية لإنتاج المزيد من هرموناتها، بينما في حال ارتفاع مستويات هرمونات الدرقية فإنّه يتم تقليل إنتاج الهرمون المطلق لموجهة الدرقية والهرمون المنشط للدرقية، وعليه يقلّ إنتاج هرمونات الغدة الدرقية.[٢]

أمراض الغدة الدرقية

يُعدّ من الشائع أن تُصاب الغدة الدرقية بالمشاكل الطبية المتعلّقة بفرط نشاط الغدة أو نقص نشاطها، وفي الحقيقة يمكن أن تؤدي بعض أمراض الغدة الدرقية إلى حدوث تضخّم في حجم الغدة الدرقية،[٣] وتجدر الإشارة إلى أنّ معظم الحالات المتعلقة بأمراض الغدة الدرقية تحدث نتيجة اضطرابات المناعة الذاتية، والتي تتمثّل بمهاجمة الجهاز المناعي للفرد الخلايا السليمة الخاصة بجسمه وتدميرها، ومن الأمثلة على الاضطرابات المناعية؛ داء غريفز (بالإنجليزيّة: Graves’ disease) الذي يسبّب زيادة نشاط الغدة الدرقية، وداء هاشيموتو (بالإنجليزيّة: Hashimoto’s disease) الذي يسبّب نقص نشاط الغدة الدرقية، وفي الحقيقة يُنصح الفرد بمراجعة الطبيب أو مقدّم الرعاية الطبية المختص في حال وجود أي علامات لأمراض الغدة الدرقية، وبناءً على العلامات والأعراض، والفحص الطبي، والتاريخ العائلي للمرض يتم اتخاذ القرار الطبي المناسب من حيث الحاجة لفحوصات طبية أخرى أو البدء بالعلاج، وتجدر الإشارة إلى أنّه بحسب ما ورد عن معاهد الصحة الوطنية الأمريكية (بالإنجليزيّة: National Institutes of Health) فإنّ النساء هنّ الأكثر عُرضة للإصابة بمشاكل وأمراض الغدة الدرقية، كما يزداد خطر الإصابة بأمراض الغدة الدرقية لدى البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 60 سنة، أو الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي بوجود اضطرابات في الغدة الدرقية، وتتضمّن اضطرابات الغدة الدرقية الأنواع التالية:[٤]

خمول الغدة الدرقية

يُعتبر خمول أو قصور الغدة الدرقية (بالإنجليزيّة: Hypothyroidism) أكثر أمراض الغدة الدرقية شيوعاً في المجتمع، ويتمثّل بإنتاج الغدة الدرقية لكميات قليلة وغير كافية من هرمون الدرقية، وفي الحقيقة فإنّ ما نسبته حوالي 95% من حالات خمول الغدة الدرقية تنتج عن وجود مشاكل في الغدة نفسها ويُطلق على هذه الحالات قصور الغدة الدرقية الأولي، بينما قد يكون السبب في بعض الحالات الأخرى انخفاض إنتاج الهرمون المنشط للدرقية من قِبل الغدة النخامية، ويُطلق على هذه الحالات خمول الغدة الدرقية الثانوي،[٥] وفي الحقيقة، يظهر خمول الغدة الدرقية عادةً من خلال تباطؤ في النشاط البدني والذهني للفرد، ولكن قد لا يترافق ذلك مع وجود أعراض، وفي أغلب الأحيان تكون العلامات والأعراض عامة وغير محدّدة أو مميّزة لهذه المشكلة الطبية، أمّا بالنسبة للأعراض المُتعارف عليها والمرتبطة مع خمول الغدة فقد لا تكون موجودة كما كان يُعتقد في السابق؛ مثل: عدم تحمّل البرد، والانتفاخ، وقلّة التعرّق، وخشونة الجلد،[٦] ويتم علاج مشكلة خمول الغدة الدرقية عادةً عن طريق وصف الطبيب لهرمون الثيروكسين المصنّع، والذي يتميّز بكونه مماثل لهرمون T4 الموجود بشكلٍ طبيعي في الجسم، ويُوصي الاطباء بتناول الدواء بشكلٍ يوميّ في الصباح الباكر قبل تناول الطعام. وفيما يلي بيان لأبرز أوجه خمول الغدة الدرقية:[٧]

  • التهاب الدرقية المنسوب لهاشيموتو: (بالإنجليزيّة: Hashimoto thyroiditis) ويُطلق عليه أيضاً التهاب الغدة الدرقية الناجم عن اضطراب المناعة الذاتية، ويتمثّل بتكوين الأجسام المضادة التي تُهاجم الغدة الدرقية،[٨] وفي الحقيقة هناك أنواع اخرى من التهاب الغدة الدرقية يمكن أن تؤدي إلى حدوث خمول في الغدة الدرقية ومنها؛ التهاب الغدة الدرقية الحادّ، والتهاب الغدة الدرقية بعد الولادة.[٣]
  • خمول الدرقية المُرتبط بنقص اليود: تكمن أهمية عنصر اليود داخل جسم الإنسان في استخدام الغدة الدرقية له لإنتاج هرمونات الدرقية،[٩] وفي الواقع فإنّ عدم وجود كميات كافية من اليود في الجسم قد يؤدي إلى إنتاج هرمون الغدة الدرقية بكمياتٍ قليلة وغير كافية، وبالتالي يمكن لنقص اليود أن يؤدي إلى تضخّم الغدة الدرقية، وخمول الغدة الدرقية، والإعاقة العقلية لدى الرضّع والأطفال الذين عانت أمهاتهم من نقص اليود خلال فترة الحمل.[١٠]
  • خمول الدرقية المُرتبط ببعض علاجات مشاكل الدرقية: يُلجأ لإزالة أو استئصال الغدة الدرقية (بالإنجليزيّة: Thyroidectomy) لعلاج اضطرابات الغدة؛ مثل: سرطان الغدة الدرقية، والتضخّم غير السرطاني للغدة أو الدراق (بالإنجليزيّة: Goiter)، وفرط نشاط الغدة الدرقية،[١١] بالإضافة للوسائل العلاجية الأخرى لفرط الدرقية مثل العلاج باليود المشعّ، وفي الحقيقة فإنّ هذه الوسائل العلاجية قد تؤدي إلى انخفاض ملحوظ في إنتاج هرمون الدرقية في الجسم قد يترتب عليه خمول الدرقية.[١٢]
  • خمول الدرقية المُرتبط بالأمراض الخَلقية: قد يُعاني بعض الأطفال منذ الولادة من وجود خلل أو ضعف في الغدة الدرقية، أو عدم وجود الغدة بالكامل، وتجدر الإشارة إلى أنّ الرضيع المصاب بقصور الغدة الدرقية الخَلقي قد يبدو طبيعياً للغاية عند ولادته في الغالب، لذلك يُعدّ من المهم إجراء فحص الغدة الدرقية عند الولادة.[١٢]
  • خمول الدرقية المُرتبط بخلل في وظيفة الغدة النخامية: ويحدث نتيجة عجز الغدة النخامية عن إفراز الهرمون المنشط للدرقية، ويعود السبب في ذلك غالباً إلى وجود ورم في منطقة الدماغ التي تحتوي على الغدة النخامية.[١٣]
  • خمول الدرقية المُرتبط بالأدوية العلاجية: هناك مجموعة من الأدوية التي تساهم في حدوث خمول في الغدة الدرقية كأحد الآثار الجانبية لاستخدامها، ومنها؛ دواء الليثيوم المستخدم في علاج أنواع معينة من الاضطرابات النفسية،[١٢] بالإضافة إلى دواء الأميودارون (بالإنجليزيّة: Amiodarone) المستخدم في السيطرة على النظم القلبية، وفي الحقيقة يمكن لهذا الدواء ان يؤدي إلى ظهور نتائج غير طبيعية في اختبارات الغدة، كما يمكن أن يُسبّب خلل حقيقي في الغدة الدرقية، ويظهر ذلك من خلال حدوث تسمم درقي الناجم عن استخدام الأميودارون، أو حدوث خمول في الغدة الدرقية الناجم عن استخدام الأميودارون.[١٤]
  • أشكال أخرى: ومن الأسباب الأخرى لخمول الغدة الدرقية؛ العلاج الإشعاعي لمنطقة الرقبة،[١٥] ووجود خلل أو اضطراب في منطقة تحت المهاد.[١٦]

فرط نشاط الغدة الدرقية

يتمثّل فرط نشاط الغدة الدرقية (بالإنجليزيّة: Hyperthyroidism) بوجود زيادة كبيرة ومُفرطة في إنتاج هرمون الدرقية، وفي الحقيقة يُلاحظ حدوث تضخّم في الغدة لدى معظم المرضى الذين يُعانون من فرط نشاط الدرقية، ويُطلق على هذا التضخم اسم الدراق أيضاً، ولكن قد تختلف طبيعة وخصائص هذا التضخّم من شخصٍ لآخر،[١٧] ومن الأعراض الشائعة لفرط نشاط الدرقية: العصبية، والقلق، والتذمّر، وتقلّب المزاج، والتعب أو الوهن، والحساسية المفرطة تجاه الحرارة، وفقدان الوزن المفاجئ، وغيرها من الأعراض،[١٨] وفي الحقيقة يمكن علاج مشكلة فرط نشاط الدرقية عن طريق الأدوية، أو العلاج الإشعاعي، أو العمليات الجراحية، وفيما يلي بيان لبعض الأنواع التابعة لفرط نشاط الغدة الدرقية:[١٩]

  • داء غريفز: يُعتبر داء غريفز السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية، ويتمثّل بإنتاج الجهاز المناعي أجسام مضادة تؤثّر في الغدة الدرقية؛ حيث تزيد من إنتاج هرمون الدرقية،[١٩] يعاني بعض المصابين بداء غريفز من اعتلال العين الناجم عن مرض غريفز (بالإنجليزيّة: Graves’ ophthalmopathy)، وفي الواقع تتأثر العضلات والأنسجة المحيطة بالعين بمختلف العمليات والأحداث الناتجة عن الجهاز المناعي وينتج عن ذلك جحوظ العيون، والإحساس بوجود الرمل في العينين، والشعور بالضغط أو الألم في العينين، وانتفاخ أو انكماش الجفون، واحمرار أو التهاب العيون، والحساسية تجاه الضوء، وازدواجية الرؤية، بالإضافة إلى ذلك فإنّ داء غريفز قد يسبّب احمرار وزيادة في سماكة الجلد في منطقة قصبة الساق أو أعلى القدمين.[٢٠]
  • الورم الغدي السام والدراق عديد العُقيدات: ويتمثل بفرط نشاط العقد الدرقية بما يتسبّب بإنتاج كمياتٍ إضافيّة من هرمون الغدة الدرقية وبالتالي فرط مستوى هرمونات الدرقية في الدم.[٢١]

العُقيدات الدرقية

تُعرف العُقيدات الدرقية (بالإنجليزيّة: Thyroid nodules) بأنّها نموّ غير طبيعي لخلايا الغدة الدرقية تُشكّل كتلة أو نتوء داخل الغدة الدرقية، وفي معظم الحالات لا تؤدي هذه العُقيدات إلى حدوث مشاكل صحية لدى الفرد، حيث إنها غالباً لا تؤثر في إنتاجية الغدة الدرقية لهرموناتها، وتتكون من أنسجة حميدة غير سرطانية، وبالتالي لا تتطلب علاجاً في أغلب الحالات، ولكن في بعض الحالات النادرة قد يكون النسيج المكون للعقيدات خبيثاً، وفي بعض الحالات الأخرى قد تكون هذه العُقد نشِطة؛ أيّ أنّ خلايا الدرقية المكوّنة لها تعمل على إفراز هرمونات الدرقية بشكلٍ مفرط ومستقل عن الغدة الدرقية ودون أن تخضع لسيطرة الهرمون المنشط للدرقية، وبالتالي يتسبّب ذلك بفرط مستوى هرمونات الدرقية في الدم، ويُعرف هذا النوع من عقيدات الدرقية مفرطة النشاط بالعقيدات الدرقية السامة، ولذلك فإنّ الإصابة بعقيدات الغدة الدرقية تستدعي الحصول على تقييم طبي للحالة للاطمئنان بأنّ هذه العقد غير سرطانية، ولا تتسبّب بفرط إنتاج هرمونات الغدة الدرقية،[٢١][٢٢] ويُشار إلى أنّ عقيدات الغدة الدرقية تكون في الغالب حميدة وليست سرطانية ولا تستدعي إخضاع الشخص للخزعة.[٢٣]

تجدر الإشارة إلى أنّ عقيدات الغدة الدرقية لا تتسبب بظهور أعراض على المصاب، ولذلك فإنّها غالباً ما تُكتشف بالصدفة خلال إجراء الفحص البدني الروتيني، أو أثناء إجراء الفحوصات التصويرية التي تهدف إلى تشخيص مشاكل طبية أخرى ليس لها صلة بالغدة، وفي بعض الأحيان قد يشتبه الفرد بتطوّر هذه العُقيدات لديه من خلال أعراض مُعينة؛ كالإحساس بوجود كتلة في عنقه، كما يُمكن أن يتم ملاحظة هذه العُقيدات عن طريق نتائج اختبارات وظائف الغدة الدرقية غير الطبيعية، وفي الحقيقة فإنّ معظم العُقيدات الدرقية سواء أكانت حميدة أو سرطانية لا تقوم بأيّ عمل فعلياً، ويُعدّ من النادر أن يتم اكتشاف العُقيدات من خلال شعور المريض بألم في الرقبة أو الفك أو الأذن، وفي الواقع فإنّ الحجم الكبير للعُقيدات قد يضغط على القصبة الهوائية أو المريء مما يُسبّب صعوبة في التنفس أو البلع، كما قد يسبّب دغدغة في الحلق، بينما قد يحدث بحة في الصوت في حال وصلت هذه العقيدات للعصب الذي يتحكّم في الأحبال الصوتية، ولكنّها حالة نادرة تدلّ على وجود سرطان الغدة عادةً.[٢٤]

أمّا فيما يتعلق بكيفية علاج العقيدات الدرقية الحميدة وغير مفرطة النشاط (غير السامة) فيتم علاجها بطريقة الانتظار اليقظ (بالإنجليزيّة: Watchful waiting)، والذي يتمثّل بمراقبة الوضع الطبي للحالة من وقتٍ لآخر عن طريق إخضاع الشخص لتصوير الرقبة بالموجات فوق الصوتية للرقبة للتأكد إن كان هناك نموّ في الحجم، بالإضافة إلى إجراء فحوصات مخبرية لمستويات هرمونات الدرقية، ويمكن للطبيب السيطرة على التغييرات الهرمونية إن وُجدت بوصف الأدوية العلاجية المناسبة، أما في حال وجود عقيدات درقية سرطانية، أو عقيدات كبيرة الحجم، أو عقيدات تُظهر تطوّرات وتغيّرات غريبة مع الوقت فيجب استصال هذه العُقيدات وإزالتها جراحياً.[٢٥]

التهاب الدرقية الصامت

يمثّل التهاب الدرقية الصامت (بالإنجليزيّة: Silent thyroiditis) أحد أشكال التهاب الغدة الدرقية، ويتميّز هذا النوع بعدم وجود الألم بشكل عام وعدم الشعور بالألم عند لمس المنطقة، وفي الحقيقة يُلاحظ كثرة ظهور التهاب الدرقية الصامت لدى النساء في فترة ما بعد الولادة، وبالرغم من عدم وجود أي عوامل واضحة تسبب المرض، إلا أنّه من الممكن أن ينتج عن اضطرابات المناعة الذاتية لا سيّما في حالات ما بعد الولادة، وتجدر الإشارة إلى أنّ التهاب الدرقية الصامت يشكّل سبباً شائعاً في حدوث فرط نشاط الغدة الدرقية العابر (بالإنجليزية: Transient hyperthyroidism).[٢٦]

التهاب الدرقية تحت الحاد

يُعرف التهاب الدرقية تحت الحادّ (بالإنجليزيّة: Subacute thyroiditis) بأسماء أخرى أيضاً وهي؛ التهاب الدرقية المؤلم تحت الحاد، والتهاب الدرقية المنسوب لكورفان (بالإنجليزيّة: de Quervain thyroiditis)، وهو نوع نادر من التهاب الدرقية يسبّب الألم والانزعاج في منطقة الغدة الدرقية، وتظهر عادةً على المصابين بهذا الالتهاب أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية بدايةً، ثم تتغيّر الأعراض فيما بعد إلى أعراض خمول الغدة الدرقية، وفي الحقيقة فإنّه يُعتقد بأنّ السبب الكامن وراء حدوث التهاب الدرقية تحت الحاد يعود إلى الإصابة بعدوى فيروسية، والذي يؤثر في الغدة ويسبّب انتفاخها والتهابها وظهور العديد من الأعراض، مع إمكانية تأثر إنتاج هرمونات الدرقية سلبًا.[٢٧]

الدُراق البسيط غير السام

يمثّل الدُراق البسيط غير السام (بالإنجليزيّة: Simple nontoxic goiter) أكثر أنواع تضخّم الغدة الدرقية شيوعاً في المجتمع، وهو تضخّم غير سرطاني في الغدة الدرقية يمكن أن يكون منتشر في كامل الغدة، أو يظهر في مناطق معينة على شكل عُقيدات، ويتميّز بقيام الغدة بوظائفها بشكل طبيعي دون وجود أعراض أو مشاكل صحية مثل؛ فرط نشاط الغدة، أو خمول الغدة، أو التهاب الغدة، ولكن باستثناء الحالة التي تترافق مع نقص شديد في اليود؛ حيث تستمر الغدة بعملها بشكل طبيعي ولا يُعاني المُصاب من ألم أو أعراض أخرى، بينما تكون الغدّة متضخّمة بشكلٍ كبير وملحوظ، ومن الجدير بالذكر أنّه يشيع حدوث الدراق البسيط في سنّ البلوغ، وخلال الحمل، وفي مرحلة انقطاع الطمث، وفي الحقيقة لا يوجد سبب واضح لحدوث الدراق البسيط خلال هذه الفترات، وفيما يلي بعض الأسباب المعروفة له:[٢٨]

  • خلل داخلي في إنتاج هرمون الغدة الدرقية.
  • تناول الاطعمة التي تحتوي على مواد تمنع تصنيع هرمون الدرقية مثل؛ البروكلي، والقرنبيط، والملفوف.
  • تناول الأدوية التي تقلّل من تصنيع هرمون الدرقية مثل؛ الاميودارون، والليثيوم، والمركبات المحتوية على اليود.

يكون التضخّم في المراحل الأولية ليّن، وأملس، ومتماثل عادةً، ولكنّه قد يتطوّر لاحقاً إلى عقيدات وخرّاجات متعدّدة،[٢٨] وفي الحقيقة ينمو الدراق البسيط ببطء شديد خلال العديد من السنوات، وذلك دون ظهور أعراض على المريض، ودون وجود أي دليل على النموّ السريع، أو التسمم الدرقي، أو الأعراض الانسدادية نتيجة التضخّم مثل؛ صعوبة البلع، أو الصرير، أو السعال، أو ضيق التنفس، لذلك فإنه ليس من الضروريّ البدء بالعلاج في ذلك الوقت، بينما يتم إعطاء المريض العلاجات اللازمة في حال نموّ الدرقية المتضخّمة بأكملها، أوفي حال وجود تضخّم في عقيدات معينة، وذلك لا سيّما إذا كان هناك أعراض للتسمم الدرقي، أو أعراض ناتجة عن الضغط المُتسبّب به الغدة التضخمة على المناطق المجاورة، أو امتداد الدراق إلى داخل الصدر، وفي حال كان التضخّم كبير في الحجم يلزم التدخل الجراحي لإزالته، وفي الحقيقة فإنّ العلاجات المتوفرة للدراق البسيط تتمثل باستئصال الغدة الدرقية، والعلاج باليود المشع، والعلاج بدواء ليفوثيروكسين (بالإنجليزيّة: Levothyroxine).[٢٩]

سرطان الغدة الدرقية

يُعرف السرطان بشكل عام بأنّه مجموعة من الأمراض التي تتسم بوجود نموّ خلوي غير طبيعي وغير مُسيطر عليه، يجتاح الأنسجة المحيطة ويمكنه الانتشار أو الانتقال إلى أعضاء وأنسجة جسمية بعيدة عن طريق مجرى الدم، أو الجهاز اللمفاوي، أو طرق اخرى. في كثير من الحالات المصابة بسرطان الغدة الدرقية لا تظهر أي أعراض على المريض، ولكن قد تظهر بعض الأعراض مثل؛ ألم في الرقبة، وبحة الصوت، وانتفاخ العقد اللمفاوية في الرقبة في بعض حالات سرطان الغدة الدرقية، وفي الحقيقة يمكن علاج معظم أشكال سرطان الغدة بسهولة عن طريق الجراحة والمتابعة اللاحقة للعلاجات، ومن النادر أن تسبّب هذه السرطانات الألم أو أي درجة من الإعاقة، ولكن هناك بعض أشكال سرطان الغدة تكون عدائية ويصعُب علاجها، وفي الواقع يتم تصنيف سرطان الغدة الدرقية بناءً على نوع الخلية المصابة، وطبيعة الورم الخبيث، والمسار السريري للمرض، وهناك أربعة أنواع رئيسية لسرطان الغدة وهي؛ سرطان الغدة الحليمي، وسرطان الغدة الجُريبي، وسرطان الغدة النخاعي، وسرطان الغدة الكشميّ، أما عن الأنواع النادرة من سرطان الغدة فهي؛ سرطان الغدة المسخي، وسرطان الغدد اللمفاوية، سرطان الخلايا الحرشفية، وفيما يلي توضيح للأنواع الرئيسية لسرطان الغدة الدرقية:[٣٠]

  • سرطان الدرقية الحليمي: (بالإنجليزيّة: Papillary thyroid cancer)، وهو أكثر أنواع سرطان الغدة الدرقية شيوعاً، بالإضافة إلى أنّه الشكل الشائع من سرطان الغدة الذي ينتج عن التعرّض للإشعاع.[٣١]
  • سرطان الغدة الدرقية الجُريبي: (بالإنجليزيّة: Follicular thyroid cancer) ويمثّل ثاني سرطانات الغدة الدرقية شيوعاً بعد السرطان الحليمي، ولكنّه في الغالب أكثر عدائية من سرطان الغدة الحليمي.[٣٢]
  • سرطان الغدة الدرقية النخاعي: (بالإنجليزيّة: Medullary thyroid cancer) وهو النوع الثالث الأكثر شيوعاً بين سرطانات الغدة،[٣٣] وفي الحقيقة ينشأ هذا النوع في خلايا سي المجاورة للجُريب (بالإنجليزية: Parafollicular cells) في الغدة الدرقية، وهي الخلايا المسئولة عن تصنيع هرمون كالسيتونين (بالإنجليزيّة: Calcitonin).[٣٤]
  • سرطان الغدة الدرقية الكشميّ: أو سرطان الغدة الدرقية غير المتمايز (بالإنجليزيّة: Anaplastic thyroid cancer) ويمثّل أقل الأنواع الرئيسية شيوعاً بين سرطانات الغدة الدرقية،[٣٥] وفي الحقيقة يختلف هذا النوع من السرطان عن غيره من سرطانات الغدّة وذلك لأنّه يغزو أجزاء اخرى من الجسم بسرعة فائقة، وعادةً يُصيب هذا النوع الأفراد البالغين الذين تجاوزوا 60 عام.[٣٦]

المراجع

  1. Matthew Hoffman (18-5-2019), “Picture of the Thyroid”، www.webmd.com, Retrieved 27-1-2020. Edited.
  2. Healthwise Staff (6-11-2018), “Thyroid Hormone Production and Function”، www.uofmhealth.org, Retrieved 27-1-2020. Edited.
  3. ^ أ ب (27-9-2019), “What to know about common thyroid disorders”، www.medicinenet.com, Retrieved 27-1-2020. Edited.
  4. Harrison Wein (1-9-2015), “Thinking About Your Thyroid”، www.newsinhealth.nih.gov, Retrieved 27-1-2020. Edited.
  5. Douglas S Ross (14-4-2019), “Patient education: Hypothyroidism (underactive thyroid) (Beyond the Basics)”، www.uptodate.com, Retrieved 27-1-2020. Edited.
  6. Philip R Orlander (5-11-2019), “Hypothyroidism Clinical Presentation”، www.emedicine.medscape.com, Retrieved 27-1-2020. Edited.
  7. James McIntosh (2-1-2018), “What is hypothyroidism?”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 27-1-2020. Edited.
  8. “NCI Dictionary of Cancer Terms”, www.cancer.gov, Retrieved 27-1-2020. Edited.
  9. Cleveland Clinic medical professional (30-6-2016), “Thyroid Disease”، www.my.clevelandclinic.org, Retrieved 27-1-2020. Edited.
  10. “Iodine Deficiency”, www.thyroid.org, Retrieved 27-1-2020. Edited.
  11. Mayo Clinic Staff (7-1-2020), “Thyroidectomy”، www.mayoclinic.org, Retrieved 27-1-2020. Edited.
  12. ^ أ ب ت Mayo Clinic Staff (7-1-2020), “Hypothyroidism (underactive thyroid)”، www.mayoclinic.org, Retrieved 27-1-2020. Edited.
  13. “Hypothyroidism Secondary”, www.uclahealth.org, Retrieved 27-1-2020. Edited.
  14. Mini Gopalan (8-10-2018), “Thyroid Dysfunction Induced by Amiodarone Therapy”، www.emedicine.medscape.com, Retrieved 27-1-2020. Edited.
  15. Mark Zafereo, “Hypothyroidism after Head and Neck Radiation”، www.ahns.info, Retrieved 27-1-2020. Edited.
  16. Susan Maynard, “Central Hypothyroidism – Hypopituitary, Hypothalamic, and Thyroid Stimulating Hormone (TSH) Deficiency”، www.cancertherapyadvisor.com, Retrieved 27-1-2020. Edited.
  17. Robert D. Utiger, “Hyperthyroidism”، www.britannica.com, Retrieved 27-1-2020. Edited.
  18. Michael Dansinger (1-11-2019), “Hyperthyroidism (Overactive Thyroid)”، www.webmd.com, Retrieved 27-1-2020. Edited.
  19. ^ أ ب Douglas S Ross (14-1-2019), “Patient education: Hyperthyroidism (overactive thyroid) (Beyond the Basics)”، www.uptodate.com, Retrieved 27-1-2020. Edited.
  20. Mayo Clinic Staff (7-1-2020), “Graves’ disease”، www.mayoclinic.org, Retrieved 27-1-2020. Edited.
  21. ^ أ ب Dagmar Führer and John H Lazarus, “Management of toxic multinodular goitre and toxic adenoma”، www.oxfordmedicine.com, Retrieved 27-1-2020. Edited.
  22. Gary Clayman (27-11-2018), “Thyroid Nodules”، www.endocrineweb.com, Retrieved 27-1-2020. Edited.
  23. “Thyroid nodules”, www.mayoclinic.org, Retrieved 22-02-2020. Edited.
  24. “Thyroid Nodules”, www.thyroid.org, Retrieved 27-1-2020. Edited.
  25. Jennifer Robinson (2-2-2019), “What Are Thyroid Nodules?”، www.webmd.com, Retrieved 27-1-2020. Edited.
  26. Peter Walker (30-6-1984), “Silent Thyroiditis”، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 27-1-2020. Edited.
  27. Gretchen Holm and Kristeen Cherney (19-12-2016), “Subacute Thyroiditis”، www.healthline.com, Retrieved 27-1-2020. Edited.
  28. ^ أ ب Jerome M. Hershman (1-5-2019), “Simple Nontoxic Goiter”، www.msdmanuals.com, Retrieved 27-1-2020. Edited.
  29. Stephanie L Lee (12-12-2016), “Nontoxic Goiter Treatment & Management”، www.emedicine.medscape.com, Retrieved 27-1-2020. Edited.
  30. David S. Cooper, “Thyroid Cancer”، www.rarediseases.org, Retrieved 27-1-2020. Edited.
  31. Ponnandai S Somasundar (6-2-2018), “Papillary Thyroid Carcinoma”، www.emedicine.medscape.com, Retrieved 27-1-2020. Edited.
  32. Gary L. Clayman (21-10-2018), “Follicular Thyroid Cancer”، www.thyroidcancer.com, Retrieved 27-1-2020. Edited.
  33. Gary L. Clayman (21-10-2018), “Medullary Thyroid Cancer Overview”، www.thyroidcancer.com, Retrieved 27-1-2020. Edited.
  34. “Cancer of the Thyroid”, www.thyroid.org, Retrieved 27-1-2020. Edited.
  35. Gary L. Clayman (7-10-2019), “Anaplastic Thyroid Cancer Overview”، www.thyroidcancer.com, Retrieved 27-1-2020. Edited.
  36. “Anaplastic Thyroid Cancer (ATC)”, www.cancer.gov,27-2-2019، Retrieved 27-1-2020. Edited.