ما أسباب مرض السكر

مرض السكر

يطلق مصطلح مرض السكر (بالإنجليزية: Diabetes) على مجموعة من الحالات المختلفة التي تتمثل في عدم قدرة الجسم على المحافظة على مستويات طبيعية وصحية للجلوكوز في الدم، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوياته في الدم بشكل كبير،[١][٢] ومن أنواعه الأكثر شيوعاً مرض السكر من النوع الأول، ومرض السكر من النوع الثاني، ومرض السكري الحملي (بالإنجليزية: Gestational diabetes).[٣]

ولمعرفة المزيد عن مرض السكر يمكن قراءة المقال الآتي: (ما هو مرض السكري).

أسباب مرض السكر

يعد الجلوكوز (بالإنجليزية: Glucose) نوعاً من أنواع السكر يتم الحصول عليه بشكل رئيسي من تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، مثل: الخبز، والفواكه، والبطاطا، ويستخدمه الجسم كمصدر للطاقة، إذ إنَّه عند تناول هذه الأطعمة ينتقل الطعام من المريء إلى المعدة، ويتحطم الطعام هناك إلى قطع صغيرة بواسطة الإنزيمات والأحماض، وخلال هذه العملية يتم إطلاق سكر الجلوكوز الذي ينتقل إلى الأمعاء، إذ يتم امتصاصه وانتقاله إلى مجرى الدم، ولأنَّ السكر ينتقل عبر الدم إلى الخلايا يطلق عليه اسم سكر الدم (بالإنجليزية: Blood sugar).[٤][٥]

وبمجرد وصول الجلوكوز إلى الدم يحفز البنكرياس لإنتاج الإنسولين، وهو هرمون يفرزه البنكرياس -العضو الذي يقع خلف المعدة ويفرز العديد من الإنزيمات الهاضمة الأخرى-، إذ يتحكم الإنسولين في كمية السكر في الدم، ويساعد على انتقال الجلوكوز من الدم إلى الخلايا، ليتم تحويله إلى طاقة واستخدامه بشكل فوري، أو تخزينه على شكل غلايكوجين (بالإنجليزية: Glycogen) أو دهون واستخدامه عند الحاجة.[٥]

وتجدر الإشارة إلى أنَّ مستويات السكر تختلف خلال اليوم، حيث تزداد بعد تناول وجبات الطعام، ثم تنخفض إلى مستواها السابق بعد تناول الوجبة بساعتين تقريباً، وعندئذٍ ينخفض إنتاج الإنسولين، وعلى الرغم من أنَّ هناك العديد من الأشخاص يمتلكون مستويات من السكر تفوق الحد الطبيعي، إلا أنَّ هذا الارتفاع غير كافٍ لتشخيصهم بمرض السكر، وتعرف هذه الحالة بمقدمات السكري (بالإنجليزية: Prediabetes)،[٥][٦] وفي هذا السياق يجدر بيان أنَّ مقدمات السكري تحدث لدى الأشخاص الذين يعانون من مقاومة الإنسولين؛ وهي حالة تحدث عندما لا تتمكن الخلايا الموجودة في العضلات، والكبد، والدهون من الاستجابة بشكلٍ جيد للإنسولين، وعدم القدرة على سحب الجلوكوز من الدم بسهولة، أو لدى الأشخاص الذين لا يتم إنتاج الإنسولين لديهم من قبل خلايا بيتا في البنكرياس، وبالتالي يبقى جزء من الجلوكوز في الدم بدلاً من دخوله إلى الخلايا، ومع مرور الوقت يتطور الأمر ليصاب الشخص بمرض السكري من النوع الثاني.[٧]

مرض السكر من النوع الأول

يُعتقد أنَّ سبب الإصابة بمرض السكري من النوع الأول يعزى إلى خليط من العوامل البيئية غير الواضحة والاستعدادات الجينية مستبعدين أن يكون لعامل الوزن دور في هذا المرض، إذ إنَّ السبب الدقيق لحدوث هذا المرض لا يزال غير معروف، إلا أنَّ المعروف حتى الآن أنَّ ما يحدث في مرض السكر من النوع الأول هو مهاجمة الجهاز المناعي الذي يحارب الفيروسات والبكتيريا الضارة للخلايا المنتجة للإنسولين في البنكرياس مسبباً تدميرها،[٨] إذ إنَّ مرضى هذا النوع لا يُنتَج الإنسولين في أجسامهم، أو يتم إنتاجه بكمية قليلة جدّاً، لذلك يُطلق على هذا النوع اسم السكري المعتمد على الإنسولين (بالإنجليزية: insulin-dependent diabetes)، إذ يعتمد المصابين بهذا النوع على استخدام حقن الإنسولين بشكل كلي للبقاء على قيد الحياة، وبالرغم من أنَّ هذا النوع قد يظهر في أي عمر، إلا أنَّه عادة ما يتم تشخيصه لدى الأطفال والشباب، وفي حال وجود خلايا منتجة للإنسولين في وقت التشخيص فإنَّه غالباً ما يتم تدميرها بشكل كامل خلال خمس إلى عشر سنوات.[٩][٣]

مرض السكر من النوع الثاني

يعاني المصابون بالنوع الثاني من مرض السكر الذي يعتبر أكثر أنواع مرض السكر شيوعاً[٣] من عدم استجابة أجسامهم للإنسولين بشكل صحيح،[١٠] مما يعني إصابتهم بمقاومة الإنسولين، لذلك تكون مستويات كل من الإنسولين والجلوكوز مرتفعة عند التشخيص في أغلب الأحيان،[٩] إذ يستطيع مريض السكري من النوع الثاني إنتاج الإنسولين في المراحل الأولى من المرض، إلا أنَّ هذه العملية تتوقف في نهاية الأمر، وعلى الرغم من أنَّ هذا النوع قد يحدث في أي عمر حتى في مرحلة الطفولة، إلا أنَّه يحدث غالباً لدى متوسطي العمر وكبار السن.[٣][١٠]

السكري الحملي

هناك بعض النظريات التي تفسر سبب حدوث السكري الحملي على الرغم من أنَّ سببه غير معروف حتى الآن، حيث تنتج المشيمة التي تزوِّد الجنين بالماء والمواد الغذائية بعض الهرمونات التي توقف تأثير هرمون الإنسولين، مثل: الكورتيزول (بالإنجليزية: Cortisol)، والإستروجين، ومحفز الإلبان البشري المشيمي (بالإنجليزية: Human placental lactogen)، إذ إنَّ هذه الهرمونات مهمة لاستمرار الحمل، وتبدأ هذه الحالة في الفترة الواقعة ما بين الأسبوع الـ20-24 من الحمل عادة، وباستمرار نمو المشيمة يزداد إنتاج هذه الهرمونات مما يعني زيادة خطر المعاناة من مقاومة الإنسولين، وفي هذه الحالة يحاول البنكرياس إنتاج المزيد من الإنسولين للتغلب على مقاومة الإنسولين، إلا أنَّ كمية الإنسولين المنتجة غير كافية للتغلب على تأثير هرمونات المشيمة، مما يؤدي في النهاية إلى الإصابة بالسكري الحملي.[١١]

عوامل الخطر

مرض السكر من النوع الأول

هناك مجموعة من العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمرض السكر من النوع الأول على الرغم من أنَّ سبب حدوثه غير معروف، وتتضمن هذه العوامل ما يأتي:[١٢]

  • التاريخ العائلي، إذ يزداد خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الأول في حال إصابة أحد الوالدين أو الأخوة به.
  • المنطقة الجغرافية، إذ تمتلك بعض الدول، مثل: السويد وفنلندا معدلات مرتفعة للإصابة بمرض السكري من النوع الأول.
  • العوامل البيئية، فمن المحتمل أن يكون للتعرض لبعض الظروف والحالات دور في الإصابة بمرض السكري من النوع الأول، كالتعرض للأمراض الفيروسية.
  • وجود خلايا ضد الذاتي (بالإنجليزية: Autoantibody)، وهي خلايا مناعية مدمرة، إذ إنَّ وجود هذه الخلايا لدى الشخص يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الأول، إلا أنَّ ذلك لا يعني بالضرورة إصابة كل شخص يمتلك هذه الخلايا بالسكري، إذ يتم فحص أفراد العائلات التي يعاني بعض أفرادها من النوع الأول من مرض السكري في بعض الأحيان للتأكد من وجود هذه الخلايا.

مرض السكر من النوع الثاني

توجد مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني، إذ لم يستطع الباحثون إلى الآن إدراك السبب الكامن وراء إصابة بعض الأشخاص بمقدمات السكري وبمرض السكري من النوع الثاني بينما لم يُصب غيرهم، وتتضمن هذه العوامل ما يأتي:[١٣]

  • العمر، إذ يزداد خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني لدى الأطفال والمراهقين والشباب، كما أنَّه يزداد مع التقدم في العمر، إذ إنَّه مع التقدم في العمر يميل الفرد إلى عدم ممارسة التمارين الرياضية، بالإضافة إلى زيادة الوزن، وخسارة جزء من الكتلة العضلية، وهذا ما قد يتسبب في الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
  • ارتفاع ضغط الدم، إذ يرتبط ارتفاع ضغط الدم بمستوى يزيد عن 140/90 ملليمتر زئبقي بزيادة خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري.
  • اضطراب مستويات الكولسترول والدهون الثلاثية، إذ إنَّ زيادة مستويات الدهون الثلاثية؛ وهي أحد أنواع الدهون التي تنتقل عبر الدم، يزيد من خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري، كما أنَّ انخفاض مستويات البروتين الدهني المرتفع الكثافة والذي يعرف بالكولسترول الجيد يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، ويمكن معرفة مستويات كل من الدهون الثلاثية والكولسترول من خلال مساعدة الطبيب.
  • الوزن، إذ إنَّ زيادة كمية الأنسجة الدهنية التي يمتلكها الفرد تزيد من مقاومة الخلايا للإنسولين.[١٤]
  • قلة النشاط والخمول، إذ تعد كل من ممارسة التمارين الرياضية والحركة باستمرار أمراً يساعد على التحكم في الوزن، والاستفادة من الجلوكوز كمصدر للطاقة، كما أنَّه يزيد من حساسية الخلايا للإنسولين، وبالتالي فإنَّ قلة الحركة والنشاط تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.[١٤]
  • العِرق، إذ إنَّ الانتماء إلى بعض المجموعات العرقية، مثل: الأفارقة، والآسيويين، والإسبانيين يزيد من خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكر.[١٥]
  • المعاناة من متلازمة المبيض المتعدد الكيسات، إذ يزداد خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري لدى النساء اللواتي يعانين من متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (بالإنجليزية: Polycystic ovary syndrome)، وتحدث هذه الحالة عند اضطراب مستويات الهرمونات في جسم المرأة، مما يؤدي إلى تكون الأكياس على المبيض.[١٦]
  • التاريخ العائلي، إذ يزداد خطر إصابة الفرد بالنوع الثاني من مرض السكري في حال إصابة أحد أقاربه من الدرجة الأولى بمرض السكري، لذلك من الضروري إخبار الطبيب في حال إصابة أحد أفراد الأسرة بمرض السكري أو انتشار المرض في العائلة نفسها.[١٦]
  • شرب الكحول والتدخين، فمن الممكن أن يزيد شرب الكحول واستخدام التبغ من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.[١٦]
  • الإصابة بالسكري الحملي، فعلى الرغم من أنَّ السكري الحملي يزول بعد انتهاء الحمل، إلا أنَّه يتم تشخيص ما يقارب نصف النساء اللواتي عانين من السكري الحملي في وقت سابق بالإصابة بمرض السكري من النوع الثاني خلال 15 عاماً، كما أنَّ ولادة طفل يزن 4 كيلوغرامات أو أكثر يزيد من خطر الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني في وقت لاحق حتى وإن لم تعاني الأم من السكري الحملي أثناء فترة الحمل.[١٦]

السكري الحملي

قد يحدث السكري الحملي لدى أي امرأة أثناء الحمل، إلا أنَّ هناك بعض العوامل التي من الممكن أن تزيد من خطر الإصابة به، وتتضمن هذه العوامل ما يأتي:[١٧]

  • المعاناة من السمنة أو الوزن الزائد.
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض السكري.
  • الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
  • بلوغ المرأة عمراً يزيد عن 25 عاماً.
  • المعاناة من مقدمات السكري أو اضطراب تحمُّل الجلوكوز.
  • الانتماء إلى أصول أفريقية أمريكية، أو هندية أمريكية، أو آسيوية أمريكية، أو لاتينية، أو إسبانية، أو أحد سكان جزر المحيط الهادي.

ولمعرفة المزيد عن سكري الحمل يمكن قراءة المقال الآتي: (ما هو سكر الحمل).

ولمعرفة المزيد عن أنواع مرض السكر عامةً يمكن قراءة المقال الآتي: (ما هي أنواع مرض السكر).

المراجع

  1. “Diabetes”، medlineplus.gov، اطّلع عليه بتاريخ 18-3-2020.
  2. “Diabetes”, www.healthdirect.gov.au, Retrieved 28-2-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث “What is Diabetes?”, www.niddk.nih.gov, Retrieved 28-2-2020. Edited.
  4. “What Is Glucose?”, www.webmd.com, Retrieved 28-2-2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت “Diabetes Mellitus (DM)”, www.merckmanuals.com, Retrieved 28-2-2020. Edited.
  6. “Diabetes”, www.nhs.uk, Retrieved 28-2-2020. Edited.
  7. “Insulin Resistance & Prediabetes”, www.niddk.nih.gov, Retrieved 28-2-2020. Edited.
  8. “Diabetes”, www.mayoclinic.org, Retrieved 29-2-2020. Edited.
  9. ^ أ ب “Diabetes”, labtestsonline.org, Retrieved 29-2-2020. Edited.
  10. ^ أ ب “Diabetes (Type 2 Diabetes)”, www.cardiosmart.org, Retrieved 29-2-2020. Edited.
  11. “Gestational Diabetes Mellitus (GDM)”, www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 29-2-2020. Edited.
  12. “What is Diabetes and How Can You Prevent It?”, www.utmedicalcenter.org, Retrieved 29-2-2020. Edited.
  13. “Diabetes”, www.drugs.com, Retrieved 29-2-2020. Edited.
  14. ^ أ ب “Diabetes”, www.westtexasadrc.com, Retrieved 29-2-2020. Edited.
  15. “Risk Factors”, www.canada.ca, Retrieved 29-2-2020. Edited.
  16. ^ أ ب ت ث “Diabetes”, familydoctor.org, Retrieved 29-2-2020. Edited.
  17. “Gestational Diabetes”, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 29-2-2020. Edited.