طريقة التنفس الصحيح
عملية التنفس
يُعرّف التنفّس (بالإنجليزيّة: Breathing) على أنّه عمليّة حيويّة تتم من خلال الجهاز التنفسيّ بصورة تلقائيّة، بعدد مرات تتراوح بين 12-20 مرةً في الدّقيقة الواحدة، والتي يتمّ فيها الحصول على الأكسجين (بالإنجليزيّة: Oxygen) الضروريّ للجسم، والتخلّص من ثاني أكسيد الكربون (بالإنجليزيّة: Carbon dioxide).[١] ويقوم مركز في الدّماغ يسمّى مركز التحكّم في التنفّس (بالإنجليزيّة: Respiratory control center) بإرسال الإشارات إلى العضلات المسؤولة عن عمليّة التنفس بشكلٍ مستمرّ بحيث تتمّ بطريقة تلقائيّة دون الشّعور بها، ولكن يُمكن للإنسان التحكّم بمعدّل تنفسه إلى حدٍّ ما، بالإضافة إلى أنّ هناك بعض العوامل التي قد تُؤثّر في عمليّة التنفّس مثل المشاعر والنشاط البدني.[٢]
طريقة التنفس الصحيح
يتميّز الأطفال بالتنفس الهادئ العميق من البطن وهو طريقة التنفس الصحيح، ولكن تتغيّر طريقة التنفس مع التقدم في العمر، وفي حالة التوتر والخوف أيضاً؛ حيث يتمّ تفعيل نظام استجابة الكرّ والفرّ (بالإنجليزيّة: Fight or Flight response) الذي يجعل التنفس سريعاً وعنيفاً، ويستخدم فيه الجسم الثلث العلويّ من الرئة فقط، وفي حال استمرار التنفس بهذه الطريقة الخاطئة يحدث ما يُسمّى بفرط التنفس أو فرط التهوية (بالإنجليزيّة: Hyperventilating) الذي يؤدّي إلى حدوث خلل في تبادل الغازات المهمّة للجسم، وعليه يشعر الفرد بالتعب الشديد، وقلّة التركيز، والدوار، وزيادة ضربات القلب.[٣]
يجدر تعلّم الطريقة الصحيحة للتنفس لما لها من تأثير في الصحة البدنيّة والعقليّة للفرد، ولمعرفة الطريقة الصحيحة للتنفس يختار الفرد الوضعية المريحة، إمّا بالجلوس أو الاستلقاء على الظهر، ومن ثمّ وضع اليد اليُسرى أعلى الصدر، ووضع اليد اليُمنى على البطن، ثم البدء باستنشاق الهواء وإخراجه بهدوء وبطء، بحيث تتحرّك اليد اليُمنى للأعلى وللأسفل مع بقاء اليد اليُسرى بمكانها دون حركة، ولكن في حال تحركت اليد اليُسرى يُعدّ هذا التنفس ضحلاً وغير صحيح، ولذلك تجب إعادة المحاولة حتى تثبت اليد اليُسرى مع بقاء حركة اليد اليُمنى.[٣]
الجهاز التنفسي
الممرّات الهوائيّة
تتضمّن كلاً من التجويف الأنفيّ (بالإنجليزيّة: Nasal cavities)، والفم، والحنجرة (بالإنجليزيّة: Larynx)، والقصبة الهوائيّة، والشُّعب الهوائيّة (بالإنجليزيّة: Bronchial tubes) وتفرّعاتها الداخليّة، حيث ينتقل الهواء المليء بالأكسجين الذي تمّت تدفئته في الأنف أو الفم عبر الممرّات الهوائيّة وصولاً إلى الرّئتين، ثمّ تنقل هذه الممرّات ثاني أكسيد الكربون بالاتجاه المعاكس لإخراجه من الجسم، وتجدر الإشارة إلى أنّ الممرات الهوائية، باستثناء الفم وبعض أجزاء الأنف، مبطنة بأهدابٍ (بالإنجليزية: Cilia) تعمل على تنقية الهواء من الجراثيم.[٢]
الرئتين والأوعية الدموية
ينتقل الهواء عبر الشّعيبات الهوائيّة (بالإنجليزيّة: Bronchioles) داخل الرّئتين، ومن ثمّ يصل إلى الحويصلات الهوائية (بالإنجليزيّة: Alveoli)، حيث تبدأ عمليّة تبادل الأكسجين الموجود في الرّئتين بثاني أكسيد الكربون الموجود في شبكة الشّعيرات الدمويّة (بالإنجليزيّة: Capillaries)، ثم ينقل الوريد الرئويّ الدّم المُحمّل بالأكسجين إلى القلب ليقوم بضخّه إلى كافّة أنحاء الجسم لتغذية الخلايا بالدّم.[٢]
ومن الجدير بالذكر أنّ غشاء الجنب (بالإنجليزيّة: Pleurae) الذي يُحيط بالرّئتين، مكوّن من طبقتين؛ واحدة تلتصق بالرّئتين من الخارج وتُسمّى الطّبقة الحشويّة (بالإنجليزيّة: Visceral layer)، والثّانية تُبطّن الرئتين من الدّاخل وتُسمّى الطبقة الجدارية (بالإنجليزيّة: Parietal layer)، ويكمن دوره في الحفاظ على سير عمليّة التنفّس بطريقة سلسة دون حدوث أي احتكاك، كما يَضمن الانسجام بين تمدّد القفص الصّدري وتوسّع الرّئة لملئها بالهواء.[٤]
العضلات
تلعب عضلة الحجاب الحاجز (بالإنجليزيّة: Diaphragm muscle) دوراً رئيسيّاً في عمليّة التنفّس، وتقع تحت الرّئتين، وتفصل التجويف الصدريّ عن التجويف البطنيّ، حيث تنقبض وتتحرك للأسفل لتزيد من المساحة اللاّزمة للرّئتين المتوسّعتين خلال عمليّة الشّهيق، وتُساعدها على ذلك العضلات الوربيّة أو عضلات ما بين الأضلاع (بالإنجليزيّة: Intercostal muscles)، بينما يحدث العكس خلال عمليّة الزّفير فتتحرك عضلة الحجاب الحاجز للأعلى.[٢]
أهمية التنفس الصحيح
تكمن أهميّة التنفس الصحيح في الحصول على الكميّات الكافية من الأكسجين اللازمة لأعضاء الجسم المختلفة، بالإضافة إلى أنّ مُستوى ثاني أكسيد الكربون له دور مهمّ في الحفاظ على درجة الحموضة المطلوبة للجسم، ليقوم بأعماله بشكلٍ صحيح دون الشعور بالتعب والإرهاق، ويُقلّل التنفس الصحيح من التوتر، ويُحسّن من أداء الفرد، ويُعزّز عمل الجهاز المناعيّ المهمّ لحماية الجسم من العدوى والمرض، ويُساعد التنفس الصحيح على تفادي حدوث نوبات الهلع والخوف (بالإنجليزيّة: Panic attacks)، بالإضافة إلى التخلص من الأرق والاكتئاب.[٣]
في الحقيقة يُفضّل استنشاق الهواء من الأنف؛ وذلك لوجود الشّعيرات التي تُساعد على تنقية الهواء من الأوساخ والغبار، كما يعمل الغشاء المُخاطيّ على تدفئة الهواء وترطيبه قبل إدخاله للرّئتين، بالإضافة إلى التخلص ممّا علق به من شوائب عن طريق العُطاس (بالإنجليزيّة: Sneezing)، ومن الجدير بالذّكر أنّ التنفس عن طريق الأنف يضمن التّوزان المطلوب بين الأكسجين وثاني أكسيد الكربون داخل الجسم ويُحافظ على مستوى الأكسجين الدّاخل إلى الخلايا.[٥]
التنفس مع تقدم العمر
يتغيّر نوع التنفس مع التقدم في العمر، ويعود ذلك للتغيّرات التي تحدث في الجهاز التنفسيّ، والتي من شأنها أن تجعل عمليّة التنفّس صعبة عند كبار السّن خاصةً عند الإصابة بمرض يزيد من الإجهاد على الجهاز التنفسيّ، وأبرز هذه التغيّرات ما يلي:[٤]
- حدوث اتّساع في الحويصلات الهوائية، وفقدانها لمرونتها، ممّا يُقلّل من المساحة اللّازمة لعمليّة تبادل الغازات.
- الحاجة لزيادة الجهد المطلوب لعمليّة التنفّس، وذلك بسبب قلّة استجابة جدار الصّدر.
- حدوث ضعف في عضلات الجهاز التنفسيّ؛ أي عضلة الحجاب الحاجز وعضلات بين الأضلاع.
المراجع
- ↑ William Blahd (14-7-2017), “How the Lungs and Respiratory System Work”، www.webmd.com, Retrieved 3-2-2018. Edited.
- ^ أ ب ت ث “How the Lungs Work”, www.nhlbi.nih.gov, Retrieved 3-2-2018. Edited.
- ^ أ ب ت ROSALIND RYAN, “How you can breathe your way to good health”، www.dailymail.co.uk, Retrieved 25-2-2018. Edited.
- ^ أ ب Virtual Medical Centre health professionals (7-5-2010), “Respiratory System”، www.myvmc.com, Retrieved 3-2-1018. Edited.
- ↑ CHRISTINE EVANS (1-7-2016), “THE IMPORTANCE OF BREATHING THROUGH YOUR NOSE”، www.healthyplace.com, Retrieved 3-2-2018. Edited.