أسباب فقر الدم وعلاجه وأعراضه

فقر الدم

يُعرّف فقر الدم أو الأنيميا (بالإنجليزية: Anemia) على أنّه حالة من انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء الموجودة في الجسم، أو انخفاض تركيز الهيموغلوبين (بالإنجليزية: Hemoglobin) داخل خلايا الدم الحمراء، حيث يعمل الهيموغلوبين بشكلٍ طبيعي على حمل الأكسجين لإيصاله إلى مُختلف أنسجة الجسم، وبالتالي فإنّ نقصانه يحول دون قدرة الدم على حمل الأكسجين على النّحو اللازم، ويحدث ذلك أيضاً في حال وجود خلايا دم حمراء غير طبيعية أو وجودها بكمياتٍ قليلة، ومن المهمّ الإشارة إلى أنّ تركيز الهيموغلوبين الطبيعي اللازم لقيام الدم بوظائفه يختلف من شخصٍ لآخر اعتماداً على عوامل عدّة؛ من بينها العمر، والجنس، ومدى ارتفاع مكان الإقامة عن سطح الأرض، والتدخين أو عدمه، وما إذا كانت الأنثى حاملاً أم لا، [١] واستنادًا إلى إحصائيات منظمة الصحة العالمية (بالإنجليزية: World Health Organization) التي نشرتها عام 2008م فإنّ نسبة الإصابة بفقر الدم عالميًا قد تصِل إلى 24.8%، حيثُ تكون نسبة الإصابة بهذه الحالة أقل ما يمكن لدى الرجال إذ تبلغ حوالي 12.7%، وتكون أعلى ما يُمكن لدى الأطفال في الفئة العمرية التي تسبق مرحلة المدرسة، إذ تصِل إلى نحو 47.4%،[٢] واستنادًا إلى إحصائيّاتها عام 2011م فإنّ نسبة إصابة النّساء الحوامل بفقر الدم تكون أعلى من النّساء غير الحوامل، إذ تبلغ للحوامل 38% وغير الحوامل 29% تقريبًا.[٣]

أعراض فقر الدم

قد لا تظهر أيّ أعراض على الشخص المُصاب بحالةٍ خفيفة من فقر الدم، وقد تظهر أعراض مُعينة في حالاتٍ أخرى، وبشكلٍ عامّ فإنّ الأعراض تُساعد الطبيب على تشخيص نوع فقر الدم الذي يُعاني منه الشخص، بالإضافة إلى تحديد سبب الإصابة به، لذلك يُنصح عادةً بالتواصل مع الطبيب في حال ظهور أيّ أعراض قد ترتبط بفقر الدم، ومن أكثر الأعراض شيوعًا الشعور بالتعب أو الإرهاق، ويُعزى ذلك إلى تدني مستوى الطّاقة في الجسم نتيجة انخفاض مستويات الهيموغلوبين وما يترتب على ذلك من انخفاض مستوى الأكسجين، ويعمل القلب على تعويض نقص الأكسجين عن طريق زيادة قوّة ضخ الدم إلى أنحاء الجسم المُختلفة، كما تظهر أعراض أخرى لفقر الدم، نذكر بعضُها فيما يلي:[٤]

  • شحوب البشرة.
  • ضيق التنفس.
  • برودة في الأطراف.
  • صداع الرأس.
  • الدوخة.
  • اضطراب معدل نبضات القلب.
  • ضعف الأظافر.
  • تساقط الشعر.
  • زيادة الرغبة تجاه تناول أطعمة أو أشياء غريبة؛ أو ما يُعرف علميًا بشهوة الغرائب (بالإنجليزية: Pica).

ولمعرفة المزيد عن أعراض فقر الدم يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض فقر الدم).

أسباب فقر الدم وأنواعه

تُقسم الإصابة بفقر الدم إلى ثلاثة أنواع رئيسيّة اعتماداً على المُسبب، وفيما يلي بيان لكلّ نوعٍ منها ومُسبّباته:[٥]

فقر الدم الناجم عن فقدان الدم

يُعدّ النزيف أحد الأسباب الرئيسية التي تكمن وراء الإصابة بفقر الدم، وقد يكون النّزيف حاد وسريع، أو مُزمن، ففي الحالات المُزمنة يفقد الفرد خلايا الدم الحمراء بشكلٍ بطيء على مدى فترة طويلة من الزمن، ومن الجدير بالذكر أنّ النزيف قد يؤدّي أيضاً إلى انخفاض نسبة الحديد في الجسم، وتُسمّى هذه الحالة حينها بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد (بالإنجليزية: Iron deficiency anemia)، وتُمثل أكثر أنواع فقر الدم انتشاراً وسيتمّ بيانُها بشيءٍ من التفصيل لاحقًا في هذا المقال، أمّا فيما يتعلق بأسباب النّزيف، فيُمكن بيان أبرزها على النّحو التالي:[٥][٦]

  • الإصابة باضطرابات الجهاز الهضمي؛ ومن الأمثلة عليها: القرحة (بالإنجليزية: Ulcers)، أو البواسير (بالإنجليزية: Hemorrhoids) (*)، أو التهاب المعدة، أو أحد سرطانات الجهاز الهضمي.
  • استخدام مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) واختصارًا (NSAIDs)، ومنها الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin) والآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، والتي قد تُسبّب بدورها القرحة أو التهاب المعدة كأحد الآثار الجانبية لاستخدامها.
  • نزيف الدورة الشهرية عند النّساء؛ تحديداً الحالات التي يكون فيها النزيف شديداً.
  • التعرّض لصدمة جهاز الدوران (بالإنجليزية: Trauma)، أو الخضوع لعملية جراحية مُعينة.

فقر الدم الناجم عن خلل في إنتاج الخلايا الحمراء

ترتبط الإصابة بفقر الدم الناجم عن خلل في إنتاج خلايا الدم الحمراء بعدم قدرة الجسم على إنتاج كمياتٍ كافيةٍ من خلايا الدم، أو إنتاج خلايا دم غير قادرة على القيام بوظائفها كما ينبغي، وهناك العديد من الأسباب وراء حدوث هذا النوع من فقر الدم، ومنها؛ نقص المعادن والفيتامينات التي تحتاجها خلايا الدم الحمراء بكمياتٍ مُعينة للقيام بوظائفها على أكمل وجه، وفيما يلي بيان للأنواع الفرعية التي تندرج تحت فقر الدم الناجم عن خلل في إنتاج خلايا الدم الحمراء.[٥]

فقر الدم الناجم عن نقص الحديد

يُعزى فقر الدم الناجم عن نقص الحديد إلى العديد من العوامل والتي قد تكون مُرتبطة بعدم وجود كميات كافية من الحديد في جسم الإنسان، أو عدم القدرة على امتصاص الحديد على النّحو اللازم، وقد تمّت الإشارة سابقاً إلى أنّ النزيف يُعدّ أحد هذه الأسباب، وفيما يلي ذكر لبعض الأسباب الأخرى:[٧][٨]

  • استخدام أدوية مُعينة: مثل مضادات الحموضة.
  • الحمل والولادة والرضاعة: يستهلك جسم المرأة كميات كبيرة من الحديد خلال فترة الحمل والولادة، ممّا يؤدّي إلى نقصان مستوياته في الجسم، بالإضافة إلى ذلك، قد يُصاحب فترة الحمل احتباس كميات كبيرة من السّوائل في جسم المرأة، ممّا يؤدي إلى انخفاض تركيز الدم، أيّ أنّ نسبة خلايا الدم الحمراء تُصبح أقل، ويظهر ذلك كحالة فقر في الدم.
  • اتباع نظام غذائي معين: فقد يحتوي النّظام الغذائي المُتّبع من قِبل بعض الأفراد على كمياتٍ غير كافيةٍ من الحديد، كالأشخاص الذين يتبعون نظام غذائي نباتي، أو قد يرتبط نقص الحديد بشرب السّوائل التي تحتوي على الكافيين.[٥]
  • مشاكل في الجهاز الهضمي: ومن الأمثلة على ذلك؛ الإصابة بداء كرون (بالإنجليزية: Crohn’s disease) (*)، أو الخضوع لعملية جراحية تستدعي إزالة أيّ جزء من أجزاء المعدة أو الأمعاء؛ مثل جراحة المجازة المَعِدِيّة (بالإنجليزية: Gastric bypass surgery).[٥]
  • أسباب أخرى: مثل؛ تكرار التبرّع بالدم، أو ممارسة أنواع مُعينة من التمارين الرياضية؛ مثل تمارين التحمّل (بالإنجليزية: Endurance training).[٥]

فقر الدم الناجم عن نقص الفيتامينات

يُصاب الإنسان بفقر الدم الناجم عن نقص الفيتامينات (بالإنجليزية: Vitamin deficiency anemia) نتيجة عدم توافر كميات كافية من بعض الفيتامينات، ويؤدي ذلك إلى فقر الجسم لخلايا الدم الحمراء الصّحية، ويُقصد بالحديث عن الفيتامينات هنا كلاً من فيتامين ب12، وحمض الفوليك، حيث يُعدّ فيتامين ب12 وحمض الفوليك من الفيتامينات المهمّة لتصنيع كريات الدم الحمراء، إذ تلعب دوراً مهمًّا في تصنيع الهيموغلوبين في الجسم، وبالتالي فقد يُصاب الشخص بفقر الدم نتيجة عدم تناول كميات كافية من الأطعمة التي تحتوي على هذه الفيتامينات، أو عند الإصابة بمشاكل تحول دون قدرة الجسم على امتصاصها، أو معالجتها وتحويلها لشكلٍ مُعين قابل للاستخدام من قِبل جسم الإنسان والاستفادة منه،[٨][٩] ويُمكن بيان أنواع فقر الدم تبعًا للفيتامين المُسبّب نقصه هذه الحالة على النّحو الآتي:[٩][١٠]

  • فقر الدم الناجم عن نقص فيتامين ب12: يحصل الإنسان على فيتامين ب12 من الأنظمة الغذائية المختلفة، حيث يوجد هذا الفيتامين في العديد من الأطعمة؛ كالحليب، والبيض، واللحوم، وبالتالي فإنّ عدم الحصول عليه من خلال الطعام قد يؤدّي إلى نقصانه في الجسم، ويُشار إلى أنّ هذا النوع من فقر الدم يضمّ نوعاً يُطلق عليه فقر الدم الخبيث (بالإنجليزية: Pernicious anemia)، والذي يُعزى حدوثه إلى مهاجمة جهاز المناعة خلايا الغشاء المخاطي للمعدة المعنيّة بإنتاج بروتين سكريّ يُدعى العامل الداخلي (بالإنجليزية: Intrinsic factor) المهم لامتصاص فيتامين ب12 في الأمعاء، ويترتب على ذلك حدوث نقص في كمية فيتامين ب12 في الجسم.
  • فقر الدم الناجم عن نقص حمض الفوليك: يُعرف حمض الفوليك أيضاً باسم فيتامين ب9، ويمكن الحصول عليه من مصادره الطبيعية المُتمثلة بالفواكه والخضروات الورقية الخضراء، وبالتالي فقد يُصاب الشخص بنقص الفوليك في حال عدم الحصول عليه من مصادره، أو في حال عدم قدرة الأمعاء الدقيقة على امتصاصه.[١١]

مشاكل نخاع العظم والخلايا الجذعية

من المعروف أنّ نخاع العظم في جسم الإنسان يقوم بتصنيع خلايا الدم، وبالتالي فإنّ إصابته بأمراضٍ أو اضطراباتٍ مُعينة قد يؤدّي إلى المُعاناة من فقر الدم نظرًا لاختلال عملية إنتاج خلايا الدم الحمراء، ومن الأمثلة على ذلك: الإصابة بأنواع مُعينة من سرطانات الدم؛ مثل سرطان الغدد الليمفاوية (بالإنجليزية: Lymphoma)، وابيضاض الدَّم أو اللوكيميا (بالإنجليزية: Leukemia)،[٨] وفيما يلي بيان لبعض أنواع فقر الدم الناتجة عن وجود مشاكل في نخاع العظم أو الخلايا الجذعية:[١٢]

  • فقر الدم اللاتنسجي: (بالإنجليزية: Aplastic Anemia)، ويثمثل أحد الاضطرابات النادرة التي تُصيب نُخاع العظم، والتي قد تحدث لعدّة أسباب؛ منها: الإصابة بعدوى فيروسية، أو التّعرض لمواد كيميائية سامّة، أو استخدام أنواع مُعينة من الأدوية، أو التعرّض للإشعاعات المؤينة (بالإنجليزية: Ionizing radiation)، وقد تنتج هذه الحالة عن مُهاجمة جهاز المناعة للخلايا الجذعية وهدمها، فتنخفص أعداد الخلايا الموجودة في نخاع العظم بشكلٍ كبير، وينتج عن ذلك نقصان في إنتاج خلايا الدم.
  • الثلاسيميا: (بالإنجليزية: Thalassemia)، والتي تُعرف أيضًا بفقر دم حوض البحر الأبيض المتوسط، وتُمثل أحد الاضطرابات الوراثية التي تُصيب الدم، ويُعزى حدوثها إلى خلل مُعين في الجينات المسؤولة عن تنظيم عملية تصنيع البروتينات المكوّنة للهيموغلوبين، ويترتب على ذلك إنتاج الجسم للهيموغلوبين بكمياتٍ قليلة أو بأشكالٍ غير طبيعية، وينعكس ذلك على قدرته على إنتاج خلايا الدم الحمراء بكمياتٍ وأشكالٍ طبيعية، وبالتالي الإصابة بفقر الدم، وتجدر الإشارة إلى أنّ الهيموغلوبين يتكوّن من نوعين مختلفين من البروتينات؛ الألفا (بالإنجليزية: Alpha) والبيتا (بالإنجليزية: Beta)، ونستنتج من ذلك وجود نوعين رئيسيين من مرض الثلاسيميا بناءً على نوع البروتين المُتأثّر، ألا وهما الألفا ثلاسيميا والبيتا ثلاسيميا، ومن الجدير ذكره وجود أنواع فرعية أخرى للثلاسيميا، فعلى سبيل المثال؛ تضمّ كلّ من الألفا والبيتا ثلاسيميا نوعين فرعيين؛ ألا وهما الثلاسيميا الرئيسية والثانوية، ويُشار إلى أنّ مرض البيتا ثلاسيميا الرئيسي يُسمّى أيضاً بفقر الدم كولي (بالإنجليزية: Cooley anemia) (*).[١٣]
  • فقر الدم المُرتبط بالتسمم بالرصاص: يحدث التسمم بالرصاص في حالات التعرّض بشكلٍ مُتكرر لكمياتٍ مُرتفعةٍ من الرصاص، ومن الجدير ذكره أنّ التسمم بالرصاص لا يحدث بين ليلةٍ وضحاها، وإنّما يتطوّر بشكلٍ بطيء على مدى فترة طويلة من التعرّض المُستمر للرصاص، فعلى سبيل المثال؛ يوجود الرصاص في المياه، والدهانات القديمة، وبعض الحلويات المصنوعة في بلدانٍ أجنبية، وفي التربة، وغيرها، ويكمُن خطر التعرض للرصاص لفتراتٍ زمنيةٍ طويلة في قدرته على إحداث ضرر في أجزاء مختلفة من الجسم؛ مثل: الدماغ، والكلى، ونخاع العظم.[١٤]

فقر الدم المنجلي

يُعتبر فقر الدم المنجلي (بالإنجليزية: Sickle cell anemia) أحد الاضطرابات التي تؤثّر في الهيموغلوبين بشكلٍ رئيسي، ويعود السبب وراء تسمية هذا المرض بهذا الاسم إلى امتلاك المُصاب به جزيئاتٍ غير طبيعية من الهيموغلوبين يُطلق عليها مصطلح هيموغلوبين اس “S”، مما يؤدّي إلى تغيّر شكل خلايا الدم الحمراء وظهورها على شكل منجل أو هلال، ويُعتبر هذا التغيّر في شكل خلايا الدم الحمراء السّبب الرئيسي لحدوث فقر الدم، حيثُ يتمّ تحطيم الخلايا المشوّهة قبل نضوجها، فيقلّ عدد خلايا الدم الحمراء في الجسم بشكلٍ كبير، وعادةً ما تبدأ أعراض هذه الحالة بالظهور في مراحل مبكرة من الطفولة، ومن هذه الأعراض؛ المُعاناة من اصفرار لون العينين والجلد أو ما يُدعى باليرقان (بالإنجليزية: Jaundice) والذي يرتبط بتحطّم خلايا الدم الحمراء بشكلٍ سريع.[١٥]

فقر الدم المرتبط بأمراض الكلى المزمنة

قد يُصاب بعض مرضى الكلى بفقر الدم، ويعود السبب في ذلك إلى أهمية دور الكلى في تصنيع خلايا الدم الحمراء، حيثُ تقوم الكلى بإفراز هرمون يُدعى الإريثروبويتين (بالإنجليزية: Erythropoietin)، الذي يقوم بمساعدة نخاع العظم على إنتاج وتصنيع خلايا الدم الحمراء، وبالتالي فعند الإصابة بأمراض الكلى المزمنة تقلّ قدرة الكليتين على تصنيع هذا الهرمون، ممّا يؤدّي إلى انخفاض قدرة الجسم على تصنيع خلايا الدم الحمراء.[١٦]

فقر الدم الانحلالي

يتمثل فقر الدم الانحلالي (بالإنجليزية: Hemolytic Anemia) بتدمير خلايا الدم الحمراء بسرعةٍ أعلى من سرعة تصنيع خلايا جديدة، وعليه ستكون فترة حياة خلايا الدم الحمراء أقلّ من الطبيعي؛ أيّ أقل من أربعة أشهر، وحول طبيعة فقر الدم الانحلالي فقد يكون وراثيًّا أو مُكتسبًا، وفي النّوع الوراثي ينتقل الجين المُسبّب للمرض من الآباء إلى أبنائهم، أمّا النّوع المُكتسب فلا يولد مع الشخص ولكنّه يتطور في مراحلٍ لاحقةٍ من حياته، ويُشار إلى أنّ هُناك العديد من الأنواع التي تتفرّع من فقر الدم الانحلالي؛ ومنها فقر الدم الانحلالي بالمناعة الذاتية (بالإنجليزية: Autoimmune hemolytic anemia)؛ حيثُ يتعامل الجهاز المناعي مع خلايا الدم الحمراء الطبيعية على أنّها أجسام غريبة، ويُهاجمها ويُدمّرها عن طريق الخطأ،[١٧][٦] ومن الأنواع الأخرى: فقر الدم الانحلالي الناجم عن الأدوية (بالإنجليزية: Drug-induced hemolytic anemia)، وفيه قد يُحفّز استخدام أنواع مُعينة من الأدوية الجهاز المناعي لمهاجمة خلايا الدم الحمراء، ويحدث ذلك كأحد الآثار الجانبية التي قد تترتب على استخدام هذه الأدوية، ومنها: بعض المضادات الحيوية؛ كالسيفالوسبورين (بالإنجليزية: Cephalosporins)، ويُعتبر ذلك السبب الأكثر شيوعاً لهذا النّوع، ومن الأدوية الأخرى التي قد تكون سببًا في حدوث ذلك الدابسون (بالإنجليزية: Dapsone)، والليفودوبا (بالإنجليزية: Levodopa)، والليفوفلوكساسين (بالإنجليزية: Levofloxacin)، والمثيلدوبا (بالإنجليزية: Methyldopa)، والنيتروفيورانتوين (بالإنجليزية: Nitrofurantoin)، والفينازوبيريدين (بالإنجليزية: Phenazopyridine)، والكوينيدين (بالإنجليزية: Quinidine)، ومن الجدير ذكره أنّ ذلك لا يُعتبر سببًا للامتناع عن استخدام هذه الأدوية، ذلك أنّ استخدامها وفقًا لإرشادات الطبيب وتعليماته وحسب ما يصِفه من شأنه التقليل من احتمالية تطوّر الآثار الجانبية،[١٨] وفي هذا السّياق يُشار إلى أنّ هُناك العديد من الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى الإصابة بفقر الدم الانحلالي، نذكر منها ما يلي:[٦]

  • العدوى.
  • التعرّض لسموم الأفاعي أو العناكب.
  • أمراض الكبد أو الكلى في مراحلها المتقدمة.
  • ارتفاع ضغط الدم الشديد.
  • تركيب صمام قلبي اصطناعي، أو إجراء عملية المجازة الوعائية (بالإنجليزية: Vascular bypass).
  • اضطرابات تجلط الدم.
  • تضخّم الطحال.

ولمعرفة المزيد عن أسباب فقر الدم يمكن قراءة المقال الآتي: (ما هي أسباب فقر الدم).

تشخيص فقر الدم

يقوم الطبيب المُختص بتشخيص فقر الدم بعد إجراء مجموعة من الاختبارات والفحوصات، إضافةً إلى جمع المعلومات المُتعلقة بالشخص، وتاريخه العائلي والصّحي، وعادةً ما تبدأ عملية التشخيص بإجراء اختبار العد الدموي الشامل (بالإنجليزية: Complete blood count) واختصارًا (CBC)، والذي بدوره يوفر العديد من المعلومات عن مكونات الدم وسماته، وعادةً ما يتمّ تشخيص فقر الدم بناءً على قراءات الهيموغلوبين أو الهيماتوكريت (بالإنجليزية: Haematocrit)، وقد تُجرى اختبارات أخرى تتضمّن فحص خلايا الدم الحمراء تحت المجهر وتحديد حجمها بما يُساعد على تحديد المسبب وراء الإصابة بفقر الدم، إلى جانب دور هذه الاختبارات في تشخيص فقر الدم وتحديد المُسبّب، فهي تلعب دورًا في مُراقبة حالة المُصاب وتقييم استجابته للعلاج المُقدّم له فيما بعد.[١٩]

علاج فقر الدم

يهدف علاج فقر الدم بصورةٍ أساسية إلى تكوين خلايا دم صحيّة بما يُمكّنها من حمل كمياتٍ كافيةٍ من الأكسجين إلى أنحاء الجسم المُختلفة، وغالبًا ما يتحقّق ذلك بزيادة عدد خلايا الدم الحمراء، أو الهيموغلوبين، أو كليهما، ومن الأهداف الأخرى لعلاج فقر الدم علاج مُسبّب هذه الحالة، ويُشار إلى أنّ الطريقة المتبعة في علاج فقر الدم قد تختلف من شخصٍ لآخر، ويعتمد اختيار العلاج المُلائم على نوع فقر الدم، وأسبابه، وشدّته، والصّحة العامّة للشخص،[٤] وبشكلٍ عامّ تتضمن الخطّة العلاجيّة لفقر الدم عدّة خيارات، منها ما يلي:[٢٠]

  • تناول بعض الفيتامينات والمكمّلات المعدنية.
  • تغيير النّظام الغذائي المُتبع.
  • استخدام أنواع مُعينة من الأدوية.
  • نقل الدم من شخصٍ سليم إلى المُصاب بفقر الدم وفقًا لأُسس مُعينة.
  • إجراء عملية زراعة نخاع العظم.
  • إجراء عملية إزالة الطحال؛ ويكون هذا الخيار مناسباً في حالاتٍ مُعينة من فقر الدم الانحلالي.
  • استخدام بعض المضادات الحيوية، ويُلجأ لهذا الخيار إذا كانت العدوى هي سببًا في حدوث فقر الدم.

ولمعرفة المزيد عن علاج فقر الدم يمكن قراءة المقال الآتي: (علاج الانيميا).


الهوامش:

(*) البواسير: تتمثل هذه الحالة بانتفاخ الأوردة في الجزء السّفلي من فتحة الشرج والمستقيم، إذ يترتب على تمدّد جدران هذه الأوعية تهيّجها، وقد تُسبّب هذه الحالة الانزعاج أو الألم، ويُشار إلى إمكانية السّيطرة على هذه الحالة والوقاية منها.[٢١]

(*) داء كرون: يُمثل أحد أمراض الأمعاء الالتهابية، وهو حالة مزمنة أو طويلة الأمد تُسبّب التهابًا في الجهاز الهضمي.[٢٢]

(*) فقر الدم كولي: يتمثل هذا النّوع من الثلاسيميا بتأثر كلا الجينين اللذان يُشاركان في تصنيع سلسلة الهيموغلوبين بيتا بطفرة مُعينة، وتتسبّب هذه الحالة بأعراضٍ تتراوح شدّتها بين المعتدلة إلى الشديدة.[٢٣]

المراجع

  1. “Anaemia”, www.who.int,28-2-2020، Retrieved 28-2-2020. Edited.
  2. “Global anaemia prevalence and number of individuals affected”, www.who.int,28-2-2020، Retrieved 28-2-2020. Edited.
  3. “THE GLOBAL PREVALENCE OF ANAEMIA IN 2011”, apps.who.int, Retrieved 10-02-2020. Edited.
  4. ^ أ ب “Anemia”, familydoctor.org,28-2-2020، Retrieved 28-2-2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح “Anemia”, www.webmd.com,28-2-2020، Retrieved 28-2-2020. Edited.
  6. ^ أ ب ت “Everything you need to know about anemia”, www.medicalnewstoday.com,28-2-2020، Retrieved 28-2-2020. Edited.
  7. “Iron-Deficiency Anemia”, www.hematology.org,28-2-2020، Retrieved 28-2-2020. Edited.
  8. ^ أ ب ت Siamak N. Nabili (28-2-2020), “Anemia Facts”، www.emedicinehealth.com, Retrieved 28-2-2020. Edited.
  9. ^ أ ب “Vitamin deficiency anemia”, www.drugs.com,29-2-2020، Retrieved 29-2-2020. Edited.
  10. “Intrinsic Factor”, www.vivo.colostate.edu,29-2-2020، Retrieved 29-2-2020. Edited.
  11. “Vitamin deficiency anemia”, www.mayoclinic.org,29-2-2020، Retrieved 29-2-2020. Edited.
  12. “Anemia”, www.hematology.org,29-2-2020، Retrieved 29-2-2020. Edited.
  13. “Thalassemia”, medlineplus.gov,29-2-2020، Retrieved 29-2-2020. Edited.
  14. “Lead Poisoning in Children”, familydoctor.org,29-2-2020، Retrieved 29-2-2020. Edited.
  15. “Sickle cell disease”, www.ghr.nlm.nih.gov,29-2-2020، Retrieved 29-2-2020. Edited.
  16. “Anemia in Chronic Kidney Disease”, www.niddk.nih.gov, Retrieved 10-03-2020. Edited.
  17. “Hemolytic Anemia”, www.hopkinsmedicine.org,29-2-2020، Retrieved 29-2-2020. Edited.
  18. “Drug-induced immune hemolytic anemia”, medlineplus.gov,29-2-2020، Retrieved 29-2-2020. Edited.
  19. “Anemia Diagnosis”, www.ucsfhealth.org,29-2-2020، Retrieved 29-2-2020. Edited.
  20. “Anemia Overview”, www.urmc.rochester.edu,29-2-2020، Retrieved 29-2-2020. Edited.
  21. “What to know about hemorrhoids”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved 17-03-2020. Edited.
  22. “What is Crohn’s disease?”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved 17-03-2020. Edited.
  23. “Thalassemia”, www.mayoclinic.org, Retrieved 17-03-2020. Edited.