علاج البهاق
مرض البهاق
يُعرف مرض البهاق (بالإنجليزية: Vitiligo) على أنّه مرض جلدي مُزمن ناتج عن تلف الخلايا الميلانينية (بالإنجليزية: Melanocytes) التي تُنتج صبغة الميلانين (بالإنجليزية: Melanin) المسؤولة عن إعطاء الجلد اللون الخاصّ به، ممّا يؤدي إلى فقدان اللون الطبيعي في المناطق المتأثرة من الجلد، فتظهر هذه المناطق بلونٍ أبيض،[١][٢] ويهدف علاج البهاق إلى استعادة لون الجلد الطبيعي في المناطق المتضررة، ويتضمّن العلاج استخدام إجراءاتٍ عدّة؛ من بينها الأدوية أو الجراحة، وقد تستغرق هذه العلاجات عدّة أشهر للحُكم على فعاليتها، وبالرغم من ذلك إلّا أنّ تأثير علاجات البُهاق غيرُ دائمٍ ولا يتوفر علاج نهائي لهذا المرض، ولا تمتلك الخيارات العلاجية المتوفرة القدرة على منع انتشار البُهاق في جميع الحالات،[٣][٤] لذلك قد ينصح الطبيب بتحسين مظهر الجلد عن طريق استخدام منتجات التسمير الذاتي أو مستحضرات التجميل،[٥] وتجدر الإشارة إلى أنّ الاستجابة للعلاج تكون أفضل كلما بدأ المريض بالعلاج مُبكراً، وعادةً ما يستجيب الأطفال للعلاج بشكلٍ جيد، بالإضافة إلى ذلك تختلف الاستجابة للعلاج باختلاف المنطقة المُتضررة من الجسم؛ بحيث تستجيب مناطق الوجه للعلاج بشكلٍ أفضل من مناطق اليدين والقدمين.[٦]
ولمعرفة المزيد عن البهاق يمكن قراءة المقال الآتي: (ما هو البهاق).
نصائح لمرضى البهاق
يُنصح مرضى البُهاق باتباع مجموعة من الإرشادات التي تُمكّن من السّيطرة على أعراض المرض، وفيما يلي تفصيل ذلك:
الواقيات الشمسية
عندما يتعرض الجلد لأشعة الشمس يقوم الجسم بإنتاج صبغة الميلانين التي تعمل على حماية الجلد من التأثيرات الضارة للأشعة فوق البنفسجية (بالإنجليزية: Ultraviole Light)، ولكنّ هذه الصبغة لا تتوفر بكمياتٍ مُناسبةٍ لدى المرضى المُصابين بالبهاق، وبالتالي يزداد خطر الإصابة بحروق الشمس لديهم، لذلك يجب على المُصابين بالبُهاق الحرص على حماية الجلد من أشعة الشمس، ويُمكن تحقيق ذلك من خلال اتباع إجراءاتٍ عدّة؛ من بينها استخدام واقي شمس ذو عامل حماية 30 فأكثر، ويُعتبر ذلك ضرورياً لجميع المُصابين بالبُهاق خاصة أولئك ذوي البشرة الفاتحة،[٧] وحول استخدام واقيات الشمس في هذه الحالة فيُشار إلى ضرورة تطبيق كميةٍ كافيةٍ منها على الجلد قبل الخروج من المنزل بنحو 15-30 دقيقة، بالإضافة إلى ضرورة إعادة التجديد بتطبيقه مرةً أخرى على الجلد كل ساعتين، وبعد السّباحة وممارسة التمارين الرياضية.[٨]
تجدر الإشارة إلى عدم توافر واقي شمس يُحقق حماية للبشرة بنسبة 100%، لذلك يجدُر الأخذ بعين الاعتبار الإرشادات الأخرى التي من شأنها حماية الشخص من الشمس، بما في ذلك ارتداء ملابس واقية، والابتعاد عن أشعة الشمس قدر الإمكان، والحرص على التواجد في مناطق الظل، ويجب التنويه إلى أنّ مرضى البهاق قد تنخفض لديهم مستويات فيتامين “د” نظرًا لعدم قدرتهم على التعرّض لأشعة الشمس بنحوٍ كافٍ، لهذا السبب يُنصح مرضى البُهاق باستخدام مكمّلات فيتامين “د”.[٨]
تجنب الإصابات الجلدية
قد يؤدي تعرّض الجلد للجروح، أو الخدوش،[٩] أو الحروق؛ بما فيها حروق الشمس إلى ظهور بقعٍ جديدة من البهاق،[١٠] لذلك يُنصح المرضى بحماية الجلد وتجنّب الإصابات الجلديّة على اختلافها،[١١] ويُمكن تحقيق ذلك عن طريق ارتداء الملابس الواقية، والقبّعات التي تقوم بحماية الوجه، والرقبة، والأذنين، بالإضافة إلى ارتداء نظاراتٍ شمسية تحمي المريض من الأشعة فوق البنفسجية، كما يُنصح مرضى البهاق بالبقاء في الظل خاصّة خلال الأيام المُشمسة تحديدًا خلال الفترة ما بين الحادية عشر صباحاً والثالثة مساءً.[٨]
التمويه التجميلي
يُمكن القيام بتمويه بعض البقع البيضاء في حالات البهاق الخفيفة، وذلك باستخدام الكريمات والمستحضرات التجميلية الملوّنة التي يتناسب لونها مع درجة البشرة الأصلية، ويُمكن أن يدوم مفعول وتأثير هذه المستحضرات لمدة 12-18 ساعة على الوجه، وإلى 96 ساعة على بقية الجسم، وذلك في حال تمّ استخدامها وتطبيقها بطريقةٍ صحيحة، والجدير بالذكر أنّ معظم هذه المستحضرات تكون مقاومة للماء.[١٢]
تُعتبر هذه الطريقة من الطُرق الآمنة لعلاج البهاق، وغالباً ما يُوصى بها للأطفال، نظراً لكونها تُجنّبهم الآثار الجانبية المُحتملة للأدوية، ولكن من عيوبها أنّ الاعتماد عليها في إخفاء أعراض البُهاق يستلزم تطبيقها باستمرار، وبالتالي فهي تستهلك وقتاً كبيراً، بالإضافة إلى أنّ استخدام هذه المستحضرات في حالة البهاق يحتاج إلى تدريب ومهارة مناسبة لكي تبدو بمظهرٍ طبيعي.[١٣]
العلاجات الدوائية للبهاق
في الحقيقة، لم يتوصّل الخبراء حتّى وقتنا الحالي إلى عقارٍ طبي من شأنه إيقاف تلف الخلايا الميلانينية المُنتجة للصّبغة، ولكن هناك بعض الأدوية التي قد تُستخدم وحدها أو إلى جانب العلاج الضوئي بهدف استعادة بعض لون البشرة، نُبيّن منها ما يلي:[١٤]
الستيرويدات القشرية الموضعية
تتوفر الستيرويدات القشرية الموضعية (بالإنجليزية: Corticosteroid steroid) بأشكالٍ صيدلانيّة عدّة؛ ومنها الكريمات والمراهم،[١٥] حيثُ بيّنت عدّة دراسات أنّ تطبيق الستيرويدات القشرية الموضعية على البُقع البيضاء قد يحدّ من انتشارها، وهُناك بعض المرضى تمكّنوا من استعادة لون بشرتهم الأصلي بشكلٍ تامّ باستخدام هذا العلاج، ولكن يجب ألّا تُستخدم الستيرويدات القشرية على الوجه، ويجب الانتباه إلى مدّة الاستخدام وفعالية العلاج؛ فإذا حَدث تحسّن في غضون 30 يوم من استخدامه فإنّ الأمر يستلزم التوقف عن استخدام العلاج لعدّة أسابيع ومن ثمّ يُستأنف استخدامه من جديد، أمّا إذا لم يحدث تحسّن عند الاستخدام بالرغم من انقضاء المدّة المذكورة أعلاه، أو في حال ظهور آثار جانبية لاستخدامه فيجدُر بالمريض التوقّف عن استخدام العلاج نهائياً.[١٢]
يصِف الطبيب كريمات أو مراهم الستيرويدات بناءً على رغبة المريض وموضِع الجسم الذي سيتم تطبيق العلاج عليه، بحيث يؤخذ بعين الاعتبار أنّ المراهم تكون دهنيّة أكثر من الكريمات، وسيقوم الطبيب أيضاً بإرشاد المريض حول أهم الإرشادات الواجب أخذُها بعين الاعتبار عند استخدام هذه المُنتجات؛ بما في ذلك كيفية تطبيق الكريم أو المرهم على بُقع البُهاق، إضافةً إلى الكمية التي يجب وضعها، وعدد مرات الاستخدام،[٣] ويُشار إلى أنّ كميّة الستيرويدات الموضعية تُقاس بوحدة قياس معيارية تسمّى وحدة أطراف الأصابع (بالإنجليزية: Fingertip Unit) ويرمز لها اختصارًا ب(FTU)، إذ إنّ الوحدة الواحدة منها تُمثل كمية الستيرويدات الموضعية التي يُمكن وضعها على طول طرف أصبع شخص كبير، حيثُ إنّ وحدة أطراف الأصابع الواحدة تكفي لتغطية منطقة جلديّة بمساحة ضعفيّ حجم يد شخص بالغ.[١٦]
كما هو الحال مع الأدوية بشكلٍ عامّ فقد يترتب على استخدام الستيرويدات الموضعية عدّة آثار جانبية مُحتملة، ومنها ظهور خطوط أو تشققات على الجلد، أو ترقّق وضمور الجلد (بالإنجليزية: Skin Atrophy)، أو توسّع الشعيرات الدموية (بالإنجليزية: Telangiectasia)، أو فرط نمو الشعر (بالإنجليزية: Hypertrichosis)، أو التهاب الجلد التماسي (بالإنجليزية: Contact Dermatitis) (*)، أو ظهور حب الشباب،[٣] مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ هذه الآثار لا تحدُث بالضرورة، فمن الممكن استخدام الستيرويدات الموضعية دون أن تحدث آثار جانبية، أو قد تحدث بدرجةٍ خفيفةٍ خاصّة إذا كان استخدامُها وفقًا لإرشادات الطبيب، ويؤخذ بعين الاعتبار أنّ هذه الآثار لا تُشكّل عائقًا أمام استخدامها، فعندما يصِفُها الطبيب فإنّه يوازن بين الفائدة المرجوّة من استخدامها والآثار الجانبيّة التي قد تترتب على ذلك، وبناءً على النتيجة يصِف العلاج أو ينصح بعدم استخدامه.[١٧]
العلاجات التي تستهدف الجهاز المناعي
قد يصِف الطبيب أنواع مُعينة من العلاجات التي تستهدف الجهاز المناعي في سبيل التغلّب على أعراض البُهاق، ومنها المراهم التي تحتوي في تركيبتها على التاكروليموس (بالإنجليزية: Tacrolimus) أو البيميكروليموس (بالإنجليزية: Pimecrolimus) والتي قد تكون فعّالة عند تطبيقها على بُقع التّصبغ ذات الحجم الصغير؛ خاصّةً إذا كانت هذه البُقع ظاهرة على الوجه أو العنق، ويُمكن استخدام هذا النّوع من العلاجات مع العلاج الضوئي المُعتمد على الأشعة فوق البنفسجية من نوع “ب”، ويجدُر بالشخص استخدامها وفقًا لإرشادات الطبيب تجنّبًا للأعراض الجانبية التي قد تترتب على استخدامها، وبشكلٍ عامّ إنّ لهذا النّوع من العلاجات آثار جانبية أقلّ مُقارنةً بالستيرويدات القشرية، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ استخدامها أيضًا يتمّ بعد الموازنة بين الفائدة المرجوّة من استخدامها والآثار الجانبيّة التي قد تترتب على ذلك.[٤]
العلاج الضوئي للبهاق
يُعتبر العلاج الضوئي أحد العلاجات المُتبعة في السّيطرة على العديد من الأمراض الجلدية، ومنذُ آلاف السنين تمّ الاعتماد على أشعة الشمس الطبيعية في تخفيف أعراض بعض الأمراض الجلدية، ومع تطوّر العلم تمّ استخدام الأشعة فوق البنفسجية الصّادرة عن الشمس في العلاج الضوئي، وبخاصّة الأشعة فوق البنفسجية من نوع “أ” (بالإنجليزية: Ultraviolet A) ونوع “ب” (بالإنجليزية: Ultraviolet B)، وأمّا عن مبدأ استخدامها فيقوم على تعريض المريض للضوء المُنبعث من مصباح الفلورسنت لتخفيف أعراض هذه الأمراض، إذ تعمل الأشعة فوق البنفسجية على تخفيف الالتهابات الجلدية وتحسين أعراضها.[١٨]
الأشعة فوق البنفسجية من النوع “ب” ضيقة النطاق
يُعتبر العلاج بالأشعة فوق البنفسجية من النوع “ب” ضيقة النطاق (بالإنجليزية: Narrow-band ultraviolet light B) واختصارًا (NB-UVB) الخيار الأول من العلاجات الضوئية المُستخدمة في السّيطرة على الإصابة بالبُهاق المعمّم (بالإنجليزية: Generalized vitiligo) (*)، سواء أكان المريض طفلاً أم بالغًا، إذ تُعتبر هذه الأشعة خياراً آمناً لعلاج الأطفال، ويُمكن استخدامها خلال فترة الحمل والرضاعة، ومع ذلك فإنّه قد يصعُب استخدام العلاج الضوئي إذا كان الطفل غير متعاون، وبشكلٍ عامّ قد يتطلّب الأمر الخضوع لجلسات علاج بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا، وتُعدّ الآثار الجانبية المُترتبة على العلاج باستخدام هذه الأشعة آثارًا قصيرة المدى، وتتضمّن الشعور بالحرقة (بالإنجليزية: Burning)، والحكّة، وجفاف الجلد (بالإنجليزية: Xerosis).[١٩]
تجدر الإشارة إلى أنّ طريقة استخدام هذه الأشعة تؤثر بشكلٍ كبير في نجاح العلاج، وضمان فعاليته، وبقائه آمناً، حيثُ يؤدي التعرض لكمية كبيرة من هذه الأشعة إلى حروقٍ في الجلد، بينما يؤدي التعرض لكميةٍ قليلةٍ منها إلى تحقيق الفعالية المرجوّة من استخدام هذا العلاج وبالتالي عدم تحسّن مريض البهاق، ويُشار إلى أنّ هذه الطريقة تُمثل العلاج الأكثر نجاحًا لمرضى البُهاق،[٢٠] بالإضافة إلى ذلك فقد تزداد فعالية العلاج بالأشعة فوق البنفسجية من النوع “ب” ضيقة النطاق بشكلٍ كبير إذا تمّ استخدامه بالتزامن مع مثبطات الكالسينورين (بالإنجليزية: Calcineurin Inhibitors) الموضعي.[٢١]
العلاج بالسورالين مع استخدام الأشعة فوق البنفسجية “أ”
يتمثل العلاج بالسورالين مع استخدام الأشعة فوق البنفسجية “أ” (بالإنجليزية: Psoralen” plus “UVA” light) واختصارًا (PUVA) بتناول المريض دواء السورالين عن طريق الفم قبل التعرض للأشعة فوق البنفسجية بساعةٍ تقريبًا، حيثُ إنّ السورالين يجعل الجلد المُصاب بالمرض أكثر حساسية لهذه الأشعة، ممّا يُتيح لضوء الأشعة فوق البنفسجية اختراق طبقات عميقة من الجلد ليقوم بعلاجها،[٢٢] ويكون العلاج بالسورالين مع استخدام الأشعة فوق البنفسجية “أ” فعّالًا بصورةٍ أكبر على الوجه والجذع،[٢١] ويتطلّب الأمر الخضوع لهذا النّوع من العلاجات بمعدل جلستين إلى ثلاث جلسات أسبوعيًا لمدة 12-15 أسبوع، مع الأخذ بعين الاعتبار تجنّب الخضوع لجلستين في يومين متتالين، وبعد انقضاء المدّة المذكورة قد يستلزم الأمر الخضوع لجلسة واحدة أسبوعياً بشكلٍ دائم.[٢٢]
تتمثل الأعراض الجانبية المُترتبة على هذا النّوع من العلاجات بظهور نمش على الجلد (بالإنجليزية: Skin Freckling)، أو ردود فعل جلدية شبيهة بحروق الشمس،[٢١] ويُشار إلى أنّ العلاج بالسورالين مع استخدام الأشعة فوق البنفسجية “أ” أحد علاجات البُهاق التي شكّلت خيارًا مُهمًّا إلى أن ظهر العلاج بالأشعة فوق البنفسجية من النوع “ب” ضيقة النطاق الذي يُعتبر أكثر فعالية وأقلّ أعراضًا جانبية.[٦]
العلاج بالليزر
يُعتبر العلاج بالليزر أحد أشكال العلاج الضوئي،[٩] فقد لوحظ وجود تحسّن في بعض المناطق المُصابة بالبُهاق بعد علاجها بنوعٍ من الليزر المعروف بالإكسيمر (بالإنجليزية: Excimer)، حيث يُعتبر فعّالاً في علاج البهاق الذي لم يتغير على مدّة زمنية طويلة والذي أثر على مناطق صغيرة من الجلد، وفي بعض الأحيان قد يتمّ استخدام العلاج بالليزر بالتزامن مع العلاجات الموضعية.[٢٣]
الخيارات الجراحية للبهاق
يُمكن اللجوء لعلاج البُهاق بالجراحة في حال فشل العلاج الضوئي، ويشمل العلاج الجراحي ما يلي:[٤]
ترقيع الجلد الذاتي
يتمّ استخدام أنسجة الشخص نفسه في عملية ترقيع الجلد الذاتي (بالإنجليزية: Autologous skin grafts)، ويعتمد الإجراء على قيام الطبيب بإزالة قطعة صغيرة من الجلد السليم الذي يحتوي على صبغة الميلانين من إحدى مناطق جسم المريض، والتي تُسمّى بالمنطقة المانحة (بالإنجليزية: Donor Sites)، ومن ثمّ يقوم بزرعها في المنطقة التي تُعاني من نقصٍ في هذه الصبغة والتي تُسمّى بالمنطقة المُستقبلة (بالإنجليزية: Recipient Sites)، وتُستخدم هذه التقنية لدى الأشخاص الذين يُعانون من بُقعٍ صغيرةٍ من البُهاق، وهُناك بعض المُضاعفات المُحتملة لهذه العملية، ومنها: الإصابة بالعدوى، وتشكّل الندوب في المنطقة المانحة أو المستقبلة من الجلد، وظهور بُقع التصبّغات أو مظهر الحجارة المرصوفة (بالإنجليزية: Cobblestone Appearance)، وفي بعض الأحيان قد تفشل هذه العملية في تحقيق أهدافها واستعادة منطقة الجلد لونها.[٢٤]
تطعيم البثور
تُعتبر الجراحة بتطعيم البثور (بالإنجليزية: Blister grafting) من الطرق المُستخدمة في علاج البُهاق، إذ تعتمد هذه التقنية على تشكيل بثور متساوية الحجم في كلٍّ من مناطق الجلد السليمة والمُصابة وذلك باستخدام جهاز الشفط (بالإنجليزية: Suction)، بحيث تتمّ إزالة البثور من تلك المناطق المُصابة، ومن ثمّ تُزال رؤوس البثور من المناطق السليمة ويتمّ زرعها في منطقة الجلد المصابة، وهناك بعض المخاطر المحتملة المرتبطة بهذه التقنية، مثل: مظهر الحجارة المرصوفة، وفشل الإجراء في تحقيق استعادة المنطقة لونها، وبالرغم من أنّ احتمالية تشكّل الندوب واردة عند اتباع هذا الإجراء إلّا أنّ خطر ذلك يكون أقلّ مُقارنةً بالأنواع الأخرى من عمليات ترقيع الجلد.[٢٤]
إزالة الصبغة
تُعتبر إزالة الصبغة (بالإنجليزية: Depigmentation) إحدى الخيارات المُتاحة لعلاج البُهاق لدى البالغين الذين لم يستجيبوا للعلاجات الأخرى وبقي لديهم كميات قليلة من الصّبغة، إذ تتمّ إزالة الصبغة المُتبقية من الجلد، بحيث يظهر جلد المريض باللون الأبيض بشكلٍ كامل، ويتمّ ذلك من خلال تطبيق كريم خاصّ بهذا الإجراء على المناطق التي تحتوي على صبغة بما مُعدّلة مرة أو مرتين يومياً، بحيث يعمل هذا الكريم على إزالة لون الجلد تدريجياً، وقد يتطلّب الأمر المُداومة على استخدام هذا العلاج لمدةٍ تتراوح بين سنة إلى أربع سنوات، و بعد الانتهاء من العلاج قد يُلاحظ بعض المرضى ظهور بُقع صبغية عند التعرّض للشمس، ويُمكن إزالة هذه البُقع بإعادة استخدام الكريم مرةً أخرى.[١٣]
الدعم النفسي
حسب ما جاء في البحث الذي نُشر في المجلة الأكاديمية الأوروبية للأمراض الجلدية والتناسلية (بالإنجليزية: Journal of the European Academy of Dermatology and Venereology) فإنّ خطر الإصابة بالأمراض النفسية يزداد لدى مرضى البهاق،[٢٥] وبناءً على ذلك يتطلّب الأمر نشر التوعية بين الناس حول طبيعة مرض البهاق، ويُنصح مرضى البُهاق بالتواصل مع المرضى الآخرين المُصابين بنفس الحالة، فهذا يُحسّن الجانب النفسي للمريض ويساعده على مواجهة الصعوبات التي يمر بها والاستفادة من خبراتهم.[١٢]
الهوامش:
(*) التهاب الجلد التماسي: تتمثل هذه الحالة بظهور جلدي ذو لونٍ احمر مُثير للحكّة نتيجة التعرّض لمادة مُعينة بشكلٍ مُباشر، ويُشار إلى أنّ هذا الالتهاب قد يكون مُزعجًا للشخص، إلّا أنّه لا يُهدد حياته ولا يُعتبر مُعديًا.[٢٦]
(*) البُهاق المُعمّم: يُعرف أيضًا بالبُهاق غير المقطعي، ويُمثل أكثر أنواع البُهاق شيوعًا، ويؤدي إلى ظهور بُقع بيضاء على جانبيّ الجسم، وفي هذه الحالة يبدأ المرض التأثير عادةً في المنطقة بالقرب من اليدين، أو حول العيون أو الفم، أو على القدمين، أو مناطق أخرى من الجسم، ويُشار إلى أنّ فقدان اللون في حالة البُهاق المُعمّم يحدث بشكلٍ مُفاجئ، ويُصبح أكثر وضوحًا مع مرور الوقت.[٢٧]
فيديو عن علاج مرض البهاق
يتحدث الفيديو عن كيفية علاج مرض البهاق.
المراجع
- ↑ “Vitiligo”, www.niams.nih.gov, Retrieved 19-02-2020. Edited.
- ↑ “vitiligo”, www.mayoclinic.org, Retrieved 02-03-2020. Edited.
- ^ أ ب ت “Treatment -Vitiligo”, www.nhs.uk, Retrieved 20-02-2020. Edited.
- ^ أ ب ت “Vitiligo”, www.mayoclinic.org, Retrieved 20-2-2020. Edited.
- ↑ “Vitiligo”, www.stelizabeth.com, Retrieved 20-2-2020. Edited.
- ^ أ ب “Treatment Background”, vitiligosupport.org, Retrieved 20-2-2020. Edited.
- ↑ “Treatment for vitiligo”, www.salujaclinic.co.uk, Retrieved 28-02-2020. Edited.
- ^ أ ب ت “Vitiligo”, www.britishskinfoundation.org.uk, Retrieved 21-2-2020. Edited.
- ^ أ ب “Vitiligo”, dermnetnz.org, Retrieved 21-2-2020. Edited.
- ↑ “Vitiligo”, www.dermcoll.edu.au, Retrieved 22-2-2020. Edited.
- ↑ “VITILIGO”, ozarkderm.com, Retrieved 22-02-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Yvette Brazier, “Understanding the symptoms of vitiligo”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 22-2-2020. Edited.
- ^ أ ب “VITILIGO: DIAGNOSIS AND TREATMENT”, www.aad.org, Retrieved 22-2-2020. Edited.
- ↑ “Vitiligo”, www.drugs.com, Retrieved 22-2-2020. Edited.
- ↑ “What is a topical steroid?”, dermnetnz.org, Retrieved 28-02-2020. Edited.
- ↑ “Fingertip Units for Topical Steroids”, patient.info, Retrieved 28-02-2020. Edited.
- ↑ “Use of Topical Steroids”, nationaleczema.org, Retrieved 28-02-2020. Edited.
- ↑ “PHOTOTHERAPY”, www.bad.org.uk, Retrieved 23-2-2020. Edited.
- ↑ Krista Roncone, “How is narrowband UV-B (NB-UVB) used to treat vitiligo?”، www.medscape.com, Retrieved 23-2-2020. Edited.
- ↑ “Treatments”, www.umassmed.edu, Retrieved 23-2-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Mary Harding, “Vitiligo”، patient.info, Retrieved 23-2-2020. Edited.
- ^ أ ب “PHOTOTHERAPY: PUVA”, www.aocd.org, Retrieved 24-2-2020. Edited.
- ↑ “VITILIGO”, www.bad.org.uk, Retrieved 29-02-2020. Edited.
- ^ أ ب “Surgical Treatments”, www.avrf.org, Retrieved 24-2-2020. Edited.
- ↑ “Vitiligo Linked to Mental Health Disorders”, www.dermatologyadvisor.com, Retrieved 24-2-2020. Edited.
- ↑ “Contact dermatitis”, www.mayoclinic.org, Retrieved 05-03-2020. Edited.
- ↑ “What Is Vitiligo and Who’s at Risk?”, www.everydayhealth.com, Retrieved 05-03-2020. Edited.