ما علاج الوسواس القهري
الوسواس القهري
يُعرّف الوسواس القهريّ (بالإنجليزية: (Obsessive-compulsive disorder (OCD) على أنّه أحد أنواع أمراض القلق (بالإنجليزية: Anxiety)، والذي يُعاني فيه المُصاب من هواجس (بالإنجليزية: Obsessions) متكررة قد تكون على شكل أفكار أو أحاسيس، وتدفع الشخص للشعور بضرورة تكرار بعض التصرفات والسلوكيّات، فيُعاني المصاب من السلوك القهريّ (بالإنجليزية: Compulsions)، ومن أمثلة الهواجس القهرية الخوف الشديد من الإصابة بالجراثيم أو التلوث، والأفكار العنيفة تجاه الذات أو الآخرين، والأفكار غير الواقعية حول محظورية الجنس وبعض الشعائر الدينية، أمّا بالنسبة للسلوكيات القهرية فمنها تكرار بعض الكلمات والعبارات دون الحاجة لذلك، وتكرار التنظيف على الرغم من نظافة المكان، والشعور المتكرر بنسيان إغلاق موقد الغاز على الرغم من إغلاقه، وتكرار أداء الشعائر الدينية إلى حدٍ قد يصل فيه الشخص لعدم إيجاد وقتٍ لأداء وظائفه اليومية، وفرط الحرص على وضع الكتب أو الأشياء في مكانٍ ما وعدم تقبل وجودها في مكان آخر على الإطلاق، وغيرها. ومن الجدير بالذكر أنّ الوسواس القهريّ قد يُصيب الأشخاص في أيّ عمرٍ، ولكن غالباً ما يظهر في التاسعة عشر من العمر، وتُعتبر النساء أكثر عُرضةً للإصابة به مقارنةً بالرجال.[١][٢]
علاج الوسواس القهري
قد يُعاني المصاب بالوسواس القهريّ من مشاكل نفسية أخرى مثل القلق، والاكتئاب (بالإنجليزية: Depression)، واضطراب التشوه الجسمي (بالإنجليزية: Body Dysmorphic Disorder) الذي يشعر فيه الشخص أنّ جزءاً من جسمه غير طبيعيّ على الرغم من سلامته، وعند علاج الوسواس القهري يجب أخذ هذه الاضطرابات بعين الاعتبار، ويمكن القول إنّ علاج الوسواس القهريّ يعتمد بشكلٍ أساسيٍّ على الأدوية والمعالجة النفسية، وقد يُعطى أيٌّ منهما أو كلاهما معاً، وفيما يأتي بيان ذلك:[٢][٣]
- الأدوية (بالإنجليزية: Medications): يقوم الطبيب المختص بصرف الدواء المناسب مع توضيح الفوائد المجنيّة من تناول الدواء والمخاطر المترتبة عليه، وكذلك يجدر بالمصاب المواظبة على تناول الدواء وعدم إيقافه دون استشارة الطبيب لما قد يترتب على التوقف المفاجئ للدواء من أعراض انسحابية قد تزيد وضع المريض سوءاً، وكذلك على المصاب أن يُخبر الطبيب فور ظهور أي عرض جانبيّ للدواء، ومن الأدوية التي تُصرف في علاج الوسواس القهريّ ما يأتي:
- مثبطات استرداد السيروتونين الاختيارية (بالإنجليزية: Selective Serotonin Reuptake Inhibitors): ومنها سيرترالين (بالإنجليزية: Sertraline)، وفلوكسيتين (بالإنجليزية: Fluoxetine).
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (بالإنجليزية: Tricyclic antidepressant): فقد أشارت النتائج إلى أنّ استعمال أدوية الجيل القديم من هذه المجموعة الدوائية مثل كلوميبرامين (بالإنجليزية: Clomipramine) قد أبدى فعاليةً في علاج الوسواس القهريّ في الأطفال والكبار على حدٍ سواء.
- مضادّات الذّهان (بالإنجليزية: Antipsychotics)، وغالباً ما يُلجأ إلى هذه المجموعة الدوائية في الحالات التي تفشل فيها الأدوية الأخرى المذكورة في علاج الوسواس القهريّ، وذلك لاختلاف نتائج الأبحاث حول فعاليّة هذه الأدوية في علاج الوسواس القهريّ، ومن الأدوية التابعة لهذه المجموعة دواء ريسبيريدون (بالإنجليزية: Risperidone).
- المعالجة النفسية (بالإنجليزية: Psychotherapy): هناك العديد من الطرق العلاجية تحت مسمّى المعالجة النفسية، ومنها ما يكون فعّالاً كالأدوية تماماً، ومنها ما يُعطي نتائج أفضل من بعض أنواع الأدوية عند بعض المصابين، ومن طرق المعالجة النفسية ما يُعرف بالعلاج السُّلوكي المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive behavioral therapy)، وما يُعرف بالتعرض ومنع الاستجابة (بالإنجليزية: Exposure and response prevention) وفيه يتم وضع المريض في أوضاع وظروف يتعامل معها عادةً بسلوكٍ قهريٍّ، ثم يتم تعليمه الطريقة الصحيحة للتعامل مع هذه الظروف، ويتطلب هذا النوع من العلاج بعض الجهد وكثيراً من الممارسة ولكنّه قادرٌ بشكلٍ جليٍ على تحسين نوعية حياة المصاب.
مضاعفات الوسواس القهري
قد تترتب على الإصابة بالوسواس القهريّ بعض المضاعفات التي تؤثر في المريض وفي حياته، ولهذا يجدر بالمصاب تناول الدواء واتباع تعليمات الطبيب لمنع تفاقم المشكلة وازدياد الحالة سوءاً، ومن المضاعفات التي قد تترتب على المعاناة من الوسواس القهريّ ما يأتي:[٤]
- بعض المشاكل الصحية، كتلك التي تترتّب على تكرار غسل اليدين والتي تُعرف بالتهاب الجلد التماسي أو إكزيما التماس (بالإنجليزية: Contact dermatitis).
- عدم القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية، والذهاب إلى العمل، وحضور المناسبات الاجتماعية.
- اضطرابات العلاقات مع الآخرين.
- سوء نوعية الحياة (بالإنجليزية: Poor Quality of Life).
- التفكير بالانتحار (بالإنجليزية: Suicide) وربما الإقدام عليه بالتصرفات.
أسباب الوساس القهريّ وعوامل الخطورة
في الحقيقة لم يُفهم سبب الوسواس القهريّ حتى الآن بشكلٍ كاملٍ وجيد، ولكن تعتقد بعض النطريات أنّ سبب الوسواس القهريّ يُعزى إلى حدوث تغيّر في طبيعة كيمياء الدماغ ووظائفه، وتعتقد نظرياتٌ أخرى أنّ الوسواس القهريّ يحدث بوجود عامل الوراثة ولكن الجين المسؤول عن ظهوره لم يُعرف إلى الآن، بينما تعتقد بعض النظريات أنّ بعض العوامل البيئية قد تلعب دوراً في ظهور الوسواس القهريّ، ومن هذه العوامل الإصابة بالعدوى (بالإنجليزية: Infections). ويعتقد المختصون بأنّ وجود بعض العوامل قد يزيد احتمالية إصابة الشخص بالوسواس القهريّ، ومن هذه العوامل ما يأتي:[٤]
- التاريخ العائليّ: (بالإنجليزية: Family History) إنّ معاناة أحد الوالدَين أو أحد أفراد العائلة من الوسواس القهريّ قد يزيد من احتمالية إصابة الشخص بالوسواس القهريّ.
- التعرّض للحوادث المرهقة أو المؤلمة: إنّ التعرّض للضربات، أو الظروف المرهقة، أو المسبّبة للتوتر قد يزيد من احتمالية إصابة الشخص بالوسواس القهريّ، وذلك لما لهذه الأحداث من دور في زيادة الأفكار الاقتحامية، وإحداث الاضطرابات العاطفية، وغيرها.
- المعاناة من أحد الأمراض النفسية الأخرى: قد يحدث الوسواس القهريّ كإحدى المشاكل المرتبطة بالقلق، أو الاكتئاب، أو اضطراب التشنج اللاإرادي أو ما يسمى بالعرّة (بالإنجليزية: Tic Disorders).
المراجع
- ↑ “What Is Obsessive-Compulsive Disorder?”, www.psychiatry.org, Retrieved December 9, 2017. Edited.
- ^ أ ب “Obsessive-Compulsive Disorder”, www.nimh.nih.gov, Retrieved December 9, 2017. Edited.
- ↑ “Obsessive-compulsive disorder (OCD)”, www.mayoclinic.org, Retrieved December 9, 2017. Edited.
- ^ أ ب “Obsessive-compulsive disorder (OCD)”, www.mayoclinic.org, Retrieved December 9, 2017. Edited.