أنواع الوسواس القهري

الوسواس القهري

أحد الأمراض النفسية المرتبطة بالمخ، والوسواس القهري هو سيطرة فكرة معينة على بال المريض طوال الوقت، وتحتل زاوية كبيرة من حياته، بحيث تتحكّم بمشاعر الوعي واللاوعي لديه، على الرغم من كون هذه الفكرة تافهة ولا تستدعي اهتمام معظم الناس، إلا أنّها السبب الرئيسي في معاناة المريض من الوسواس القهري، ولا يمتلك مريض الوسواس القهري أي قدرة على التحكّم بتصرفاته وانفعالاته تجاه هذه الفكرة، مع وعيه وإدراكه لغرابة تصرفاته تجاه هذه الفكرة، كما يصاحب الفكرة المسبّبة للوسواس القهري تصرّف أو سلوك يظهر بشكل متكرر وواضح، دون امتلاك القدرة على التوقف عنه حتى لو أدّى إلى الموت.

تشخيص الوسواس القهري

أثبت عدد من الدراسات بأنّ جميع الناس يعانون من الوسواس القهري بنسب متفاوتة وخفيفة في مرحلة معينة من مراحل حياتهم، إلا أنّها في أغلب الأحيان تزول وحدها، مثل استخدام كلمة معينة بشكل متكرر في غير سياقها، أو الاستمرار في تكرار أغنية عالقة في الذهن، مما يشوّش التفكير إلى حد كبير، أو نتف الشعر، في حال استمرار تكرار هذا السلوك لوقت طويل بشكل يسبّب الأذى للنفس أو الآخرين فيتم تشخيص بالإصابة بالوسواس القهري.

أنواع الوسواس القهري

يقسم الوسواس القهري إلى عدّة أنواع منها الأنواع البسيطة التي يمكن السيطرة على أضرارها، واقتصارها في أضرار بسيطة، ومنها الأنواع الخطيرة التي تؤدي إلى كوارث تحل بالمريض ومن حوله في أغلب الأحيان، ومنها:

الفاحصون

يحرص هذا النوع من مرضى الوسواس القهري على الفحص المستمرّ والمتكرّر للتدابير الأمنية المحيطة بهم، والتي قد تستغرق في بعض الأحيان عدّة ساعات، ممّا يجعلهم يتأخّرون على أعمالهم أو مدارسهم أو إنجاز مهماتهم الحياتيّة، كفحص إغلاق الأبواب والغاز والنوافذ، مع الاحتفاظ بالأغراض التي لا حاجة لها وتكديسها فوق بعضها، بحيث تحتل مساحة واسعة في البيت.

المنظفون

أما هذه الفئة فتمتاز بالوسواس المستمرّ بالنظافة والتنظيف، حتى وإن كانوا في زيارة ما، فيبدؤون بالمباشرة بتنظيف الأسطح المتسخة فور ملاحظتها، بالإضافة إلى غسل اليدين بالصابون المعقم لعدّة مرّات متتاليات بعد ملامسة أي جسم.

جنون السرقة

غالباً ما يقوم مرضى هذا النوع من الوسواس القهري بسرقة الأغراض التافهة بلا أيّ قيمة تذكر، إلا أنّهم لا يستطيعون ردع أنفسهم عن ذلك.

جنون الحرائق

يفتعل المرضى الحرائق، التي تتسبّب بأضرار جسيمة للبيئة المحيطة، مع الندم على هذه الفعلة فيما بعد، بحيث يسلّمون نفسهم إلى الشرطة بعد ذلك، معترفين بذنبهم.

جنون الجنس

تسيطر الأفكار الجنسيّة والرغبة الجنسية الجامحة على حياة المريض، بحيث يقبل على ممارسة الجنس مع أي شخص يوافقه على ذلك، دون إدراك لحجم الفاحشة التي يرتكبها، غالباً ما يندم المرضى من هذا النوع على أفعالهم.