تحاليل تاخر الحمل
تأخر الحمل
تأخر الحمل أو العُقم هو مُصطلح يُطلق على من لم تستطع الحمل بعد عام من المحاولات المستمرة، ووفقاً للإحصائيات فهنالك ما يقرب من 11% من النساء اللاتي يجدن صعوبة في حدوث الحمل أو إتمام الحمل حتى الولادة، وتُقدر نسبة النساء المتزوجات اللاتي يعانين من العقم بـ 6%، ومن الجدير بالذكر أنّ تأخر الحمل ليست مشكلة تتعلق بالنساء فقط، فمن الممكن أن يكون الرجل هو السبب في هذا التأخر؛ فقد وُجد أنّ حوالي الثلث من حالات العقم تتعلق بالنساء، والثلث الآخر يتعلق بمشكلات عند الرجال، أمّا الثلث الأخير من حالات التأخر فيُعتبر غير معروف السبب أو ينتج عن مزيج من المشكلات عند الرجل والمرأة معاً.[١]
تحاليل تأخر الحمل
في البداية سيقوم الطبيب المختص بالاستفسار عن التاريخ المرضي للزوجين، وطرح عدة أسئلة لتكوين صورة واضحة عن الحالة قبل المُباشرة بالتحاليل الأخرى والعلاجات، فمن الممكن أن يستفسر الطبيب عن انتظام الدورة الشهرية، والمدّة التي استمرت فيها محاولات الحمل، والتاريخ المرضي للإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً، أو أي مشاكل صحية أخرى، وغيرها الكثير من الأسئلة التي قد يطرحها المُختص قبل المُباشرة بإكمال خطوات التشخيص المناسب، وغالباً سيلجأ الطبيب لإجراء عدة فحوصات، مثل:[٢]
- الموجات فوق الصوتية عبر المهبل: هو جهاز يتم من خلاله تقييم بنية الرحم، والمبايض، وأنابيب فالوب، فيتمكن الطبيب من الكشف عن أي مشاكل لدى المرأة مثل: مشاكل الرحم، وانسداد قناة فالوب، والأورام الحميدة، وتقييم العدد النسبي للبويضات في المبيض.
- التحاليل المخبرية: تقيس هذه الاختبارات مستويات هرمونات معينة في الدم مثل: هرمون الإستراديول (بالإنجليزية: Estradiol)، والهرمون المُنشّط للحوصلة (بالإنجليزية: Follicle Stimulating Hormone) الذي يُعرف اختصاراً بـ FSH، وهرمون البرولاكتين المُسمى بهرمون الحليب (بالإنجليزية: Prolactin)، والهرمون المنشط للغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid Stimulating Hormone) واختصاراً TSH.
- تصوير الرحم: (بالإنجليزية: Hysterosalpingogram) يتم في هذا الفحص تقييم الرحم، والكشف عمّا إذا كان هنالك نمو للأورام الليفية، أو السلائل، أو أي مشكلات أُخرى في الرحم، بالإضافة للتأكد من سالكيّة قناتي فالوب وخلوّها من أي انسداد.
- تحليل السائل المنوي: وهو الاختبار الرئيسي لتقييم الوضع الإنجابي عند الرجل، وهنالك عدة معايير يُنظر إليها لتحليل نتائج الفحص، ومنها:
- حركة الحيوانات المنوية: إذ ينبغي أن تكون 50% من الحيوانات المنوية تتحرك بطريقة طبيعية لزيادة فرص الحمل.
- تركيز وعدد الحيوانات المنوية: فمن المفترض أن يبلغ عدد الحيوانات المنوية 20 مليوناً لكل 1مل من السائل المنوي.
- حجم السائل المنوي: فالكمية الطبيعية للسائل المنوي في كل قذفة ينبغي ألّا تقل عن 1.5-2 مل.
- شكل الحيوان المنوي: فالحيوان المنوي يتكون من ثلاث أجزاء مهمة وهي: الرأس، والجزء الوسطي، والذيل، وإنّ أي شذوذ في أي جزء من الحيوان المنوي قد يهدد قدرته على تلقيح البويضة وبالتالي عدم حدوث للحمل، ويُعتبر الحدّ الأدنى المقبول لعدد الحيوانات المنوية التي تمتلك شكلاً طبيعياً 5-15%.
أسباب تأخر الحمل
من الممكن أن يكون أسباب تأخر الحمل بسبب مشكلات صحية تعيق الحمل عند المرأة، كما يمكن أن تكون الأسباب المُعيقة للحمل تُعزى لمشكلات عند الرجل، وفيما يلي تفصيل للأسباب:[٣]
أسباب التأخر عند النساء
فيما يلي بيان لبعض من أبرز أسباب تأخر الحمل عند النساء:[٣]
- العمر: على الرغم من أنّ العديد من السيدات في عمر الثلاثين والأربعين لا يواجهن أي مشاكل في القدرة على الحمل إلا أنّ خصوبة المرأة بشكل عام تقل بشكل كبير بعد الـ 35 من العمر.
- مشاكل صحية: من الممكن أن تعاني بعض النساء من مشكلات صحية تؤثر في مستوى هرموناتهن، وبالتالي يمكن تؤدي للمعاناة من العقم أو تأخر الحمل.
- مشاكل في الأعضاء التناسلية: مثل: الأورام الليفية الرحمية، وبطانة الرحم المهاجرة، وانسداد قناتي فالوب، وأمراض الحوض الالتهابية.
- نمط الحياة والمعيشة: من الممكن أن تؤثر الممارسات الحياتية غير الصحية في المقدرة على الإنجاب كالتدخين، والإصابة بأحد اضطرابات الأكل، والإجهاد. وتجدر الإشارة إلى أنّ وزن الجسم يؤثر في القدرة على الحمل إذا كان أكثر أو أقل بكثير من الوزن المثالي.
- متلازمة تكيس المبايض: (بالإنجليزية: Polycystic ovary syndrome) النساء اللواتي يعانين من متلازمة تكيّس المبياض قد يصبح حدوث الإباضة لديهنّ أمراً صعباً أو نادر الحدوث.
أسباب التأخر عند الرجال
وقد يُعزى تأخر الحمل لوجود مشاكل لدى الرجل، ومنها:[٣]
- الطرق المعيشية ونمط الحياة: كتناول الكحول والمخدرات التي من الممكن أن تقلل مؤقتاً من جودة الحيوانات المنوية.
- السموم البيئية: فمن الممكن أن يؤدي التعرض للسموم البيئية مثل: المبيدات والرصاص إلى بعض حالات العُقم.
- المشاكل الصحية: كالإصابة ببعض المشاكل الصحية التي يمكن أن تؤثر في القدرة الإنجابية للرجل مثل: مرض السُكري، والأمراض التي تنتقل بالاتصال الجنسي، والتعرض لإصابة شديدة في الخصية، والخضوع لجراحة في غدة البروستات.
علاج تأخر الحمل
يعتمد علاج تأخر الحمل على العديد من العوامل، فيتبع الطبيب المُعالج طرقاً علاجية مناسبة، حسب وضع الشخص الذي يرغب بحدوث الحمل، وعمره، وحالته الصحية، وكم كانت مدة تأخر الحمل، وهذه بعض العلاجات والأدوية التي قد تُعطى لحل مشكلات تأخر الإنجاب كلاً حسب وضعه وحالته:[٤]
علاجات النساء
فيما يلي بيان لبعض من أبرز العلاجات المستخدمة في حالات تأخر الحمل لدى النساء:[٤]
- دواء كلوميفين: (بالانجليزية:Clomifene) وهو دواء محفز للإباضة يُعطى للنساء اللواتي يعانين من انقطاع الإباضة أو عدم انتظامها، بسبب أمراض أو مشاكل صحية مثل: متلازمة تكيس المبايض (بالانجليزية:PCOS).
- دواء بروموكريبتين: (بالإنجليزية: Bromocriptine) وهو دواء مثبط لإنتاج البرولاكتين أو ما يُسمى بهرمون الحليب الذي عادة إذا ما تواجد بنسب مرتفعة لدى السيدات غير الحوامل أو المرضعات سيحدث اضطرابات في الإباضة والخصوبة.
- الهرمون المنبه للحوصلة: إذ يعمل هذا الهرمون على تحفيز المبايض لإنتاج بويضات ناضجة.
- محفز الغدد التناسلية البشري: (بالانجليزية: Human menopausal gonadotropin) واختصاراً hMG، وهي عبارة عن حقن دوائية تحتوي على كلا هرموني FSH وLH، وتُعطى للنساء اللواتي تُعزى مشاكل الإنجاب لديهن لاختلال في الغدة النخامية (بالانجليزية:Pituitary gland).
- هرمون مطلق لموجهة الغدد التناسلية: (بالإنجليزية: GnRH) وهذا الهرمون قد يساعد النساء اللواتي تحدث لديهنّ الإباضة في وقت مبكر قبل نضوج الجريب الرئيسي خلال تلقيهن للعلاج بمحفز الغدد التناسلية البشري.
علاجات الرجال
ونذكر ما يلي من العلاجات المستخدمة في علاج حالات تأخر الحمل المرتبط بوجود مشاكل لدى الرجل:[٤]
- إجراء عملية دوالي الخصية: وهي عملية جراحية لإزالة دوالي الوريد في كيس الصفن.
- استخراج الحيوانات المنوية من الخصية: في حالات انسداد القناة القاذفة (بالإنجليزية: Ejaculatory Duct) يمكن استخراج الحيوانات المنوية من الخصيتين وحقنها بطريقنة مباشرة في البويضة، وهذه العملية تتم في مختبرات خاصة.
- إجراء عملية جراحية لانسداد البربخ: (بالإنجليزية: Epididymal blockage) البربخ؛ هو جزء يساعد على تخزين ونقل الحيوانات المنوية، وفي حالة انسداده قد يمنع خروج الحيوانات المنوية بالشكل الصحيح.
فيديو عن الفحوصات اللازمة في حال تأخر الحمل
ولمزيد من المعلومات ننصحكم بمشاهدة الفيديو الآتي الذي يتحدّث فيه الدكتور رامي الكيلاني استشاري نسائية وتوليد عن الفحوصات اللازمة عند تأخّر حدوث الحمل.
المراجع
- ↑ “What is Fertility?”, www.healthline.com,30-7-2014، Retrieved 20-1-2019. Edited.
- ↑ “Infertility”, obgyn.ucla.edu, Retrieved 20-1-2019. Edited.
- ^ أ ب ت “: Tips for Trying to Conceive”, www.medicinenet.comPregnancy,30-5-2017، Retrieved 20-1-2019. Edited.
- ^ أ ب ت “Infertility in men and women”, www.medicalnewstoday.com,4-1-2018، Retrieved 20-1-2019. Edited.