أضرار خزعة الكبد
خزعة الكبد
خزعة الكبد (بالإنجليزية: Liver biopsy) وهي إجراء تشخيصيّ، يتضمّن أخذ عيّنة صغيرة من نسيج الكبد، وذلك باستخدام إبرة يتم إدخالها بين ضلعين من الضّلوع السُّفليّة اليُمنى، ويتم إرسالها إلى المُختبر لفحصها تحت المِجهر، للكشف عن وجود إصابة في الكبد، وتحديد مدى تأثير الإصابة على الكبد، أو الأسباب التي أدّت إلى حدوثها،[١][٢] فقد يُوصي الطّبيب بإجراء خزعة الكبد إذا كشفت نتائج اختبرات الدم أو الدّراسات التصويريّة عن وُجود مُشكلة في الكبد، وقد تُستخدم خزعة الكبد لتحديد شدّة المرض في حال وجوده، وتوجد ثلاثة أنواع من خزعة الكبد يمكن بيانها تاليًا:[٣]
- خزعة الكبد عن طريق الجلد (بالإنجليزية: Percutaneous) ويُعد النوع الأكثر شيوعًا، ويتضمّن إدخال إبرة رفيعة عبر البطن إلى الكبد، وإزالة جزء صغير من أنسجة الكبد.
- خزعة الكبد عبر الوداجي (بالإنجليزية: Transjugular)، وذلك عبر الوريد الموجود في الرقبة.
- خزعة الكبد بالمنظار (بالإنجليزية: Laparoscopic)، وذلك عبر شقٍّ صغيرٍ في البطن، وتتم إزالة جزء صغير من أنسجة الكبد باستخدام إبرة.
أضرار خزعة الكبد
عُمومًا تُعتبر خزعة الكبد إجراءً آمنًا، ولكن من المُحتمل أن يُرافق ذلك حُدوث أضرار أو مُضاعفات، وتُعد المُضاعفات الخطيرة جدًا نادرة الحُدوث، وسيتم بيان ذلك بشيء من التفصيل فيما يأتي:[١][٤]
الألم
يُعدّ حُدوث الألم في مَوقع الخزعة من أكثر الأضرار شُيوعًا، وغالبًا ما يَحدُث الألم في الجُزء العلويّ الأيمن من البطن أو في الكتف الأيمن، وفي مُعظم الحالات يكون الألم طفيفًا، ويَزول خلال ساعات قليلة بعد إجراء الخزعة، وقد يصف الطبيب بعض مُسكّنات الألم، لكن إذا كان الألم شديدًا أو استمر لوقتٍ أطول، فيجبُ إخبار الطّبيب بذلك، والذي بَدوره سيُجري اختبارات لمَعرفة سبب الألم؛ إذ قد يكون علامة على نزيف داخلي على سبيل المثال.[١][٥]
النّزيف
يُعتبر النّزيف الدّاخليّ من المُضاعفات الخطيرة نادرة الحُدوث التي قد تنتج عن خزعة الكبد، وقد يَتطلّب النّزيف الدّاخليّ إدخال المُصاب إلى المُستشفى لإجراء نَقل وحدات دم لهُ، أو القيام بأي إجراء آخر لوقف النّزيف، كالخُضوع لجراحةٍ لإيقافه، وفي الواقع قد يُرافق النّزيف علامات وأعراض عدّة، مثل الألم الشّديد أو ذلك الذي يَستمر لأكثر من بضع ساعات بعد الخزعة كما أشرنا، وانخفاض ضغط الدم، بالإضافة الى زيادة سُرعة ضربات القلب،[١][٥] وتتم مُراقبة جميع المرضى بعد إجراء الخزعة، للتأكّد من عدم حُدوث نزيف لديهم، وفي حال الاشتباه بحُدوثه، فقد يُوضع المريض تحت المُراقبة طوال الليل في المُستشفى، وذلك للتأكّد من عدم استمرار النّزيف.[٦] وقبل إجراء خزعة الكبد يَخضع المرضى لاختبار دم لفحص قُدرة الدم على التّجلُّط، فإذا كان المريض يُعاني من مُشكلات في تجلُّط الدم، قد يتم إعطاؤه دواء قبل إجراء الخزعة، لتقليل خطر حُدوث النّزيف.[٧] ومن الجدير بالعلم أنّ من الشائع ظهور ورم دموي صغير (بالإنجليزية: Hematoma) في موضع الخزعة؛ كعلامة ذات لون أسود أو أزرق، وإنّ ظهور ورم دموي منتفخ (أي يزداد في حجمه) علامة مقلقة تتطلب مراجعة الطبيب.[٦]
عادةً ما يُنصح المرضى بعدم أخذ الأدوية التي قد تزيد من خطر حُدوث النّزيف، وهنا ينبغي التّنويه إلى عدم وقف أيٍّ منها دُون استشارة الطّبيب، وتَتضمن ما يأتي:[٨]
- مُضادّات الالتهاب اللاستيروديّة، مثل الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin) أو الأدوية التي تحتوي عليه، والآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، والنّابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen)، حيث تحتوي العديد من الأدوية المَوصوفة دون وصفة طبيّة على مُضادات الالتهاب اللاستيروديّة، ممّا يتطلب التحقّق من مقدم الرعاية الصحية حول إمكانية استخدامها.
- الأدوية المُضادّة لتخثُّر الدم، مثل الوارفارين (بالإنجليزية: Warfarin).
- أدوية مُعينة تُستخدم لعلاج أمراض القلب، مثل الأبسيكسيماب (بالإنجليزية: Abciximab)، والكلوبيدوغريل (بالإنجليزية: Clopidogrel)، والديبيريدامول (بالإنجليزية: Dipyridamole)، والتكلوبيدين (بالإنجليزية: Ticlopidine).
أضرار أخرى لخزعة الكبد
توجد أضرار أخرى غير شائعة الحُدوث بعد إجراء خزعة الكبد، وفيما يأتي بيانها بشيء من التفصيل:[٩]
- العَدوى: قد تَحدث عَدوى في مَوضع الخزعة أو في مَوضع الشّق، ممّا قد يُسبِّب حُدوث الإنتان أو تَعفُّن الدم (بالإنجليزية: Sepsis)؛ وهو حالة مَرضيّة ناجمة عن استجابة الجسم للعدوى البكتيرية أو الفيروسية بشكل شديد.
- تسرُّب العُصارة الصفراويّة: ففي حالات نادرة قد تتسرّب العُصارة الصفراويّة من الكبد داخليًا الى التّجويف البطنيّ، وذلك بعد حُدوث ثُقب في القناة الصفراويّة.[١٠]
- إصابة الأعضاء المُجاورة للكبد: فأثناء إجراء خزعة الكبد، قد تُوخز الإبرة عن طريق الخطأ عُضوًا من الأعضاء التي تقع حَول الكبد، مثل المَرارة أو الرّئة أو الأمعاء الدّقيقة.[١١]
أضرار خزعة الكبد عبر الوداجي
يتضمّن إجراء خزعة الكبد عبر الوداجي إدخال أنبوب رفيع عَبر وريدٍ كبيرٍ في الرّقبة، ثم يُمرر إلى الأسفل في الوريد الذي يمر عَبر الكبد، وقد يَنجُم عن ذلك في بعض الأحيان بعض الأضرار الآتية:[٧]
- تجمُّع دمويّ أو ورم دمويّ صغير في الرّقبة: فكما أشرنا أعلاه، من الشائع حدوث ورم دمويّ صغير أو تجمُّع الدم حَول المكان الذي يتم فيه إدخال الأنبوب في الرّقبة، وتَظهر على شكل علامة زرقاء وسوداء، ممّا قد يُسبّب الألم، وفي حال ازدياد حجم الورم الدمويّ، فإن ذلك يَتطلّب عَودة المريض إلى المُستشفى لِتقييمه.[٦][٧]
- مشاكل مُؤقّتة في أعصاب الوجه: نادرًا ما قد تَتسبّب خزعة الكبد عبر الوداجي في إصابة الأعصاب، والتّأثير على الوَجه والعَينين، ممّا قد يُؤدّي إلى حُدوث مشاكل مُؤقّتة، مثل تدلّي الجُفون.[٣]
- مشاكل مُؤقّتة في الصَّوت: حيث إنّه بعد إجراء الخزعة، قد يُصبح صَوت المريض غَليظًا أو ضَعيفًا أو قد يَفقِد صَوته لفترةٍ قصيرةٍ من الزّمن.[٣]
- ثُقب في الرّئة: ويُعرف أيضًا بانهيار الرّئة أو الاسترواح الصدريّ (بالإنجليزية: Pneumothorax)، فقد يحدث ثُقب في الرّئة إذا وَخَزت الإبرة الرّئة عن طريق الخطأ واخترقت الجوف الجنبي؛ وهو طبقات رقيقة من الأنسجة التي تُغلِّف الجُزء الخارجيّ من الرّئتين وتُبطِّن تَجويف الصدر من الدّاخل، ممّا يُؤدّي إلى تَراكم الهواء أو الغاز فيه.[٧][٩]
عوامل تَزيد من خطر المُضاعفات
توجد عوامل وظُروف عدّة قد تَزيد من احتمالية حدوث مُضاعفات أو أضرارعند الخضوع لخزعة الكبد، وتتضمّن ما يأتي:[١٢]
- التّدخين.
- إدمان الكُحول.
- الأمراض المُزمِنة.
- سوء التّغذية.
دواعي مراجعة الطوارئ
توجد العديد من الحالات التي تستدعي الاتصال الفوري مع الطوارئ في حال ظهورها بعد إجراء خزعة الكبد، ويمكن بيان هذه الحالات فيما يأتي:[٨][١٣]
- ظُهور علامات الصّدمة، مثل الإغماء، أو قِلة الوَعي، أو الضّعف، أو الشُّعور بدُوارٍ شديدٍ.
- الشُّعور بألمٍ شديدٍ في الصّدر أو في الكَتف أو في البطن.
- المُعاناة من صُعوبةٍ في التنفُّس تتراوح ما بين مُتوسّطة إلى شَديدة.
- حُدوث نزيف شديد في مَوضع الخزعة.
- زيادة سُرعة ضربات القلب أو عدم انتظامها.
- الحُمّى أو ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى أكثر من 38 درجة مئويّة.
- التعرُّق.
- الضعف والإرهاق.
- ظُهور دم في البُراز.
- حُدوث انتفاخ في البطن.
- الشُّعور بألم شديد أو عدم راحة عند لمس مَوقع الخزعة أو ظهور احمرار هناك.[١٤]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ” Liver Biopsy”, www.uofmhealth.org, Retrieved 13-8-2020. Edited.
- ↑ E. Gregory Thompson ,Adam Husney،Martin J. Gabica (2019-12-9)، “Liver Biopsy”، healthy.kaiserpermanente.org, Retrieved 2020-8-13. Edited.
- ^ أ ب ت “Liver biopsy”, www.mayoclinic.org,2018-11-6، Retrieved 2020-8-13. Edited.
- ↑ J Neuberg (2019-9-1), “Percutaneous Liver Biopsy”، www.uhb.nhs.uk, Retrieved 2020-8-13. Edited.
- ^ أ ب “Liver Biopsy”, www.niddk.nih.gov,2019-8-1، Retrieved 2020-8-13. Edited.
- ^ أ ب ت David C. Wolf (2020-11-3), “Liver Biopsy Procedure Reasons, Side Effects, Results”، www.emedicinehealth.com, Retrieved 2020-8-13. Edited.
- ^ أ ب ت ث “Liver biopsy”, www.drugs.com,2018-11-6، Retrieved 2020-8-13. Edited.
- ^ أ ب Sanjiv Chopra (2020-8-5), “Liver biopsy (Beyond the Basics)”، www.uptodate.com, Retrieved 2020-8-13. Edited.
- ^ أ ب “Liver Biopsy”, surgery.ucsf.edu,2014-5-1، Retrieved 2020-8-13. Edited.
- ↑ Colin Tidy,Adrian Bonsall (2018-5-23)، “Liver Biopsy”، patient.info, Retrieved 2020-8-13. Edited.
- ↑ “Liver Biopsy”, my.clevelandclinic.org,2018-9-12، Retrieved 2020-8-13. Edited.
- ↑ “Liver Biopsy”, uvahealth.com, Retrieved 2020-8-13. Edited.
- ↑ Gregory Thompson,Adam Husney،Martin J. Gabica (2019-12-9)، “Liver Biopsy”، healthy.kaiserpermanente.org, Retrieved 2020-8-13. Edited.
- ↑ Minesh Khatri (2019-3-14), “Liver Biopsy”، www.webmd.com, Retrieved 2020-8-13. Edited.