ما هو احتقان الحوض

احتقان الحوض

يُعرف احتقان الحوض طبياً باسم متلازمة الاحتقان الوريدي الحوضي (بالإنجليزية: Pelvic Venous Congestion Syndrome) أو ارتداد وريد المبيض (بالإنجليزية: Ovarian vein reflux). وتُعدّ هذه المتلازمة سبباً للألم المزمن في منطقة الحوض لدى ما يقارب 13-40٪ من النساء. ويمكن تعريف ألم الحوض المزمن بالألم أسفل البطن الذي يستمر لأكثر من ستة أشهر والذي لا يحدث بشكل دوري. وتحدث هذه المتلازمة بسبب توسع الأوردة في الحوض كما هو الحال في دوالي الساقين الذي يسبب ظهور عروق الدوالي في الساقين نتيجة فقدان الأوردة لمرونتها، وتوقف الصمامات التي تمنع تدفق الدم للخلف عن العمل. ويسبب تعطل هذه الصمامات يتجمع الدم بسبب الجاذبية، مما يتسبب بتضخم العروق وانتفاخها. وكما هو الحال مع دوالي الساقين فإنّ المتلازمة قد تسبب ظهور عروق دوالي مرئية حول الفرج، والمهبل، والفخذ الداخلي، والأرداف، وأسفل الساق.[١][٢]

أعراض احتقان الحوض

يمكن أن يسبب احتقان الحوض الأعراض الآتية:[٣][٤][٥]

  • ألم الحوض المزمن الذي يزداد سوءاً في مواقف معينة كما هو الحال بعد الوقوف لفترة طويلة، وفي الأيام التي تسبق الحيض، وفي المساء، وأثناء الجماع وبعده، وفي المراحل المتأخرة من الحمل.
  • عسر الطمث أو الحيض المؤلم (بالإنجليزية: Dysmenorrhea).
  • النزيف غير الطبيعي أثناء الحيض.
  • المعاناة من آلام الظهر.
  • الاكتئاب.
  • الإعياء.
  • ظهور عروق الدوالي.
  • نزول إفرازات مهبلية غير طبيعية.
  • ظهور انتفاخ في المهبل أو الفرج.
  • الشعور بألم في منطقة البطن.
  • زيادة التبول.
  • ظهور أعراض مشابهة لمتلازمة القولون العصبي.
  • الشعور بألم في الورك.

أسباب احتقان الحوض

لا يُعرف السبب الدقيق الكامن وراء الإصابة بمتلازمة احتقان الحوض، إلا أنّ حدوث تشوهات تشريحية، أو هرمونية، أو خلل وظيفي قد يساههم في حدوث المتلازمة. وتشير الإحصاءات إلى أنّ غالبية النساء المتأثرات تتراوح أعمارهن بين 20-45 سنة، وأنّ غالبيتهن لديهن حالات حمل سابقة متعددة. وقد تؤدي التغيرات الهرمونية وزيادة الوزن جنباً إلى جنب مع التغيرات التشريحية في بنية الحوض أثناء الحمل إلى زيادة الضغط داخل الأوردة المبيضية، مما يسبب ضعف جدار الوريد وتوسعه. كما أنّ الإستروجين أيضاً يمكن أن يضعف جدران الوريد، ويهيأ المرأة للإصابة بالمتلازمة. وتتضمن عوامل خطر الإصابة بمتلازمة احتقان الحوض ما يلي:[٦]

  • وجود رحم مقلوب أو معاد توجيهه.
  • امتلاء عروق الساق.
  • تكيس المبايض.
  • وجود زيادات هرمونية أو خلل وظيفي.

تشخيص احتقان الحوض

يمكن أن يتم تشخيص متلازمة احتقان الحوض من خلال الفحوصات والإجراءات الطبية الآتية:[٦]

  • التصوير بالموجات فوق الصوتية: يمكن أن يساعد التصوير بالموجات فوق الصوتية لمنطقة البطن والحوض على الكشف عن وجود ارتداد في أوردة المبيض وتحديد أوردة الحوض المتوسعة.
  • التصوير المقطعي والتصوير بالرنين المغناطيسي: (بالإنجليزية: CT scan and MRI) قد لا توفر الموجات فوق الصوتية وحدها جميع المعلومات الضرورية اللازمة للتشخيص في بعض الحالات، ولذا فقد يرغب الطبيب المعالج في إجراء فحوصات تصويرية إضافية مثل: التصوير المقطعي أو التصوير بالرنين المغناطيسي؛ وذلك لتصوير الأوردة غير الطبيعية داخل الحوض، والبحث عن التشوهات الأخرى في المنطقة، وتقييم الأجزاء المحيطة.
  • تصوير الوريد الحوضي: تُعدّ هذه الطريقة الأكثر دقة لتشخيص متلازمة احتقان الحوض. ويتم تنفيذ هذا الإجراء البسيط في المستشفى من قبل أخصائي الأوعية الدموية، حيث يدخل قسطرة أو أنبوب رفيع داخل الوريد في الفخذ أو الرقبة، ثم يستخدم الأشعة السينية لتوجيه القسطرة إلى وريد المبيض. ويتم حقن صبغة اليود في الوريد للحصول على الصور.

علاج احتقان الحوض

يتم علاج متلازمة احتقان الحوض عادة بالأدوية اللاستيرويدية المضادة للالتهاب (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) لتقليل ألم الحوض المزمن. وإذا لزم الأمر، يمكن اتخاذ إجراء لمنع تدفق الدم إلى الأوردة المنتفخة في منطقة الحوض. ومن هذه الإجراءات المتبعة ما يلي:[٧][٨]

  • إصمام الوريد: (بالإنجليزية: Embolization of a vein)، تتم هذه العملية من خلال عمل شق صغير بعد استخدام مخدر لتخدير منطقة صغيرة من الفخذ، وإدخال أنبوب رفيع ومرن يسمى بالقثطار من خلال شق في الوريد وربطه بدوالي الأوردة. كما يتم إدخال لفائف صغيرة، وإسفنج، أو سوائل مثل: الصمغ من خلال القسطرة في الأوردة لمنع تدفق الدم داخلها. ولا يحتاج هذا الإجراء إلى عمل أي شقوق أو غرز، ويستطيع المرضى عادة العودة إلى العمل والأنشطة الخفيفة في اليوم التالي، إلا أنّهم يحتاجون أسبوعاً للعودة إلى الأنشطة الكاملة.
  • المعالجة بالتصليب: (بالإنجليزية: Sclerotherapy)، يتم خلال هذا الإجراء إدخال قسطرة وحقن محلول داخل الأوردة المنتفخة لمنع تدفق الدم داخلها، مما يقلل الألم في منطقة الحوض.

أسباب أخرى لألم الحوض المزمن

يمكن أن ينتج ألم الحوض المزمن عن أسباب أخرى غير احتقان الحوض ومنها ما يلي:[٩]

  • بطانة الرحم المهاجرة: وهي حالة مرضية تسبب نمو أنسجة من بطانة الرحم خارج الرحم.
  • مرض التهاب الحوض المزمن: تحدث هذه الحالة نتيجة الإصابة بالعدوى طويلة الأمد، والتي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، مما يسبب حدوث ندوب في أعضاء الحوض.
  • بقايا المبيض: يمكن أن يتم ترك جزء من المبيض بعد الإزالة الجراحية للرحم والمبايض وقناتي فالوب، مما يسبب تطور هذه القطعة المتبقية إلى خراجات مؤلمة.
  • الأورام الليفية: قد تسبب الألياف الرحمية غير السرطانية ضغطاً أو شعوراً بالثقل في أسفل البطن.
  • متلازمة القولون العصبي: يمكن أن تكون الأعراض المرتبطة بمتلازمة القولون العصبي مثل: الانتفاخ، والإمساك، والإسهال مصدراً لألم الحوض.
  • متلازمة المثانة المؤلمة: والمعروفة بالتهاب المثانة الخلالي، ترتبط هذه الحالة بالألم المتكرر في المثانة والحاجة المتكررة للتبول، كما قد تسبب ألم الحوض عند امتلاء المثانة، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الألم يتحسن مؤقتاً بعد تفريغ المثانة.
  • عوامل نفسية: قد يزيد الاكتئاب، أو الإجهاد المزمن، أو الإساءة الجنسية، أو الجسدية من خطر الإصابة بالألم الحوضي المزمن.

المراجع

  1. “(Pelvic Pain (Pelvic Congestion Syndrome”, www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 25-2-2019. Edited.
  2. “Pelvic Venous Congestion Syndrome”, www.bsir.org, Retrieved 25-2-2019. Edited.
  3. “Pelvic Congestion Syndrome”, www.healthline.com, Retrieved 25-2-2019. Edited.
  4. “Pelvic congestion syndrome”, uihc.org, Retrieved 25-2-2019. Edited.
  5. “Pelvic congestion syndrome”, www.cirse.org, Retrieved 25-2-2019. Edited.
  6. ^ أ ب “Pelvic Congestion Syndrome”, vein.stonybrookmedicine.edu, Retrieved 25-2-2019. Edited.
  7. “Treatment of Pelvic Congestion Syndrome (PCS”, stanfordhealthcare.org, Retrieved 25-2-2019. Edited.
  8. “Pelvic Congestion Syndrome”, www.msdmanuals.com, Retrieved 25-2-2019. Edited.
  9. “Chronic pelvic pain in women”, www.mayoclinic.org, Retrieved 25-2-2019. Edited.