كيف أعرف ولادتي طبيعية أم قيصرية

الفرق بين الولادة الطبيعية والقيصرية

تُمثل الولادة (بالإنجليزية: Birth) العملية التي يتمّ فيها استخراج الطفل من رحم الأم بإحدى الطريقتين؛ إمّا الطبيعية (بالإنجليزية: vaginal birth) وإمّا القيصرية (بالإنجليزية: Caesarean section)، ففي الولادة الطبيعية بالولادة يتمّ إخراج الطفل من الرحم عن طريق المهبل لذا فهي تُعرف أيضًا بالولادة المهبلية، وقد يتمّ استخدام بعض الأدوات كملقط الولادة أو جهاز الشفط للمساعدة على إخراج الطفل من المهبل، أمّا الولادة القيصرية فيتم فيها إخراج الطفل عن طريق إجراء شق في بطن ورحم الأم، لذا يطلق عليها بعض الأطباء مصطلح الولادة من البطن (بالإنجليزية:Abdominal delivery)، وغالبًا ما يحدث المخاض والولادة خلال الفترة ما بين الأسبوعين 37 و41 من الحمل، وفي حالة تمّت الولادة قبل الأسبوع 37 فتُعرف حينها بالولادة المبكرة (بالإنجليزية: Preterm birth) ويُطلق مصطلح طفل الخداج على الرضيع في هذه الحالة، ومن الجدير ذكره أنّ طول مدة المخاض والولادة الطبيعية تختلف من امرأةٍ لأخرى، ولكنّها تستغرق ما معدله 13 ساعة في حالة كانت هذه الولادة هي الأولى للمرأة، وبمعدل 8 ساعات للواتي أنجبن من قبل.[١][٢]

كيف أعرف ولادتي طبيعية أم قيصرية؟

تُعتبر الولادة الطبيعية هي الخيار الأفضل والآمن لكلٍّ من الأم والجنين إذا كانا يتمتّعان بصحةٍ جيدة إذا كانت صحة الأم وجنينها جيدة وليس هناك أيّ مضاعفات أو خطر مُحتمل عليهما، ولا يتم اللجوء للولادة القيصرية إلّا في بعض الحالات الطبية الضرورية، وبناءً على توصيات الكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء (بالإنجليزية: American College of Obstetricians and Gynecologists) فيُنصح بأن يتمّ دائمًا التخطيط للولادة الطبيعية بالتعاون بين الطبيب والأم ما لم تظهر أي حاجة تحول دون ذلك وتستدعي اللجوء للولادة القيصرية، بالإضافة إلى ذلك يُنصح بتأخير استخدام أيّ تدخلات طبية مُتعلقة بتحفيز المخاض أثناء الولادة الطبيعية وتجنّبها قدر المستطاع في حالة كان الحمل طبيعي وصحة الأم والجنين جيدة ولا يوجد خطورة على كليهما.[٣][٤]

فوائد الولادة الطبيعية

تختلف تجربة الولادة الطبيعية من امرأةٍ لأخرى، ولكن بشكلٍ عام هناك فوائد عامة للولادة الطبيعية؛ نذكر منها ما يأتي:[٤]

  • التعافي من آلام المخاض والولادة بشكلٍ أسرع.
  • تدني الحاجة لمسكنات الألم القوية بعد الولادة.
  • انخفاض فترة المكوث في المستشفى بعد الخضوع للولادة.
  • تدني الحاجة لمراجعة المستشفى في الأسابيع اللاحقة للولادة.
  • انخفاض نسبة حدوث مشاكل طبية في عمليات الولادة التالية.
  • ارتفاع احتمالية البدء بالرضاعة الطبيعية مباشرةً بعد الولادة.
  • القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية كقيادة السيارة خلال وقتٍ قريب بعد الولادة.
  • القدرة على العناية بالطفل الرضيع والعائلة خلال وقتٍ قريب بعد الولادة.
  • انخفاض حاجة الطفل الرضيع للخداج أو الحاضنات الخاصة.
  • تقوية مناعة الطفل الرضيع وانخفاض تعرضه للحساسية؛ ويُعتقد بأنّ ذلك ناجم عن تعرّضهم للهرمونات التي يتمّ إفرازُها أثناء الولادة الطبيعية، إضافةً إلى البكتيريا النافعة التي تصِل للطفل أثناء الولادة الطبيعية.

دواعي إجراء الولادة القيصرية

في بعض الأحيان قد يتعذر إجراء الولادة الطبيعية على الرغم من مزاياها، فيلجأ الطبيب حينها للولادة القيصرية كخيار أكثر أمانًا من الولادة الطبيعية، ويتمّ ذلك في حال وجود خطر على صحة الأم أو الجنين، ومن الجدير ذكره أنّ إجراء الولادة القيصرية قد يكون مُخطط له سابقًا مع الطبيب حسب حالة الأم والجنين، أو قد يكون إجراءً طارئًا نتيجة ظهور بعض المُستجدات أثناء الولادة الطبيعية بما يستلزم التحويل إلى العملية القيصرية، وبشكلٍ عامّ يُفضل أن يكون هُناك نهج واضح لطريقة الولادة بما يتناسب مع حالتها؛ على أن يتمتع بالمرونة بحيث يتمّ إجراء التغيير المُناسب إن استلزم الأمر ذلك وفقًا لمصلحة الأم والطفل،[١] وهُناك العديد من الحالات التي يُفضل بها الطبيب الولادة القيصرية على الطبيعية، والتي نذكر منها ما يأتي:[٥][٦]

  • وضعية الجنين غير المناسبة: يتخذ الجنين الوضعية المناسبة للولادة بشكلٍ تلقائي مع اقتراب الولادة ويتمثل ذلك بأن يُصبح رأسه إلى الأسفل ووجهه نحو مؤخرة الأم، ولكن في بعض الحالات قد يكون الجنين بوضعية غير مناسبة ممّا يعيق خروج الطفل من المهبل فيلجأ الأطباء حينها لإجراء العملية القيصرية.
  • حجم الجنين: تؤدي زيادة حجم الجنين أكثر من المعدل الطبيعي إلى صعوبة خروجه من المهبل فيلجأ الطبيب حينها للولادة القيصرية.
  • اضطراب معدل ضربات قلب الجنين: تتم متابعة معدل نبضات قلب الجنين من قِبل المختصين أثناء عملية الولادة بما يُمكّن من الاستدلال على صحّة الجنين، وفي حالة اضطراب عدد النبضات ليُصبح خارج المعدل الطبيعي لها والذي يتراوح بين 120-160 نبضة في الدقيقة الوحيدة، فيجب حينها إجراء التدخل الطبي المناسب بشكلٍ فوري؛ وقد يتضمّن ذلك تزويد الأم بالأكسجين، أو زيادة السوائل، أو تغيير وضعية الأم، وفي حال استمرار المشكلة يتمّ تحويل المرأة إلى للعملية القيصرية كحلّ نهائي.
  • مشاكل في المخاض: قد تُعاني بعض السيدات من تعسّر المخاض؛ وقد يتضمّن ذلك عدم تقدم مراحل المخاض قطعيًا أو بالدرجة اللازمة لحدوث الولادة.
  • مشاكل المشيمة: قد تتسبّب المشيمة في بعض الحالات بانسداد عنق الرحم في بعض الحالات ممّا يُعيق الولادة الطبيعية، وقد يحدث ذلك في حالات المشيمة المنزاحة (بالإنجليزية: Placenta previa) التي تتمثل بتغطية المشيمة منطقة عنق الرحم، أو حالة انفصال المشيمة (بالإنجليزية: Placental Abruption) المُتمثلة بانفصال المشيمة بشكلٍ مبكر عن الجنين، فيلجأ الأطباء في هذه الحالات إلى الولادة القيصرية.
  • الحمل بأكثر من جنين واحد: يلجأ الطبيب لإجراء العملية القيصرية في حالة الحمل بتوأم وكان الأول منهما في وضعيةٍ غير مناسبة للولادة الطبيعية، أو في حالة الحمل بثلاثة أجنة أو أكثر.
  • تدلي الحبل السري: (بالإنجليزية: Umbilical Cord Prolapse)، وفيها يهبط الحبل السري وتنزلق حلقة منه عبر عنق الرحم ويخرج قبل خروج الجنين مما يؤدي يُظهر الحاجة إلى العملية القيصرية.
  • وجود مشاكل صحية لدى الأم: تعاني بعض النساء من الأمراض والمشاكل الصحية الشديدة التي قد تمنع الولادة الطبيعية، مثل أمراض القلب أو الدماغ ،أو الإصابة بعدوى الهربس التناسلي النشِطة وقت المخاض ولادة والتي تتمثل بوجود تقرحات في المهبل أو عنق الرحم.
  • أسباب أخرى: مثل إجراء عمليات قيصرية سابقة، أو توصيات الطبيب الأخرى التي تُفيد بالحاجة لذلك.

نصائح لزيادة فرصة الولادة الطبيعية

يعتمد اختيار طريقة الولادة الأنسب لحالة المرأة على العديد من العوامل؛ مثل صحة الأم والجنين، والمُستجدات التي تطرأ أثناء المخاض، ومن الأفضل أن تتناقش المرأة مع طبيبها حول خيار الولادة الأنسب لها ولجنينها، وهناك بعض الأمور التي يمكن القيام بها لزيادة احتمالية الولادة الطبيعية، والتي نذكر منها ما يأتي:[٤]

  • وضع خطة مُسبقة للولادة: ينصح بوضع خطة مُسبقة للولادة ومشاركتها مع الطبيب وطاقم التمريض قبل المخاض لمعرفة رغبات الأم والعمل على تحقيقها، وتتضمن هذه الخطة إعلام الكادر بالأشخاص الذين سيحضروا الولادة، وكيفية التعامل مع ألم الولادة، وإجراءات قطع الحبل السري، ويجب أن تكون هذه الخطة توجيهية مرنة وليست إلزامية؛ نظرًا لأنّها قد لا تتوافق مع حالة الجنين إضافةً إلى احتمالية تغيّر احتياجات الأم ورغباتها بما قد يستلزم تعديل الخطّة بناءً على ذلك.
  • الاستمرار في الحركة: تساعد ممارسة الرياضة والحركة على التعامل مع انقباضات الولادة؛ ويتضمّن ذلك المشي وممارسة تمارين القرفصاء، والتأرجح، وتبديل الجوانب أثناء الراحة، إذ يلعب ذلك دورًا في انتقال الجنين إلى قناة الولادة، وتخفيف التوتر المُصاحب لاقتراب الولادة، وتوجيه التركيز نحو أمورٍ أخرى غير الألم.[٧]
  • التثقّف بالمعلومات المتعلقة بالولادة: تُعتبر المعرفة مصدر للقوة في غرفة الولادة، لذا تُنصح المرأة بالبحث عن البرامج التي توفر المعلومات والمصادر التي تهدف إلى تحسين نتائج الولادة والتقليل من المضاعفات، ومن الجدير ذكره أنّ العديد من هذه البرامج لا تنحصر فائدتها داخل غرفة الولادة فحسب؛ بل تعمل على توفير الدعم للأمهات، وتوفير فرص التدريب على القيادة، إضافةً إلى تعزيز قوّة المرأة وانخراطها في المجتمع.[٧]
  • تحفيز التفاف الجنين ذو الوضعية المقعدية: كما تمّت الإشارة سابقًا فإنّ الأطباء يُرجّحون الولادة القيصرية إذا كان الجنين في الاشهر الأخيرة من الحمل بوضعية مقعدية (بالإنجليزية: Breech birth) أيّ أنّ المؤخرة للأسفل، ولكن قبل اللجوء لخيار القيصرية يسعى الطبيب إلى تغيير وضعية الجنين عن طريق التحويل الرأسي الخارجي (بالإنجليزية: External cephalic version)؛ ويتمثل ذلك باستخدام الطبيب يديه لدفع رأس الجنين باتجاه الأسفل من الخارج، وبإمكان الطبيب القيام بهذا الإجراء بدءًا من الأسبوع 36 من الحمل، وكذلك فقد يُنصح بتجربة بعض الطرق الذاتية الأخرى للمساعدة على التفاف الجنين.[٨]
  • تجنب تحريض الولادة قدر الإمكان: إذا كانت صحة الأم والجنين جيدة ولكن تأخرت الولادة عن موعدها فيجب مناقشة الأمر مع الطاقم الطبي والتأكيد على أن يتم تحريض الولادة بناءً على الظروف الصحية الشخصية وليس سياسات المستشفى، إذ إنّ تحريض الولادة يعني المزيد من التدخلات الطبية؛ كاستخدام تخدير الألم فوق الجافية (بالإنجليزية: Epidural Anesthesia)، والحاجة إلى المزيد من المتابعة المستمرة، وقد يترتب على ذلك انخفاض فرصة الولادة المباشرة.[٨]
  • البقاء في المنزل حتى تقدّم المخاض: ينصح بعدم الذهاب إلى المستشفى في مراحل المخاض الأولى والانتظار في المنزل حتى يشتد المخاض، نظرًا لأنّ إدخال المرأة لقسم التوليد باكرًا قد يتبعه الخضوع لتدخلاتٍ طبية يُمكن الاستغناء عنها إذا ما تمّ الانتظار لبعض الوقت.[٨]
  • الاسترخاء والتنفس: يساعد الاسترخاء الجسم على إفراز الهرمونات التي تُحسّن من تقدم المخاض، ويعتبر هرمون الأوكسيتوسين (بالإنجليزية: Oxytocin) الهرمون الأساسي في تحفيز عملية الولادة وتقدّمها، ويؤثر التوتر والخوف سلبًا في عمل هذا الهرمون، إذ إنّ الخوف والتوتر يكونان مصحوبان بزيادة إفراز هرمون الأدرينالين (بالإنجليزية: Adrenaline)؛ ويترتب على ذلك انخفاض مستويات هرمون الأوكسيتوسين، لذا يُنصح بالمحافظة على الاسترخاء قدر المستطاع وممارسة تمارين الاسترخاء أثناء فترة الحمل؛ كالتنفس العميق، والتأمل، والتدليك، إذ إنّ لذلك تأثير إيجابي أثناء المخاض.[٨]

المراجع

  1. ^ أ ب “Vaginal Delivery”, healthengine.com.au,13 Sep 2009، Retrieved 4 aug 2020. Edited.
  2. Lori Smith (May 23, 2018), “What is a C-section?”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 4 aug 2020. Edited.
  3. Catherine Donaldson-Evans (May 13, 2019), “Having a C-Section (Cesarean Section)”، www.whattoexpect.com, Retrieved 5 aug 2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت “Birth: vaginal birth and caesarean birth”, raisingchildren.net.au,24-10-2019، Retrieved 5 aug 2020. Edited.
  5. “Cesarean Section”, www.stanfordchildrens.org, Retrieved 6 aug 2020.
  6. “C-section”, www.mayoclinic.org, Retrieved 6 aug 2020. Edited.
  7. ^ أ ب “6 Ways to Increase Your Chances of Natural Childbirth”, www.achn.net,October 19, 2017، Retrieved 6 aug 2020. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث “10 ways to increase your chance of a straightforward birth”, www.babycentre.co.uk, Retrieved 6 aug 2020. Edited.