فوائد السمك للحامل والجنين

تغذية الحامل

يُزوّد الغذاءُ الصحيُّ والمتوازن الجسمَ بحاجته من العناصر الغذائيّة، وتُعدّ فترة الحمل مُهمّةً، ويجب زيادة الاهتمام بالتغذية خلالها؛ حيثُ إنّ احتياجات المرأة الحامل تزداد بنسبة 300 سعرة حراريّة في اليوم، وبالتالي فإنّ زيادة استهلاك الأطعمة المُفيدة، كالبروتين، والخضار، والفواكه، والحبوب الكاملة يُساهم بتزويد الجنين باحتياجاته التي تُساعده على النمو، إلى جانب زيادة وزنه ووزن أمّه بشكلٍ صحيّ.[١][٢]

هل يمكن للحامل تناول السمك

يُمكن للحامل أو المُرضع تناول مُعظم أنواع السمك، فهو يُعدُّ مُفيداً لصحّة الأم والطفل؛ حيث إنّه مصدرٌ جيّدٌ للعديد من الفيتامينات، والمعادن، والحمض الدهني أومغيا-3، ولكن من جانبٍ آخر يُفضّل تجنُّب أو الحدّ من استهلاك بعض أنواع الأسماك الأخرى التي تحتوي على نسبةٍ عاليةٍ من الزئبق، إذ إنّ من شأنها أن تؤثّر سلباً في نموّ الجهاز العصبيّ لدى الطفل، وتجدر الإشارة إلى أنّه من المُهمّ تجنُّب الإفراط في تناول الحامل للسمك النيء، والمحار، فقد يحتويان على أنواعٍ من البكتيريا الضارّة أو الفيروسات.[٣][٤]

فوائد السمك للحامل والجنين

يحمل السمك العديد من الفوائد للحامل وجنينها، ونذكر منها ما يأتي:

محتوى السمك من العناصر الغذائية

يُزوّد السمكُ الجسمَ بالعديد من العناصر الغذائيّة المفيدة للحامل، فهو يُعدُّ من أغنى الأطعمة بفيتامين ب12، وفيتامين د، بالإضافة إلى محتواه من البروتين، والحديد المُهمّ للرُّضّع، والأطفال، والنساء الحوامل أو اللاتي من المُحتمل حملهنَّ، كما يحتوي على بعض المعادن الأخرى؛ كالسيلينيوم، والزنك، واليود، ومن الجدير بالذكر أنّ السمك وغيره من المأكولات البحريّة من المصادر الرّئيسيّة للحمض الدّهني أوميغا-3، فهو غنيّ بالإيكوسابنتاينويك (بالإنجليزيّة: Eicosapentaenoic Acid)، والدوكوساهكساينويك (بالإنجليزيّة: Docosahexaenoic Acid) الّذي يُعدّ المكوّنَ البنائيَّ الأساسيَّ للدماغ، ويُعدّ ضروريّاً في تكوين العين، ويرتبط استهلاك مُكمّلات هذا الحمض الدهني في وقتٍ مُبكّرٍ أو قصير قبل الولادة في احتمالية تعزيز نمو الطفل، ويجدر التّنبيه إلى أنّ فترات ما قبل وبعد الولادة تُعدّ مُهمّة لتكوين الأنسجة العصبيّة.[٥][٦][٧]

دراسات حول فوائد السمك للحامل والجنين

  • أشارت دراسةٌ نشرتها مجلّة Pediatric Research عام 2018 إلى أنّ استهلاك المرأة الحامل للسمك بما يتراوح بين 3 أو أكثر أسبوعياً خلال الشهور الأخيرة من الحمل، ونسبة الأحماض الدهنيّة في الدم لديها قد يحسن من نموّ الجهاز العصبيّ وبخاصة جهاز البصر لدى الجنين خلال فترة طفولته.[٨]
  • أشارت دراسة رصدية قائمة على الملاحظة نشرتها مجلّة Environmental Health Perspectives عام 2005 إلى أنّ استهلاك المرأة الحامل للسمك قد يُحسّن من مستوى الإدراك والمعرفة لدى الطفل، إلّا أنّ الاستهلاك الزائد للأنواع التي تحتوي على الزئبق قد تؤدّي إلى نتائج عكسيّة تقلل من قدرة الذاكرة البصرية على التعرف، لذلك فإنّه يُفضّل انتباه المرأة الحامل لنوع السمك المُتناول.[٩]
  • أشارت مراجعة منهجية نشرتها مجلّة Clinical Reviews in Allergy & Immunology عام 2011 إلى أنّ استهلاك المرأة الحامل للسمك قد يُعزّز العوامل الّتي تُقلّل من خطر الإصابة بالحساسيّة أو التأتّب لدى الأطفال،[١٠] في حين وجدت دراسة أخرى نشرتها مجلّة The American Journal of Clinical Nutrition عام 2012 عدم وجود هذا التأثير.[١١]

وللاطّلاع على فوائد السمك للرضّع يمكنك قراءة مقال فوائد السمك للأطفال الرضع

فوائد السمك للحامل في الشهور الأولى

كما ذكر سابقاً فإنّ العناصر الغذائيّة الّتي يحتوي عليها السمك تُعدّ مفيدة ومُهمّة في الشهور الأولى من الحمل وطوال فترته.[٧]

الكميات الموصى بها من السمك للحامل

تنصح مُنظّمة الغذاء والدواء أو اختصاراً الـ FDA بتناول كمية تتراوح بين 226.80 إلى 340.19 غراماً من السمك القليل بمحتواه من الزئبق في الأسبوع، أي ما يُعادل حصتين إلى ثلاثة، وتجدر الإشارة إلى أنّه يمكن استهلاكها كبديلٍ عن مصادر البروتين الأُخرى، ومن الأسماك قليلة الزئبق والّتي يُمكن استهلاكها؛ السلمون، وسمك البلطي (بالإنجليزية: Tilapia)، والروبيان، والتونة المُعلّبة قليلة الدهون، والقد، والسلوريات.[١٢]

أنواع الأسماك الآمنة وغير الآمنة للحامل

وفقاً لمُنظّمة الغذاء والدواء؛ فإنّ هُناك لائحة من الأسماك والمأكولات البحريّة التي تُعدُّ آمنة الاستهلاك، والأسماك الّتي يُمكن للحامل تناوُلها، والأسماك الّتي يجب تجنُّبها بشكلٍ كامل، ونوضّح ذلك في الجدول في ما يأتي:[٥]

المأكولات البحريّة الآمنة المأكولات البحريّة الّتي يُمكن للحامل تناوُلها المأكولات البحريّة الّتي يجب تجنُّبها بشكلٍ كامل
التونة التونة البيضاء، والمُعلّبة، والطازجة، والمُجمّدة، والزعنفة الصفراء الأسقمري
السردين الفيليه السمك المرليني
السلمون الشبوط سمك التلفيش
السلور الهامور القرش
المحاريات الهلبوت أبو سيف
القد السمك الشعور تَلْفيش خليج المكسيك
السلطعون السمك الشعري التونة كبيرة العين
جراد البحر تَلْفيش المحيط الأطلنطي
الرنجة المياس
الأسقلوب النهّاش
الإيليش الأسقمري الأسباني
الروبيان السيباس
الحَبَّار

أضرار تناول السمك للحامل

درجة أمان السمك

كما ذكرنا سابقاً فإنّ مُعظم الأسماك آمنة للاستهلاك من قِبل الحامل عند طهيها جيّداً طالما كانت من الأسماك المناسبة والمنخفضة بالزئبق.[١٣][١٤]

محاذير استخدام السمك

بنبغي أخذ الحيطة والحذر عند استهلاك السمك في بعض الحالات حسب ما يأتي:

  • المحتوى العالي من الزئبق: كما ذكرنا سابقاً ليست جميع الأسماك آمنة للاستهلاك بالنسبة للحامل، إذ إنّ بعضها وخاصّةً الكبيرة منها؛ تحتوي على نسبة عالية من الزئبق، وتجدر الإشارة إلى أنّ استهلاك هذه المأكولات لا يُعدّ بالأمر الخطِر لمُعظم البالغين، إلّا أنّه يجب الحذر عند استهلاكه بالنسبة للحامل أو التي من المُحتمل حملها، ويعود ذلك إلى أنّ استهلاك هذه الأطعمة بكثرة يُسبّب تراكم الزئبق في مجرى الدم مع مرور الوقت، ممّا قد يتسبّب بتلف دماغ الجنين وجهازه العصبيّ، وبناءً على ذلك فإنّه يجب على المرأة الحامل والتي تخطط للحمل والأطفال حتّى عمر 6 سنوات تجنُّب استهلاك الأسماك الّتي تحتوي على نسبة عالية من الزئبق.[٤][١٥]
  • حساسية السمك: وهي حساسية تُصيب البعض تجاه بعض أنواع الأسماك، ومن أعراضها: الشرى أو الطفح الجلدي، والغثيان، وتشنج المعدة، والتقيّؤ، والإسهال، وعسر الهضم، وسيلان الأنف، والعطاس، والصداع، والربو، وفي حال الإصابة بهذه الحساسيّة فإنّه يُنصح تجنّب استهلاكه أو حتى استهلاك منتجاته.[١٦]

نصائح حول تناول السمك للحامل

هناك العديد من النصائح للحامل لتناول السمك بشكلٍ آمن، ونذكر منها ما يأتي:

  • طهي السمك جيداً: يُفضّل طهي مُعظم المأكولات البحريّة على درجة حرارة تبلغ 63 درجة مئويّة، وقد ينضج عندما يبدأ بالانفصال عن بعضه ويتغيُّر لونه إلى درجشة غامقة، فعلى سبيل المثال يُطهى كُلٌّ من الروبيان والسلطعون حتّى تنفصل أجزاؤهما ويتغيّر لونهما إلى درجة غامقة، أمّا الرخويّات، وبلح البحر، والمحار، فإنّها تُطهى حتّى تُفتح صدفتها، وبالمقابل فإنّها لا تُستهلك في حال عدم تفتح هذه الصدفة.[٤]
  • تجنب السمك النيء: لا يقتصر ذلك على النيء فقط؛ بل أيضاً على السمك غير المطهوّ جيّداً، مثل؛ التونة النيئة أو غير المطهوة جيّداً، والسوشي، وغيرها من أنواع المأكولات البحريّة النيئة؛ إلّا في حال التأكد من طهيها جيّداً، مثل؛ إحدى الأطباق اليابانية المعروفة بـ (بالإنجليزيّة: Unagi.[١٤]
  • تجنب الأسماك المدخّنة: يُعدّ من الأفضل تجنُّب الأسماك المُدخّنة غير المُعلّبة، مثل؛ سمك السلمون المُرقّط المُدخّن، وذلك لأنّه قد يحتوي على بكتيريا الليستيريا (بالإنجليزيّة: Listeria) الّتي قد تضرّ بالأم وطفلها.[١٤]

فوائد السمك للمّرضع

يمكن لتناول السمك خلال فترة الرضاعة الطبيعية مع زيادة مدة هذه الرضاعة أن يُساهم في تحسين مُعدّل نموّ الطفل وذلك بحسب ما أشارت له دراسة نشرتها مجلّة The American Journal of Clinical Nutrition عام 2008،[١٧] وكما ذكرنا سابقاً فإنّ محتوى السمك من البروتين والفيتامينات الأساسية والمعادن يُعدّ جيّداً للمُرضع، إضافة إلى أنّ الكميّة الّتي يُنصح بتناوُلها من السمك يجب أن تكون قليلة بالزّئبق، وتتراوح ما بين حصتين إلى 3 حصص مع الأخذ بالاعتبار أنّ الحصّة الواحدة من السمك تَزن 113.40 غراماً قبل الطبخ.[١٨][٥]

فيديو فوائد السمك للمرأة الحامل والجنين

للتعرف على فوائد السمك للمرأة الحامل والجنين شاهد الفيديو الآتي:[١٩]

المراجع

  1. “Pregnancy and Nutrition”, www.medlineplus.gov, 3-1-2017، Retrieved 11-5-2020. Edited.
  2. “Nutrition During Pregnancy”, www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 11-5-2020. Edited.
  3. “Should pregnant and breastfeeding women avoid some types of fish?”, www.nhs.uk, 4-7-2018، Retrieved 11-5-2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت “Pregnancy and fish: What’s safe to eat?”, www.mayoclinic.org, 13-7-2019، Retrieved 11-5-2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت “Advice about Eating Fish”, www.fda.gov, 7-2-2019، Retrieved 11-5-2020. Edited.
  6. Emily Oken, Jenny Radesky, Robert Wright, and others (15-5-2008), “Maternal Fish Intake during Pregnancy, Blood Mercury Levels, and Child Cognition at Age 3 Years in a US Cohort “، www.academic.oup.com, Retrieved 11-5-2020. Edited.
  7. ^ أ ب Margaret Karagas, Koenraad Mariën, Christoph Rheinberger, and others (1-6-2012), “Which Fish Should I Eat? Perspectives Influencing Fish Consumption Choices”، www.ehp.niehs.nih.gov, Retrieved 11-5-2020. Edited.
  8. Jonna Normia, Katri Niinivirta-Joutsa, Erika Isolauri, and others (1-2019), “Perinatal nutrition impacts on the functional development of the visual tract in infants”, Pediatric Research, Issue 1, Folder 85, Page 72–78. Edited.
  9. Emily Oken, Robert Wright, Ken Kleinman, and others (1-10-2005), “Maternal Fish Consumption, Hair Mercury, and Infant Cognition in a U.S. Cohort”, Environmental Health Perspectives, Issue 10, Folder 113, Page 1376–1380. Edited.
  10. Lefkothea-Stella Kremmyda, Maria Vlachava, Paul Noakes, and others (9-12-2009), “Atopy Risk in Infants and Children in Relation to Early Exposure to Fish, Oily Fish, or Long-Chain Omega-3 Fatty Acids: A Systematic Review”, Clinical Reviews in Allergy & Immunology, Issue 1, Folder 41, Page 36-66. Edited.
  11. Maria Vlachava, Lefkothea-Stella Kremmyda, Norma Diaper, and others (4-1-2012), “Increased intake of oily fish in pregnancy: effects on neonatal immune responses and on clinical outcomes in infants at 6 mo”, The American Journal of Clinical Nutrition, Issue 2, Folder 95, Page 395–404. Edited.
  12. “Mercury Levels in Fish”, www.americanpregnancy.org, Retrieved 11-5-2020. Edited.
  13. Sarah Schenker (3-2018), “Is it safe to eat fish and seafood during pregnancy?”، www.babycentre.co.uk, Retrieved 12-5-2020. Edited.
  14. ^ أ ب ت Shereen Lehman (4-2-2020), “Is It Safe to Eat Fish During Your Pregnancy?”، www.verywellfamily.com, Retrieved 12-5-2020. Edited.
  15. “Mercury in fish”, www.betterhealth.vic.gov.au, 1-2013، Retrieved 12-5-2020. Edited.
  16. “Fish Allergy”, www.acaai.org, 21-3-2019، Retrieved 12-5-2020. Edited.
  17. Matthew Gillman, Vibeke Knudsen, Thorhallur Halldorsson, and others (9-2008), “Associations of maternal fish intake during pregnancy and breastfeeding duration with attainment of developmental milestones in early childhood: a study from the Danish National Birth Cohort “, The American Journal of Clinical Nutrition, Issue 3, Folder 88, Page 789–796. Edited.
  18. “Mercury”, www.cdc.gov, 27-8-2019، Retrieved 12-5-2020. Edited.
  19. فيديو فوائد السمك للمرأة الحامل والجنين.