وسائل الإعلام وأثرها على الطفل
وسائل الإعلام وأثرها على الطفل
يحظى الإعلامُ بأهميةٍ كبيرةٍ في حياة الناس اليوميّة؛ لدورِه المهمّ والفعّال في بناء المجتمع وتأسيسه على أسسٍ حضاريّةٍ وعلميّةٍ، بالإضافة إلى أنه مرتبطٌ بشكلٍ قويٍّ بالأنظمة الاجتماعيّة السائدة في المجتمع، وذلك من خلال تأثيره بسلّم المعرفة والتطوّر المجتمعيّ، سواء من خلال استمراره أو توقّفه، بذلك فهو ليس حالةً آنيةً أو ظرفيّةً مؤقّتة، بل هو وسيلةٌ لنقل الآفكار والمعتقدات من جيلٍ لآخر، وتنمية العلاقات والروابط بينها، والتأثير بسلوك الإنسان ووعيه في جميع مراحل حياته، سواء أكان طفلاً أم بالغاً أم كبيراً في السن، وفي هذه المقالة سنتحدّثُ عن تأثير وسائل الإعلام على الطفل، إيجابيّاً وسلبيّاً.
أثر وسائل الإعلام على الطفل
الآثار الإيجابية
لِوسائلِ الإعلام تأثيرُ إيجابيٌّ على الطفل في عدّة نواحٍ، منها:
- مخاطبة حواسّ الطفل، خاصّةً حاستيْ السمع والبصر، ممّا يساعدُ على جذبِ انتباهه، ونقل المعرفة إليه.
- تنمية وتطوير خيال الطفل، وتحفيزه على التفاعل مع المعرفة التي يتلقّاها سواءً من التلفاز أو الحاسوب، ممّا يساعدُ على تغذية قدراتِه.
- الجمْع بين الدور الثقافيّ والتربويّ والترفيهيّ في وقتٍ واحدٍ، وبالتالي ضمانُ حصول الطفل على المعرفة، والتربية الصحيحة، والتعرّف على السلوكيّات الصالحة ودفعه للقيام بها، بالإضافة إلى الترفيه عن نفسه وتسليته بشيءٍ مفيدٍ.
- إشباع حاجات الطفل الإنسانيّة في تلك المرحلة، وبالذات المتعلّقة بنموّه العقليّ، كالبحث، والاستطلاع، والاكتشاف.
الآثار السلبيّة
بعد استعراض الفوائد الإيجابيّة لوسائل الإعلام على الطفل، لا بدّ من ذكر الآثار السلبيّة لها، وعدم الاستخفافِ بها، ومن هذه الآثار ما يأتي:
- تقديم مفاهيم عقائديّة وفكريّة مخالفة لفطرةِ الطفل، بالإضافة إلى اشتمالها على بعض العبارات التي تهاجمُ الدين كالاعتراض على حكمة الله، والحثّ على السحر والشعوذة.
- تنمية مشاعر العدوانيّة والعنف، وحبّ الجريمة، والاستهانة بحقوق الآخرين في سبيل تحقيق غايته.
- إعاقة تطوّر قدرات الطفل التأمليّة، والتي تدفعُه للإبداع والابتكار.
- اضطراب نظام الطفل اليوميّ، وعدم التزامه بأوقات النوم والطعام، ممّا ينمّي لدى الطفل مبدأ الاستهتار بالوقت، وعدم الاكتراث له.
- إصابة الطفل بالكثير من الأمراض الصحيّة والجسميّة، فالجلوس الطويل أمام وسائل الإعلام يؤدّي إلى الكسل، والتأثير على قوّة نظره، وأعصابه، بالإضافة إلى إصابته بالسمنة الناتجة عن كثرة تناول الطعام أثناء فترة جلوسه، وقلّة الحركة في الوقت نفسِه.
- التأثير على التحصيل الدراسيّ للطفل ومستواه الأكاديميّ بشكلٍ سلبيٍّ، ممّا يؤدّي إلى تراجعه وتدنّي تحصيله.
- إصابة الطفل ببعض المشاكل النفسيّة كالفزع والخوف، ممّا يؤدّي إلى تبوّلِه ليلاً خلال نومه؛ بسبب خوفه من الذهاب إلى الحمام، وتفكيره الدائم بالشخصيّة الشريرة التي شاهدها.