كيف يمكن اكتشاف الحمل
نظرة عامة
يُعرّف الحمل (بالإنجليزية: Pregnancy) أو (بالإنجليزية: Gestation) بأنّه نمو جنين أو أكثر داخل رحم المرأة، والذي يبدأ بحدوث عملية الإخصاب (بالإنجليزية: Fertalization)،[١] ولفهم عملية الإخصاب لا بُدّ من بيان أنّه تحدث في كل شهر عملية تُعرف بالإباضة لدى المرأة، وتتمثل هذه العملية بإطلاق أحد المبيضين بويضة ناضجة، وإنّ التقاء أحد الحيوانات المنوية بالبويضة الناضجة واختراق جدارها يُعرف بعملية الإخصاب، وحقيقة يتمّ هذا الالتقاء في العضو الذي يُعرف بقناة فالوب، يلي ذلك انتقال البويضة المُخصبة إلى الرحم عبر إحدى قناتي فالوب بحيث يُصاحب ذلك انقسام البويضة المخصبة إلى خليتين ثم أربع وتستمر في الانقسام إلى أن تصبح كتلة متنامية مكونة من 100 خلية وتُعرف عندئذ بالكيسة الأريمية (بالإنجليزية: Blastocyst)، وحقيقة تستغرق هذه العملية ما يُقارب أسبوعًا بدءًا من وقت حدوث الإخصاب، وإنّ وصول هذه الكتلة المتنامية المعروفة بالكيسة الأريمية إلى الرحم وانغراسها في جداره تُعرف بعملية الانغراس (بالإنجليزية: Implantation)، ويُصاحب ذلك زيادة إفراز هرموني البروجيسترون (بالإنجليزية: Progesterone) والإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen)، واللذين بدورهما يزيدان سمك بطانة الرحم ويُمدّان الكيسة الأريمية بالعناصر اللازمة لنموها وتطورها إلى جنين، وفي الوقت ذاته يتطور جزء من الخلايا ليُكوّن مصدرًا لإمداد الجنين بالغذاء والأكسجين يُعرف بالمشيمة (بالإنجليزية: Placenta).[٢][١]
حقيقةً تستمر فترة الحمل لما يقارب أربعين أسبوعاً، وقد تم تقسيم فترة الحمل إلى ثلاث مراحل؛ حيث يبدأ الثلث الأول من الحمل من الأسبوع الأول وحتى الأسبوع الثاني عشر، ويليه الثلث الثاني والذي يمتد من الأسبوع الثالث عشر حتى السادس والعشرين، وانتهاءً بالثلث الأخير والمُتمثل بالمرحلة الممتدة من الأسبوع السابع والعشرين وحتّى الولادة، مع العلم أنّ الولادة تحدث في الأسبوع الأربعين من الحمل في أغلب الأحيان،[٣] وبشكلٍ عامّ تتضمن أعراض الحمل المبكرة الأكثر شيوعاً ما يأتي:[٤]
- غياب الدورة الشهرية: يمكن أن يكون تأخر الدورة الشهرية عن موعدها لمدة أسبوع أو أكثر لدى السيدات في سن الإنجاب دليلاً على حدوث الحمل، ولكنّ لا يُعدّ ذلك علامة ملحوظة لدى السيدات ذوات الدورة غير المنتظمة.
- انتفاخ الثدي والشعور بألم عند لمسه: ويُعزى ذلك إلى التغيّرات الهرمونيّة المرافقة للحمل، ويُذكر بأنّ هذه الأعراض تقلّ شدّتها مع تقدم الحمل نتيجة تكيّف الجسم مع المستويات الجديدة للهرمونات.
- الغثيان والقيء: واللذان قد يحدثان غالباً فيّ أي وقت من اليوم لدى بعض السيدات بعد مرور شهر على الحمل، وقد تشعر بعض السيدات بهذه الأعراض، في حين لا تشعر أُخريات بها، ويُذكر بأنّ للتغيرات الهرمونية دوراً في حدوث الغثيان والقيء.
- زيادة الحاجة للتبول: يُعزى ذلك إلى زيادة كمية الدم في جسم المرأة الحامل، وبالتالي زيادة كمية السوائل المطروحة من قِبل الكلى على شكل بول.
- الإعياء والتعب: واللذان يرتبطان بزيادة هرمون البروجستيرون الذي يزيد الشعور بالنعاس.
طرق الكشف عن الحمل
يبدأ إفراز هرمون الحمل أو ما يعرف بموجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (بالإنجليزية: Human Chorionic Gonadotropin Hormone) بعد حدوث الانغراس، والذي سرعان ما ترتفع مستوياته ويتضاعف تركيزه كل يومين إلى ثلاثة أيام، وفي هذا السياق يجدر بيان أنّ اختبارات الكشف عن الحمل ترتكز على التحقق من وجود هرمون الحمل في الدم أو البول، وتجدر الإشارة إلى إمكانية إجراء اختبارات الحمل بعد غياب الدورة الشهرية للتأكّد من وجود الحمل أو نفيه، وفي حال كانت الدورة غير منتظمة فإنّ أفضل وقت لإجراء هذا الفحص يكون بعد مُضي ثلاثة أسابيع على ممارسة العلاقة الزوجية.[٥][٦]
فحص الحمل المنزلي
يعتمد مبدأ عمل اختبار الحمل المنزلي على الكشف عن وجود هرمون الحمل في البول، وينصح الخبراء بإجراء فحص الحمل المنزلي بعد مرور أسبوعين على وقت توقع حدوث الإخصاب، وبشكل أكثر وضوحًا يمكن القول إنّ اختبار الحمل المنزلي عادة ما يُفضل إجراؤه بعد مرور اليوم الأول على غياب الدورة الشهرية، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّه توجد بعض الاختبارات التي تتميز بارتفاع حساسيتها بما يُمكّن من إجراء هذا الاختبار في وقت أبكر، وانطلاقاً من أهمية معرفة السيدة بحملها لاتخاذ التدابير الاحترازية؛ كمراقبة الصحة العامة وتجنّب بعض العادات السيئة، فإنّه يتوجّب على السيدات إجراء اختبار الحمل فور ظهور أيّ من أعراض الحمل المبكرة، وبشكلٍ عامّ تبلغ نسبة دقة هذا الاختبار حوالي 97%، إلّا أنّ استخدام بعض أنواع الأدوية قد يؤثر في دقة النتائج، ومن هذه الأدوية ما يأتي:[٧][٨]
- دواء بروميثازين (بالإنجليزية: Promethazine) والذي يستخدم لعلاج بعض أنواع الحساسية.
- الأدوية المستخدمة في علاج مرض باركنسون (بالإنجليزية: Parkinson Disease).
- بعض مضادات الذهان (بالإنجليزية: Antipsychotic Drugs) مثل الكلوربرومازين (بالإنجليزية: Chlorpromazine).
- الأدوية التي تساعد على النوم.
- الأفيونات (بالإنجليزية: Opioids)، مثل الميثادون (بالإنجليزية: Methadone).
- المهدئات العصبية (بالإنجليزية: Tranquilizers).
- مضادات الاختلاج (بالإنجليزية: Anticonvulsants)، بما في ذلك أدوية الصرع (بالإنجليزية: Epilepsy).
- الأدوية المستخدمة في علاج مشاكل الخصوبة.
- مدرات البول (بالإنجليزية: Diuretics).
طريقة إجراء التحليل
تُباع معظم أنواع اختبارات الحمل على هيئة جهاز قياس شبيه بالعصا وقد يحتوي بعضها على كوب لجمع البول، وتتعدد أنواع الاختبارات المتوفرة لهذا الغرض، إلّا أنّها تتشابه في طريقة الاستخدام، وبشكلٍ عام تحتوي جميع اختبارات الحمل على نشرة توضّح إرشادات الاستخدام وطريقة قراءة النتيجة، ويُمكن بيان أبرز المحاور المرتبطة بطريقة إجراء الفحص على النحو الآتي:[٩]
- وقت إجراء الاختبار: ينصح بإجراء الاختبار عند التبول الأول في الصباح الباكر، إذ يكون تركيز هرمون الحمل في أعلى مستوياته في الصباح مُقارنة بالأوقات الأخرى من اليوم.
- آلية إجراء الاختبار: تعتمد آلية إجراء الاختبار على نوع الجهاز المستخدم، ففي بعض الاختبارات التي تحتوي كوب لجمع عينة بول، تتمثل آلية الاستخدام بجمع عينة من البول في الكوب ثم غمس عصا الاختبار فيها لمدة تتراوح بين 5-10 ثوانٍ، وأمّا تلك التي لا تحتوي على كوب لجمع البول فتُجرى بتمرير عصا الاختبار في مجرى البول لمدة 5-10 ثوان، ثم الانتظار حتى ظهور النتيجة.
- ما بعد قراءة النتيجة: في حال كانت النتيجة إيجابية؛ يُنصح بترتيب موعد مع الطبيب على الفور بهدف تأكيد النتيجة، ويُشار إلى أنّ النتيجة السلبية لا تعني بالضرورة عدم وجود حمل؛ فيُحتمل أن تكون ناتجة عن إجراء الاختبار مبكّراً، ويُمكن إعادة إجراء الاختبار بعد بضعة أيام حتى يزداد تركيز هرمون الحمل بحيث يُصبح قابلاً للقياس، وخاصة في حال ظهور أعراض تدل على حدوث الحمل.
نتائج التحليل
تظهر نتيجة الاختبار المنزلي بعد بضع دقائق من إجرائه، وتختلف طريقة عرض النتيجة وفقًا لنوع الاختبار، وبشكلٍ عامّ تشير العلامات التالية إلى وجود حمل، مثل: إشارة زائد، أو خطّان متوازيان، أو عبارة “حامل”، وتشير العلامات التالية إلى عدم وجود حمل، مثل: إشارة ناقص، أو خطّ منفرد، أو عبارة “غير حامل”،[٩] وفي بعض الأحيان النادرة قد تظهر نتيجة إيجابية خاطئة، وهذا يعني أنّ الاختبار يشير إلى وجود حمل في حين أنّ السيدة ليست حاملاً؛ ويُعزى ذلك إلى قراءة نتيجة الاختبار بعد انقضاء المدة التي يجدر خلالها قراءة النتيجة، أو إجرائه بعد حدوث الإجهاض(*)، أو الحمل العنقودي(*) (بالإنجليزية: Molar Pregnancy)، أو عند استخدام أنواع مُعينة من الأدوية؛ تحديداً الأدوية الموصوفة بهدف حلّ مشاكل تأخر الإنجاب، أو الإصابة ببعض الأمراض؛ كالاضطرابات التي تؤثر في الغدة النخامية ومستويات الهرمونات، أو الإصابة بمرض ورم الأرومة الغاذية الحملي (بالإنجليزية: Gestational trophoblastic disease)، أو أكياس المبيض (بالإنجليزية: Ovarian cysts)، أو أمراض الكلى أو التهابات المسالك البولية، أو سرطانات المبيض، أو المثانة، أو الكلى، وغيرها،[١٠] ومن الناحية الأخرى قد يُظهر الفحص نتيجة سلبية خاطئة؛ ويُعزى ذلك إلى أسباب عدّة، منها: استخدام اختبار منتهي الصلاحية، أو استخدام الاختبار بطريقة خاطئة، أو إجرائه في وقت مبكر من الحمل، أو إجراء الاختبار بعد شرب كميات كبيرة من السوائل مما يجعل البول مخففاً، أو تناول بعض الأدوية؛ كمدرات البول أو مضادات الهيستامين، وكما ذكرنا سابقاً يُنصح بإعادة إجراء الاختبار بعد بضعة أيام في حال ظهور نتيجة سلبية، وفي حال الحصول على نتيجتين مختلفتين تجدر مراجعة الطبيب للخضوع لاختبار دم للتحقق من الأمر.[٥]
إيجابيات وسلبيات التحليل
تتمثل إيجابيات اختبار الحمل المنزلي بانخفاض تكلفته وسهولة استخدامه، مع إمكانية الحصول عليه من الصيدليات دون الحاجة إلى وصفة طبية، ويمتاز كذلك بسرعة الحصول على نتيجته، إذ يتم ذلك خلال دقائق، فضلاً عن امتياز العديد من أنواعه بالدقة العالية، كما وأنّ هذا النوع من الاختبارات لا يتطلب إجراؤه التوجه لعيادة الطبيب فبالإمكان إجراؤه منزلياً، وفيما يتعلّق بمساوئ اختبار الحمل المنزلي فتتمثل باحتمالية الحصول على نتائج خاطئة خاصّة إذا تمّ إجراء الاختبار في وقت مبكر من الحمل، أو في حال عدم الالتزام بالتعليمات المُرفقة به، بالإضافة إلى انخفاض دقة بعض الأنواع خاصّة ذات التكلفة الزهيدة للغاية.[١١][١٢]
تحليل الدم
يُعدّ تحليل الدم إحدى الطرق المستخدمة للكشف عن الحمل بحيث يُمكن إجراؤه للكشف عن وجود حمل في وقت أبكر من اختبار الحمل المنزلي، بمعنى آخر إنّ هذا الاختبار قادر على الكشف عن الحمل إذا تمّ إجراؤه خلال الفترة التي تلي حدوث الإباضة بحوالي 6-8 أيام، ويُمكن إجراء اختبار الدم قبل هذه المدّة في بعض الحالات، وتُقسم اختبارات الدم إلى نوعين أساسيين، هما:[٥][١٣]
- اختبار الدم النوعي: (بالإنجليزية: Qualitative Blood Test)، يُمكِّن هذا الاختبار السيدات من معرفة وجود الحمل من عدمه فقط، بحيث يُمكن من خلاله الكشف عن وجود هرمون الحمل دون قياس مستوياته، ويتميّز بدقته العالية كاختبار الحمل المنزلي.
- اختبار الدم الكمي: (بالإنجليزية: Quantitative Blood Test)، أو ما يعرف باختبار موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشري من النوع بيتا (بالإنجليزية: B-HCG)، ويتميّز هذا النوع من الاختبارات بقدرته على قياس مستويات هرمون الحمل في الدم حتى وإن كانت بكميات قليلة، لذا يعمد الأطباء لاستخدامه لمعرفة ما إذا كان الحمل يتقدم بشكلٍ طبيعي أم لا.
طريقة إجراء التحليل
تعتمد طريقة إجراء تحليل الدم على سحب عينة دم من الوريد وإرسالها للمختبر، حيث يقوم المختص في البداية بلفّ شريط مرن حول الجزء العلوي من الذراع بهدف تشكيل ضغط على المنطقة وتحفيز امتلاء الوريد بالدم، يلي ذلك تعقيم المنطقة التي سيتمّ سحب الدم منها بمادة معقمة، ليقوم بعدها المُختص بإدخال الإبرة في الوريد؛ إمّا من باطن الكوع وإمّا من ظهر اليد، بحيث يتمّ جمع الدم في أنبوب زجاجي متصلّ بالإبرة، وبعدها يُفلَت الشريط المرن الضاغط على الذراع، وفور الحصول على كمية الدم المناسبة، يشرع المختص بإزالة الإبرة وتغطية موضع الإبرة لوقف أيّ نزيف مُحتمل.[١٤]
نتائج التحليل
عند ظهور نتائج تحليل الدم الكمّي، تكون النتيجة على هيئة قيمة رقمية تمثّل تركيز الهرمون في الدم؛ وتُقاس بوحدة دولية لكل لتر، ووفقاً لهذه القيمة يُعرَف وجود الحمل من عدمه، إضافة إلى إمكانية تحديد عمر الحمل، حيث يظهر هرمون الحمل في الدم بعد مرور 8-11 يومًا، ولكنّه يكون في أدنى مستوياته، ثمّ يزداد بشكلٍ تدريجي ليصِل إلى أعلى مستوياته مع نهاية الثلث الأول من الحمل ثم يعود فينخفض طول فترة الحمل، ويُشار إلى أنّ عمر الحمل يُحسب استناداً إلى اليوم الأول من آخر دورة شهرية، وتجدر الإشارة إلى احتمالية تفاوت نتائج هرمون الهرمون بشكلٍ بسيط تبعاً للمختبر الذي يتمّ إجراء التحليل فيه، ويُمكن بيان قيم هرمون الحمل ودلالتها تبعاً للجمعية الأمريكية للحمل (بالإنجليزية: American Pregnancy Association) على النّحو الآتي:[١٥][١٦]
تركيز الهرمون في الدم (وحدة دولية لكل لتر) | نتيجة الفحص |
---|---|
أقل من 5 | غير حامل |
(50-5) | الأسبوع الثالث من الحمل |
(426-5) | الأسبوع الرابع من الحمل |
(7340-18) | الأسبوع الخامس من الحمل |
(56500-1080) | الأسبوع السادس من الحمل |
(229000-7650) | الفترة خلال الأسبوع السابع إلى الثامن من الحمل |
(288000-25700) | الفترة خلال الأسبوع التاسع إلى الثاني عشر من الحمل |
(254000-13300) | الفترة خلال الأسبوع الثالث عشر إلى السادس عشر من الحمل |
(165400-4060) | الفترة خلال الأسبوع السابع عشر إلى الرابع والعشرين من الحمل |
(117000-3640) | الفترة خلال الأسبوع الخامس والعشرين إلى الأربعين من الحمل |
قد تُشير المستويات المنخفضة من هرمون الحمل في الدم إلى وجود خطأ في حساب الحمل، أو احتمالية حدوث إجهاض، أو حمل خارج الرحم(*) (بالإنجليزية: Ectopic Pregnancy)، أو وجود كيس حمل فارغ(*)، ففي حالة الحمل الطبيعي تتضاعف مستويات هرمون الحمل كل يومين إلى ثلاثة أيام خلال الأسابيع الأربعة الأولى من الحمل، ثم تتباطأ سرعة التضاعف لتُصبح كلّ أربعة أيام بحلول الأسبوع السادس من الحمل، أمّا في حال عدم تمام الحمل بصورة صحيحة يحدث التضاعف بشكلٍ أبطأ، أو قد تنخفض التراكيز بدلاً من تضاعفها، وفي حالات الإجهاض تنخفض التراكيز بشكل كبير لتُصبح بمستويات غير قابلة للقياس، وفي حالات الإجهاض التي يكون فيها هرمون الحمل بمستويات قابلة للقياس فذلك قد يُشير إلى وجود بقايا أنسجة تتطلّب الإزالة، وقد تُشير المستويات المرتفعة من هرمون الحمل خارج المدى الطبيعي لها إلى وجود خطأ في حساب الحمل، أو حمل عنقودي أو الحمل بأكثر من جنين واحد،[١٦][١٧] وعلى الرغم من أنّ دقّة الاختبار تصل إلى 98-99% إلا أنّه من المحتمل أن تكون النتيجة خاطئة في حالات قليلة نادرة، وعند ظهور قراءات غير منطقية لهرمون الحمل يتوجّب إعادة إجراء الفحص بعد 48-72 ساعة.[١٣]
إيجابيات وسلبيات التحليل
يتميّز اختبار الدم الخاص بالحمل بقدرته على الكشف عن وجود الحمل في وقت مبكر مُقارنة بتحليل البول، كما يمكن الاستفادة من قدرته على قياس الكمية الدقيقة للهرمون في تشخيص حالات عدّة أثناء الحمل، إلّا أنّه أكثر تكلفة من فحص البول، وتعتمد تكلفته على كشفية الطبيب ورسوم المختبر، وفي الحقيقة يُعتبر تحليل الدم للكشف عن الحمل أقلّ استخداماً؛ حيث يتطلب إجراؤه مراجعة الطبيب، فلا يُمكن إجراؤه في المنزل، كما أنّه يستغرق وقتًا أطول للحصول على النتيجة.[٧][١٣]
الفحص بالموجات فوق الصوتية
في الحقيقة يُعتبر إجراء الفحص بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل أكثر دقة في المراحل الأولى من الحمل مُقارنة بالفحص بالموجات فوق الصوتية عبر البطن، وبشكلٍ عامّ يهدف إجراء فحص الموجات فوق الصوتية إلى التحقق من وجود كيس الحمل وربط ذلك بنتائج اختبارات الدم والبول الخاصة بالحمل، خصوصاً في حالات الحمل خارج الرحم أو وجود حمل مشترك(*) (بالإنجليزية: Heterotopic Pregnancy)، كما يساعد على التحقق من حدوث إجهاض في وقت مبكر من الحمل، كما أنّه يساهم في معرفة عمر الجنين واحتمالية استمرار الحمل، إلا أنّ الأمرين الأخيرين لا يعدّان سببين رئيسيين لإجراء الفحص في وقت مبكر، وفي هذا السياق يُشار إلى إمكانيّة رؤية كيس الحمل الذي يبلغ قطره حوالي 2-3 ملم بعد مرور 3 أسابيع من الحمل والذي يُمثل علامة الحمل الأولى التي يُمكن الكشف عنها باستخدام الموجات فوق الصوتية، وعند بلوغ الحمل خمسة أسابيع ونصف الأسبوع من العمر تتمّ رؤية الكيس المُحّي أو ما يعرف بالحويصلة السُرِّية (بالإنجليزية: Yolk Sac) داخل كيس الحمل بواسطة جهاز الموجات فوق الصوتية، وإنّ عدم ظهور كيس الحمل وعدم ارتفاع مستويات هرمون الحمل وفق المطلوب بالرغم من مضي خمسة أسابيع على أول يوم من آخر دورة شهرية قد يرتبط بوجود حمل متأخر نتيجة تأخر الإباضة وبالتالي فإنّ العمر الحقيقي للحمل أقلّ من خمسة أسابيع، وعندها يُعيد الطبيب الفحص بالموجات فوق الصوتية بعد مضي بضعة أيام.[١٨]
غالباً ما يعمد الطبيب إلى ربط نتائج فحص الموجات فوق الصوتية بنتائج تحليل هرمون الحمل؛ حيث يشير اختفاء الكيس المرتبط بمستويات منخفضة أو معدومة من هرمون الحمل إلى حدوث إجهاض مبكر؛ أيّ أنّ كيس الحمل قد توقف عن النمو قبل أن يُصبح بحجم يُمكّن من رؤيته باستخدام فحص الموجات فوق الصوتية وهذا ما يعرف بالحمل الكيميائي (بالإنجليزية:Chemical Pregnancy)، ولكن في حال رافق عدم ظهور الكيس داخل الرحم مستويات مرتفعة من هرمون الحمل بما يصِل إلى 1500-2000 عندها يُرجّح الطبيب وجود حمل خارج الرحم،[١٨] ويمكن استخدام فحص الموجات فوق الصوتية في أوقات عدّة من الحمل بهدف الحصول على معلومات متعلّقة بصحة الحمل والجنين وفقًا للآتي:[١٩]
- الثلث الأول: يفيد فحص الموجات فوق الصوتية في معرفة ما إذا كان الجنين ينمو بشكل سليم داخل الرحم وليس خارجه، كأن ينمو داخل قناة فالوب مثلاً، إضافة إلى حساب عمره وتاريخ الولادة المتوقع، كما يستخدم في معرفة عدد الأجنة.
- الثلث الثاني: في هذا الثلث وفي الفترة الواقعة بين الأسبوعين 18-20 يهتم الطبيب بمراقبة تطور الأعضاء المهمة لدى الجنين، كالدماغ، والعمود الفقري، والأطراف، والأعضاء الداخلية، إضافة إلى الكشف عن موقع المشيمة وحجمها، كما يتسنّى للطبيب معرفة جنس الجنين خلال هذه الفترة.
- الثلث الثالث: يركز الطبيب خلال هذا الثلث على استخدام الموجات فوق الصوتية بغرض التحقق من موقع المشيمة وعدم إغلاقها لعنق الرحم، إضافةً إلى التأكد من استمرار نمو الجنين بشكلٍ سليم.
طريقة إجراء التحليل
كما بينا سابقاً فإنّ فحص الموجات فوق الصوتية يتم عبر البطن أو المهبل، وعند الحديث عن جهاز السونار المستخدم عبر البطن لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الموجات المرسلة منه تنتقل بشكل جيد عبر الماء؛ لذا يفيد إجراء الفحص والمثانة ممتلئة في إتمام الفحص بسهولة ويسر والحصول على صورة واضحة للجنين؛ حيث تعمل المثانة كمعبر للموجات فوق الصوتية، فبعد استلقاء السيدة على سرير الفحص يقوم الطبيب المختص بتطبيق نوع مُعين من الهلام على البطن لتوفير اتصال أفضل بين الجلد والماسحة الضوئية، بعدها يُمرّر المختص الماسحة على مناطق عدّة من البطن لتنتقل الصورة وتظهر على الشاشة التلفزيونية، وخلال الفحص قد يضطر المختص إلى الضغط بقوة على بعض المناطق، وذلك بهدف رؤية الأجزاء الأعمق، لكن في بعض الأحيان قد يواجه الطبيب مشكلة امتلاء البطن بالغازات والهواء واللذين يعدّان ناقلين ضعيفين للموجات فوق الصوتية، إضافة إلى الحاجة الطبية في بعض الحالات إلى الحصول على صور أوضح؛ عندها يمكن اللجوء إلى التصوير بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل والمُستخدم عن طريق إدخال ماسح ضوئي رفيع عبر المهبل.[١٩]
نتائج التحليل
إضافةً إلى ما سبق بيانه حول نتائج استخدام الموجات فوق الصوتية وما يفيده إجراء هذا الفحص، ييجدر بيان أنّ هذا الفحص يكشف عن وجود عيوب خلقية، أو مشاكل متعلقة بالمشيمة، أو حالة المجيء المقعدي(*) (بالإنجليزية: Breech presentation)، أو وجود المتلازمات؛ مثل متلازمة داون، إلّا أنّه ينبغي تأكيد هذه النتائج بفحوصات أكثر دقة واختصاصًا، كما يعمد الأطباء أحياناً لاستخدامه في تقدير حجم الجنين ووزنه قُبيل الولادة.[٢٠][١٩]
إيجابيات وسلبيات التحليل
إضافة إلى ما سبق ذكره من فوائد واستخدامات متعددة للفحص بالموجات فوق الصوتية، يتمتع هذا الفحص بمزايا فريدة من حيث مدى أمانه على الأم والطفل وعدم الحاجة إلى اختراق الأغشية أو الإضرار بالجلد، إضافةً إلى عدم تسببه بحدوث الألم.[١٩]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش:
(*) الحمل خارج الرحم: عدم انغراس البويضة المخصبة خارج الرحم؛ وقد يحدث ذلك في قناة فالوب أو في أيّ مكان آخر من البطن، ممّا يحول دون استمرار الحمل بشكل طبيعي.[٢١]
(*) الإجهاض: فقدان الجنين بشكلٍ تلقائي قبل بلوغ الأسبوع العشرين من الحمل.[٢٢]
(*) كيس الحمل الفارغ: عدم رؤية جنين داخل الكيس الحملي، علماً بأنّ الجنين يُرى داخل الكيس الحملي قبل بلوغ الأسبوع السادس من الحمل.[٢٣]
(*) الحمل المشترك: وجود حملين اثنين في نفس الوقت ولكن لكلّ منهما موقع انغراس مختلف عن الآخر، إذ يكون أحدهما قابل للحياة نظراً لانغراسه داخل الرحم، بينما الحمل الآخر غير قابل للحياة؛ إذ إنّ انغراسه تمّ خارج الرحم.[٢٤]
(*) المجيء المقعدي: ولادة الطفل باتجاه مُخالف للطبيعي؛ بحيث تكون أقدام الطفل إلى أسفل الرحم عند ولادته، أمّا في الوضع الطبيعي فإنّ رأس الطفل يتجّه نحو أسفل الرحم قبل الولادة مُباشرة.[٢٥]
المراجع
- ^ أ ب “Pregnancy: Ovulation, Conception & Getting Pregnant”, Www.my.clevelandclinic.org,19/2/2019، Retrieved 8/10/2019 . Edited.
- ↑ “Pregnancy”, www.everydayhealth.com, Retrieved 8/10/2019 . Edited.
- ↑ Nicole Galan (December 17, 2018), “Pregnancy trimesters: A guide”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved October 8, 2019. Edited.
- ↑ “Getting pregnant”, www.mayoclinic.org,May 11, 2019، Retrieved 8/10/2019 . Edited.
- ^ أ ب ت Traci C. Johnson, MD (February 11, 2019), “Pregnancy Tests”، www.webmd.com, Retrieved 8/10/2019 . Edited.
- ↑ “Pregnancy Tests”, www.plannedparenthood.org, Retrieved 8/10/2019 . Edited.
- ^ أ ب “Understanding Pregnancy Tests: Urine & Blood”, Www.americanpregnancy.org, Retrieved 8/10/2019 . Edited.
- ↑ Lori Smith, BSN, MSN, CRNP (Wed 24 May 2017), “Pregnancy tests: All you need to know”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8/10/2019 . Edited.
- ^ أ ب “Pregnancy Test”, www.medlineplus.gov, Retrieved 8-10-2019. Edited.
- ↑ “Five reasons for false-positive pregnancy tests”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved 28-10-2019. Edited.
- ↑ “Home Pregnancy Test”, Www.my.clevelandclinic.org, Retrieved 8/10/2019 . Edited.
- ↑ Dr. Edward Kulich (06/2017), “Home Pregnancy Tests Vs Doctor’s Pregnancy Tests”، www.pregnancycorner.com, Retrieved 8/10/2019 . Edited.
- ^ أ ب ت Dawn Stacey, PhD, LMHC (September 05, 2019), “Blood Pregnancy Tests”، www.verywellfamily.com, Retrieved 8/10/2019 . Edited.
- ↑ “HCG in Blood Serum — Qualitative”, www.ucsfbenioffchildrens.org, Retrieved 8/10/2019 . Edited.
- ↑ “hCG levels”, www.pregnancybirthbaby.org.au, Retrieved 8-10-2019. Edited.
- ^ أ ب “hCG (Human Chorionic Gonadotropin): The Pregnancy Hormone”, Www.americanpregnancy.org, Retrieved 8/10/2019 . Edited.
- ↑ “Pregnancy Test (hCG)”, Www.labtestsonline.org, Retrieved 8/10/2019 . Edited.
- ^ أ ب Krissi Danielsson (September 10, 2019), “When Does the Gestational Sac Become Visible on an Ultrasound?”، www.verywellfamily.com, Retrieved 8/10/2019 . Edited.
- ^ أ ب ت ث “Pregnancy tests – ultrasound”, www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved 8/10/2019 . Edited.
- ↑ Carol DerSarkissian (September 09, 2019), “What Is an Ultrasound?”، www.webmd.com, Retrieved 8/10/2019 . Edited.
- ↑ “What to Know About Ectopic Pregnancy”, www.webmd.com, Retrieved 28-10-2019. Edited.
- ↑ “Miscarriage”, medlineplus.gov, Retrieved 28-10-2019. Edited.
- ↑ “Gestational Sac and Its Meaning in Pregnancy”, www.verywellfamily.com, Retrieved 28-10-2019. Edited.
- ↑ “Heterotopic Pregnancy Causes, Signs, and Diagnosis”, www.verywellfamily.com, Retrieved 28-10-2019. Edited.
- ↑ “Breech Babies: What Can I Do if My Baby is Breech?”, familydoctor.org, Retrieved 28-10-2019. Edited.