اختبار شخصية دقيق

في العصر الحالي يعدّ الاهتمام بالشخصية من الأمور التي ينتبه إليها جميع الشباب والكبار، فهي تدلل على مدى اتّزان المرء، وكذلك تدلل دلالةً قويةً على قدرته على إدارة المهام المختلفة، والتناغم مع طبيعة المجتمع، فيتمّ الأخذ بعين الاعتبار بشخصية الرجل والمرأة في مقابلات العمل والاختيار للتوظيف، فهي مسألةٌ هامةٌ جدًا لاختيار الشخص الذي يتمُّ تقديمه لعمل معين، وتختلف شخصية الرجل باختلاف الموقع الذي سيتمّ إضافة الرجل له، فهو أمرٌ هامٌ جدًا في تحديد الشخصية المناسبة للموقع الذي يتمّ تحديده بناءً على اختباراتٍ دقيقة تختلف بين مؤسسة ومؤسسة، فهناك من المؤسسات من تعتمد على الخبرة الشخصية لموظفيها، فهي تعتمد عليهم أثناء مقابلة المنتسبين لها بوضع تقييمات تعتمد على الخبرة الأساسية لموظفيها الذي تختبرهم بشكل دائم ومستمر، ولكن هناك بعض المؤسسات من تعتمد عدد من التصنيفات العالمية المجربة لاختبار الشخصية، والعمل على تحديدها بدقةٍ وبمهنيةٍ عالية، فهي تعتمد بشكل كبير على اختبار شخصية نفسي يدعى اختبار مايرز النفسي، والذي يصنّف الشخصية على عدة أصول أساسية، فهو يختبر فيها القدرة على التفاعل مع الواقع، وكذلك ردة الفعل النفسية نتيجة عدد كبير من الظروف، ويعد فعليًا اختبار مايرز من الاختبارات عالية الدقة والأهمية التي تحدد بالفعل شخصية الإنسان، وتحدد معه أيضًا قدرة هذا الإنسان على ردة الفعل للظروف المختلفة التي من الممكن أن تمرّ به ويواجهها أثناء العمل أو أثناء العيش مع الأسرة فعليًا قبل الزواج وبعده.

البحث دائمًا عن اختبار شخصية دقيق غير مهم فعليًا؛ لأنّ كلًا منّا له شخصية يجب أن يكون قادر هو بنفسه على استنتاج قدرتها على التفاعل مع الأحداث، ويعرف ردّة فعلها للمواقف نتيجة عيشه الدائم معها، فهو أكثر من يستطيع أن يفهم النفس الذي لديه والشخصية التي يملكها، ويستطيع فعليًا من مرافقته للآخرين يوميًا وبشكل دائم أخذ توقعات منهم حول ما يفعل وطبيعة فعله للأمور.

نتذكر دائمًا أنّ الاختبارات النفسية أو اختبارات الشخصية هي اختبارات جيدة ومتميزة، وقد تكون دقيقةً نوعيًا، ولكنّها مهما كانت كذلك فهي اختبارت تبقى توقعات من أشخاص وضعوها نسبة نجاحها في تقييم الشخصية لا يتجاوز 25% من الصحة، فالشخصيات وردود الأفعال تختلف من مكان لآخر، ومن ثقافة لثقافة أخرى، وبالطبع من شخص لشخص آخر، ولذلك أقوى وأفضل اختبارات تستطيع أن تضع توقعًا ملائمًا لشخصياتنا هو نحن أنفسنا عن طريق وضع آلية سليمة ممتازة من التقييم الذاتي والنفسي لشخوصنا، والبحث في ذلك ومراجعة أنفسنا يوميًا، فشخصياتنا لا تكون متميزة دائمًا ويوميًا، بل تختلف نوعيًا يومًا بعد آخر، وفقًا لتجاربنا الحياتية، ومواقفنا اليومية، وطبيعة الأشخاص الذين نتعامل معهم بشكل دائم.

ختام الأمر أنّنا لن نستطيع الحصول على اختبار شخصية دقيق جدًا فإنّنا يجب أن نبتعد جزئيًا عن اختبارات الشخصية التي تحمل في طيّاتها الاختبارات النفسية المعدة من قبل الآخرين، والبحث دائمًا عن شخصيتنا عن طريق البحث في ذواتنا، وطلب المساعدة ممن يستطيعون إعطائنا رأيًا سليمًا في أنفسنا من أصدقائنا ومعارفنا.