متى مات عنترة بن شداد

وفاةُ عنترةَ بنِ شدّاد

تُوفِّيَ عنترةُ بنُ شدّاد عامَ ستمئةٍ وخمسةَ عشرَ للميلادِ عن عُمرٍ يناهزُ التسعين عاماً فأكثرَ؛ إذ وُلِدَ عامَ خمسمئةٍ وخمسةٍ وعشرين، ويُقالُ إنّه تُوفِّيَ قَبلَ ذلك بخمسةَ عشرَ عاماً، أمّا قصّةُ موتِه فقد كانت موضِعَ اختلافٍ بين المُؤرِّخين، إلّا أنّ الغالبيّةَ قد تحدّثت عن وفاتِه قَتلاً في إحدى الغاراتِ التي شنّها على قبيلةِ طيء، وقد كان آخرَ ما قالَه عنترةُ بنُ شدّاد وهو جريحٌ:[١][٢]

وإن ابنَ سلمى عندَه فاعلموا دمي

وهيهاتَ لا يُرجى ابنُ سلمى ولا دمي

وإذا ما تمشى بين أجبال طيّيٍء

مكان الثريا ليس بالمتهضّمِ

عنترةُ بنُ شدّاد

عنترةُ بنُ شدّادٍ هو شاعرٌ فَحلٌ لم تتحدّث المصادرُ كثيراً عن حياتِه، إلّا أنّها ذكرَت أنّ أمَّه اسمُها زبيبةُ، وهي جاريةٌ سوداءُ، أمّا أبوهُ فهو شدّادُ الذي لم يعترِف به كولدٍ له، وإنّما اعتبرَه عبداً له، ومع ذلك فقد تحرَّرَ عنترةُ من العبوديةِ، وأصبحَ له شأنٌ خاصٌّ به، وقد كان مُحارِباً شُجاعاً، وفارساً مِقداماً، وكان عاشقاً، وشاعراً أُعجِبَ كلُّ الناسِ بشِعرِه.[٣]

حُبُّ عنترةَ لعبلةَ

أحبّ عنترةُ بنُ شدّادٍ فتاةً تُدعى عبلةَ، وكان يُسمّيها في قصائدِه (عَبْل)، إلّا أنّها لم تكُن تحبّه كما أحبّها، وكانت تبتعِدُ عنه، وتصُدّه، كما أنّ والدَها مالكٌ كانَ يكرَه عنترةَ كثيراً؛ ولهذا طلبَ منه مهراً كبيراً لها عندما تقدّمَ لخطبتِها، ومن هنا بدأت قصّةُ حبِّ عنترةَ الحزينةُ؛ إذ سُجِنَ بسببِ حبه، وحاول أن ينسى عبلةَ، ولكنّه لم يستطعْ، فزادَ من شِعرِه في حبِّ عبلةَ التي لم يتزوّجها، ولم يتزوّج فتاةً غيرَها.[٣]

شِعرُ عنترةَ بنِ شدّاد

عنترةُ بنُ شدّادٍ شاعرٌ مَلحميٌ، وأسلوبُه في الشِّعرِ مُشابهٌ لأسلوبِ المَلاحِمِ؛ فكانَ يجيدُ الوصفَ، وسردَ القصصِ في شِعرِه، وكانت ألفاظُه ذات تأثيرٍ كبيرٍ، فضلاً عن موسيقاهُ الشعريةِ التي يتجلّى فيها خيالُه، وقد تنوّعَت مواضيعُ الشِّعرِ في قصائدِه؛ فكانَ يذكرُ الوقائعَ، وينظُمُ شِعرَ المدحِ، والرثاءِ، والحماسةِ، بالإضافةِ إلى الفخرِ، والغزلِ العفيفِ بمحبوبتِه عبلةَ.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب “الدراسات الأدبية”، books.google.jo، اطلع عليه بتاريخ 26-5-2019. بتصرف.
  2. محمد معروف الساعدي، شرح ديوان عنترة بن شداد، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 3-6. بتصرف.
  3. ^ أ ب حسن الكيري‎، مؤانسات نقدية، مصر: دار لمار للنشر والتوزيع ، صفحة 175. بتصرف.