بحث عن ثلاثة أدباء من العصر العباسي

أبو الطيب المتنبي

أبو الطيب المتنبي هو أحمد بن الحسين بن الحسن الكوفي، أما تسميته بالمتنبي فتعود إلى أنّه ادعى النبوة في بادية السماوة، وقد اتبعه بهذا الادعاء خلق كثير، ولكن تصدى لهم لؤلؤ أمير حمص فأس المتنبي وتفرّق عنه أصحابه، وبعد سنوات التحق المتنبي بسيف الدولة وفارقه، ثمّ التحق بكافور الإخشيدي ومدحه، ثمّ قصد بلاد فارس ومدح فيها عضد الدولة، وفي طريق عودته تصدى له فاتك بن أبي جهل الأسدي ومع أصحابه فقتله في الصافية في الجانب الغربي من بغداد، أما منشأ المتنبي فقد ترعرع في أسرة فقيرة، فكبّر متمرداً على بيئته وواقعه، أصيب بالكِبَرِ والغرور، وقد انتقل من مكان إلى آخر بعد أن فشل في النبوة سعر وراء الملك، وقد امتدح الملوك، واحتل المدح ثلث شعره، وكان أجمل مدحه ما كان في حق سيف الدولة، أما في الهجاء فبرع في ذلك بهجاء كافور، و في قوله:[١]

لا تشترِ العبدَ إلاّ والعصا معه

إنّ العبيد لأنجاسٌ مناكيدُ

قد سارت حكمة التنبي وشعره على ألسن الناس، لما فيها من حكمة، وقدرة على توصيف حقائق النفس الإنسانية في مختلف مراحلها، وقد برَعَ في شعر الملاحم ووصف المعارك، ومن شعره ما مدح به سيف الجولة بعد انتصاره على الروم بقوله:[١]

على قدر أهل العزم تأتي العزائم

وتأتي على قدر الكرامِ المَكارمُ

أبو العلاء المعري

أبو العلاء المعري هو أحمد بن عبد الله بن سليمان، أبو العلاء المعري، التنوخي، ولد في معرة النعمان وتوفي فيها، كان جسمه نحيلًا بسبب إصابته بالجدري منذ سنٍ صغير، تربّى في بيت علم كبير، وكان يلبس أحسن الثياب، ولم يأكل اللحم لخمس وأربعين عامًا لأنّه كان يحرّم إيلام الحيوان، والمعري شاعر وفيلسوف، وديوان شعره مقسم إلى ثلاث أقسام هي: لزوم ما لا يلزم، وسقوط الزند، وضوء السقط، أما كتبه فنذكر منها: الأيك والغصون، وتاج الحرة، ورسالة الملائكة، ورسالة الغفران، وخطبة الفصيح.[٢]

أبو عبادة البحتري

أبو عبادة البحتري هو الوليد بن عبيد بن يحيى أبو عبادة، ولد في بادية منبج شرقيّ حلب، عام 204هـ، وعاش طفولته ما بين منبج وجلب، ونشأ في بيئة ساعدت على تغذية موهبته الشعرية، وأشهر الشعراء العرب في العصر العباسي، تتلمذ هذا الشاعر العظيم على يد أبي تمام، الذي اهتم به ووصى أهل معرّة النعمان أن يكرموه، أما آثار البحتري ديوان شعر ضخم، وعدة كتب، ومن هذه الكتب: كتاب الحماسة الذي قًسّم إلى أربعة وسبعين باباً، تضمن معاني أدبية قد تناولها الشعراء المتقدمين، والكتاب الثاني هو كتاب معاني الشعر، وكان صاحب معرفة بتاريخ العرب وأنسابهم، وهو شاعر خيال وصفاء، ووصف الطبيعة والعمران والبداوة والحضارة.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب “المتنبي”، الحكواتي، اطّلع عليه بتاريخ 21-2-2018.
  2. “أَبُو العَلاء المَعَرِّي”، المكتبة الشاملة، اطّلع عليه بتاريخ 21-2-2018.
  3. رحمان خليفة بشار (10-8-2017)، “الشاعر الکبیر «أبي عبادة البحتري»”، ديوان العرب، اطّلع عليه بتاريخ 21-2-2018.