كيف مات طارق بن زياد
طارق بن زياد
قائد الفتوحات العظيمة الفذ في الدولة الإسلامية، هو طارق بن زياد بن عبدالله من قبيلة نفزة البربرية الإفريقية، ولد في الجزائر وحفظ القرآن الكريم في صغره، وتعلم القراءة والكتابة وحفظ بعض أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام، وقد سمي جبل طارق باسم هذا القائد المسلم العظيم.
سيرته الجهادية
تعلق قلب طارق بن زياد بالجهاد، وهذا ما دعاه لأن يكون جندياً في جيش موسى بن نصير أمير المغرب وقائد الفتوحات الإسلامية فيها وقد ظهرت شجاعته الفائقة في القتال وقدراته القيادية الكبيرة، فلفت انتباه القائد موسى بن نصير واختاره ليكون قائداً على مقدمة الجيوش في المغرب التي كانت تقود الفتوحات الإسلامية في منطقة المغرب حتى المحيط الأطلسي، ويعدّ فتح الأندلس أعظم هذه الفتوحات.
مناطق فتحت بقيادته
- مدينة الحسيمة التي تقع في الشمال الإفريقي، حاصرتها الجيوش الإسلامية بقيادة طارق بن زياد ودخلوها، وأسلم أهلها.
- فتح جميع مدن المغرب العربي ولم تستعصِ عليه إلا مدينة سبتة لكثرة الإمدادات التي كانت تصلها من سفن القوط.
- فتح مدينة الأندلس ومضيق بحري يصل البحرالمتوسط بالأندلس، عرف فيما بعد باسم مضيق جبل طارق نسبةً إلى طارق بن زياد.
- فتح ولاية الجزيرة الخضراء واحتلّ قلاعها.
- السيطرة على وادي برباط في معركة وادي لكة.
- فتح مدينة طليطلة.
- فتح خليج بسكونية .
وفاته
توفي القائد طارق بن زياد سنة 720 للميلاد، وقد تضاربت الروايات حول وفاة القائد طارق بن زياد فهناك من قال أنّه اختفى بعد وصوله إلى الشام عاصمة الدولة الأموية بصحبة موسى بن نصير بعد أن استدعاهما الخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك ويقال أنّهما كانا على خلافٍ كبيرٍ معاً ممّا جعل الوليد بن عبد الملك يعزل كلاً منهما واختفى طارق بن زياد بعدها ولم يعرف له أثراً.
رواية أخرى تقول أنه مات فقيراً جداً لا يجد قوت يومه وأنّه كان يتسوّل لأجل الطعام في آخر أيامه، ولم يستلم أيّ ولاية من ولايات المدن التي فتحها وأنّه كان يمدّ يده للناس عند المساجد، وفي روايةٍ ثالثةٍ أنّ طارق بن زياد بعد عودته إلى الشام اختار أن يعيش بقية عمره في الصلاة والتفرغ للعبادة والبعد عن جميع المناصب والولايات ومات دون أن يعلم بأمره أحدٌ من العامة.
رحم الله القائد المسلم العظيم طارق بن زياد وأسكنه فسيح جناته، فقد صنع لهذه الأمة أمجاداً استمرت لقرون كثيرةٍ بعد وفاته وسيذكر التاريخ إلى الأبد بطولات هذا القائد الفذ وتضحياته الكثيرة لنشر الإسلام عن طريق الفتوحات الإسلامية التي كان قائدها.