أشعار عن ظلم الناس
قصيدة معرة الظلم على من ظلم
يقول الشاعر خليل مطران في قصيدته معرة الظلم على من ظلم:
مَعَرَّة الظلْمِ عَلَى مَنْ ظلِمْ
- وَحُكْمُ مَنْ جَارَ عَلَى مَنْ حَكَمْ
وَإِنَّ مَا أُوخِذْتَ زُوراً بِهِ
- بَرَاءةُ الصِّدْقِ وَغُرُّ الشِّيَمْ
وَمَا عَلَى النورِ إِذَا سَطَّرُ
- و عَلَيْهِ عَيّباً بِمِدَادِ الظُّلَمْ
وَفِتْيَةٍ إِنْ تَتَنَوَّرْ تَجِدْ
- وِي قُضَاةٍ خَدَمْ
هَمُّوا بِأَنْ يَنتَقِصُوا فِي الوَرَى
- خُلُقاً عَظِيماً فَسَمَا وَاسْتَتمّْ
وَحَاوَلُوا أَنْ يَصِمُوا فَاضِلاً
- بِمَا أَبَى الله لَهُ وَالكَرَمْ
فَسَوَّدُوا أَوْجُهَ أَحْكَامِهِمْ
- وَابْيَضَّ وَجْهُ الفَاضِلِ المُتهَمْ
قصيدة مَنْ عَفَّ عَنْ ظُلْمِ اُلْعِبَادِ تَوَرُّعا
يقول الشاعرابن حيوس في قصيدته مَنْ عَفَّ عَنْ ظُلْمِ اُلْعِبَادِ تَوَرُّعا:
مَنْ عَفَّ عَنْ ظُلْمِ اُلْعِبَادِ تَوَرُّعا
- جَاءَتْهُ أَلْطَافُ الآِلَهُ تَبَرُّعا
إنا توقعنا السلامة َ وحدها
- فَکسْتَلْحَقَتْ مَا لَمْ يَكُنْ مُتَوَقَّعا
مَا قِيلَ أَصْبَحَ مُفْرِقاً مِنْ دَائِهِ
- ذا الليثُ حتى قيلَ أصبحَ متبعا
خبرٌ تضوعتِ البلادُ بنشرهِ
- طِيباً فَأَغْنى سَائِفاً أَنْ يَسْمَعَا
مَا إِنْ إِتي فَهْمَ الْقَريبِ عِبَارَة ً
- حَتّى لَقَدْ فَهِمَ الْبَعِيدُ تَضَوُّعا
قَدَمَتْهُ قَبْلَ قُدُومِهِ النُّعْمى الَّتي
- جَلَتِ الْمَخَافَة َ وَالْمُحُولَ فَأَقْشَعا
يومَ امتطيتَ قرى جوادٍ وقعهُ
- مِنْ وَقْعِ ذَاكَ الْغَيْثِ أَحْسَنُ مَوْقِعا
الغَيْثُ يَهْمِي ثُمَّ يُقْلِعُ صَوْبُهُ
- حيناً وَليسَ نداكَ عنا مقلعا
إنْ سميَ الإثنينُ مغربَ همنا
- فالسبتُ يدعى للمسرة ِ مطلعا
يومانِ إنْ يتفرقا فلقدْ غدا
- سهمُ السعادة ِ فيهما مستجمعا
قَدْ أَدْرَكَ الإِسْلاَمُ فِيكَ مُرَادَهُ
- فَلْيَهْنِكَ الْفَرْعُ الَّذِي لَنْ يُفْرَعا
سبقتهُ عينُ الشمسِ علماً أنهُ
- يزري ببهجتها إذا طلعا معا
لَوْ فَتَّرَتْ حَتّى يَجِيءَ أَمامَها
- فِتْراً لَما أَمِنَ الْوَرى أَنْ تَرْجِعا
ما غضَّ منهُ طلوعها منْ قبله
- إِذْ كانَ أَبْهى فِي الْعُيُونِ وَأَرْفَعا
وَلَئِنْ سُقِينا الْغَيْثَ مِنْ بَرَكاتِهِ
- فَلَقَدْ سَقى الأَعْدَاءَ سُمّاً مُنْقَعا
وَهْوَ ابْنُ أَرْوَعَ مُذْ رَأَيْنا وَجْهَهُ
- لمْ نلقَ منْ صرفِ الزمانِ مروعا
قَدْ ظَلَّ قَصْرُكَ مُشْبِلاً مِنْهُ فَعِشْ
- حتى تراهُ منْ بنيهِ مسبعا
فَهْوَ الَّذِي كَفَلَتْ لَهُ آلآؤُهُ
- أَلاَّ يُصِيبَ الْحَمْدُ عَنْهُ مَدْفَعا
وَدعا القلوبَ إلى هواهُ فأصبحتْ
- فأجابَ فيهِ اللهُ دعوة َ منْ دعا
عَمَّتْ فَوَاضِلُهُ فَأَنْجَحَ سَعْيُ مَنْ
- يَبْغِي مَآرِبَهُ بِهِ مُسْتَشْفِعا
سَيَكُونُ فِي كَسْبِ الْمَعالِي شافِعاً
- لكَ مثلما أضحى إليكَ مشفعا
ريعتْ لهُ الأملاكُ قبلَ رضاعهِ
- وَ تزعزعتْ منْ قبلِ أنْ يترعرعا
سامٍ وَلما يسمَ نفاعٌ وَلمْ
- يأمرْ وَساعٍ في العلاءِ وَما سعا
وَإخالهُ يأبى الثديَّ بعزة ٍ
- حتى تدرَّ لهُ الثناءَ فيرضعا
فَتَمَلَّ دَاراً بَلَّغَتْكَ سُعُودُها
- أَقْصى الْمُنى وَإِخالُها لَنْ تَقْنَعا
حَتّى تَرى هذَا الْهِلاَلَ وَقَدْ بَدَا
- بَدْراً وَذَا الْغُصْنَ الأَنِيقَ مُفَرِّعا
متعتَ ما متعَ النهارُ بقربهِ
- أبداً وَدامَ بكَ الزمانُ ممتعا
وَرَأَيْتَ مِنْهُ ما رَأَى مِنْكَ الْوَرى
- لِتَطِيبَ مَرْأَى ً فِي الْبِلاَدِ وَمَسْمَعا
وَليهنِ بيتاً نعمة ٌ وَهبتْ لهُ
- شَرَفاً أَعَزَّ مِنَ السِّماكَ وَأَمْنَعا
أُزْرِي بِها إِنْ قُلْتُ خَصَّتْ عامِراً
- فَأَقُولُ بَلْ عَمَّتْ نِزَاراً أَجْمَعا
خَضَعَتْ لِعِزَّتِكَ الْقَبَائِلُ رَهْبَة ً
- وَمِنَ الصَّوَابِ لِمُرْهِبٍ أَنْ يُخْضَعا
ظلتْ تخرُّ ملوكها لكَ سجداً
- وَيَعِزُّ أَنْ تُلْفى لِغَيْرِكَ رُكَّعا
عَرَفُوا مِصَالَكَ فِي الْحُرُوبِ فَأَذْعَنُوا
- فرجعتَ بالفضلِ الذي لنْ يدفعا
وَكسوتهمْ في السلمِ غيرَ مدافعٍ
- أَضْعافَ مَا سَلَبَتْ سُيُوفُكَ فِي الْوَعا
فأبدتهمْ عندَ التبازرِ قاطعاً
- وَأَفَدْتَهُمْ عِنْدَ التَّجَاوُزِ مُقْطِعا
وَجعلتَ شقوتهمْ بعفوكَ نعمة ً
- وَأَحَلْتَ مَشْتَاهُمْ بِفَضْلِكَ مَرْبَعا
تَرَكُوا انْتِجَاعَ الْمُعْصِراتِ وَيَمَّمُوا
- ظِلاًّ إِذَا مَا الْعَامُ أَمْعَرَ أَمْرَعا
وَمتى ياطركَ العلاءَ مشاطرٌ
- تَرَكَ الْبَطِيءَ وَرَاءَهُ مَنْ أَسْرَعا
تَرْقى إِلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ فَرْسَخَاً
- وَسواكَ يرقى كلَّ يومٍ إصبعا
قصيدة أقيدوا القوم إن الظلم لايرضاه ديان
يقول الشاعرالفند الزماني في قصيدته أقيدوا القوم إن الظلم لايرضاه ديان:
أقيدوا القومَ إنَّ الظُل
- مَ لا يرضاهُ دَيَّانُ
وإنَّ النارَ قَد تُصـ
- ـبِحُ يوماً وَهي نِيرانُ
وفي العُدوانِ للعدوا
- نِ تَوهينٌ واقران
وفي القومِ معاً للقو
- مِ عندَ البأسِ أقرانُ
وبعضُ الحلمِ يومَ الجه
- لِ للذلَّةِ إذعانُ
كففنا عن بني هندٍ
- وقُلنا القَومُ اخوانُ
عسى الأيامُ أن يرجِعـ
- ـنَ قوماً كالذي كانوا
فلمّا صرَّحَ الشَّرُّ
- بدا والشَّرُّ وعُريانُ
ولم يبقَ سوى العدوا
- نِ دِنّاهم كما دانوا
أُناسٌ أَصلُنا منهم
- ودِنّا كالذي دانوا
وكُنّا معهم نرمي
- فنحن اليومَ أُحدانُ
وفي الطّاعةِ للجا
- هلِ عندَ الحُرِّ عِصيانُ
فلما أُبيَ الصُلحَ
- وفي ذلكَ خِذلانُ
شَدَدنا شدَّةَ الليثِ
- غدا والليثُ غَضبانُ
بضَربٍ فيه تأثِيمٌ
- وتفجيعٌ وارنانُ
وقد أدهُنُ بعض القومِ
- إذ في البَغيِ ادهانُ
وقد حلَّ بكل الحيِّ
- بَعدَ البَغيِ إمكانُ
بطَعنٍ كفمِ الزِّقِّ
- غدا والزِّقُّ ملآنُ
له بادِرَةٌ من
- أحمرِ الجَوفِ وثُعبانُ
وفي الشَّرِّ نجاةٌ حينَ
- لا يُنجِيكَ إحسانُ
ودانَ القومُ أن
- لَقِيَ الفِتيانَ فِتيانُ
قصدة ألم تحتلف أن لا تعود إلى ظلم
يقول الشاعر ابن الساعاتي في قصيدته ألم تحتلف أن لا تعود إلى ظلم:
ألم تحتلفْ أن لا تعود إلى ظلمٍ
- فلمْ جرّدتْ ألحاظ عينيكَ في السّلمِ
وما بال كفُّ الدلِّ نحو مقاتلي
- تسدّدُ من عطفيك بعض القنا الصُّمِ
ولم أرَ موتاً قبل موتك مشتهى
- ولا صحةً زينت بشافٍ من السقمِ
عدمتُ الغنى من وجنةٍ ذهبيةٍ
- تصان وهذا خالها طابعُ الختمِ
وقد بلَّغتْ عني بلاغة أدمعي
- وباح نحولي بالخفيَّ من الكتمِ
فما شافه العذَّال مثل مدامعي
- ولا خاطب الواشين أفصحُ من سقمي
وسمراءَ كالخطّي تحمى بمثلها
- قواماً ولكنّ لا يثقَّف بالضَّمِ
شهيُّ وإن أصدى مع البرد ريقها
- قفل في كريم مولع بابنة الكرمِ
وقد نظمت في سلك جسمي مدامعي
- فما بالها صدَّت عن العقد ذي النظمِ
ألوذ بصبري عائذاً من جفونها
- فيسلمني من مقلتيها إلى خصمِ
وليلة وصلٍ أنجز الطَّيف وعده
- فجاد بها بعد القطيعة والصَّرمِ
أمنَّا بها أن تنقضي سنة الدجى
- وأن تترقَّى نحونا همَّة الهمِّ
غنيتُ بمأثور العتاب فلم أرد
- غناءً وعن كأس المدامة بالظَّلمِ
فأبعدْ بنفث البابلي وسحرهِ
- وأهونْ بنشر البابليَّة والطعمِ
وبكرٍ من اللذَّات نلتُ بها المنى
- وبتُّ نديمَ الإثم فيها بلا إثمِ
أضمُّ قضيب البان في ورق الصّبا
- وألثمُ بدر التمِّ في سحب اللُّثمِ
إلى أن حكى ثغرٌ من الصبح ضاحك
- إباءَ صفيّ الدين في ظلم الظُّلم