قصيدة قصيرة عن الوطن

شعر في حب الوطن

  • يقول أحمد شوقي:

عُصفورَتانِ في الحِجا

زحَلَّتا عَلى فَنَن

في خامِلٍ مِنَ الرِيا

ضِ لا نَدٍ وَلا حَسَن

بَيناهُما تَنتَجِيا

نِ سَحَراً عَلى الغُصُن

مَرَّ عَلى أَيكِهِما

ريحٌ سَرى مِنَ اليَمَن

حَيّا وَقالَ دُرَّتا

نِ في وِعاءٍ مُمتَهَن

لَقَد رَأَيتُ حَولَ صَن

عاءَ وَفي ظِلِّ عَدَن

خَمائِلاً كَأَنَّها

بَقِيَّةٌ مِن ذي يَزَن

الحَبُّ فيها سُكَّر

وَالماءُ شُهدٌ وَلَبَن

لَم يَرَها الطَيرُ

وَلَم يَسمَع بِها إِلّا اِفتَتَن

هَيّا اِركَباني نَأتِها

في ساعَةٍ مِنَ الزَمَن

قالَت لَهُ إِحداهُما

وَالطَيرُ مِنهُنَّ الفَطِن

يا ريحُ أَنتَ اِبنُ السَبي

لِ ما عَرَفتَ ما السَكَن

هَب جَنَّةَ الخُلدِ اليَمَن

لا شَيءَ يَعدِلُ الوَطَن
  • يقول ابن الرومي:

ولي وطنٌ آليتُ ألا أبيعَهُ

وألا أرى غيري له الدهرَ مالكا

عهدتُ به شرخَ الشبابِ ونعمةً

كنعمةِ قومٍ أصبحُوا في ظلالِكا

وحبَّبَ أوطانَ الرجالِ إِليهمُ

مآربُ قضاها الشبابُ هنالكا

إِذا ذَكَروا أوطانهم ذكرَّتهمُ

عهودَ الصِّبا فيها فَحنُّوا لذاكا

فقد ألفتهٌ النفسُ حتى كأنهُ

لها جسدٌ إِن بان غودرَ هالكا

موطنُ الإِنسانِ أمٌ فإِذا

عقَّهُ الإِنسانُ يوماً عقَّ أمَّه
  • يقول مصطفى صادق الرافعي:

بلادي هواها في لساني وفي دمي

يمجدُها قلبي ويدعو لها فمي

ولا خيرَ فيمن لا يحبُّ بلادَهُ

ولا في حليفِ الحب إن لم يتيم

ومن تؤوِهِ دارٌ فيجحدُ فضلها

يكن حيواناً فوقه كل أعجمِ

ألم ترَ أنَّ الطيرَ إن جاءَ عشهُ

فآواهُ في أكنافِهِ يترنم

وليسَ من الأوطانِ من لم يكن لها

فداء وإن أمسى إليهنَّ ينتمي

على أنها للناس كالشمس لم تزلْ

تضيءُ لهم طراً وكم فيهمُ عمي

ومن يظلمِ الأوطان أو ينسَ حقها

تجبه فنون الحادثات بأظلم

ولا خيرَ فيمنْ إن أحبَّ دياره

أقام ليبكي فوقَ ربعٍ مهدم

وقد طويتْ تلك الليالي بأهلها

فمن جهلَ الأيامَ فليتعلم

وما يرفع الأوطانَ إلا رجالها

وهل يترقى الناسُ إلا بسلم

ومن يكُ ذا فضلٍ فيبخل بفضلهِ

على قومهِ يستغنَ عنه ويذمم

ومن يتقلبْ في النعيم شقيْ بهِ

إذا كان من آخاهُ غير منعم

الحنين إلى الوطن

يقول أحمد شوقي:

اختـلاف الــنهار والليل ينسي

اذكرا لي الصبا وأيام أنسي

وصفا لي ملاوةً من شبابِ

صورت من تصوراتٍ ومسِّ

عصفت كالصبا اللعوب ومرت

سِنةً حلوة ولذة خلس

وسِلا مصر هل سلا القلب عنها

أو أسا جرحه الزمان المؤسي

كلما مرت الليالي عليه

رق والعهد في اللياليي تقسي

مستطار إذا البواخر رنت

أول الليل أو عوت بعد جرسِ

راهب في الضلوع للسفن فطن

كلما ثُرن شاعهن بنقس

يابنة اليم ما أبوك بخيل

ماله مولعاً بمنع وحبس

أحرام على بلابله الدوح

حلال للطير من كل جنس

كل دار أحق بالأهل إلا

في خبيث من المذاهب رجس

نفسي مرجل وقلبي شراع

بهما في الدموع سيري وأرسي

وطني لو شغلت بالخلد عنه

نازعتني إليه في الخلد نفسي

الشوق للوطن

يقول إبراهيم العريض:

سَقَتِ الغادياتُ أرضاً رعتْني

طاب للظبي في رُباها المقامُ

ورعى اللهُ تربةً أنشأتْني

وعهودُ الصِّبا بها أحلام

خلعتْ حسنَها عليها الليالي

وازدهتْ في ظلالها الأيام

وعليها تناثرتْ دُرَرُ القَطْـ

ـرِ انتشاراً وانحلّ ذاك النِّظام

إن غصناً أطلَّ في القلب غَنّى

فوقه بلبلٌ وناح حَمام

كلّما اهتزّ جانبُ القلبِ للذِّكْـ

ـرى، فللوجدِ فوقه أنغام

ساقني موطني على البعد شوقَ الطْـ

طَيْرِ للظلّ قد براه الأُوام

والمهى للمروج والأرضِ للغَيْـ

ـثِ إذا أمحلتْ وماج القَتام

جئتُها والخشوعُ ملءُ ضلوعي

بعد أن عُلّلتْ بها أعوام

فرأتْ من خلال دمعيَ عيني

أثراً للذين في الربع ناموا

طَللٌ قد ضحكنَ فيها الأماني

فَهْي بَضّاء ليس فيها مَلام

فاخلعِ النعلَ إنها تربةٌ بُو

رِكَ في نَبْتها سقاها الغمام

تربةٌ قد تَسلسلَ الماءُ من تَحْـ

ـتِ رُباها تَزينها أعلام

لفحتْها الرياحُ والشمسُ حمرا

ءُ ، كلون الزجاجِ فيها الـمُدام

خُضرةٌ فوق حمرةٍ قد جلتْها

صُفرةٌ فوقها خفقنَ الخِيام

وعُقودٌ من اللآلئ يَهديـ

ـها لِــجِيد الحسانِ بحرٌ طغام

عَلِقتْها نفسي شباباً وبُرْدُ الْـ

ـعَيْشِ غَضٌّ فطاب فيها الغرام

لا أرتْني الحياةُ بعدَكِ أرضاً

موطنَ الدُّرِّ لا علاكَ مقام

تلك أرضُ الجدودِ أرضُ أَوالٍ

حلّ مغناكِ نَضْرةٌ وسلام

التضحية فداء الوطن

يقول إبراهيم الأسطى:

بين أهوال وأخطا

ر صباحا ومساء

حالة الجندي في المي

دان يأس وعناء

أهله أولاده أم

واله ضاعت هباء

حتفه يرقبه ما

بين أرض وسماء

وهو للموت إذا ما

أغمض الجفن غذاء

ما الذي يرجوه في الدن

يا وقد ضاع الرجاء

أترى يجبن والجب

ن سلاح الضعفاء

أم ترى يدعو إله ال

كون أم لات دعاء

ما له غير اقتحام ال

موت والموت حياة

مبدأ الجندي في المي

دان نصر أو ممات

هو ذا في خندق يك

سوه ثوب من جليد

رابض كالليث لا يع

بأ بالبرد الشديد

رابط الجأش إذا قي

ل استعدوا يا جنود

ها هم الأعداء منا

قيد ميل أو بريد

رحب الجندي بال

موت فداء للبنود

إن تكن مرفوعة خف

فاقة فهو يسود

أو يراها أنزلت فه

و شبيه بالعبيد

فليعش من عاش فالجن

دي قد مات شهيد

حسبه أن ينعم الأح

ياء من أمته بالطيبات

قد قضى في ذلك المي

دان أسمى الواجبات

مجدوه فهو رمز ال

مجد بل رمز الفخار

واجعلوا من قبره المج

هول تمثالا يزار

وانثروا الورد على القب

ر بصمت ووقار

واذكروا الجندي في المي

دان لا يرضى الفرار

فضل الموت على عي

ش بذلّ وصغار

قد سقى من دمه الأر

ض فجادت بالثمار

واقتطفتم بعده حر

رية بالانتصار

يا له من ميت أح

يا كبارا وصغارا

ضاربا رقما قياسي

يا ببذل التضحيات

في سبيل المثل الأع

ـلى بصبر وثبات