قصيدة عن الزمن

قصيدة ويخدعنا الزمن للشاعر فاروق جويدة

مضينا مع الدهر بعض الليالي

فجاء إلينا بثوب جديد

وأنواع عطر، ونجم صغير

يداعبنا بالمنى من بعيد

وألحان عشق تذوب اشتياقاً

وكأس، وليل، وأيام عيد

ونام الزمان على راحتينا

بريئاً بريئاً كطفل وليد

وقام يزمجر وحشاً جسوراً

ويعصف فينا بقلب حديد

فأحرق في الثوب عطر الأماني

وألقى علينا رياحا تبيد

وقال: أنا الدهر أغفو قليلاً

ولكن بطشي شديد.. شديد

فأعبث بالناس ضوءاً وظلاً

وساعات حزن، وأنسام غيد

وأمنحهم أمنيات عذاباً

يعيشون فيها حياة العبيد

وألقي بهم في ظلام كئيب

وأسخر من كل حلم عنيد

غداً في التراب يصيرون صمتاً

وتمضي الليالي على ما أريد

وأمضي على كل بيت أغني

تطوف الكؤوس بوهم.. جديد

قصيدة حذار حذار من ركون إلى الزمن للشاعر ابن شكيل

حَذارِ حَذارِ مِن رُكونٍ إِلى الزَمَن

فَمَن ذا الَّذي يُبقي عَلَيهِ وَمَن وَمَن

أَلَم تَرَ لِلأَحداثِ أَقبَلَها المُنى

وَأَقتُلَها ما عَرَّضَ المَرءَ لِلفِتَن

تُسَرُّ مِنَ الدُنيا بِما هُوَ ذاهِبٌ

وَيَبكي عَلى ما كانَ مِنها وَلَم يَكُن

أَرى دارَنا لَيسَت بِدارِ إِقامَةٍ

أَرَدنا نَواءً عِندَها وَهيَ في ظَعَن

فَكَم سَكَنَ الدُنيا مُلوكٌ أَعِزَّةٌ

تَفانَوا فَلَم تَستَبِقِ مِنهُم لَها سَكَن

وَكَم في الثَرى دَسَّت جَبينَ مُتَوَّجٍ

فَأَصبَحَ بِالإِقدامِ يوطا وَيُمتَهَن

وَذي جُنَّةٍ كانَت تَقيهِ مِنَ الرَدى

أَتاهُ الرَدى فَاِعتاضَ مِنها ثَرى الجَنَن

وَكَالصَقرِ فَوقَ السابِقاتِ اِغتَضَت بِهِ

أَعالِيَ أَعوادِ مِنَ النَعشِ فَاِرجَحَن

وَمَن ضاقَت الدُنيا بِهِ وَبِجَيشِهِ

طَوَت شَخصَهُ في قَيدِ شِبرٍ مِنَ الكَفَن

وَمُحتَجِبٍ لا يَخرِقُ الإِذنَ حُجبَهُ

وَلَجنَ مَناياهُ عَلَيهِ وَما أَذِن

وَذي حَرَسٍ لا يَغفَلونَ اِحتِراسَهُ

رَمَتهُ فَلَم يُنصَرُ عَلَيها وَلَم يُعَن

وَما سِحِ عِطفَيهِ مِنَ الدَرَنِ اِنبَرَت

لَهُ الدُودُ أَكلاً فَاِنثَنى دَرَنَ الدَرَن

وَذي أَمَلٍ مِن دونِهِ أَجَل لَهُ

غَذا شَركاً ما كانَ قَبلُ لَهُ وَسَن

فَما اِعثَرَ الآمالَ في أَجلِ الفَتى

وَأَقرَبَ أَيّامَ السُرورِ مِنَ الحَزَن

عَفاهُ عَلى الدُنيا فَإِنَّ نَعيمَها

كَأَضغاثِ أَحلامٍ تَلَذُّ بِلا وَسَن

قصيدة في هذا الزمن المجنون للشاعر فاروق جويدة

لا أفتح بابي للغرباء

لا أعرف أحداً

فالباب الصامت نقطة ضوء في عيني

أو ظلمة ليل أو سجان

فالدنيا حولي أبواب

لكن السجن بلا قضبان

والخوف الحائر في العينين

يثور ويقتحم الجدران

والحلم مليك مطرود

لا جاه لديه ولا سلطان

سجنوه زماناً في قفص

سرقوا الأوسمة مع التيجان

وانتشروا مثل الفئران

أكلوا شطآن النهر

وغاصوا في دم الأغصان

صلبوا أجنحة الطير

وباعوا الموتى والأكفان

قطعوا أوردة العدل

ونصبوا ( سيركاً ) للطغيان

في هذا الزمن المجنون

إما أن تغدو دجالاً

أو تصبح بئراً من أحزان

لا تفتح بابك للفئران

كي يبقى فيك الإنسان

قصيدة لَعَمرُكَ ما طولُ هَذا الزَمَن للشاعر الأعشى

لَعَمرُكَ ما طولُ هَذا الزَمَن

عَلى المَرءِ إِلّا عَناءٌ مُعَن

يَظَلُّ رَجيماً لِرَيبِ المَنونِ

وَلِلسَقمِ في أَهلِهِ وَالحَزَن

وَهالِكِ أَهلٍ يُجِنّونَهُ

كَآخَرَ في قَفرَةٍ لَم يُجَن

وَما إِن أَرى الدَهرَ في صَرفِهِ

يُغادِرُ مِن شارِخٍ أَو يَفَن

فَهَل يَمنَعَنّي اِرتِيادي البِلا

دَ مِن حَذَرِ المَوتِ أَن يَأتِيَن

أَلَيسَ أَخو المَوتِ مُستَوثِقاً

عَلَيَّ وَإِن قُلتُ قَد أَنسَأَن

عَلَيَّ رَقيبٌ لَهُ حافِظٌ

فَقُل في اِمرِئٍ غَلِقٍ مُرتَهَن

أَزالَ أُذَينَةَ عَن مُلكِهِ

وَأَخرَجَ مِن حِصنِهِ ذا يَزَن

وَخانَ النَعيمُ أَبا مالِكٍ

وَأَيُّ اِمرِئٍ لَم يَخُنهُ الزَمَن

أَزالَ المُلوكَ فَأَفناهُمُ

وَأَخرَجَ مِن بَيتِهِ ذا حَزَن

وَعَهدُ الشَبابِ وَلَذّاتُهُ

فَإِن يَكُ ذَلِكَ قَد نُتَّدَن

وَطاوَعتُ ذا الحِلمَ فَاِقتادَني

وَقَد كُنتُ أَمنَعُ مِنهُ الرَسَن

وَعاصَيتُ قَلبِيَ بَعدَ الصَبى

وَأَمسى وَما إِن لَهُ مِن شَجَن

فَقَد أَشرَبُ الراحَ قَد تَعلَمي

نَ يَومَ المُقامِ وَيَومَ الظَعَن

وَأَشرَبُ بِالريفِ حَتّى يُقا

لَ قَد طالَ بِالريفِ ما قَد دَجَن

وَأَقرَرتُ عَيني مِنَ الغَنِيا

تِ إِمّا نِكاحاً وَإِمّا أُزَن

مِن كُلِّ بَيضاءَ مَمكورَةٍ

لَها بَشَرٌ ناصِعٌ كَاللَبَن

عَريضَةُ بوصٍ إِذا أَدبَرَت

هَضيمُ الحَشاشَختَةُ المُحتَضَن

إِذا هُنَّ نازَلنَ أَقرانَهُنَّ

وَكانَ المِصاعُ بِما في الجُوَن

تُعاطي الضَجيعَ إِذا أَقبَلَت

بُعَيدَ الرُقادِ وَعِندَ الوَسَن

صَليفِيَّةً طَيِّباً طَعمُها

لَها زَبَدٌ بَينَ كوبٍ وَدَن

يَصُبُّ لَها الساقِيانِ المِزا

جَ مُنتَصَفَ اللَيلِ مِن ماءِ شَن

وَبَيداءَ قَفرٍ كَبُردِ السَديرِ

مَشارِبُها دائِراتٌ أُجُن

قَطَعتُ إِذا خَبَّ رَيعانُها

بِدَوسَرَةٍ جَسرَةٍ كَالفَدَن

بِحَقَّتِها حُبِسَت في اللَجي

نِ حَتّى السَديسُ لَها قَد أَسَن

وَطالَ السَنامُ عَلى جَبلَةٍ

كَخَلقاءَ مِن هَضَباتِ الضَجَن

فَأَفنَيتُها وَتَعالَلتُها

عَلى صَحصَحٍ كَرِداءِ الرَدَن

تُراقِبُ مِن أَيمَنِ الجانِبَي

نِ بِالكَفِّ مِن مُحصَدٍ قَد مَرَن

تَيَمَّمتُ قَيساً وَكَم دونَهُ

مِنَ الأَرضِ مِن مَهمَهٍ ذي شَزَن

وَمِن شانِئٍ كاسِفٍ وَجهُهُ

إِذا ما اِنتَسَبتُ لَهُ أَنكَرَن

وَمِن آجِنٍ أَولَجَتهُ الجَنو

بُ دِمنَةَ أَعطانِهِ فَاِندَفَن

وَجارٍ أُجاوِرُهُ إِذ شَتَو

تُ غَيرِ أَمينٍ وَلا مُؤتَمَن

وَلَكِنَّ رَبّي كَفى غُربَتي

بِحَمدِ الإِلَهِ فَقَد بَلَّغَن

أَخا ثِقَةٍ عالِياً كَعبُهُ

جَزيلَ العَطاءِ كَريمَ المِنَن

كَريماً شَمائِلُهُ مِن بَني

مُعاوِيَةَ الأَكرَمينَ السُنَن

فَإِن يَتبَعوا أَمرَهُ يَرشُدوا

وَإِن يَسأَلوا مالَهُ لا يَضِن

وَإِن يُستَضافوا إِلى حُكمِهِ

يُضافُ إِلى هادِنٍ قَد رَزَن

وَما إِن عَلى قَلبِهِ غَمرَةٌ

وَما إِن بِعَظمٍ لَهُ مِن وَهَن

وَما إِن عَلى جارِهِ تَلفَةٌ

يُساقِطُها كَسِقاطِ الغَبَن

هُوَ الواهِبُ المِئَةَ المُصطَفا

ةَ كَالنَخلِ زَيَّنَها بِالرَجَن

وَكُلَّ كُمَيتٍ كَجِذعِ الخِصا

بِ يَرنو القِناءَ إِذا ما صَفَن

تَراهُ إِذا ما عَدا صَحبُهُ

بِجانِبِهِ مِثلَ شاةِ الأَرَن

أَضافوا إِلَيهِ فَأَلوى بِهِم

تَقولُ جُنوناً وَلَمّا يُجَنّ

وَلَم يَلحَقوهُ عَلى شَوطِهِ

وَراجَعَ مِن ذِلَّةٍ فَاِطمَأَنّ

سَما بِتَليلٍ كَجِذعِ الخِصا

بِ حُرِّ القَذالِ طَويلِ الغُسَن