أشعار كبرياء رجل

قصيدة نداؤك يا فؤاد كفى نداء للشاعر ابراهيم ناجي

نداؤك يا فؤاد كفى نداءَ

أما تنفك تسقيني الشقاءَ

أنا ظمآن لم يلمعْ سرابٌ

على الصحراءِ إلا خلتُ ماءَ

وأنت فراش ليلى كل نور

وتبعث كلَّ برق قد أضاءَ

فؤاديْ قل لها لما افترقنا

على شجن، وما نرجو اللقاءَ

حببتكِ ما شدوت شعراً

ولكني اعتصرت لكِ الدماءَ

إذا أنا في هواك أضعت روحي

فلست أضيعُ فيك دمي هباءَ

غرامُكِ كان محراب المصلى

كأني قد بلغتُ بكِ السماءَ

خلعت الآدميةَ فيه عني

ولكن ما خلعت به الإباءَ

فلم أركعْ بساحته رياءَ

ولا كالعبد ذلاًّ وانحناءَ

ولكني حببْتُكِ حبَّ حرٍّ

يموتُ متى أراد وكيف شاءَ

وحبيب كان دنيا أملي

حبه الحرابُ والكعبةُ بيتُهْ

من مشى يوماً على الوردِ له

فطريقي كان شوكا ومشيتُهْ

من سقى يوماً بماءٍ ظامئاً

فأنا من قدحٍ العمرِ سقيتُهْ

خفق القلبُ له مختلجاً

خفقةُ المصباحِ إذ ينضبُ زيتُهْ

قد سلاني فتنكرتُ لهُ

وطوى صفحةَ حبي فطويتُهْ

أقبلتُ للنيلِ المباركِ شاكياً

زمني وقد كثرتْ عليَّ همومي

ومسحتُ كفيْ والجبينَ بمائهِ

علِّي أهدئ ثورةَ المحمومِ

وجلست أنثرُ جعبةً معمورةً

بالذكرياتِ جديدِها وقديم

لهفي لحب مات غيرَ مدنسٍ

وشباب عمر مرَّ غيرَ ذميمِ

خان الأحبةُ والرفاقُ ولم أخنْ

عهدي لهم وصفحتُ صفحَ كريمِ

أيخيفُني العشبُ الضعيفُ أنا الذي

أسلمت للشوكِ الممضِّ أديمي

وإذا ونى قلبي يدق مكانه

شممي وتخفقُ كبرياءُ همومي

إني لأحمل جعبتي متحديا

زمني بها وحواسدي وخصومي

أحني لعرش الله رأساً ما انحنى

بالذل يوماً في رحابِ عظيمِ

قصيدة أهكذا حتى ولا مرحبا للشاعر مصطفى التل

أهكذا حتى ولا مرحبا

لله أشكو قلبك القلبا

أهكذا حتى ولا نظرة

ألمح فيها ومض شوق خبا

أهكذا حتى ولا لفتة

أنسم منها عرفك الطيبا

ناشدتك الله وأيامنا

ونشوة الحب بوادي الصبا

وغصة الذكرى وآلامها

وحرمة الماضي وما غيبا

لا تسأليني اي سر لقد

احال عمري خاطرا مرعبا

عمان ضاقت بي وقد جئتكم

أتنجع الآمال في ‘ مادبا ‘

يا هند برق لاح لي موهنا

تنورته العين مستهضبا

فاض ‘ بحسبان ‘ فهشت له

حسما ‘ و ‘ وادي يتمها ‘ رحبا

فرف بالقلب رسيس الهوى

وود صدع الشمل لو يرأبا

ود وما عل واشباهها

بمرجعات للصبا أشيبا

رب مقيل في ظلال الغضا

يدعم فيه المنكب المنكبا

ما تامني الوارف من ظله

ولا عناني منه ان اقربا

مخافة النفس بأرجائها

ظفر من الأشواق ان ينشبا

فحسبك الآلام تزجينها

قلبا من الآلام قد اتعبا

يا هند تالله سموم الأسى

سيان عندي لفحها والصبا

فلن يضير اليأس ان قانط

شام المنى تفتر فاستعذبا

وما عليه ان يكن برقها

ككل برق شامه خلبا

وما على التوبة من ناكث

أن يشرب اليوم وأن يطربا

وما على الخمار ان شرقت

به الخوابي والهدى غربا

كم رصعت أفقي نجوم المنى

ثم تهاوت كوكبا كوكبا

‘ بالسلط ‘ غزلان كما قيل لي

هضيمة الكشح حصان الخبا

المجد والوجد بقاماتها

عن غاية اللطف لقد أعربا

ريانة الأرداف ألحاظها

سهم من الإبداع قد صوبا

لكن هوى قلبي وقد كان لي

قلب كباقي الناس هذي الظبا

أرآم هذا الحي من ‘ مدين ‘

‘ فالبدع ‘ ‘ فالبتراء ‘ حتى ‘ ظبا ‘

كم قائل : فر ألم يأته

لا أرنبا كنت ولا ثعلبا

وهل يفر الحر من خطة

ساقت عليه جيشها الالجبا

كذبا ودسا وافتراء اذن

فلست من قحطان او يعربا

آباء صدق اورثوا حضرتي

من الخصال الغر ما اعجبا

ان تكذب الانساب اصحابها

فصادق الاعمال لن يكذبا

من كل قرم شامخ انفه

ان سامه العلج هوانا ابى

لا ينحت الرزء له أثلة

من عزة النفس وإن أسهبا

خيال اطفالي وقد زرتني

غداه امس العيد مستعتبا

من كوخ ارهاقي وهذا الحمى

حذار بعد اليوم ان تقربا

فالناس انسانان من همه

ان يرتوي ذلا وان يلعب

وآخر تأبى عليه الحجا

الا بأن يشقى وان يتعبا

ما قيمة الالقاب منصوبة

والظهر بالخزي قد احدودبا !؟

كم مطلق العنوان القابه

ما حققت سؤلا ولا مطلبا

يستنسب الري بصفع القفا

يا بئس ما اختار وما استنسبا

وراسف بالقيد ما ينثني

يدأب حتى يبلغ المأربا

يا هند من حسبان قد بارق

رف رفيفا واضحا مسهبا

فهش للماضي وقد طالما

بذلك الماضي لقد شببا

فاستذرف العين فضنت على

أعينه الأدمع أن تسكب

من قصيدة يا فؤادي رحم الله الهوى للشاعر ابراهيم ناجي

ويحها لم تدر ماذا حطمت

حطمت تاجي وهدت معبدي

يا حياة اليائس المنفرد

يا يباباً ما به من أحد

يا قفاراً لافحاتٍ ما بها

من نجي يا سكون الأبد

أين من عيني حبيب ساحر

فيه نبل وجلال وحياء

واثق الخطوة يمشي ملكاً

ظالم الحسن شهي الكبرياء

كنت تدعوني طفلاً كلما

ثار حبي، وتندت مقلي

ولك الحق، لقد عاش الهوى

في طفلاً، ونما لم يعقل

وأرى الطعنة إذ صوبتها

فمشت مجنونة للمقتل

رمت الطفل، فأدمت قلبه

وأصابت كبرياء الرجل

من قصيدة من بدوي .. مع أطيب التمنيات للشاعر نزار قباني

أنا آسفٌ جداً..

هذي غلطةٌ كبرى بتاريخي،

ومن علامات الغباء..

هل ممكنٌ أن يهمل الإنسان وجهاً

تلتقي فيه السماء مع السماء؟

أنا آسفٌ جداً.. لفرط جهالتي

أنا شاعر الحب الذي لا يتقن الإعلان عن نزواته أبداً،

فإن عواطفي، ليست ثياباً في الهواء

أنا باطنيٌ – ربما- حتى العياء.

ومضرجٌ بغموضه حتى العياء.

قد لا أكون مهذباً، مثل الذين عرفتهم

ومعلباً مثل الذين عرفتهم

ومشمعاً.. وملمعاً..

مثل الذين عرفتهم.

لكنني أعطي دمي،

من أجل لحظة كبرياء..