قصيدة عن الأصدقاء
قصيدة الصديق
- يقول الشاعر عبد السلام الكبسي:
دلني
ياصديقي
على جادة الشعر
في كل منعطف رائق للعبارة
في زرقة البحر
والقاصرات السنابل
في غيمة يتكسر ياقوتها ويسيل العقيق
على شجن الجلنار الذي يتكرر
من حلم أشقر الصوت
يجمعنا في شتات المعاني
أو دلني
ياصديقي، بلا ثمن باهظ
للصديق البديل
الذي تكشف السر
ألف صديق
الصداقة
تمنحنا الخبز
والأصدقاء الأمان
ليس
للميت أي صديق
ولا للبخيل
إن
يوماً بلا أصدقاء ليوم طويل
والذي لا يسعه الذهاب وحيداً إلى البحر
لا يجهل المستحيل
نادراً
طعنة الظهر
ما يقتنيها لنا الغرباء
قصيدة الأصدقاء
- يقول الشاعر علي الدميني:
هؤلاء الذين يربّون قطعانهم في حشائش ذاكرتي
هؤلاء الذين يقيمون تحت لساني موائدهمْ
كالهواء الأخيرْ
مرةً أستعير لهم فرح امرأةٍ في الجريدة
تبكي عليّ
مرَةً أُطلق السهم نحوي
فأخشى عليهم جنون الصبيّ
ومراراً أغسلهم بالحدائق كي يتركوا جثتي في المياهْ
عارياً كقميصٍ بلا شفتينْ
نائماً في رفاتي كما أشتهي
سابحاً في صفاتي كما ينبغي
وأتوّجني سيداً وأميرْ
ولكِنْ
كيف لي أن أرى دون قطعانهم سترتي
فوق عرشي الضرير
قصيدة لنكن أصدقاء
- الشاعر نازك الملائكة:
لنكن أصدقاء
في متاهات هذا الوجود الكئيب
حيث يمشي الدمار ويحيا الفناء
في زوايا الليالي البطاء
حيث صوت الضحايا الرهيب
هازئاً بالرجاء
لنكن أصدقاء
فعيون القضاء
جامدات الحدق
ترمق البشر المتعبين
في دروب الأسى والأنين
تحت سوط الزمان النزق
لنكن أصدقاء
ألأكفّ التي عرفت كيف تجبي الدماء
وتحزّ رقاب الخلّيين والأبرياء
ستحسّ اختلاج الشعور
كلّما لامست إصبعاً أو يداً
والعيون التي طالما حدّقت في غرور
لنكن أصدقاء
نحن والحائرون
نحن والعزّل المتعبون
والذين يقال لهم “مجرمون”
نحن والأشقياء
نحن والثملون بخمر الرخاء
والذين ينامون في القفر تحت السماء
نحن والتائهون بلا مأوى
نحن والصارخون بلا جدوى
نحن والأسرى
نحن والأمم الأخرى
في بحار الثلوج
في بلاد الزنوّج
في الصحارى وفي كلّ أرض تضمّ البشر
كلّ أرض أصاخت لآلامنا
كلّ أرض تلقّت توابيت أحلامنا
ووعت صرخات الضجر
من ضحايا القدر
قصيدة إلى صديق
- يقول إيليا أبو ماضي:
فاحطم دواتك، واكسر القلما
- ما عزّ من لم يصحب الخذما
لا يحملون وتحمل الألما
- وارحم صباك الغضّ، إنّهم
أحسبت أنّك تسمع الرّمما
- كم ذا تناديهم وقد هجعوا
وكأنّ في آذانهم صمما
- ما قام في آذانهم صمم
أو أنت مّمن يخلق الهمما
- القوم حاجتهم إلى همم
أدباً وحاتم طيء كرما
- تاللّه لو كنت ابن ساعدة
والعلم رسططاليس والشّيما
- وبززت جالينوس حكمته
وشأوت أديسون معتزماً
- وسبقت كولمبوس مكتشفاً
وحبوتهم إيّاه منتظماً
- فسلبت هذا البحر لؤلؤه
وجعلت كلّ مبعّد أمماً
- وكشفت أسرار الوجود لهم
إني وجدت الحرّ متّهماً
- ما كنت فيهم غير متّهم
عرفتهم الدّنيا ولا نقماً
- هانوا على الدّنيا فلا نعماً
وكأنّما قد آثروا العدما
- فكأنّما في غيرها خلقوا
نصلوا فلا عرباً ولا عجماً
- أو ما تراهم، كلّما انتسبوا
والغرب ذو خطر وما زعما
- ليسوا ذوي خطر وقد زعموا
إنّ القويّ يهون منقسما
- متخاذلين على جهالتهم
وتراه أهون ما يرى ديما
- فالبحر يعظم وهو مجتمع
فإذا يناكر بعضه نهدما
- والسّور ما ينفكّ ممتنعاً
ما دام فيه الخلف محتكماً
- والشّعب ليس بناهض أبداً
في أمّة كلّ لا تشبه الأمما
- يا للأديب وما يكابده
والإثم كلّ إن كتما
- إن باح لم تسلم كرامته
والجهل إن يبك الحجى ابتسما
- يبكي فتضحك منه لاهية
ولسوف تمضي وهو ما علما
- جاءت وما شعر الوجود بها
اللّيث، لولا بأسه، اهتضما
- ضعفت فلا عجب إذا اهتضمت
كالبحر يأكل حوته البلما
- فلقد رأيت الكون، سنّته
أو يرحم الضّرغامه الغنما؟
- لا يرحم المقدام ذا خور
حتّى لأحسب بيننا رحما
- يا صاحبي، وهواك يجذبني
أن لا يكون الشّمل ملتئما
- ما ضرّنا، والودّ ملتئم
حبرا، ويقرأه أخوك دما
- النّاس تقرأ ما تسطّره
عضّ الأنامل بعدما ندما
- فاستبق نفسا، غير مرجعها
حتّى تكون الأرض وهي سما
- ما أنت مبدلهم خلائقهم
غرّاء يهتك نورها الظّلما
- زارتك لم تهتك معانيها
ونطقت لما استصحبوا البكما
- سبقت يدي فيها هواجسهم
كانت روائعهم لها خدما
- فإذا تقاس إلى روائعهم
سكران جدّ السّكر، محتشما
- كالرّاح لم أر قبل سامعها
ينسي القفار الأنيق الرسما
- يخد القفار بها أخو لجب
كأضالعي مملوءة ضرماً
- أقبسته شوقي فأضلعه
لو شئت لاستنزلتها كلما
- إنّ الكواكب في منازلها
قصيدة صديق للإمام الشافعي
قَرِيبٌ مِنْ عَدُوٍّ في الْقِيَاسِ
- صَدِيقٌ لَيْسَ يَنْفَعُ يَوْمَ بُؤْسٍ
ولا الإخوانُ إلا للتآسي
- وَمَا يَبْقَى الصَّدِيقُ بِكُلِّ عَصْرٍ
أخا ثقة ٍ فألهاني التماسي
- عمرتُ الدَّهرَ ملتمساً بجهدي
كَأنَّ أُنَاسَهَا لَيْسُوا بِنَاس
- تنكرتِ البلادُ ومن بجهدي
قصيدة إذا رضي الصديق من الصديق
- يقول الشاعر ابن الخيمي:
إذا رضي الصديق من الصديق
- بمتفق السلام على الطريق
فما يتزاوران بغير عذر
- ولا يتعاتبان على العقوق
فقد جعلا سلامهما عزاء
- على موت الصداقة والخفوق
قصيدة لَيْسَ الصَّدِيقُ الَّذِي تَعْلُو مَنَاسِبُهُ
- يقول الشاعر محمود سامي البارودي:
ليْسَ الصَّدِيقُ الَّذِي تَعْلُو مَنَاسِبُهُ
- بلِ الصديقُ الذي تزكو شمائلهُ
إنْ رابكَ الدهرُ لمْ تفشلْ عزائمهُ
- أَوْ نَابَكَ الْهَمُّ لَمْ تَفْتُرْ وَسائِلُهُ
يَرْعَاكَ فِي حَالَتَيْ بُعْدٍ وَمَقْرَبَة ٍ
- وَ لاَ تغبكَ منْ خيرٍ فواضلهُ
لا كالذي يدعى وداً، وباطنهُ
- من جمر أحقادهِ تغلي مراجلهُ
يذمُّ فعلَ أخيهِ مظهراً أسفاً
- لِيُوهِمَ النَّاسَ أَنَّ الْحُزْنَ شَامِلُهُ
وَ ذاكَ منهُ عداءٌ في مجاملة ٍ
- فَاحْذَرْهُ، وَاعْلَمْ بَأَنَّ اللَّهَ خَاذِلُهُ