أشعار حول الوطن
قصيدة لا بد أن أستأذن الوطن
- يقول الشاعر نزار قباني:
يا صديقتي
في هذه الأيام يا صديقتي
تخرج من جيوبنا فراشة صيفية تدعى الوطن
تخرج من شفاهنا عريشة شامية تدعى الوطن
تخرج من قمصاننا
مآذن… بلابل ..جداول ..قرنفل..سفرجل
عصفورة مائية تدعى الوطن
أريد أن أراك يا سيدتي
لكنني أخاف أن أجرح إحساس الوطن
أريد أن أهتف إليك يا سيدتي
لكنني أخاف أن تسمعني نوافذ الوطن
أريد أن أمارس الحب على طريقتي
لكنني أخجل من حماقتي
أمام أحزان الوطن
قصيدة أغنيات إلى الوطن
- يقول الشاعر محمود درويش:
1-جبين وغضب
وطني ! يا أيها النسرُ الذي يغمد منقار اللهبْ
في عيوني
أين تاريخ العرب؟
كل ما أملكه في حضرة الموت:
جبين وغضب
وأنا أوصيت أن يزرع قلبي شجرةْ
وجبيني منزلاً للقُبَّرهْ
وطني، إنا ولدنا وكبرنا بجراحك
وأكلنا شجر البلّوط
كي نشهد ميلاد صباحك
أيها النسر الذي يرسف في الأغلال من دون سببْ
أيها الموت الخرافيُّ الذي كان يحب
لم يزل منقارك الأحمر في عينيَّ
سيفاً من لهب
وأنا لست جديراً بجناحك
كل ما أملكه في حضرة الموت :
جبين … وغضب!
2- وطن
علِّقوني على جدائل نخلهْ
واشنقوني … فلن أخون النخلهْ
هذه الأرض لي… وكنت قديماً
أحلبُ النوق راضياً ومولَّهْ
وطني ليس حزمه من حكايا
ليس ذكرى، وليس قصةً أو نشيداً
ليس ضوءاً على سوالف فُلّهْ
وطني غضبة الغريب على الحزن
وطفلٌ يريد عيداً وقبلة
ورياح ضاقت بحجرة سجن
وعجوز يبكي بنيه .. وحلقهْ
هذه الأرض جلد عظمي
وقلبي…
فوق أعشابها يطير كنحلة
علِّقوني على جدائل نخلة
واشنقوني فلن أخون النخلة!
قصيدة يا رجاء الوطن
- يقول الشاعر خليل مطران:
يَا رَجَاءَ الوَطَنِ
- وَضِيَاءَ الأَعْيُنِ
إِنْ يَكُ البَدْرُ اسْتَوَى
- فَوْقَ عَرْشٍ فُكَنِ
مِصْرُ جَاءَتْ وَبِهَا
- بِالوَلاءِ البَينِ
إِنَّهَا نَهْوَاهُ فِي
- سِرِّهَا وَالعَلَنِ
غَفَرَ اللهُ بِهِ
- سَيِّئَاتِ الزَّمَنِ
وَنَفَى عَنْهَا بِهِ
- طَارِئَاتِ المِحَنِ
مَاذَا المِنَنْ
- مِنْ غَيْرِ حَصْرِ
أَيِّدْ وَصُنْ
- فَارُوقَ مِصْرِ
يَدْفُقُ النَّدَى
- مِنْ يَمِينِهِ
يَشْرُقُ الهُدَى
- مِنْ جَبِينِهِ
لِيَدُمْ جُدُّهُ
- عَالِياً سَرْمَدَا
وَيَطُلْ عَهْدُهُ
- مَا يَطُولُ المَدَى
قصيدة بلادي
- يقول الشاعر نزار قباني:
من لثغة الشحرور .. من
بحة نايٍ محزنة
من رجفة الموال .. من
تنهدات المئذنة
من غيمةٍ تحبكها
عند الغروب المدخنة
وجرح قرميد القرى
المنشورة المزينة
من وشوشات نجمةٍ
في شرقنا مستوطنة
من قصة تدور
بين وردةٍ .. وسوسنة
ومن شذا فلاحةٍ
تعبق منها (الميجنة)
ومن لهاث حاطبٍ
عاد بفأسٍ موهنة
جبالنا .. مروحةٌ
للشرق .. غرقى، لينة
توزع الخير على الدنيا
ذرانا المحسنة
يطيب للعصفور أن
يبني لدينا مسكنه
ويغزل الصفصاف
في حضن السواقي موطنه
حدودنا بالياسمين
والندى محصنه
ووردنا مفتحٌ
كالفكر الملونة
وعندنا الصخور تهوى
والدوالي مدمنة
وإن غضبنا .. نزرع
الشمس سيوفاً مؤمنة
بلادنا كانت .. وكانت
بعد هذا الأزمنة
قصيدة كلمات للوطن
- يقول الشاعر توفيق زياد:
مثلما كنت ستبقى يا وطن
حاضراً في ورق الدّفلى
وعطر الياسمين
حاضراً في التين، والزيتون
في طور سنين
حاضراً في البرق، والرعد
وأقواس قزح
في ارتعاشات الفرح
حاضراً في الشفق الدامي
وفي ضوء القمر
في تصاوير الأماسي
وفي النسمة .. في عصف الرّياح
في الندى والساقية
والجبال الشمّ والوديان، والأنهر
في تهليلة أمّ ..
وابتهالات ضحيّة،
في دمى الأطفال، والأطفال
في صحوة فجرٍ
فوق غاب السنديان
في الصّبا ، والولدنة
وتثنى السوسنة
في لغات الناس والطير
وفي كل كتاب
في المواويل التي
تصل الأرض
بأطراف السحاب
في أغاني المخلصين
وشفاه الضارعين
ودموع الفقراء البائسين
في القلوب الخضر
والأضلع،
في كل العيون
مثلما كنت ستبقى
يا وطن
حاضراً
كلّ زمانٍ
كلّ حين
مثلما كنت ستبقى يا وطن
حاضراً في كل جرحٍ
وشظيّة
في صدور الثائرين الصامدين
حاضراً في صور القتلى
وعزم الشهداء
في تباشير الصباح
وأناشيد الكفاح
حاضراً في كل ميدانٍ وساح
والغد الطالع
من..
نزف…
الجراح
نحن أصحابك فأبشر يا وطن
نحن عشاقك فأبشر يا وطن
ننحت الصخر ونبني ونعمّر
ونلوك القيد حتى نتحرر
نجمع الأزهار والحلوى
ونمشي في اللهيب
نبذل الغالي ليبقى
رأسك المرفوع .. مرفوعاً
على مرِّ الزمن
نحن أصحابك ..
عشاقك ..
فابشر،
يا وطن..!
قصيدة موطني الدنيا
- يقول الشاعر جورج جريس فرح:
مَوطني الدُّنيا
وَحُبُّ الخَلقِ ديني
وَسَلامُ الأرضِ إيماني
يقيني
ضَحْكَةُ الأطفالِ في عُرفيَ أشجى
مِن رَنينِ العُودِ
واللَّحْنِ الحَنونِ
ونَعيقُ البُومِ
في الأجْواءِ حُراً
لهو أحلى مِن غِنا الطيرِ السّجينِ
وَوُرودُ الرَّوْضِ
فَوْقَ الغُصُنِ
أبهى مِن وُرودٍ داخلَ الزِّقّ الثمينِ!
لا تقولوا: ذاكَ مَجنونٌ
وتمضوا
ليتَكم تَدرونَ بَعْضًا مِن جُنوني!
فاعذروني في هَوى قلبي
لأنّي أعْشَقُ الأحْجارَ في بَرٍّ أمينِ
أعشقُ الأمْطارَ والأنْسامَ
حتّى
أعْشَقُ الوَمَضاتِ
في صَفوِ العُيونِ
فاترُكوني
في غَرامي مُستَهيماً
وكِلوني
لسلامي وشُجوني
فإذا شِئْتُم
هَلمّوا، رافِقوني
بسَلامٍ خاطِبوني
وسَلامًا بادِلوني
واركَبوا بحريْ
ونَوئي وسَفيني
واحمِلوا حُبّي وهَمّي وشُجوني
وتعالَوا نزرعُ البَحْرَ سَلاماً
نفرشُ الأرضَ
بزَهرِ الياسَمين
قصيدة لا تلم كفي
- يقول الشاعر حافظ إبراهيم:
وَدَعاني مَوطِني أَن أَغتَدي
- عَلَّني أَقضي لَهُ ما وَجَبا
نَذبَحُ الدُبَّ وَنَفري جِلدَهُ
- أَيَظُنُّ الدُبُّ أَلّا يُغلَبا
قُلتُ وَالآلامُ تَفري مُهجَتي
- وَيكِ ما تَصنَعُ في الحَربِ الظِبا
ما عَهِدناها لِظَبيٍ مَسرَحاً
- يَبتَغي مُلهىً بِهِ أَو مَلعَبا
لَيسَتِ الحَربُ نُفوساً تُشتَرى
- بِالتَمَنّي أَو عُقولاً تُستَبى
أَحَسِبتِ القَدِّ مِن عُدَّتِها
- أَم ظَنَنتِ اللَحظَ فيها كَالشَبا
فَسَليني إِنَّني مارَستُها
- وَرَكِبتُ الهَولَ فيها مَركَبا
وَتَقَحَّمتُ الرَدى في غارَةٍ
- أَسدَلَ النَقعُ عَلَيها هَيدَبا
قَطَّبَت ما بَينَ عَينَيها لَنا
- فَرَأَيتُ المَوتَ فيها قَطَّبا
جالَ عِزرائيلُ في أَنحائِها
- تَحتَ ذاكَ النَقعِ يَمشي الهَيذَبى
فَدَعيها لِلَّذي يَعرِفُها
- وَاِلزَمي يا ظَبيَةَ البانِ الخِبا
فَأَجابَتني بِصَوتٍ راعَني
- وَأَرَتني الظَبيَ لَيثاً أَغلَبا
إِنَّ قَومي اسِتَعذَبوا وِردَ الرَدى
- كَيفَ تَدعونِيَ أَلّا أَشرَبا
أَنا يابانِيَّةٌ لا أَنثَني
- عَن مُرادي أَو أَذوقَ العَطَبا
أَنا إِن لَم أُحسِنِ الرَميَ وَلَم
- تَستَطِع كَفّايَ تَقليبَ الظُبا
أَخدِمُ الجَرحى وَأَقضي حَقَّهُم
- وَأُواسي في الوَغى مَن نُكِبا
هَكَذا الميكادُ قَد عَلَّمَنا
- أَن نَرى الأَوطانَ أُمّاً وَأَبا
مَلِكٌ يَكفيكَ مِنهُ أَنَّهُ
- أَنهَضَ الشَرقَ فَهَزَّ المَغرِبا
وَإِذا مارَستَهُ أَلفَيتَهُ
- حُوَّلاً في كُلِّ أَمرٍ قُلَّبا
كانَ وَالتاجُ صَغيرَينِ مَعاً
- وَجَلالُ المُلكِ في مَهدِ الصِبا
فَغَدا هَذا سَماءً لِلعُلا
- وَغَدا ذَلِكَ فيها كَوكَبا
بَعَثَ الأُمَّةَ مِن مَرقَدِها
- وَدَعاها لِلعُلا أَن تَدأَبا
فَسَمَت لِلمَجدِ تَبغي شَأوَهُ
- وَقَضَت مِن كُلِّ شَيءٍ مَأرَبا