أشعار عن الحب والشوق

الحب والشوق

الشوق هو نزوع النفس لشيء ما أو تعلقها به ينتج عن غياب الشيء بقصد التعبير عن مشاعر الحب والوفاء له، وهو الدليل القاطع والأوضح على الحب، ويعتبر من أحد درجاته المتطورة، حيث نشعر به عند غياب المحبوب ولو للحظات قليلة، أمّا الحب هو عبارة عن مشاعر، وعواطف، واهتمام، وتقدير تهيم في أرواحنا، وللحب درجات عدّة ومنها الهوى والعشق والهيام والود والشوق.

ما هاج شوقك من بلى الأطلال

جميل بثينة هو جميل بن عبد الله بن معمر من أكبر عشاق العرب، ومن أشهر شعراء العصر الأموي، واشتهر باسم جميل بثينة عاش في قبيلة عذرة التي تقع في وادي القرى بين بلاد الشام والمدينة، كان يحب ابنة عمه بثينة بنت حيان، ومن أجمل أشعاره بالشوق القصيدة الآتية:[١]

ما هاجَ شَوقكَ مِن بِلَى الأَطلالِ

بِالبَرقِ مَرَّ صَبَا وَمرَّ شَمَالِ

لَعِبَت بِجِدَّتِها الشَّمالُ وَصابَها

نَوءُ السماكِ بِمُسبِلٍ هَطَّالِ

جَرَّت بِها هُوجُ الرِّياحِ ذُيُولها

جَرَّ النِّساءِ فَواضِلَ الأَذيالِ

فَصرنَ عَن دُهمٍ تقادَم عَهدُها

وَبقِينَ في حِقَبٍ مِن الأَحوالِ

وَذَكرتُ رَبعاً حلَّ أَهلونا بِهِ

إِذ نَحنُ فِي حَلَقٍ هُناكَ حِلالِ

نَقِفُ الحَديثَ إِذا خَشِينا كاشِحاً

ونَلِطُّ حينَ نَخافُ بالأَمثَالِ

حتَّى تَفرَّقَ أَهلُنا عَن نِيَّةٍ

قُذُفٍ وآذَنَ أَهلُنا بِزَوالِ

بَانُوا فَبَانَ نَواعِمٌ مثلُ الدُّمَى

بِيضُ الوُجُوهِ يَمِسنَ في الأَغيَالِ

يعلمني الحب ألا أحب

محمود درويش هو أحد أهم الشعراء الفلسطينيين العرب، ولد عام 1941م في قرية البروة بفلسطين، وتوفي في الولايات المتحدة الأمريكية يوم السبت 9 آب عام 2008م، وله العديد من الدواوين والأشعار في الحب منها:[٢]

يُعلِّمُني الحُبُّ ألاَّ أحِبَّ وَأَنْ أفْتَحَ النَّافِذَهْ

عَلَى ضِفَّة الدَّرْبِ هَل تَسْتَطيعين أنْ تَخْرُجي مِنْ نداءِ الحَبَقْ

وَأَنْ تقسمِيني إلى اثْنَيْن أَنْتِ وَمَا يَتَبِقَّى مِنَ الأُغْنِيَهْ

وَحُبٌ هو الحُبُّ فِي كُلِّ حُبِّ أرى الحُبَّ مَوْتاً لِمَوْتٍ سَبَقْ

وَريحاً تُعَاوِدُ دَفْعَ الخُيُول إلَى أمِّهَا الرِّيحِ بَيْنَ السَّحَابَة والأوْدِيَهْ

أًلا تَسْتَطِيعينَ أَنْ تَخْرُجِي مِنْ طَنينِ دَمي كَيْ أْهَدْهِدَ هَذَا الشَّبقْ

وكَيْ أُسْحَبَ النَّحْلَ مِنْ وَرَق الوَرْدَةِ المُعْدِيهْ

وَحُبٌ هو الحُبُّ يَسْأًلُنِي كَيْفَ عَادَ النَّبِيذُ إلَى أْمِّه واحْتَرقْ

وَمَا أًعْذَبَ الحُبَّ حِينَ يُعذب حِينَ يُخرِّب نَرْجسَةَ الأْغْنيهْ

يُعَلِّمُني الحُب أن لاَ أُحِبَّ وَيَتْرُكُني في مَهَبِّ الوَرَقْ

أم الملائك والبدور

أحمد شوقي شاعر وأديب مصري ولد في السادس عشر من تشرين الأول سنة 1868م في مدينة القاهرة القديمة، ودرس الترجمة، وتخرج سنة 1887م، ثمّ درس الحقوق في فرنسا وجمع أحمد شوقي شعره في ديوانه الشوقيات، ومن أجمل أشعاره في الحب:[٣]

أُمّ الملائك والبدور

أهلا بهودجك الطهور

لما أقلَّك فاض من

نور الزيارة والمزور

عَطِر الستور كأنما

قد صيغ من تلك الستور

الله أكبر إذ طلع

ت على المدائن والثغور

أقبلتِ كالرزق الكري

م وكالشفاء وكالسرور

الشمس تُزهر في السما

ء وأنت أزهر في الخدور

وممالك ابنك تزدهي

ورعية ابنك في حبور

في موكب جم السنا

والعز مكِّىِّ العبير

لفت الزمانَ جلاله

بين التخطر والسفور

الناس فوق طريقه

كزحامهم يوم النشور

يمشون نحوكِ بالمصا

حف والذبائح والنذور

فكأنما قد بشَّروا

بالطهرعائشة البشير

طافوا بهودجها اغتنا

ما للمثوبة والأجور

يتساءلون عن العنا

ية كيف منّت بالظهور

وعن السعادة هل تجرّال

ذيل في الجمّ الغفير

ولقد أشرتِ براحتي

ك فكبَّروا ليدِ المشير

قال اليتيم عرفتها

وسما لها بصر الفقير

هلا مددت يد النوا

ل الجم للقبل الكثير

يا بنت إلهامي الذي

بهرالخلائق بالمهور

وبراحة فوق السحا

ب وفوق مقدرة البحور

كان المعظَم في الخوا

قين الأميرَ على الصدور

أما العزيز محمد

فثناؤه نور العصور

ضُربت به الأمثال في

فضل وفي كرم وخِير

وفتاكِ عند الحاثا

ت أقرّ حلما من ثبير

الدين والدنيا له

فضل من الله القدير

ملء المحافل ملء عي

ن زمانه ملء السرير

نسب خطير زانه

مانلتِ من حسب خطير

أمن الشموس حفيدتا

ك البرتَّان أم البدور

أم من كريمات الحسي

ن صباحه يوم النقور

فتحية وعطية

نور يسير بجنب نور

احبك حتى ترتفع السماء

كان نزار قباني ذكياً في استخدام الألفاظ والصور وكلماته تدخل النفس مباشرة دون تعقيد؛ لأنّها تنبع من إحساسٍ صادقٍ ومشاعر عفويةٍ، ومن أفضل اشعاره بالحب قصيدة أحبك حتى ترتفع السماء:[٤]

كي أستعيد عافيتي

وعافية كلماتي

وأخرج من حزام التلوث

الذي يلف قلبي

فالأرض بدونك

كذبةٌ كبيره

وتفاحةٌ فاسدة

حتى أدخل في دين الياسمين

وأدافع عن حضارة الشعر

وزرقة البحر

واخضرار الغابات

أريد أن أحبك

حتى أطمئن

لا تزال بخير

لا تزال بخير

وأسماك الشعرالتي تسبح في دمي

لا تزال بخير

أريد أن أحبك

حتى أتخلص من يباسي

وملوحتي

وتكلس أصابعي

وفراشاتي الملونة

وقدرتي على البكاء

أريد أن أحبك

حتى أسترجع تفاصيل بيتنا الدمشقي

غرفةً غرفة

بلاطةً بلاطة

حمامةً حمامة

وأتكلم مع خمسين صفيحة فل

كما يستعرض الصائغ

أريد أن أحبك يا سيدتي

في زمنٍ

أصبح فيه الحب معاقاً

واللغة معاقة

وكتب الشعر معاقة

فلا الأشجار قادرةٌ على الوقوف على قدميها

ولا العصافير قادرةٌ على استعمال أجنحتها

ولا النجوم قادرةٌ على التنقل

أريد أن أحبك

من غزلان الحرية

وآخر رسالةٍ

من رسائل المحبين

وتشنق آخر قصيدةٍ

مكتوبةٍ باللغة العربية

أريد أن أحبك

قبل أن يصدر مرسومٌ فاشستي

وأريد أن أتناول فنجاناً من القهوة معك

وأريد أن أجلس معك لدقيقتين

قبل أن تسحب الشرطة السرية من تحتنا الكراسي

وأريد أن أعانقك

قبل أن يلقوا القبض على فمي وذراعي

وأريد أن أبكي بين يديك

قبل أن يفرضوا ضريبةً جمركيةً

على دموعي

أريد أن أحبك يا سيدتي

وأغير التقاويم

وأعيد تسمية الشهور والأيام

وأضبط ساعات العالم

على إيقاع خطواتك

ورائحة عطرك

التي تدخل إلى المقهى

قبل دخولك

إني أحبك يا سيدتي

دفاعاً عن حق الفرس

في أن تصهل كما تشاء

وحق المرأة في أن تختار فارسها

كما تشاء

وحق الشجرة في أن تغير أوراقها

وحق الشعوب في أن تغير حكامها

متى تشاء

أريد أن أحبك

حتى أعيد إلى بيروت رأسها المقطوع

وإلى بحرها معطفه الأزرق

وإلى شعرائها دفاترهم المحترقة

أريد أن أعيد

لتشايكوفسكي بجعته البيضاء

ولبول ايلوار مفاتيح باريس

ولفان كوخ زهرة دوار الشمس

ولأراغون عيون إلزا

ولقيس بن الملوح

أمشاط ليلى العامريه

أريدك أن تكوني حبيبتي

حتى تنتصر القصيدة

على المسدس الكاتم للصوت

وينتصر التلاميذ

وتنتصر الوردة

وتنتصر المكتبات

على مصانع الأسلحة

أريد أن أحبك

حتى أستعيد الأشياء التي تشبهني

والأشجار التي كانت تتبعني

والقطط الشامية التي كانت تخرمشني

والكتابات التي كانت تكتبني

أريد أن أفتح كل الجوارير

التي كانت أمي تخبئ فيها

خاتم زواجها

ومسبحتها الحجازية

بقيت تحتفظ بها

منذ يوم ولادتي

كل شيءٍ يا سيدتي

دخل في الكوما

فالأقمار الصناعية

إنتصرت على قمر الشعراء

والحاسبات الالكترونية

تفوقت على نشيد الإنشاد

وبابلو نيرودا

أريد أن أحبك يا سيدتي

قبل أن يصبح قلبي

قطعة غيارٍ تباع في الصيدليات

فأطباء القلوب في كليفلاند

يصنعون القلوب بالجمله

كما تصنع الأحذية

السماء يا سيدتي أصبحت واطئة

والغيوم العالية

أصبحت تتسكع على الأسفلت

وجمهورية أفلاطون

وشريعة حمورابي

ووصايا الأنبياء

صارت دون مستوى سطح البحر

ومشايخ الطرق الصوفية

أن أحبك

حتى ترتفع السماء قليلاً

إنتصرت على قمر الشعراء

والحاسبات الالكترونية

تفوقت على نشيد الإنشاد

وقصائد لوركا وماياكوفسكي

وبابلو نيرودا

المراجع

  1. جميل بثينة، “ما هاج شوقك من بلى الأطلال”، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-18.
  2. محمود درويش (2005)، الاعمال الاولى (الطبعة الاولى)، لبنان-بيروت: رياض الريس للكتب والنشر، صفحة 166، جزء الثالث.
  3. احمد شوقي، ” أم الملائك والبدور”، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-18.
  4. نزار قباني، “أحبك حتى ترتفع السماء قليلا”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-18.