أشعار حب وغرام ورومانسية
لا تتركيني
وطني جبينك، فاسمعيني
لا تتركيني
خلف السياج
كعشبة برية،
كيمامة مهجورة
لا تتركيني
قمراً تعيساً
كوكباً متسولاً بين الغصون
لا تتركيني
حراً بحزني
واحبسيني
بيد تصبّ الشمس
فوق كوى سجوني،
وتعوّدي أن تحرقيني،
إن كنت لي
شغفاً بأحجاري بزيتوني
بشبّاكي، بطيني
وطني جبينك، فاسمعيني
لا تتركيني
سبتمبر
الشعر يأتي دائماً
مع المطر
ووجهك الجميل يأتي دائماً
مع المطر
والحب لا يبدأ إلا عندما
تبدأ موسيقى المطر
إذا أتى أيلول يا حبيبتي
أسأل عن عينيك كل غيمة
كأن حبي لك
مربوط بتوقيت المطر
مشاهد الخريف تستفزني
شحوبك الجميل يستفزني
والشفة المشقوقة الزرقاء تستفزني
والحلق الفضي في الأذنين يستفزني
وكنزة الكشمير
والمظلة الصفراء والخضراء تستفزني
جريدة الصباح
مثل امرأة كثيرة الكلام تستفزني
رائحة القهوة فوق الورق اليابس
تستفزني
فما الذي أفعله؟
بين اشتعال البرق في أصابعي
و بين أقوال المسيح المنتظر؟
ينتابني في أول الخريف
إحساس غريب بالأمان والخطر
أخاف أن تقتربي
أخاف أن تبتعدي
أخشى على حضارة الرخام من أظافري
أخشى على منمنمات الصدف الشامي من مشاعري
أخاف أن يجرفني موج القضاء والقدر
هل شهر أيلول الذي يكتبني؟
أم أن من يكتبني هو المطر؟؟
أنت جنون شتوي نادر
يا ليتني أعرف يا سيدتي
علاقة الجنون بالمطر
سيدتي
التي تمر كالدهشة في أرض البشر
حاملة في يدها قصيدة
و في اليد الأخرى قمر
يا امرأة أحبها
تفجر الشعر إذا داست على أي حجر
يا امرأة تحمل في شحوبها
جميع أحزان الشجر
ما أجمل المنفى إذا كنا معا
يا امرأة توجز تاريخي
وتاريخ المطر
أبثينَ، إنكِ ملكتِ فأسجحي
أبثينَ، إنكِ ملكتِ فأسجحي،
- وخُذي بحظّكِ من كريمٍ واصلِ
فلربّ عارضةٍ علينا وصلَها،
- بالجدِ تخلطهُ بقولِ الهازلِ
فأجبتها بالرفقِ، بعدَ تستّرٍ:
- حُبّي بُثينةَ عن وصالكِ شاغلي
لو أنّ في قلبي، كقَدْرِ قُلامَةٍ،
- فضلاً، وصلتكِ أو أتتكِ، رسائلي
ويقلنَ: إنكِ قد رضيتِ بباطلٍ
- منها فهل لكَ في اعتزالِ الباطلِ؟
ولَبَاطِلٌ، ممن أُحِبّ حَديثَه،
- أشهَى إليّ من البغِيضِ الباذِل
ليزلنَ عنكِ هوايّ، ثمَ يصلني،
- وإذا هَوِيتُ، فما هوايَ بزائِل
صادت فؤادي، يا بثينَ، حِبالُكم،
- يومَ الحَجونِ، وأخطأتكِ حبائلي
منّيتِني، فلوَيتِ ما منّيتِني،
- وجعلتِ عاجلَ ما وعدتِ كآجلِ
وتثاقلتْ لماّ رأتْ كلفي بها،
- أحببْ إليّ بذاكَ من متثاقلِ
وأطعتِ فيّ عواذلاً، فهجرتني،
- وعصيتُ فيكِ، وقد جَهَدنَ، عواذلي
حاولنني لأبتَّ حبلَ وصالكم،
- مني، ولستَ، وإن جهدنَ، بفاعلِ
فرددتهنّ، وقد سعينَ بهجركم،
- لماّ سعينَ له، بأفوقَ ناصلِ
يَعْضَضْنَ، من غَيْظٍ عليّ، أنامِلاً،
- ووددتُ لو يعضضنَ صمَّ جنادلِ
ويقلنَ إنكِ يا بثينَ، بخيلة ،
- نفسي فداؤكِ من ضنينٍ باخلِ
حب بلا حدود
يا سيِّدتي:
كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي
قبل رحيل العامْ
أنتِ الآن أهمُّ امرأةٍ
بعد ولادة هذا العامْ
أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ وبالأيَّامْ
أنتِ امرأة
صُنعَت من فاكهة الشِّعر
ومن ذهب الأحلام
أنتِ امرأة كانت تسكن جسدي
قبل ملايين الأعوام
يا سيِّدتي:
يالمغزولة من قطنٍ وغمامْ
يا أمطاراً من ياقوتٍ
يا أنهاراً من نهوندٍ
يا غاباتِ رخام
يا من تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ
وتسكنُ في العينينِ كسربِ حمام
لن يتغيرَ شيءٌ في عاطفتي
في إحساسي
في وجداني في إيماني
فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلام
يا سيِّدتي:
لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ وأسماء السنوات
أنتِ امرأةٌ تبقى امرأة في كلَِ الأوقاتْ
سوف أحِبُّك
عند دخول القرن الواحد والعشرين
وعند دخول القرن الخامس والعشرين
وعند دخول القرن التاسع والعشرين
وسوفَ أحبُّك
حين تجفُّ مياهُ البَحْر
وتحترقُ الغابات
يا سيِّدتي:
أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعر
ووردةُ كلِّ الحريات
يكفي أن أتهجى إسمَك
حتى أصبحَ مَلكَ الشعر
وفرعون الكلمات
يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلك
حتى أدخُلَ في كتب التاريخ
وتُرفعَ من أجلي الرايات
قراءة في وجه حبيبتي
وحين أحدّق فيك
أرى مدنا ضائعة
أرى زمنا قرمزيا
أرى سبب الموت والكبرياء
أرى لغة لم تسجل
وآلهة تترجل
أمام المفاجأة الرائعة
وتنتشرين أمامي
صفوفاً من الكائنات التي لا تسمى
وما وطني غير هذي العيون التي
تجهل الأرض جسما
وأسهر فيك على خنجر
واقف في جبين الطفولة
هو الموت مفتتح الليلة الحلوة القادمة
وأنت جميلة
كعصفورة نادمة
و حين أحدق فيك
أرى كربلاء
ويوتوبيا
وأقرأ لائحة الأنبياء
وسفر الرضا والرذيلة
أرى الأرض تلعب
فوق رمال السماء
أرى سبباً لاختطاف المساء
من البحر
والشرفات البخيلة
أُحِبُّكِ
أُحِبُّكِ حتَّى يَتِمَّ انْطِفَائي
بعَيْنَيْنِ، مثلَ اتَّسَاع السَمَاءِ
إلى أَنْ أغيبَ وريداً وريداً
بأعماق مُنْجَدِلٍ كَسْتَنَائي
إلى أَنْ أُحِسَّ بأنَّكِ بَعْضي
وبعضُ ظُنوني وبعضُ دمائي
أُحِبُّكِ غَيْبُوبةً لا تُفيقُ
أنا عَطَشٌ يستحيلُ ارتوائي
أنا جَعْدَةٌ في مَطَاوي قميصٍ
عَرَفْتُ بنَفْضَاتِهِ كِبْريائي
أنا عَفْوَ عَيْنَيْكِ أنتِ كلانا
ربيعُ الربيعِ عَطَاءُ العَطَاءِ
أُحِبُّكِ لا تَسْأَلي أيَّ دعوى
جَرَحْتُ الشُمُوسَ أنا بادِّعائي
إذا ما أُحِبُّكِ نَفْسي أُحِبُّ
فنحنُ الغِنَاءُ ورَجْعُ الغِنَاءِ