أشعار حب واعتذار

أضرمت نار الحب في قلبي

  • يقول أبو النواس:

أضْرَمْتَ نارَ الحبّ في قلْبي

ثمّ تبرّأتَ من الذّنْبِ

حتى إذا لَجّجْتُ بحرَ الهوَى

و طمّتِ الأمواجُ في قلبي

أفشيتَ سرّي ، وتناسيتني ،

ما هكذا الإنصافُ يا حبي

هبْنيَ لا أسطيعُ دفْع الهوَى

عنّي ، أما تخشى من الرّبّ؟!

حب تحت الصفر

  • يقول نزار قباني:

تموت القصيدة من شدة البرد..

من قلة الفحم والزيت..

تيبس في القلب كل زهور الحنين

فكيف سأقرأ شعري عليك؟

وأنت تنامين تحت غطاءٍ من الثلج..

لا تقرأين.. ولا تسمعين..

وكيف سأتلو صلاتي؟

إذا كنت بالشعر لا تؤمنين..

وكيف أقدم للكلمات اعتذاري؟

وكيف أدافع عن زمن الياسمين؟

جبالٌ من الملح.. تفصل بيني وبينك..

كيف سأكسر هذا الجليد؟

وبين سريرٍ يريد اعتقالي..

وبين ضفيرة شعرٍ تكبلني بالحديد؟

هو البحر.. يفصل بيني وبينك..

والموج، والريح، والزمهرير.

هو الشعر.. يفصل بيني وبينك..

فانتبهي للسقوط الكبير..

هو القهر.. يفصل بيني وبينك..

فالحب يرفض هذي العلاقة

بين المرابي.. وبين الأجير..

أحبك..

هذا احتمالٌ ضعيفٌ.. ضعيف

فكل الكلام به مثل هذا الكلام السخيف

أحبك.. كنت أحبك.. ثم كرهتك..

ثم عبدتك.. ثم لعنتك..

ثم كتبتك.. ثم محوتك..

ثم لصقتك.. ثم كسرتك..

ثم صنعتك.. ثم هدمتك..

ثم اعتبرتك شمس الشموس.. وغيرت رأيي.

فلا تعجبي لاختلاف فصولي

فكل الحدائق، فيها الربيع، وفيها الخريف..

هو الثلج بيني وبينك..

ماذا سنفعل؟

إن الشتاء طويلٌ طويل

هو الشك يقطع كل الجسور

ويقفل كل الدروب،

ويغرق كل النخيل

أحبك!.

يا ليتني أستطيع استعادة

هذا الكلام الجميل.

أحبك..

أين ترى تذهب الكلمات؟

وكيف تجف المشاعر والقبلات

فما كان يمكنني قبل عامين

أصبح ضرباً من المستحيل

وما كنت أكتبه – تحت وهج الحرائق –

أصبح ضرباً من المستحيل..

أبعث الآن اعتذاري وأنا

  • يقول إبراهيم ناجي:

أبعث الآن اعتذاري وأنا

حاضر بالقلب والروح معك

لك ظل مقتفٍ في خاطِري

حيثما سرت مضى فاتبعك

أنا لا أومن بالبعد ولا

أحسب المقدور مني نزعك

أنت لا تبرح عيني فلذا

لا تراني اليوم فيمن ودّعك

إعلان حب

  • يقول صالح الشاعر:

أعلنتُ حُبِّي لكِ واختياري

وواثقٌ أنا مِنَ انتِصاري

فلا تُفكِّري .. ولا تَثُوري

ولا تُشكِّكي .. ولا تُماري

قضاؤُكِ الْمَحتومُ أنْ تكُونِي

معي أنا .. في جنَّتِي وناري

إن تَهْرُبِي منِّي تَرَيْ ضَياعًا

فأنتِ كوكبِي .. وفي مَداري

وأنتِ من دونِي بلا حياةٍ

بلا عبيرٍ .. وبلا ثِمارِ

الْحُبُّ .. لو تدرينَهُ .. ربيعٌ

مُبْتسِمٌ ..كطلْعةِ النَّهارِ

كالنَّجمِ .. كالعبيرِ .. كالأمانِي

كالعُشبِ في السُّهولِ والبراري

وأنتِ يا حَبِيبَتي نَوالِي

بعد اشتياقي لكِ وانتظاري

أجْمَلُ مِمَّا كان في خيالِي

أثْمنُ من لآلئِ الْبِحارِ

أَرَقُّ مِن ندى الصباح .. أشْهَى

مِن عبقِ الزُّهورِ في ( أَذارِ )

مُبهِرةٌ أنتِ بِكُلِّ شيءٍ

فكيف أُخْفي عنكِ إنبهاري ؟

معي غَدَوْتِ .. فاسْلُكي سَبِيلي

مُختارةً .. وقَرِّري قراري

ولتقبلي حُبِّي .. فإنَّ حُبِّي

بَحْرٌ .. قرارُهُ بلا قرارِ

قلْبٌ يُحِبُّ دونَما شُروطٍ

هذي هِيَ الْحياةُ باخْتصارِ

اعتذار إلى ليلى

  • يقول أولاد أحمد:

عندما لا تجيئين

أزعم أنك جئت … ولم تجديني!

أقول:

غداً،

سأذوب بقهوتها

وأعوج على فمها

وأقول لها: سامحيني

وأبحث في النّحو عن سببٍ لأبّرر أمرين

مختلفين كأن:

لا تجيئي

وأحسب أنّك جئت .. ولم تجديني!

حب إستثنائي لامرأة إستثنائية

أعتذر إليك..

بالنيابة عن ابن الفارض، وجلال الدين الرومي،

ومحي الدين بن عربي..

عن كل التنظيرات.. والتهويمات.. والرموز..

والأقنعة التي كنت أضعها على وجهي، في

غرفة الحب..

يوم كان المطلوب مني..

أن أكون قاطعاً كالشفرة

وهجومياً كفهدٍ إفريقي..

أشعر برغبة في الإعتذار إليك..

عن غبائي الذي لا مثيل له..

وجبني الذي لا مثيل له..

وعن كل الحكم المأثورة..

التي كنت أحفظها عن ظهر قلب..

فبكيا كطفلين معاقبين.. وناما دون عشاء..

أعلنت في حب جمل أي إعلان

  • يقول ابن المظلل:

أَعْلَنْتُ في حُبِّ جُمْلٍ أَيَّ إِعْلاَنِ

وقد بَدَا شَأْنُها مِنْ بَعْدِ كِتْمَانِ

وقد سَعَى بيننا الوَاشُونَ واخْتَلَفُوا

حتَّى تَجَنَّبْتُها من غيرِ هِجْرَانِ

هَلْ أَبْلُغَنْها بِمثْلِ الفَحْلِ ناجِيَةٍ

عَنْسٍ عُذَافِرَةٍ بالرَّحْلِ مِذْعَانِ

كأَنَّها وَاضِحُ الأَقْرَابِ حَلأََّةٌ

عن ماءٍ مَاوَانَ رَامٍ بَعْدَ إِمْكَانِ

فَجَال هَافٍ كَسَفُّودِ الحَديدِ لَهُ

وَسْطَ الأَماعِزِ، منْ نَقْعٍ، جَنَابَانِ

تَهْوِي َسنابِكُ رِجْلَيْهِ مُحَنَّبَةً

في مُكْرَهٍ من صَفِيحِ القُفِّ كَذَّان

يَنْتَابُ ماءَ قُطَيَّاتٍ فَأَخْلَفَهُ

وكانَ مَوْرِدُهُ ماءً بِحَوْرانِ

تَظَلُّ فيه بناتُ الماءِ أَنْجِيَةً

كأَنَّ أَعْيُنَها أَشباهُ خِيلاَنِ

فلم يَهُلْهُ ولكنْ خاضَ غَمْرَتَهُ

يَشْفِي الغَلِيلَ بِعَذْبٍ غيرِ مِدَّانِ

وَيْلٌ أمِّ قومٍ رَأَيْنا أَمْسِ سَادَتَهُمْ

فِي حادِثاتٍ أَلمَّت خَيْرَ جِيرانِ

يَرْعَيْنَ غِبًّا وإِنْ يَقْصُرْنَ ظاهِرَةً

يَعْطِف كِرَامٌ علَى ما أَحْدَثَ الجانِي

والحارِثانِ إِلى غاياتِهِمْ سَبَقاً

عَفْواً كما أَحْرَزَ السَّبْقَ الْجَودانِ

والمُعْطِيانِ ابْتِغَاءَ الحمدِ مالَهما

والحمدُ لا يُشْتَرَى إِلاَّ بأَثْمَان

سامحيني

  • يقول عبده صالح:

سامحيني صغيرتي

فالحب لا أقوى عليه

فليس درباً من دروبي

ويوماً لم أسعى اليه

للحبِ أشياء غريبة

قد نصادف منها يوماً

قد تلاقي النفس لوماً

لكني دوماً

لن أقول بأنني يوماً أحب

فالحب ليس طريقتي

فسامحيني صغيرتي

اليوم أعرف أنكِ

تبغين شيئاً لايجول بخاطري

فلتغفري

ذنباً لقلبٍ يحتضر

ولنختصر كل الطرق

ولتمنحيني دمعةً

إن قالوا ..

ماتت كل الدموع بمقلتي

وسامحيني صغيرتي ..

ومضة حب

  • يقول عبد الرحمن العشماوي:

ما الحبُّ إلاَّ ومْضةٌ في خافِقي

بشُعاعِها يتألَّقُ الوجْدانُ

لولا الوَفاءُ لها لَمَاتَ وَمِيضُه

وَمُمِيتُها في قلبهِ الخُسرانُ

هيَ ومْضةٌ تجلو الظلامَ إذا سما

قصد المُحِبِّ وصانَها الإحسانُ

أمَّا إذا ساءتْ مقاصِدُ عاشقٍ

فهيَ اللَّظى في القلب و النيرانُ

ما الحُبُّ إلاَّ وَمضة لمَّاحة

بعطائِنا ووفَائِنا تزدانُ