أشعار حزينة عن الحب قصيرة

قصيدة أضرمت نار الحب في قلبي

يقول أبو نوّاس:

أَضرَمتَ نارَ الحُبِّ في قَلبي

ثُمَّ تَبَرَّأتَ مِنَ الذَنبِ

حَتّى إِذا لَجَّجتُ بَحرَ الهَوى

وَطَمَّتِ الأَمواجِ في قَلبي

أَفشَيتُ سِرّي وَتَناسيتَني

ما هاكَذا الإِنصافُ يا حِبّي

هَبنِيَ لا أَسطيعُ دَفعَ الهَوى

عَنّي أَما تَخشى مِنَ الرَبِّ

قصيدة يا قلب دع عنك الهوى قسراً

يقول ابن رواحة الحموِي:

يا قلب دع عنك الهوى قسراً

ما أنت منه حامد أمرا

أضعت دنياك بهجرانه

إن نلت وصلاً ضاعت الأخرى

قصيدة بكيت فما أجدى حزنت فما أغنى

يقول ابن سناء الملك:

بكيْتُ فما أَجْدى حَزِنْتُ فما أَغْنَى

ولابدَّ لي أَنْ أُجْهِدَ الدَّمع والحُزنَا

قَبِيحٌ قبِيحٌ أَنْ أَرَى الدَّمْع لاَ يَفي

وأَقبحُ مِنْهُ أَنْ أَرَى القَلْبَ لاَ يَفْنىَ

مضى الجَوْهَرُ الأَعْلَى وأَيُّ مُروءَة

إِذا ما ادَّخرْنا بعدَه العَرَضَ الأَدْنَى

ثكِلتْ خليلاً صِرْتُ من بَعْدِ ثُكْله

فُرَادَى وجاءَ الهمُّ من بَعدِه مَثْنَى

وقد كَانَ مَثْوىَ القَلبِ مَغْنى سرورِه

فقد خَرِبَ المثْوىَ وقد أَقْفَر المَغْنَى

قصيدة ولما مررت بدار الحبيب

ويقول ابن سناء الملك أيضاً:

ولما مررتُ بدارِ الحبيب

وقد خابَ من ساكنيها ظُنوني

حَطَتُ همومَ جُفُونِي بها ل

أَنَّ الدموعَ همُومُ الجُفُون

قصيدة إذا ذكرت زيداً ترقرق دمعها

يقول جرير:

إِذا ذَكَرَت زَيداً تَرَقرَقَ دَمعُها

بِمَطروفَةِ العَينَينِ شَوساءَ طامِحِ

تُبَكّي عَلى زَيدٍ وَلَم تَرَ مِثلَهُ

صَحيحاً مِنَ الحُمّى شَديدَ الجَوانِحِ

أُعَزّيكِ عَمّا تَعلَمينَ وَقَد أَرى

بِعَينَيكِ مِن زَيدٍ قَذىً غَيرَ بارِحِ

فَإِن تَقصِدي فَالقَصدُ مِني خَليقَةٌ

وَإِن تَجمَحي تَلقَي لِجامَ الجَوامِحِ

قصيدة أحبابنا ما لهذا الهجر من أمد

يقول ابن عنين:

أَحبابَنا ما لِهذا الهَجرِ مِن أَمَدِ

وَحَقّكُم عَزَّ صَبري وَاِنتَهى جَلَدي

أَبَيضَةُ الديكِ حَظّي مِن وصالِكُم

لا تَفعَلوا وَاِجعَلوها دَعوَةَ الأَبَدِ

فَلِلعَواذِلِ مِنّي حَظُّ شيعَتِهِ

يَومَ الوَليمَةِ لا يُلوي عَلى أَحَدِ

عَهدي بِهِ وَاليَدُ اليُمنى يَكُفُّ بِها

غَربَ المَدامِعِ وَالأُخرى عَلى الكَبِدِ

يَقولُ لِلخُبزِ لا يَبعُد مَداكَ وَلا

أَخنى عَلَيكَ الَّذي أَخنى عَلى لُبَدِ

قصيدة لا تعذليه فإن العذل يولعه

يقول ابن زريق البغدادي في قصيدته:

لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ

قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ

جاوَزتِ فِي لَومهُ حَداً أَضَرَّبِهِ

مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ اللَومَ يَنفَعُهُ

فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً

مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ

قَد كانَ مُضطَلَعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُ

فَضُيَّقَت بِخُطُوبِ المَهرِ أَضلُعُهُ

يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ

مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُهُ

ما آبَ مِن سَفَرٍ إِلّا وَأَزعَجَهُ

رَأيُ إِلى سَفَرٍ بِالعَزمِ يَزمَعُهُ

كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَمُرتحلٍ

مُوَكَّلٍ بِفَضاءِ اللَهِ يَذرَعُهُ

إِنَّ الزَمانَ أَراهُ في الرَحِيلِ غِنىً

وَلَو إِلى السَدّ أَضحى وَهُوَ يُزمَعُهُ

تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمه

للرزق كداً وكم ممن يودعُهُ

قصيدة لقد عذبتني يا حب لبنى

يقول قيس بن ذريح:

لَقَد عَذَّبتَني يا حُبَّ لُبنى

فَقَع إِمّا بِمَوتٍ أَو حَياةِ

فَإِنَّ المَوتَ أَروَحُ مِن حَياةٍ

نَدومُ عَلى التَباعُدِ وَالشَتاتِ

وَقالَ الأَقرَبونَ تَعَزَّ عَنها

فَقُلتُ لَهُم إِذَن حانَت وَفاتي

قصيدة أبكي وأبكي بإسفار وإظلام

تقول الهيفاء بنت صبيح القضاعية:

أبكي وَأبكي بإسفارٍ وَإظلام

عَلى فتىً تغلبيِّ الأصلِ ضرغامِ

لَهفي عَليه وَما لَهفي بنافعةٍ

إلّا تكافحُ فرسانٍ وأقوامِ

قُل لِلحُجَيبِ لَحاك اللَّه مِن رَجُلٍ

حُمّلتَ عارَ جميعِ الناس من سامِ

أَيقتل اِبنك بِعليّ يا اِبن فاطمةٍ

وَيشربُ الماء ذا أَضغاث أحلامِ

وَاللَّه لا زلتُ أَبكيهِ وَأَندبه

حتّى تَزورك أَخوالي وأعمامي

بِكلّ أَسمرَ لدن الكعب معتدلٍ

وكلّ أَبيضَ صافي الحدّ قمقامِ

قصيدة صبراً أبا عبد الإله عن التي

يقول ابن شكيل:

صَبراً أَبا عَبدِ الإِلَهِ عَنِ الَّتي

سَلَبَت جَميلَ الصَبرِ يَومَ تَوَلَّتِ

عَن دُرَّةٍ جَلى الضَريحُ جَمالَها

وَعَقيلَةٍ بِالمَكرُماتِ تَحَلَّتِ

حُجِبَت بِتُربِ القَبرِ عَن أَبصارِنا

لَكِنَّها بَينَ الجَوانِحِ حَلَّتِ

بَخِلَ الغَمامُ بِصَوبِهِ عَن تُربِها

فَسَقيتُها العَبَراتِ لَمّا اِنهَلَّتِ

عَزَّت عَلى الكُرَماءِ مِن مَفقودَةٍ

وَدَهَت مُصيبَتُها الجَلالَ فَجَلَّتِ

لَو تَستَبينُ الأَرضُ قَدرَ جَلالِها

بِكُمُ لَأَلقَت شَخصَها وَتَخَلَّتِ

رَيحانَةٌ ذَبَلَت وَقَرَّت أَعيُنٌ

أَلقَتكَ أَيامَ السُرورِ وَقَلَّتِ

حازَت بِكُمُ شَرَفَ العُمومَةِ فَاِنجَلَت

شَمساً دَهاها الكَسفُ حينَ تَجَلَّتِ

فَاِصبِر إِنَّ الحُرَّ مَن إِن تَدعُهُ

لِلصَبرِ طابَت نَفسُهُ وَتَسَلَّتِ

فَالمَوتُ أَمرٌ عَمَّ فينا حُكمُهُ

خَضَعَت لِعِزَّتِهِ الرِقابُ وَذَلَّتِ

كنت السواد لمقلتي

تقول فاطمة الزهراء -رضي الله عنها-:

كُنتَ السوادَ لِمُقلتي

يَبكي عليك الناظرُ

مَن شاءَ بعدكَ فَليَمُت

فَعَليك كنتُ أحاذرُ

قصيدة أحقاً يا حمامة بطن وج

يقول عروة بن حزام:

أَحَقَّاً يا حَمامَةَ بَطْنِ وَجٍّ

بهذا النّوحِ إِنّكِ تصدُقينا

غلبتُكِ بِالبُكاءِ لأَنَّ لَيْلي

أُواصِلُهُ وإِنَّكِ تهجعينا

وإِنّي إِنْ بكيتُ بكيتُ حقّاً

وإِنَّكِ في بكائِكِ تكذِبينا

فَلَسْتِ وإِنْ بكيتِ أَشَدَّ شوقاً

ولكنّي أُسِرُّ وتُعلِنينا

فَنُوحي يا حمامةَ بطنِ وَجٍّ

فقد هَيَّجْتِ مشتاقاً حزينا

قصيدة أفي كل يوم حبة القلب تقرع

يقول الأحوص الأنصاري:

أَفي كُلِّ يَومٍ حَبَّةُ القَلبِ تُقرَعُ

وَعَيني لِبَينٍ مِن ذَوي الوُدِّ تَدمَعُ

أَبِالجدِّ أَنّي مُبتَلىً كُلَّ ساعَةٍ

بِهَمٍّ لَهُ لَوعاتُ حُزنٍ تَطَلَّعُ

إِذا ذَهَبَت عَنّي غَواشٍ لِعَبرَةٍ

أَظَلُّ لأُخرَى بَعدَها أَتَوَقَّعُ

فَلا النَفسُ مِن تَهمامِها مُستَريحَةٌ

وَلا بِالَّذي يأَتي مِنَ الدَهرِ تَقنَعُ

وَلا أَنا بِالَّلائي نَسَبتُ مُرَزَّأٌ

وَلا بِذَوي خِلصِ الصَفا مُتَمَتِّعُ

وَأُولِعَ بي صَرفُ الزَمانِ وَعَطفُهُ

لِتَقطيعِ وَصل خُلَّةٍ حينَ تَقطَعُ

وَهاجَ ليَ الشَوقَ القَديمَ حَمامَةٌ

عَلى الأَيكِ بَينَ القَريَتَينِ تَفَجَّعُ

مُطَوَّقَةٌ تَدعو هَديلاً وَتَحتَها

لَهُ فَنَنٌ ذو نَضرَةٍ يَتَزَعزَعُ

وَما شَجوها كالشَجوِ مِنّي وَلا الَّذي

إِذا جَزِعَت مِثلَ الَّذي مِنهُ أَجزَعُ

فَقُلتُ لَها لَو كُنتِ صادِقَةَ الهَوى

صَنَعتِ كَما أَصبَحتُ لِلشَّوقِ أَصنَعُ

وَلَكِن كَتَمتِ الوَجدَ إِلا تَرَنُّماً

أَطاعَ لَهُ مِنّي فؤَادٌ مُرَوَّعُ

وَما يَستَوي باكٍ لِشَجوٍ وَطائِرٌ

سِوى أَنَّهُ يَدعُو بِصَوتٍ وَتَسجَعُ

فَلا أَنا مِما قَد بَدا مِنك فاعلَمي

أصبُّ بَعيداً مِنكِ قَلباً وَأوجَعُ

وَلَو أَنَّ ما أُعنى بِهِ كانَ في الَّذي

يؤَمَّلُ مِن مَعروفِهِ اليَومَ مَطمَعُ