قصيدة حزينة عن الحب
قصيدة لنفترق
- تقول الشاعرة نازك الملائكة:
لنفترق الآن ما دام في مقلتينا بريق
وما دام في قعر كأسي وكأسك بعض الرحيق
فعمّا قليل يطلّ الصباح ويخبو القمر
ونلمح في الضوء ما رسمته أكفّ الضجر
على جبهتينا
وفي شفتينا
وندرك أن الشعور الرقيق
مضى ساخراً وطواه القدر
لنفترق الآن ما زال في شفتينا نغم
تكّبر أن يكشف السر فاختار صمت العدم
وما زال في قطرات الندى شفة تتغنّى
وما زال وجهك مثل الظلام له ألف معنى
كسته الظلال
جمال المحال
وقد يعتريه جمود الصّنم
إذا رفع الليل كفيّه عنّا
لنفترق الآن أسمع صوتا وراء النخيل
رهيبا أجشّ الرنين يذكّرني بالرحيل
وأشعر كفّيك ترتعشان كأنّك تخفي
شعورك مثلي وتحبس صرخة حزن وخوف .
لم الارتجاف؟
وفيم نخاف؟
ألسنا سندرك عمّا قليل
بأن الغرام غمامة صيف
لنفترق الآن، كالغرباء، وننسى الشّعور
وفي الغد يشرق دهر جديد وتمضي عصور
وفيم التذكّر؟ هل كان غير رؤى عابرة
أطافت هنا برفيقين في ساعة غابرة؟
وغير مساء
طواه الفناء
وأبقى صداه وبعض سطور
من الشعر في شفتي شاعره؟
لنفترق الآن، أشعر بالبرد والخوف، دعنا
نغادر هذا المكان ونرجع من حيث جئنا
غريبين نسحب عبء ادّكاراتنا الباهته
وحيدين نحمل أصداء قصتنا المائته
لبعض القبور
وراء العصور
هنالك لا يعرف الدهر عنّا
سوى لون أعيننا الصامته
قصيدة أضرمت نار الحب في قلبي
يقول الشاعر أبو نواس:
أَضرَمتَ نارَ الحُبِّ في قَلبي
- ثُمَّ تَبَرَّأتَ مِنَ الذَنبِ
حَتّى إِذا لَجَّجتُ بَحرَ الهَوى
- وَطَمَّتِ الأَمواجِ في قَلبي
أَفشَيتُ سِرّي وَتَناسيتَني
- ما هاكَذا الإِنصافُ يا حِبّي
هَبنِيَ لا أَسطيعُ دَفعَ الهَوى
- عَنّي أَما تَخشى مِنَ الرَبِّ
قصيدة إلى اللقاء
- يقول الشاعر مانع سعيد العتيبة:
أأنكِرُ دمعَ عيني إن تداعا
- وأصطنِعُ ابتساماتي اصطناعا
نَعَم إنّي حزينٌ يا حبيبي
- فأيامُ اللقاء مضت سراعا
وها هي ساعةُ التوديع حلت
- ورُبّانُ النّوى نَشَرَ الشراعا
لجأتُ إلى التجلّدِ غير أنّي
- وجدتُ الصبرَ قد ولّى وضاعا
رَفَعتُ بيأسِ مهزوم ٍذراعي
- وأثقلَ حُزنُ أعماقي الذراعا
وتمتمتِ الشفاهُ ولستُ أدري
- أقلتُ إلى اللقاء أم ِ الوداعا؟
نَظَرتُ إليكَ نظرةَ مستجيرٍ
- ولم ألقَ الحمايةَ والدفاعا
ففي عينيكَ كان الحزنُ سيفا ً
- يُهَدِدُني ويملؤني ارتياعاً
وكان الدمعُ يَصقُلهُ فألقى
- لهُ في بحرِ عينيكَ التماعاً
ولم أنطق ففوقَ فمي جبالٌ
- من الآهاتِ تُسكتُهُ التياعا
أكُلُّ موَدّع خِلاً يعاني؟
- ويجترع الأسى مثلي اجتراعاً؟!
على جسرِ الفراقِ وَقَفتُ أرجو
- فؤادي أن يعودَ فما أطاعا
ولمّا غبت عنّي يا حبيبي
- وغادَرتَ المنازل والبقاعا
رأيتُ الليلَ يَملؤُني ظلاماً
- فَلَم يَترُك لتعزيتي شُعاعاً
وصبّت مقلتاي الدّمع حتّى
- غَدا كالسيلِ دَفقا ًواندفاعاً
وقُلتُ بحُرقَةٍ لا جف دمعي
- ولا شَهِدَ انحباساً وانقطاعاً
إلى أن يجمع الرحمنُ شملاً
- لنا فنُعيدُ وصلاً واجتماعاً
ولستُ بمنكر ياخِلُّ دمعي
- وفوقَ الوجهِ لن أضعَ القناعا
ولستُ بأول العشاقِ حتى
- أحاوِلُ كتمَ آهاتي خِداعاً
عرفتُ الحبَّ درباً للمعالي
- ولم أقبلهُ ذُلاً واختضاعاً
وما كنتُ الذي يخشى الليالي
- وما قَبِلَ الشجاعُ لها انصياعاً
ولي قلبٌ بحتفي لا يبالي
- وما هَزَمَ الرَّدَى قَلباً شجاعاً
ولم أقنع بغيرِ الحُبِّ تاجا ً
- فلمّا جاءَ زِدتُ بكَ اقتناعاً
لأنّك يا حبيبي تاجُ حُبّي
- وتاجُ الحُبِّ فرضٌ أن يُراعى
وما عرف الهوى إلاّ كَريمٌ
- فَزَادَ بهِ عُلُواً وارتفاعاً
ولم يَكُ مٌنذُ بدءِ الخَلقِ إل
- كَزادٍ من تعالى عنه جاعا
فيا ربّاهُ هل ستطيلُ عمري
- لألقى الحُبَّ بين الناسِ شاعا
حبيبي أمسِ كانَ الوجدُ سِرّاً
- ويَومَ فِراقِنا دمعي أذاعا
رَحيلكَ أشعلَ النيرانَ فين
- وإن أشعلتَ عُودَ الهندِ ضاعا
وأَرسلَ طيبَهُ في كلِّ قلبٍ
- لينتزعَ الأسى مِنهُ انتزاعاً
عزائي أن صوتك سوف يأتي
- فأمنحُهُ من القلبِ استماعا
وأطربُ كلَّ يَومٍ لاتصال ٍ
- إذا لم يَكُ وَصلكَ مستطاعا
قصيدة يا سعد قلبي حزين
- يقول الشاعر إبن علوي الحداد:
يا سعد قلبي حزين
- على فراق الربوع
قد زاد منه الحنين
- وساعدته الدموع
ناديت هل من معين
- بدمعة والخشوع
من كل عاشق مكين
- قد طال منه النزوع
إلى عريب الحمى
- النازلين الكثيب
فيهم عذيب اللمى
- فردا جمال الغريب
رماه لما رمى
- قلبي بسهم مصيب
فصار مثلي رهين
- طول الزمان يلوع
مسكين ما له قرار
- ولا لقلبه سكون
الليل مثل النهار
- والوقت كله شجون
والقصد خلع العذار
- عنده وطي الشؤون
واليوم مثل السنين
- والوتر مثل الجموع
يا هل لأيامنا
- بالمنحنى والنقا
من عودة بالهنا
- لكي يزول الشقا
وينمي ذا العنا
- بالقرب ثم اللقا
أرجو القوي المتين
- ربي إليه رجوع
قصيدة الفراق الجميل
- يقول الشاعر كريم معتوق:
لا أحملُ العُقَد القديمةَ
فالسلامُ على ضياعكِ من دمي
سكتَ الكلامْ
فلتأذني لي مرةً أخرى لأعُلنَ سرَّ غربتنا
وسرَّ حكايةٍ عبرتْ موشحةً بأغطيةِ الظلامْ
قالوا حرامْ ..
فقلتُ إنْ نبقى حرامْ
حزنٌ يجرُ الحزنَ
يأسٌ دائمٌ خوفٌ
عذابٌ مُنتقى، زيفٌ
وألوانُ الكآبةِ بانسجامْ
لا تنتهي قصصُ الهوى دوماً
بوردٍ أحمرٍ أو أبيضٍ
أو غصنِ زيتونٍ وأسرابِ الحمامْ
نحن ارتضينا قصةً أُخرى
فراقٌ رائعٌ
لا ينحني للشوقِ والذكرى، ويقبلُ بالملامْ
نحن ابتدعنا غربةً كُبرى
وصلينا صلاةَ الهجرِ
كانتْ حفلةً كُبرى وكنتُ بها الإمامْ
واتفقنا ..
قبلَ هذا اليومِ لا أذكرُ أنْ نحن اتفقنا
غيرَ أن نُمعن في قتلِ هوانا المستهامْ
وتراضينا على النسيانِ
أنجبنا حنيناً ميتاً
قومي ..
ركامُ اليوم يستدعيكِ أن تأتين تابوتاً
ركاماً أو حطامْ
لا صدرَ بعد اليومِ يحضننا
ولا كفٌ إذا ما لامَسَتْ كفا ً
تنامي دفءُ ملحمةٍ وأسرارٍ
يُهدهدها الوئامْ
قومي ..
تبلدتْ المشاعرُ والكلامُ له فطامْ
نحن اصطفينا عنفَ خيبتنا
وجارينا البرودةَ في مشاعرنا
وأبرمنا عقودَ الهجرِ حتى تنتهي الدنيا
ويلفظنا الأنامْ
واشتبكنا ..
لا نرى فَجر خلاصٍ
فهوينا للأعالي
كقتيلينِ على الأفق ننامْ