أشعار حب وشوق

ريتا والبندقية

بين ريتا وعيوني بندقيهْ

والذي يعرف ريتا، ينحني

ويصلي

لإلهٍ في العيون العسليّهْ!

وأنا قبّلت ريتا

عندما كانت صغيرة

وأنا أذكر كيف التصقتْ

بي، وغطّت ساعدي أحلى ضفيره

وأنا أذكر ريتا

مثلما يذكر عصفورٌ غديره

آه ريتا

بيننا مليون عصفور وصوره

ومواعيد كثيره

أطلقتْ ناراً عليها بندقيّهْ

اسمُ ريتا كان عيداً في فمي

جسم ريتا كان عرساً في دمي

وأنا ضعت بريتا سنتينِ

وهي نامت فوق زندي سنتين

وتعاهدنا على أجمل كأس، واحترقنا

في نبيذ الشفتين

وولدنا مرتين

آه ريتا

أي شيء ردّ عن عينيك عينيَّ

سوى إغفائتين

وغيوم عسليّهْ

قبل هذي البندقيهْ

كان يا ما كان

يا صمت العشيّهْ

قمري هاجر في الصبح بعيداً

في العيون العسليّهْ

والمدينة

كنست كل المغنين، وريتا

بين ريتا وعيوني بندقيّهْ

الموعد الأول

شدّت على يدي

ووشوشتني كلمتين

أعزّ ما ملكته طوال يوم:

سنلتقي غداً

ولفّها الطريق

حلقت ذقني مرتين

مسحت نعلي مرتين

أخذت ثوب صاحبي وليرتين

لأشتري حلوى لها وقهوة مع حليب

وحدي على المقعد

والعاشقون يبسمون

وخافقي يقول:

ونحن سوف نبتسم

لعلّها قادمة على الطريق

لعلّها سهت

لعلّها لعلّها

ولم تزل دقيقتان

النصف بعد الرابعة

النصف مر

وساعة … وساعتان

وامتدت الظلال

ولم تجيء من وعدت

في النصف بعد الرابعة

ظمئت إلى النبع بين المروج

ظمِئتُ إلى النُّور، فوقَ الغُصونِ

ظمِئتُ إلى الظِلِّ تحْتَ الشَّجر

ظَمِئتُ إلى النَّبْعِ، بَيْنَ المُروجِ

يُغَنّ ويّرْقُصُ فَوْقَ الزّهَر

ظَمِئتُ إلى نَغَمَاتِ الطُّيورِ،

وهَمسِ النَّسيم، ولَحْنِ المَطر!

ظَمِئتُ إلى الكونِ، أيْنَ الوُجودُ

وأنَّي أرَى العالَمَ المنتظر

زدني بفرط الحب فيك تحيرا

زِدني بفَرطِ الحُبّ فيك تَحيّرا

وارحَم حشىً بلَظى هواكَ تسعّرا

وإذا سألُتك أن أراك حقيقةً

فاسمَح ولا تجعل جوابي لن ترى

يا قلبُ أنت وعدتني في حُبّهم

صبراً فحاذر أن تَضيق وتضجرا

إنَّ الغرامَ هوَ الحياةُ فمُت بِهِ

صَبّاً فحقّك أن تموت وتُعذرا

قُل للّذينَ تقدَموا قبلي ومَن

بَعدي ومَن أضحى لأشجاني يَرى

عني خذوا وبي اقتدوا ولي اسمعوا

وتحدّثوا بصبابتي بينَ الوَرى

ولقد خلوتُ مع الحبيب وبيْننا

سرٌّ أرقّ من النسيم إذا سرى

وأباح طَرفي نَظرةً أمّلتُها

فَغدوتُ معروفاً وكُنت مُنَكَّرا

فدُهشتُ بين جماله وجَلاله

وغدا لسانُ الحال عنّي مُخبرا

فأَدرْ لحاظكَ في محاسنِ وجهه

تَلقى جميعَ الحُسنِ فيه مُصوَّرا

لو أنّ كلّ الحُسن يكمُلُ صُورةً

ورآهُ كان مُهللاً ومُكبرا

سرى ليلاً خيال من سليمى

سَرى ليلاً خيالٌ من سُليمى

فأَرَقني وأصحابي هُجُود

فبتُّ أُديرُ أَمري كلَّ حالٍ

وأَرقُبُ أَهلَها وهُم بعيدُ

عَلى أَن قَد سَما طَرفي لِنارٍ

يُشبُّ لها بذي الأَرطى وَقودُ

حواليها مهاً جُمُّ التَّراقي

وأَرآمٌ وغِزلانٌ رُقودُ

نَواعمُ لا تُعالجُ بُؤس عَيشٍ

أَوانسُ لا تُراحُ ولا ترُودُ

يَزُحنَ مَعاً بطاءَ المَشي بُدّاً

عليهنَّ المجاسدُ والبُرُودُ

روحي للقاك يا مناها اشتاقت

رُوحي للقاك يا مُناها اشتَاقَت

والأرضُ عليّ كاختيالي ضَاقت

والنفسُ لَقَد ذابَت غراماً وجوىً

في جنب رضاك في الهوى ما لاقَت

كمقهى صغير هو الحب

كمقهى صغير على شارع الغرباء

هو الحب يفتح أَبوابه للجميع

كمقهى يزيد وينقص وَفْق المناخ:

إذا هَطَلَ المطر ازداد روَّاده،

وإذا اعتدل الجوّ قَلّوا ومَلّوا

أَنا هاهنا يا غريبة فى الركن أجلس

ما لون عينيكِ؟ ما اَسمك؟ كيف

أناديك حين تمرِّين بى، وأَنا جالس

فى انتظاركِ؟

تمطر أكثر من أى يوم، ولا تدخلينَ

أَقول لنفسى أَخيرا: لعلَّ التى كنت

أنتظر انتظَرتْني أَو انتظرتْ رجلاً

آخرَ انتظرتنا ولم تتعرف عليه/ عليَّ،

وكانت تقول: أَنا هاهنا فى انتظاركَ

ما لون عينيكَ؟ أَى نبيذٍ تحبّ؟

وما اَسمكَ؟ كيف أناديكَ حين

تمرّ أَمامي

كمقهى صغير هو الحب